أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لبنى دانيال .. الغوص في عمق الوجدان والتألق مع نبع الشعر !














المزيد.....

لبنى دانيال .. الغوص في عمق الوجدان والتألق مع نبع الشعر !


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 23:10
المحور: الادب والفن
    






تتألق وتتهادى مع نبع الشعر الذي ارسل ضفائره وأهداها الى روحها الهائمة ، وتغوص في بحر الوجدان والاحساس ، تكتب بكل الكلمات وبكل الوان النبض والبوح ، هي لبنى فريد دانيال ، الصوت الشعري الرومانسي الحالم القادم الينا من ربى وسماء الناصرة ، التي تمتلك أدوات الشعر وتتميز برهافة الحس والسلاسة والانسيابية والصدق الفني ، وبلغتها الشعرية الواضحة الى حد المباشرة دون ابهام وتعقيد ورموز واحاجي .

لبنى شاعرة شابة اقتحمت عالم الابداع وبوابة الشعر بكل جرأة وثقة ، وشكلت الكتابة الشعرية هاجسها وأسلوبها وأدواتها في التعامل مع محيطها ، وكم قالت لي في حوار اجريتها معها حول تجربتها الابداعية قبل سنوات :" القصيدة تكتبتي قبل ان أكتبها ، وأحلامي التي تولد كل يوم هي ملهمتي " .

عرفنا لبنى من خلال قصائدها التي نشرتها في

الصحف المحلية ، وخاصة صحيفة " الاتحاد" العريقة ، وفي عدد من المواقع الالكترونية ، وفي ديوانيها " هنا ارضي " و" خطى " .

ولدت لبنى دانيال في الخامس والعشرين من العام ١٩٧٥ في مدينة الناصرة ، وانهت دراستهاالثانوية في المدرسة الاكليرية ، ثم تعلمت في الجامعة العبرية في القدس بموضوع علم الاجتماع ، وتعمل عاملة اجتماعية .

نصوص لبنى دانيال متعددة ومتنوعة بمواضيعها بالغة الأهمية والاتساع ، الوطنية والوجدانية والعاطفية الحزينة ، وتبث فيها لواعج نفسها وخلجات روحها ونبضات قلبها ومشاعرها الفياضة بالانسانية والحب والأمل ، ورؤيتها العامة تتشكل من بعدين هما البعد الوطني والبعد العاطفي ، فيمتزجان امتزاجاً عضوياً بارعاً ، الأمر الذي يضمن لها درجة عالية من النضج والعمق والتكامل .

ان المتأمل في شعر لبنى دانيال يدرك تماماً انها تدمج بين الخاص والعام ، فينبثق من همها الذاتي الهم العام ، فمأساتها التي تحيا جزء من مأساة وطنها ، ونصيبها من نصيب هذا الوطن وأرضه . ويحتل الحب والوطن مساحة شاسعة من هواجس لبنى دانيال ، وتحمل قصائدها في ثناياها كل معاني الطبيعة الأرض وقق والوطن والعشق والانسان والمحبة .

وقصائد لبنى دانيال عذبة ممتعة رائعة تحقق لها التميز والتفوق ، وتتدفق منها الألفاظ الرقيقة المموسقة ذات الايقاع المنساب ، وهي قصائد تتراوح بين الوجدانية والتأملية ، وتستلهم الذات والإحلام ، وتنضح بالحيوية ، وتصطبغ بروح انسانية مفعمة بصدق العاطفة والتوهج العاطفي ، وتشكل الارض موتيفاً وموضوعاً اساسياً فيها ، وهو ملمح للشعر الفلسطيني منذ النكبة وحتى اليوم ، فتقول :

يا وطني لو كان بمقدرتي

لهدمت السور

وعمرت الأرض البور .

والحب في شعر لبنى دانيال قوي ولطيف وراق ، فيه الاحساس الصادق ، فهي شاعرة تعرف كيف تحب الحياة والانسان والطبيعة والوطن ، وكيف تكون أسيرة للحب والهيام ، انها تجمع في قصائدها حب المكان ، وحب الانسان ، وحب الجمال ، وحب الطبيعة ، وحب الشعر المسيطر في كل مكان في كيانها ، تعبر به ومعه كل ما تختلج به نفسها ونبضها .

وتعج قصائدها في الحب والوطن بالصور والمفردات الشعرية الراقية المتدفقة المعبرة الوفية لاصلها وأصولها .

ان اصالة لبنى دانيال وتجربتها الكتابية اكسبت قصيدها طابع البساطة والرقة ، وهي تبعث في المفردة المنتقاة نبضاً متجدداً ، غنياً بالايحاءات والدلالات الفنية .

ومن يقرأ نصوصها يلمس انها تتميز بالصدق والطابع الرومانسي ، والشفافية ، تزخر بالمعاني العميقة والصور الشعرية المشرقة المكثفة باضوائها الساحرة ، وتتصف بالرقة والانسيابية .

ما يميز لبنى دانيال هو الدفء الذي ينبعث من سطور قصائدها التي تلاطف كيان القارئ وحسه الفني .

وهذا الدفء الكامن في شخصيتها يرافقها طوال حياتها ، ولذلك فهو ظاهر وبارز في ديوانيها ، انها تتسم بالثقة والنضج والحب واللطف والصدق العفوي والدفء ، ما يدل على ان لبنى لم تتغير بطابعها واحساسها ورؤاها ، فهي الانسانة صاحبة القيم ، العاشقة اللطيفة المحبة بعقلها وفلبها وعواطفها ، الصديقة الصدوقة ، المثقفة ، القارئة ، الملتزمة فكرياً وسياسياً ، والوطنية الحقيقية ، الروحانية الصوفية ، والشاعرة التي تفيض شاعرية وابداعاً واحساساً .

صور لبنى دانيال الشعرية الفنية ، نابضة بالحياة ، مبنية على مستويين، حقيقية ومجازية ، تذوب بينهما الفواصل والنقاط وعلامات الاستفهام والتعجب ..!

انها تلجأ الى استخدام الكلام الرقيق الناعم الواضح شبه المباشر ، ولكنها لم تجدد على مستوى الشكل أو المحتوى ، وانما نجدها تحافظ على نمط الشعر الوجداني الانساني .

أما لغتها فناصجة ، سلسة ، تصبغها الجمالية والموسيقى التي تسحر الفؤاد والقارئ وتجعله يتذوق جمالاً سلساً ووجدانياً ، بينما الدفء فيلهب قصيدها وينقله للناس ليتذوقوه .

فتحية للبنى دانيال وللشعر الوجداني والانساني الذي تكتبه ، مع التمنيات لها بالتقدم والنجاح ، والمزيد من العطاء والانتاج في مجال الشعر والأدب لما فيه خير الحركة الشعرية والأدبية ومجتمعنا العربي ، ولك الحياة .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفل تابين لراهب كنعان الشاعر والمفكر الفلسطيني أحمد حسين
- في الشأن الفلسطيني ..!!
- بشرى اتفاق القاهرة ..!!
- - ذريني مع الريح - باكورة أعمال الشاعر عبد القادر عرباسي
- في ذكرى وفاته ال ( ٣٧) : عبد الكريم الكرمي ( أبو ...
- باقة زهر فلسطينية الى الشاعر البروفيسور فاروق مواسي في عيده ...
- حين يكتب الشاعر صالح أحمد كناعنة قصيدته ..!!
- حليمة عقل اغبارية ..كفاح عريق وانموذج لريادية تمتلك الهام ال ...
- استقلال بلادنا شاعرة متأججة بالصدق العفوي
- أغنية - دمي فلسطيني - التي اثارت غضب الوزارة ..!!
- عندما يغدو المبدع - كافراً - ..!!
- حوار فكري ثقافي مع الكاتب والناقد شاكر فريد حسن ابن مصمص
- قضايا المصير العربي ..!!؟
- - عبق الحنين - نصوص شعرية أخاذة للشاعرة الفلسطينية جميلة شحا ...
- في حوار مع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية ابتسام أبو واصل محامي ...
- غازي قاسم يكتب الشعر بقلم الوردة والشمس..!
- في مواجهة الخطاب الطائفي ..!
- مع الكاتبة والصحفية الفلسطينية لطيفة اغبارية
- في مسألة تجديد الخطاب الديني ..!
- دوريس خوري شاعرة الحنين والوطن والمنفى ..!


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - لبنى دانيال .. الغوص في عمق الوجدان والتألق مع نبع الشعر !