أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى مسعود بغني - تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا














المزيد.....

تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تحشيد قوات الحكومة العراقية وقوات البشمركة على جانبي كركوك، وظهور بوادر الصراع المسلح، يصبح إستفتاء الشعب الكردي على الإنفصال عن دولة العراق بنتيجة تجاوزت 92% بالإيجاب ونسبة مشاركة 72% ذو دلالات كثيرة وعميقة سوى بقي الكرد جزاً من العراق أو إنفصلوا عنه لاحقاً، وبذلك يتكرر سيناريو إنفصال جنوب السودان وربما ينفصل شرق سوريا بعد تحريرها، والحوثيون عن اليمن، والساقية الحمراء عن المغرب، مع مطالبات كثيرة بتقرير المصير في دارفور وكردفان والبصرة وغيرها.
رغم أن الجميع لا يريد الإنقسام والتشردم، والنص القرآني النبيل يحث على الإتحاد وعدم التفرق وكذلك واقع الحال للدول الغربية والشرقية تنحو نحو التكثلات الكبيرة مثل الإتحاد الأوروبي وأسيان ومجموعة أمريكا الأتينية، إلا أن دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجه إلى الإنقسام والتشردم، وهو يؤكد نهاية إتفاقية سايكس-بيكون التي عقدت سريا سنة 1916 بين وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا والتى أوجدت حدود الدول الحالية، ومما يثير الإهتمام أن هذه المنطقة قد مرت بفترة طويلة من المنادات بالدولة القومية التي تجمع كل العرب من الخليج إلى المحيط كهروب إلى الأمام لما يزيد عن نصف قرن، والنتيجة تفكك الدولة الوطنية بعد أن نسي الجميع ذلك الحلم.
معاهدة سايكس-بيكون بنيت على أسس جغرافية ونفوذ الدول الإستعمارية أكثر من الأسس الإجتماعية السكانية؛ فلم تهتم كثيراً بالإختلاف العرقي أو اللغوي ولكنها إعتمدت في تقسيمها على التضاريس الطبوغرافية مثل البحار والجبال والصحاري كحدود بين الدول والأهم من ذلك تبعية هذه المستعمرات، وبذلك أوجدت هذه الإتفاقية دول متعددة اللغات والثقافات والأعراق ومتباينة المساحة وعدد السكان، وهذا ما حدث في إتفاقيات سابقة في أوروبا. إذن لماذا نجح التقسيم الجغرافي في أوروبا وفشل في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
من الواضح أن نجاح الدولة الوطنية في أوروبا كان بعد خوض حروب كثيرة أخرها الحرب العالمية الثانية والتي سئم الجميع من ويلاتها، ومعها تطور الفكر السياسي لتلك الدول ووصلت إلى تنفيذ مفهوم المواطنة في ظل الدولة المدنية، والذي ينطلق من العدل والمساواة بين أفراد المجتمع، وهو المفهوم الذي قضى على الإقطاع والطائفية والفئوية ونظريات التفوق العرقي، فلن تجد في بريطانيا مثلا من يقول أنني من الأشراف أو أنتمي إلى نسب المسيح عيسى (فأنا خياركم من خياركم) ولن تجد من يقول أنني أستحق المهايا والعطايا والتبجيل لآنني من الدوحة الموسوية، أو أن الإمارة مقصورة جيل بعد جيل على أبناء بطرس. ولقد أوجدت هذه الدول نظاما مدنيا له مبادئ حاكمة يعلمها الجميع ويحترمها ويحافظ عليها منها المساواة في الحقوق والواجبات وإطلاق الحريات العامة، والتداول السلمي للسلطة عن طريق الإنتخابات، وحرية الصحافة، والفصل بين السلطات، ونزاهة القضاء، والإلتزام ببنود الدستور، وعدم تدخل العسكر في السياسة، وتجريم إستعمال القوة لقلب نظام الحكم، وحرية إنشاء الأحزاب وحرية التظاهر السلمي وغيرها من المبادئ.
هذا لم يحدث في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث تربعت الحكومات العسكرية الشمولية بطوغاتها على معظم الدول العربية لما يزيد عن نصف قرن حتى جاءت الثورات لتزيل البعض منهم وبقي البعض الآخر يقاوم حتى الآن، والأمر لم يحسم بعد. خلال الخمسين سنة كانت شعارات القومية العربية وقومية العمل المشترك وقومية المعركة على أوجها، وأستخدمت هذه الشعارات الحماسية الإقصائية لإبعاد الأنظار عن الفشل الدريع في المجالات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية، ومنها فشل قيام دولة المواطنة. وما يثير الإهتمام أن المجموعات المتناحرة على الساحة العربية من قوميين وسلفيين ووهابيين وإخوان مسلمين ومن تبعهم من طُغات شموليين وأمراء سلاطين جميعهم لم يقدموا برنامجا أو فكرا يساعد على ترتيب البيت الداخلي للدول العربية ومنع التشظي، ففي الخليج تباع الحقوق مقابل رغد العيش، وفي الحكم الشمولي يلجم الجميع بالحديد والنار.
الأكثر إلاماً أن الوريث لتلك الحكومات المستبدة، مجموعات قبلية وطائفية عرقية وأخرى دينية متشددة مستبدة لا تدع هناك أي أمل أو بصيص نور في أخر النفق، أي أن الشعوب المحشورة في كنتونات جغرافية بناء على إتفاقية سايكس بيكون آن لها أن تكون في حل منه، إذا ما إستمر الحال على ما هو عليه الآن، في حين أن هذه الدول يجب أن تتطور سياسيا لمنع إنفصال وتشظي الدولة الوطنية أينما كانت.
هذه الحالة من التردئ السياسي، ثقافة موروثه منذ العهد الأموي، ولقد عجز العقل العربي بمفكريه وسياسيه أن يجد حلا للتنوع اللغوي والعرقي والثقافي ولازم إنشداده لعصور الأمراء والسلاطين مما يجعل القوميات الأخرى تعاني الأمرين تحث هذا الإرتباط بالماضي السحيق.
إن الكرد قد إستبشروا خيرا بعد سقوط صدام حسين وساهمو في الدستور وفي الإنتخابات ومدوا ايديهم للمجموعات الأخرى من أجل تكوين دولة عصرية، ولكن الصراع السني الشيعي أغرق العراق وأغرقهم (أي الكرد) في أتون من الصراع والحرب والدمار هم لا علاقة لهم به، بل أصبحوا ملادا أمنا للكثير من العراقيين سوى للعيش أو النزوح أو السياحة، ولذلك فإن الشعب الكُردي إختار لنفسه أن يقوم بتدبير شؤونه خارج وصاية الطوائف الشيعية أو السنية، التي لا يمكن أن تحترم ثقافة الكُرد وعاداتهم وتقاليدهم العريقة، وذلك طبقا للمرجعية الدولية لحقوق الإنسان التي تتيح لأي شعب الحق في تقرير مصيره عندما يشعر بانعدام شروط العيش الكريم لأبنائه.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الحرب الأهلية الليبية
- زواج المسيار: العسكر والسلفية
- الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف
- إجتماع المصالحة بنالوت وأهمية الميثاق الوطني
- بوادر الإنفراج لأزمة الليبية وأهمية المصالحة
- طوبى للجنود الفرنسيين ومن حارب معهم
- المفتي ودار الإفتاء الليبية
- الطريق إلى سرت
- البرلمان الليبي في إنتظار رصاصة الرحمة
- الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عيسى مسعود بغني - تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا