أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مارتن كورش تمرس - لطفاً. يا أخي تريث














المزيد.....

لطفاً. يا أخي تريث


مارتن كورش تمرس

الحوار المتمدن-العدد: 5671 - 2017 / 10 / 16 - 18:59
المحور: حقوق الانسان
    



صرخ الوطن بألم و وجع، كما تصرخ الأم الثكلى: يا أبنائي لماذا تتركونني وتهجرونني؟ أعلموا بأني بيت لكم ولازلت.. لطفا لا تحولوني إلى فندق.. يا...
قالت لي معلمة مدرسة الروضة في مدينة إسكلستونا- مملكة السويد؛ التي كنت قد سجلت فيها إبنتي، وأنا أخذها في أول يوم دوامها؛ بعد أن قرأت في تقاسيم وجهي علامات الحزن:
 أعلم أيها الرجل أن مملكة السويد ليست جنة!
صمت ولم أنطق بحرف واحد! بل قلت في نفسي: أن مشكلتنا نحن أبناء بلاد النهرين نبحث عن راحتنا خارج أرض وطننا. نظن أن السعادة تأتي برحيلنا إلى خارج وطننا! مقنعين أنفسنا بأن فرصة صناعة السعادة لم تتح فرصتها لنا لذلك لا محالة أن تتاح لنا في بلاد المهجر، كأننا على أرضه سنعيش في الفردوس! متناسين أن لا فردوس على الأرض بل في السماء (فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.)"لوقا23: 43".
من يقدر أن يضمن سلامته من الأضطهاد والظلم؟ من أمن على حياته حتى ولو عاش في قصر من العاج ومبني من كونكريت مسلح؟ من ضمن حياته وهو يعيش في آمن مكان على الأرض؟ ها هم مواطنو دول أوربا يتعرضون إلى الدهس والطعن بالسكاكين..
قد تصل أيها المهاجر إلى بلد المهجر وتنال العديد من الإمتيازات لكن ثمنها هو خسارتك لكل ما كنت تملكه في بلادك، ستفقد أصدقائك، أهلك، عشيرتك، مهد طفولتك، قد لا تتكلم حتى بلغتك وقد تعيش بعيداً عن كنيستك... والخ. لن تحتاج إلى مال لكنك ستحتاج إلى أصدقاء. لن تخاف من أن أحدهم قد يقتحم بيتك لكنك لن تقوى على منع القلق والحزن عنك. ستقضي معظم وقتك لوحدك أو في البيت مع زوجتك. ستكون أمام مشاكل جديدة لا تعرف لها حلاً.
يا ريت لو كنت أقدر أن أقدم لكل من يسعى للهجرة قائمة تضم العديد من المشاكل التي سيواجهها ومعظمها عويصة لن يقوى على حلها. لكن لا أحد يصدق! فلو سكت الزوج تنبري الزوجة تحثه على السفر والعكس هو الصحيح.
قد تكون هناك مبررات أو محفزات للسفر لكننا نقلبها إلى هجرة دائمية ونحن ننعت الوطن بما لا يستحقه. متناسين أن الوطن بريء من كل الذي وقع أو يقع لنا على أرضه. بحيث لا يعرف الواحد منا قيمة بلده إلا عندما تطأُ قدماه أرض بلاد المهجر. عندها لن ينفع الندم والتباكي! لكي لا تصل يا أخي إلى ما وصله من سبقوك، عليك التريث ثم السؤال والأستفسار من بعض الذين سبقوك. أكيد ستجدهم نادمين على ما فعلوا. ثم لماذا العجلة في إتخاذ قرار الهجرة؟ والشروع ببيع الغالي قبل الرخيص من أجل سلوك طريق المجهول وقد سلمت حياتك وحياة عائلتك بيد مهرب لا ضمير له.
قد تجيب مستعجلاً:
 لا داع كي أسأل! لأني ما عدت أتحمل العيش.. يجب أن أهاجر!
كأنك بهذا تردد قول الذين سبقوك. أنك بهذا تقلد غيرك الذي غرق في حزن المهجر ولا يحكي لك لأنه يخجل مما أرتكبه بحق نفسه وعائلته بل يكتفي بإبتسامة صفراء حزينة. اذا إلتقيته في بلد الهجرة، أول سؤال سيطرحه عليك هو:
 لماذا تركت الوطن؟
تسأله نفس السؤال؟ قبل أن يجيبك يطلق حسرة طويلة:
 لم أسمع نصيحة الذين سبقوني.
يا أخي في الوطن أجعل من هذه المقالة نصيحة. فكر. تريث. أسأل. ثم... ثم لك القرار.



#مارتن_كورش_تمرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغنى 8 أشخاص
- الدولة الأوربية هي الأقوى
- صناعة السيارت وتناول المنشطات
- بكت بغداد
- طفلة توقف شرطيين!
- الكنيسة ما بين الوطن والمهجر
- لطفا. حذارِ من الشرقي!
- أيها المخرجون.. غيروا أساليبكم!
- ليس هكذا يا كابتن حكيم شاكر
- الفيسبوك ونمط السلوك الجديد
- يا رب أحفظ لنا...
- المديرية العمة للثقافة والفنون السريانية
- من أجل قانون أفضل لأحوالنا الشخصية
- المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية
- التعليم الجامعي المفتوح
- الإنتخابات العراقية ودائرة الهجرة السويدية


المزيد.....




- السعودية تستنكر قرار إسرائيل تحويل مقر الأونروا في القدس إلى ...
- المئات يتظاهرون ضد التعدين غير المرخص للذهب بغانا
- ???مباشر: 15 قتيلا في غارات إسرائيلية على 3 بلدات لبنانية وا ...
- -يونيسف-: الصراعات في الشرق الأوسط تدمر حياة الأطفال
- السعودية وقطر تدينان مصادرة مقر وكالة الأونروا في القدس
- -قلق بالغ- من إحالة الحوثيين موظفي منظمات إنسانية لـ-النيابة ...
- إسرائيل توسع نطاق أوامر الإخلاء في لبنان.. وعدد النازحين يتخ ...
- أهالي الأسرى يغلقون وسط تل أبيب والشرطة تعتقل 5 منهم
- 199عملية إعدام بالسعودية في 2024..حصيلة قياسية لهذا العام
- الهلال الأحمر الإيراني يتحدى القصف الإسرائيلي ويؤكد مواصلة ج ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مارتن كورش تمرس - لطفاً. يا أخي تريث