أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - - ذريني مع الريح - باكورة أعمال الشاعر عبد القادر عرباسي














المزيد.....

- ذريني مع الريح - باكورة أعمال الشاعر عبد القادر عرباسي


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 12:40
المحور: الادب والفن
    




أهداني الصديق الشاعر عبد القادر عرباسي " أبو صخر " ، ابن كفر قرع ، ديوانه الشعري الأول " ذريني مع الريح " الصادر حديثاً ، ويضم بين دفتيه قصائد تمتد على سنوات ، تراوح بين الشعر والنثر والاهزوجة ، وتتناول موضوعات شتى ، سياسية ووطنية وانسانية ووجدانية ورومانسية ، فيها نبض وحياة .

جاء الديوان في ٢٥٠ صفحة من الحجم المتوسط والورق الصقيل وفي طباعة انيقة ، ولكن يتقصه الفهرس ، ويهديه الى " عيون سكنت اليها روحي ووجدت بها وطن " .

كتب توطئة الديوان د. أسامة مصاروة مشيراً الى " أن هناك شعوران او احساسان يتقاسمانه ويحاولان السيطرة عليه من ناحية . واحدة نجده مؤمناً بأن النصر سيكون في النهاية حليف شعبه ووطنه ، نراه اذا يتغنى بوطنه وبعشقه لهذا الوطن وهو عشق مطلق لا حدود له على الرغم من الوضع المأساوي الذي يمر به والذي يزرع في قلبه وروحه اي احساس باليأس والاحباط ، سيظل التفاؤل السمة الغالبة على مشاعره ، لكن مثله كمثل غيره من الوطنيين الأحرار ، يقع مراراً فريسة للتشاؤم الذي يفرضه الوضع العربي الراهن ، وضع يمزق قلب كل وطني مخلص لوطنه وشعبه وأمته لذلك نرى الشاعر متأرجحاً بين هذين الاحساسين المتناقضين - التفاؤل والتشاؤم " .

عبد القادر عرباسي شاعر مسكون بالاوجاع والجراح ، وبالندى والوطن ، شعراً ورؤية واحساساً وحلماً ، يسكب جراح وعذاب الذات وعشق الوطن في قصيدته ، التي ترتدي وشاحاً ملوناً ، واصباغاً تضاهي اصباغ والوان قوس قزح ، وهي قصيدة شفافة ورقيقة ، متعددة الطبقات النصية ، ومكتظة بالوهج الشعري والنبض الروحي الممتلء بالشوق والحزن والأسى والغضب مما تراه عيناه من رداءة وبؤس واقع ، وعهر أنظمة ، وزيف مجتمعي ، ونفاق مستشر غداً أفة العصر ، ومن تراجع القيم ، وتدهور الاوضاع السياسية والاجتماعية والحياتية .

ما يميز قصائد عبد القادر عرباسي مضامينها المتشعبة والتزامها الطبقي رطرحها الفكري وغزارة معانيها وجزالة الفاظها ورقة تعابيرها واسلوبها الشاعري الانسيابي كالشلال ، الذي ينتمي للسهل الممتنع ، وصوره الشعرية الفنية التي ترصد عمق المعاناة النفسية الذاتية والوجدانية ، وعمق المأساة الفلسطينية .

وقد أجاد شاعرنا عبد القادر عرباسي في التعبير عما يترسخ في ذهنه ووعيه من أفكار نيرة عميقة الابعاد ، وعما يجيش ويختلج في صدره من مشاعر واحاسيس انسانية صادقة النوايا .

وتبدو فيها شخصية عبد القادر عرباسي واضحة وظاهرة للعيان ، فهو ينتمي لمعسكر وجيوش الفقراء والمسحوقين والكادحين والمهمشبن والمعذبين وبسطاء الشعب ، ومنحاز لقضاياهم الطبقية وثورتهم الحمراء القادمة حتماً ، ونجده شاعراً وانساناً لا يصنع حوله هالة مقدسة ، ولا يلهث وراء الشهرة القاتلة ، ولا ينظر الى الناس من برج عاج ، ولا يتشامخ ويتطاول ، ولا يحتقر ولا يستهين ، ولا يتفاخر انه في ذروة المجد والعظمة ، بل فان عينيه تحسنان البصر والبصيرة ، فلم تريا البشرية أقزاماً أو نملاً ، أو أشياء صغيرة ، انهم بشر آدميون ، انسانيون ، لكل منهم مشاعره واحاسيسه وشخصيته المستقلة .

ومن أجواء الديوان وقع اختياري على قصيدة " انتظريني ريثما يخضر عودي " .. حيث يقول :

انتظريني ريثما يخضر عودي

سأعود مع الربيع مجدداً مع الجمال عهودي

صامد جذعي بعمق التراب ضارب

يروي قصة سالف الدهر عن جدودي

فيا أرض عشقت ترابها

لك الولاء والوفاء أجمل مكان في الوجود

فأنا الأعزل من السلاح مرابط

لن انثني لن يقدر المحتل نفي وجودي

فما دامت بطون النساء تحمل

تتعاقب الأجيال تكاثراً ضمن حدودي

سنظل ننشد للبقاء جهارة

فيا نفس عن أوطاننا ذودي

مهما فعل الظلام وهدموا

فيك الحياة والممات ديرتي

فيك تأكد تواصلي وصمودي

صبراً عزيزتي يا مسقط رأسي

من سالف العصور وعهد ثمود

لا بد لليل أن يبزغ فجره

ولا بد ديرتي لأهلك

يوماً ان تعودي

اننا اذ نرحب بالديوان الذي يستحق القراءة والاهتمام النقدي ، وللشاعر الرفيق الجميل عبد القادر عرباسي تهانينا ، مع اجمل التحيات واطيب الامنيات ، ومزيداً من العطاء والابداع والتألق ، ولنا عودة ووقفة اخرى في القريب العاجل مع قصائد الديوان الجميلة، بمضمونها واسلوبها وعفويتها .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى وفاته ال ( ٣٧) : عبد الكريم الكرمي ( أبو ...
- باقة زهر فلسطينية الى الشاعر البروفيسور فاروق مواسي في عيده ...
- حين يكتب الشاعر صالح أحمد كناعنة قصيدته ..!!
- حليمة عقل اغبارية ..كفاح عريق وانموذج لريادية تمتلك الهام ال ...
- استقلال بلادنا شاعرة متأججة بالصدق العفوي
- أغنية - دمي فلسطيني - التي اثارت غضب الوزارة ..!!
- عندما يغدو المبدع - كافراً - ..!!
- حوار فكري ثقافي مع الكاتب والناقد شاكر فريد حسن ابن مصمص
- قضايا المصير العربي ..!!؟
- - عبق الحنين - نصوص شعرية أخاذة للشاعرة الفلسطينية جميلة شحا ...
- في حوار مع الشاعرة والكاتبة الفلسطينية ابتسام أبو واصل محامي ...
- غازي قاسم يكتب الشعر بقلم الوردة والشمس..!
- في مواجهة الخطاب الطائفي ..!
- مع الكاتبة والصحفية الفلسطينية لطيفة اغبارية
- في مسألة تجديد الخطاب الديني ..!
- دوريس خوري شاعرة الحنين والوطن والمنفى ..!
- فيروز ذياب ابو شتيه اغبارية تكتب بنبض القلب وحبر القصيدة ..! ...
- سوسن غطاس شاعرة حائرة بين الجمرة والوردة ..!!
- احمد حسين .. مبدع لم ينصفه النقد في حياته، فهل ينصفه التاريخ ...
- الشاعر الفلسطيني الدكتور عز الدين المناصرة يودع جامعة فيلادل ...


المزيد.....




- تأهل 45 فيلما من 99 دولة لمهرجان فجر السينمائي الدولي
- دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل ...
- بعد افتتاح المتحف الكبير.. هل تستعيد مصر آثارها بالخارج؟
- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - - ذريني مع الريح - باكورة أعمال الشاعر عبد القادر عرباسي