أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثاني















المزيد.....

فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثاني


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 00:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقترح ( وقفة حساب الختام )
تساؤلات منطقية ... اذا كانت الحياة هي فرصة واحدة فقط ولا حياة بعد الموت ولا حساب بعد الموت فما الذي يدفع الانسان الى الالتزام بسلوك الحق والعدل ؟ ما الذي يجبر الانسان على الابتعاد عن سلوك الشر والرذيلة طالما انه لا حساب بعد الموت ؟ ما قيمة اعمال الانسان الخيرية في حياته اذا لم تكن هناك مكافئة له بعد موته على جهوده في هذه الاعمال .. بينما الاشرار يتمتعون بما يكسبوه من الاعمال المنكرة التي يرتكبوها وبعد موتهم لا يوجد هناك حساب لهم على تلك الاعمال ؟ كيف تتم محاسبة مجرم ارتكب اعمال اجرامية في حياته ثم مات وفلت من العقاب في الدنيا ؟ نعم هي تساؤلات منطقية ونحن بدورنا نجيب عليها فنقول كما قلنا سابقا بان الانسان عبارة عن مادة وطاقة ، جسم وأسم ، الجسم يحيا لفترة زمنية محددة ثم يموت فيفنى ، اما الاسم فيبقى بعد الموت فترة من الزمن في ذاكرة الاحياء المقربين ثم ينمحي من الذاكرة ، وقد يبقى الاسم في الذاكرة حسب سيرة حياة صاحب الاسم ، نحن لسنا كائنات حية وجدت لكي تأكل وتتناسل ثم تمضي كما مضت ملايين الاجيال من الكائنات الحية الاقل مرتبة منا التي سبقتنا في الوجود ، اننا كبشر علينا التصرف بما ينسجم مع قيمتنا الانسانية التي هي مصدر شرفنا ، لنجعل من وجودنا في الحياة مصدر فخر لنا ولعوائلنا واجيالنا من بعدنا ، شرف الانسان في حسن سيرته في حياته وبعد موته ، وان الاخلاص لمباديء وقيم الحق والعدل يلزمنا بملاحقة المجرمين اينما يذهبون واحضارهم امام العدالة مهما يطول زمن هروبهم ، مع الزام المجرم في حياته بتعويض ضحاياه تعويضا ماديا مناسبا والتوقيع على وثيقة الاعتذار للمجتمع عما ارتكبه ويتم اخضاعه لبرنامج علاج قسري لغرض معالجة حالته المرضية ، ، وحتى ان مات المجرم وقد فلت من العقاب فان الاسلوب المناسب للتعامل مع حالته هو في محاكمته غيابيا وفي حالة ثبوت ادانته يتم اتباع اسلوب تدوين اسمه في سجل العار ، الحاق الخزي والعار بأسم المجرم يجب ان يكون هو الاسلوب المناسب لردع الاخرين عن سلوك نفس المسلك ، وفي جميع الاحوال علينا ان لا ننسى ان المجرمين هم نتاج مجتمع مثقل بالعيوب والاخطاء ، وان هروب المجرم من العقاب يجب ان تكون حافزا لنا لاقامة مؤسسات تحقق العدل في المجتمع بكل نزاهة وشفافية لكي يأخذ العدل مجراه حضوريا وليس غيابيا بعد وفاة المطلوبين للعدالة ، واننا من منطلق تعزيز التمسك بالقيم الانسانية ، واظهار القيمة العظيمة للاعمال الصالحة ، وربط اعمال البشر باسمائهم وسيرة حياتهم بعد رحيلهم عن الدنيا ، وحث الناس على التزام جانب الحق والخير ، وردعهم عن ارتكاب الاعمال الشريرة ، وتطبيقا لمقولتنا ( نحن لا نوعد الناس بجنة ولا نتوعد الناس بجهنم ولكننا نوعدهم بحساب التاريخ ) فاننا نعرض فكرة ( وقفة حساب الختام ) والتي هي ذات مضمون عميق ودرس بليغ للاحياء من البشر ، في هذه الفكرة ذات الصورة الخيالية نفترض نظريا وقوف الاموات امام محكمة التاريخ حيث يتم فيها استعراض سير اعمالهم في حياتهم ، وتقوم المحكمة باصدار حكمها على كل شخص تعرض سيرة حياته امامها ، ليتم مكافئة اصحاب السير الطيبة ، ومعاقبة اصحاب السير الشريرة ، المكافئة او العقاب تكون محددة للاسم فقط وهو ما يبقى للانسان بعد رحيله عن الحياة وهذا هو ما نقصده بالصورة الخيالية للفكرة التي نعرضها ، رغم خيالية الصورة الا انها ذات نتائج ايجابية في الواقع ، وتكون آلية التطبيق لهذه الفكرة من خلال قيام ادارة قسم حساب الختام لدى دائرة شؤون الاسرة بتخصيص ثلاث سجلات لتدوين اسماء المتوفين ، السجلات الثلاثة هي ( سجل الشرف ، سجل العار ، سجل الحياد ) ويتم فرز اسماء البشر المتوفين الى ثلاث فئات : الفئة الاولى اصحاب الاعمال الصالحة ويتم تدوين اسمائهم في سجل الشرف ، الفئة الثانية فئة اصحاب الاعمال الشريرة ويتم تدوين اسمائهم في سجل العار ، والفئة الثالثة هم فئة المحايدين ( لا خير ولا شر ) تدون اسمائهم في سجل الحياد وهؤلاء لا تشملهم فعاليات وقفة حساب الختام ، تقع مسؤولية فرز اسماء المتوفين حسب اعمالهم على عاتق الدولة او البرلمان باعتباره يضم ممثلي الشعب ، يتم تخصيص يوم في السنة يسمى يوم ( وقفة حساب الختام ) يتم فيه تنفيذ فعاليات وقفة حساب الختام حيث يقف الناس فيها للتعبير عن الاجلال والاحترام لاصحاب سجل الشرف ، كذلك في هذا اليوم يقف الناس للتعبير عن الغضب والاستنكار لاصحاب سجل العار ، يتم اجراء الوقفة في مبنى يتم تخصيصه لهذه المناسبة في كل مركز محافظة يسمى ( مركز وقفة حساب الختام ) يفتح المبنى ابوابه للجمهور لتنفيذ فعالية تكريم وتبجيل اصحاب سجل الشرف ، وكذلك فعالية لعن ورجم اصحاب سجل العار ، هذا ويتم تحديد يوم وقفة حساب الختام السنوي من قبل البرلمان الذي يمثل السلطة التشريعية في البلد ليكون هذا اليوم مناسبة سنوية للتعبير من قبل الشعب عن الشكر والتقدير والامتنان لاصحاب الاعمال الخيرة ، والشجب والغضب والاستنكار لاصحاب الاعمال الشريرة ، ويتم في كل عام اجراء المراجعة للسجلات وتحديث البيانات فيها ، يشتمل كل مبنى مخصص لفعاليات وقفة حساب الختام على صالتين : ـ
1 ) الصالة الاولى تسمى ( صالة الشرف ) وتكون مخصصة للراحلين المدونة اسمائهم في سجل الشرف ، الصالة تشتمل على جناحين : جناح ( سيرة الحياة ) وفيه تعرض ملصقات تعريفية بسيرة حياة الاشخاص المدونة اسمائهم في سجل الشرف ، ويتضمن الملصق نبذة مختصرة عن سيرة حياة الشخص مع صورته الشخصية وعرض ابرز اعماله التي استحق عليها مرتبة الشرف وتكتب في اعلى الملصق عبارة ( الشرف والفخروالمجد لاسم ولسيرة حياة الفاضل او الفاضلة ...... ) وفي الجناح الثاني ( جناح التبجيل ) يكون هناك جدار عالي مغطى بالقماش الابيض مكتوب عليه وباللون الاسود اسماء السادة الافاضل المدونة في سجل الشرف وتحت كل اسم تاريخ الميلاد والوفاة وبجانبه الصورة الشخصية ... ويكون القماش الابيض متحرك من الاسفل الى الاعلى من خلال بكرات او اسطوانات بسرعة مناسبة لغرض استعراض الاسماء امام انظار الجمهور ، ويتم تسليط اضواء مناسبة على الجدار وبالوان جذابة مع موسيقى هادئة ، ويمكن عمل ديكور جميل لتزيين عرض الاسماء على الجدار ، وفي يوم ( وقفة حساب الختام ) يتم تجهيز هذا الجناح بالزهور لكي يتم رميها على الجدار حيث القماش الابيض الذي يضم اسماء الحاصلين على مرتبة الشرف في سيرة حياتهم ، رمي الزهور يمثل رمز للتعبير عن الاحترام والتبجيل ، ويكون رمي الزهور ليس باليد بسبب وجود مسافة بين خط وقوف الجمهور والجدار بل يتم رمي الزهور بواسطة الات ميكانيكية خاصة يتم نصبها في مقابل الجدار ، كل مواطن يحمل الزهرة ويضعها في الالة ثم يقوم برمي الزهرة على الجدار ، وهكذا المواطن الذي يليه ، ويتم تجميع الزهور المرمية لاعادة استخدامها مرة اخرى لهذا الغرض
2 ) اما الصالة الثانية فتسمى ( صالة العار ) وتخصص للراحلين المدونة اسمائهم في سجل العار ، الصالة تشتمل على جناحين : جناح ( سيرة الحياة ) وفيه تعرض ملصقات تعريفية بالاشخاص المدونة اسمائهم في سجل العار من خلال استعراض سير حياتهم ، ويكتب في اعلى الملصق عبارة ( العار والخزي والذل لاسم ولسيرة حياة المنبوذ او المنبوذة ...... ) وفي الجناح الثاني ( جناح الرجم ) يكون هناك جدار عالي مغطى بالقماش الاسود مكتوب عليه وباللون الابيض اسماء المنبوذين المدونة في سجل العار وتحت كل اسم تاريخ الميلاد والوفاة وبجانبه الصورة الشخصية ، ويكون القماش الاسود متحرك من الاسفل الى الاعلى من خلال بكرات او اسطوانات بسرعة مناسبة ، ويكون الضوء المسلط على الجدار ذو لون واحد مصحوب باصوات قرع الطبول فقط ، وفي يوم ( وقفة حساب الختام ) يتم تجهيز هذا الجناح بالاحجار المناسبة لغرض رميها على الجدار ، يتم تجهيز الاحجار على شكل اكياس صغيرة شفافة وفي داخل كل كيس ثلاث قطع صغيرة من الاحجار ( حجارة العار وحجارة الخزي وحجارة الذل ) ويتم رمي هذه الاكياس على الجدار حيث القماش الاسود الذي يضم الاسماء الملطخة سير حياتهم بالعار ، طريقة رمي الاكياس ذات الاحجار تكون باسلوب مشابه لاسلوب الرجم تعبيرا عن الغضب والاشمئزاز من اعمال الاشخاص المدونة اسمائهم على الجدار ، رمي اكياس الاحجار على الجدار ذو القماش الاسود لا يكون باليد بسبب وجود مسافة بين خط وقوف الجمهور والجدار ، وانما يكون الرمي بواسطة الات خاصة صغيرة توضع في مقابل الجدار لرمي اكياس الحجارة ، كل مواطن يأخذ كيس واحد ويضعه في الالة ويرميه على الجدار ، ويتم تجميع الاكياس مع احجارها المرمية لغرض اعادة استخدامها ، نعتقد ان هذه الطريقة هي اسلوب مناسب لردع الاشخاص عن القيام باعمال مشينة تحت ذريعة عدم وجود حساب بعد الموت ، ونذكر بان عملية الرجم هي لاسماء الاشخاص المذنبين فقط ولا علاقة لذويهم بالموضوع ، كل انسان مسؤول شخصيا عن اعماله هو بالذات ان كانت اعمال ايجابية او سلبية ، ولكن يفترض بكل انسان ان يدرك ان اعماله الجيدة ستكون محل فخر واعتزاز من قبل اهله وذويه من بعد وفاته ، واما اذا كانت اعماله سيئة فانه سيترك اثرا مؤلما في نفوس اهله وذويه وهم يشاهدون اسمه على الجدار الاسود يرجم في كل عام .... يتبع الجزء الثالث والاخير



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الاول
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الثاني والاخير
- في نقد الفكر الاسلامي / الجزء الاول
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الث ...
- الرد على اسئلة الداعية الاسلامي ( د. هيثم طلعت ) / الجزء الا ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الرابع والاخي ...
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثالث
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الثاني
- موقف (عقيدة الحياة المعاصرة) من مسألة نشأة الكون
- نظرية الاخلاق في عقيدة الحياة المعاصرة الجزء الاول
- مستقبل اللغة العربية الفصحى في النظام التعليمي
- اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثالث والاخير
- اصلاح النظام التعليمي / الجزء الثاني
- اصلاح النظام التعليمي الجزء الاول من برنامج عقيدة (الحياة ا ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي / ال ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي / ال ...
- موقف ( عقيدة الحياة المعاصرة ) من الفكر الديني الاسلامي الج ...
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثالث والاخير
- أحاديث في الشؤون السياسية / الجزء الثاني


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض العصري - فلسفة الحياة والموت في عقيدة الحياة المعاصرة / الجزء الثاني