أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثالث














المزيد.....

لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثالث


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رؤية لآفاق المستقبل
الحضارة التي صنعها الانسان على مدى تاريخه الطويل انما يعود الفضل في صنعها الى صفة الذكاء التي يتمتع بها والتي مكنته من اكتشاف قوانين الطبيعة والاستفادة من قوى الطبيعة ومواد الطبيعة لمصلحته وتسخيرها لمنفعته ، وهذه الصفة هي التي جلبت له السيادة على جميع الكائنات الحية ، فهو سيد الكائنات الحية بلا منازع بالرغم من كونه ليس أقواها بدنا ولا أكبرها حجما ولا أسرعها جريا ولا أقواها بصرا او سمعا ولكنه أعظمها عقلا ، بالعقل ساد الانسان على الكائنات الاخرى ، وبالعقل سيسود حتى على الطبيعة ، بالرغم من أنه مقيد بقوانين الطبيعة ومحكوم بشروطها ، وقد أدى اكتشاف الكثير من قوانين الطبيعة في القرن المنصرم الى تحرير الانسان من الكثير من قيود الطبيعة ومن شروطها ، حيث تمكن من استغلال الكثير من قوى الطبيعة لخدمته ، وتمكن ايضا من ابتكار الكثير من الوسائل لحماية نفسه من أخطارها وجبروتها ، وينبغي على الانسان ان يكون حذرا دائما في التعامل مع قوى الطبيعة ، وان يحسن استخدامها لمنفعته دون ان يؤدي هذا الاستخدام الى الاضرار ببيئته ، البيئة الطبيعية هي بيت الانسان ، البشر منشأهم الطبيعة ومرجعهم في النهاية الى الطبيعة ، ان قوى الطبيعة لا ترحم من يعترض طريقها صغيرا كان ام كبيرا ، ولا تسامح من يسير بالضد منها غنيا كان ام فقيرا ، ومصير كل من يتقاطع معها هو الموت سلطانا كان ام اميرا ، وكلما اكتشف الانسان المزيد من قوانين الطبيعة كلما ازدادت امكانياته في السيطرة على قوى الطبيعة وبالتالي ازدادت مقدرته في تسخيرها لمنفعته وازدادت مقدرته في حماية نفسه من أخطارها ، فكأنه باكتشافه للقوانين ينتزع من قوى الطبيعة أسلحتها ليملك السيادة عليها ، فكم عظيم هذا الانسان وهو يكافح للتحرر من سلطة قوى الطبيعة ، ويشق طريقه بجد ومثابرة ليصبح سيد الطبيعة ، كم عظيم هذا الانسان الذي تحدى الطبيعة فبلغ على قدميه أعلى قمة جبلية على اليابسة ، ونزل الى البحر فغاص الى اعماق البحار والمحيطات ، وطار في الجو ودار حول الارض ثم اخترق الفضاء ونزل على القمر ، وما زال يشق طريقه نحو أعماق الفضاء ، كم عظيم هذا الانسان الذي اخترع الزراعة والتعدين والكتابة والصناعة واستخرج الطاقة من اعماق الارض فصنع حضارة ازدهرت بوجودها حياة البشر، كم عظيم هذا الانسان الذي أمتدت معرفته من الذرة الى المجرة ، كم عظيم هذا الانسان الذي قهر الكثير من الامراض والاوبئة ، وصنع الحياة في البيئات القاحلة المجدبة ، وهذه كلها بفضل انجازات علوم الطبيعة ومبدأ عملها الصراع ضد الطبيعة من اجل حياة أفضل للبشر ، وليس كما هو الحال في الدين حيث يقوم على مبدأ صراع الانسان ضد اخيه الانسان من أجل اله وهمي يفترض انه مقيم في اعالي السماء ، ان صلاح اي مجتمع لا يتحقق الا بتوفر عقيدة اجتماعية صالحة ... عقيدة تصنع بنية تحتية سليمة لمنظومة قيم أخلاقية وتؤسس لثقافة عامة صالحة في المجتمع .. عقيدة تعتمد الفكر الواقعي والعقلاني والانساني لضمان توافقها مع معطيات العصر الحديث وسماته ، مع اشتمالها على قواعد اخلاقية لضبط سلوك الافراد والعلاقات الاجتماعية فيما بينهم ، لان الانسان هو الغاية وهو الوسيلة ، عقيدة تضمن عيش الانسان بكرامة في مجتمع تربط افراده علاقات أخوة وتضامن وتعاون وتكافل وشعوربالمسؤولية ، عقيدة تعزز بناء العلاقات الانسانية مع المجتمعات الاخرى من أجل السلام والاستقرار في هذا العالم ، جميع البشر اخوة في الانسانية ، والانسانية هي التي تجمعنا وتوحدنا على هذا الكوكب ، عقيدة ذات بناء فكري علمي وواقعي ومنطقي .. فمثل هذا البناء هو الضمانة لكي تعيش اجيالنا اللاحقة بتوافق وتناغم مع بيئتها الطبيعية ، وتعيش في سلام وامان في بيئتها الاجتماعية ، نحن بحاجة الى عقيدة تعتمد الاسس والاساليب العلمية في معالجة المشاكل الاجتماعية لكي تحقق الاستقرار والاطمئنان النفسي والمادي بما يليق بالانسان المعاصر وتكون مؤهلة لصنع الفرح والسعادة في المجتمع المعاصر ، السعادة هي هدف كل انسان في كل زمان ومكان ، ونحن نعتقد ان السعادة عندما تكون مرتكزة على اسس مادية فان هذه الميزة تمنحها رسوخ وثبات فلا تتطاير مع رياح الزمان ولا تتبخر مع حرارة المكان ، نحن لا نمحي العواطف ولا نلغي المشاعر ولا ننفي الوجدان ، ولكن هذه المفاهيم الانسانية اذا لم يتم تعزيزها وتدعيمها ببناء مادي فانها سرعان ما تنهار مع اشتداد عواصف الزمن ، هذه هي السعادة الحقيقية ، اما السعادة الخيالية التي يرسمها الدين في جنته المزعومة فهي مجرد اماني في عالم الخيال ، اننا بحاجة الى عقيدة تستمد فلسفتها من علوم الطبيعة لان هذه العلوم هي الاساس الذي بنيت عليه حضارتنا الحالية ، نحن مدينون للانجازات العلمية في حضارتنا الحالية ، ونحن نؤمن بان لا قيمة لنهضة علمية معدومة القيم الاخلاقية والمفاهيم الانسانية ، فالعلم اداة والاخلاق صفة ، واذا كان التقدم العلمي مازال يخلف بعض الاضرار هنا وهناك فان هذا الخلل لا يتحمله العلم ذاته وانما الخلل ناجم عن سوء الاستعمال او خطأ في التقدير او عن اهمال من قبل الانسان المستخدم للعلم ، فالعلم قد يستخدم بطريقة ضارة وسيئة لان البشر على نفوس شتى فيهم الاخيار وفيهم الاشرار ، هذه طبائع البشر ، وكل فرد ينهل من النبع الذي يتوافق مع معدنه او مع جيناته الوراثية ، ان ما يحدث من اضرار بسبب سوء استخدام العلم لا يسقط ابدا قيمة العلم ، فالعلم عبارة عن وسيلة مفيدة او اداة نافعة ، وان سوء استعمال الاداة النافعة لا يلغي صفتها النافعة وانما يعكس سوء صفة مستعملها .
يتبع الجزء الرابع



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثاني
- لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الاول
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) / الجزء الرابع والاخير
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) / الجزء الثالث
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم ) الجزء الثاني
- موقفنا من قضية ( زنا المحارم )
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثالث ...
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثاني
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الاول
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الثاني والاخير
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الاول
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الا ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الرابع والاخي ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثالث
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثاني
- موقف (عقيدة الحياة المعاصرة) من مسألة نشأة الكون
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الاول
- مستقبل اللغة العربية الفصحى في النظام التعليمي


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - لماذا عقيدة الحياة المعاصرة ؟ الجزء الثالث