أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة














المزيد.....

الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 14:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


جيش الدولة هو الحصن الحصين والدرع المثين والملاذ الأخير لحماية الدولة من أعدائها، الجيش مؤسسة مهنية تحكمها قوانين القيادة والسيطرة في تراتبية واضحة المعالم، ولا يعرف الجهوية أو القبلية أو الفئوية الضيقة. الجيش في الدولة الحديثة لا علاقة له بالسياسة ومتغيراتها ومناكفاتها، ولا توجد له إتصالات مع الخارج إلا عن طريق الحكومة التابع لها، وهي سلطة مدنية تقوم بإدارة شئون الدولة، أي أنه ليس هناك جيش تابع لمجلس النواب أو مجلس الدولة أوالقبائل أو المدن، ووجود هذه الأنماط من القوى المقاتلة كثيرا ما تكون ضد تطلعات الشعب وأمنه وإستقراره، ومبرر لإرتمائها في احضان الممول الخارجي أو الفئوي المصلحي الداخلي.
الجيش العربي الليبي منذ إنطلاقه كان جيشا فئويا، فعندما نتحدث عن ليبيا فهو جيش برقة، وعندما نتحدث عن برقة فهو جيش الفرجان والعواقير، وينتهي الأمر إلى أنه جيش ثلاثون ضابطا من قيادات العهد السابق لهم رؤية واحدة في إستخدام الدعم الخارجي لإحداث تغيير ديموغرافي في بنغازي تباركه القيادات القبلية في الشرق الليبي. فكم من القيادات في الجيش العربي الليبي من البيضاء، وكم منهم من درنة أو أجلة أو شحات، ناهيك عن أن يكون لهذا الجيش تواجد لضباط من الزاوية أو نالوت أو هون أو جادو أو العجيلات وصبراته. هذا الجيش يذكرنا بالجيش العربي السوري العلوي الذي دمر وأحرق المدن السورية من أجل بشار والمقربين منه.
كثيراً ما يفرح العامة من إنتصارات موهومة، والحال كذلك في بنغازي، أي الإنتصار لمن وعلى من؟ ليس هناك عدو خارجي ولا قوات أجنبية غاشمة سوى تلك الداعمة للمنتصر، إنتصار بعد ثلاث سنوات من الدمار والقتل والتمثيل بالجثت، جُندت له طائرات مصرية وإماراتية وفرنسية ومخابرات أجنبية (رغاته حربية بالليبي) لدحر أبناء المدينة، أبناء الصابري وسيدي خريبيش وسوق الحوت، ابناء العائلات المدنية في وسط بنغازي وجلها من أصول المنطقة الغربية من زليطن ومصراته والخمس وبعض مدن الجبل ممن إتخذ بنغازي موطنا له في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، هولاء لهجتهم لكنتهم تضخيمهم للحروف بنغزينو قالبا وقالبا.
العنف لا يجلب إلا العنف والقتل والدمار، كان يعتقد مهندسوا عملية الكرامة وداعميهم من الدول المساندة لهم أن الحرب في بنغازي ستكون فسحة، تنتقل بعدها إلى كل مدن ليبيا، ولكن حساب الحقل يختلف عن حساب البيدر، كان الإنتصار الباهت في بنغازي بعد ثلاثة سنوات عجاف (وقد لا ينتهي)، فقدت بنغازي أكثر من خمسة عشرة ألف من أبنائها المغرر بهم بإسم محاربة الإرهاب، وسيستمر الخمسة والعشرون ألف في تذكر ويلات الحرب بسبب بثر أطرافهم أو ملازمة عللهم الصحية والنفسية.
القائمون على الحرب يلبسون البزات البيضاء ويضعون النياشين على صدورهم لتطهير أنفسهم من ادران الحرب القبيحة والظهور بمظهر الصقر الوحيد المنقذ للوطن، والمطبلون لن تتوقف شطحاتهم وليس لهم إلا الفتات، أما الموسومون بالحرب فسيعانون مثالبها طوال حياتهم، أتذكر جليا إحدى أقاربي أصيب بشطية من مخلفات القنابل الإيطالية في نهاية الأربعينات وهو صغير، فكان له ان يتعثر عند المشي طوال خمسة عقود لاحقة.
للإسف لم تظهر بوادر إنفراج للإشكالية الليبية بعد، ففي الشرق الليبي يستقوي خليفة حفتر بدول المقاطعة، يتعلق أهل شرقنا بقشة ولو كان جيشا عنصريا يترصع ببقايا العهد المباد وشرادم العدل والمساواة الذين سئمنا مشاهدة وجوههم الدميمة كلما نشر منظر تمثيل بالجتث أو تعديب للأسرى في بلدهم، وفي الغرب الليبي لازالت حكومة خليفة آخر؛ (الغويل) يعتقد أنه ظل لله على الأرض ولن يتنازل عن الحكم بالود ولا بالسلاح ويهدد ويتوعد بدخول العاصمة في كل حين، هذا غير الرفض الكامل لشخصية حفتر كقائد للجيش في الغرب الليبي عند الصغير قبل الكبير، ويشارك في ذلك رجالات العهد السابق وأبناء 17 فبراير وطالبوا العودة لمدنهم وقراهم، والرافضون للجيش العنصري، أي ان أمل قائد النصر في بنغازي أن يكون قائدا للجيش المصري أقرب إليه من أن يكون ضيفا لإستعراض عسكري في ميدان الشهداء. نعم هناك تقدم في تقليص عدد المجموعات المسلحة في طرابلس وذلك تبعا لخطة باولو سيرا وسيستمر ذلك ولكن قد يأخد وقتا ليس بالقليل.
خلاصة القول أنه ليس هناك جيش بلا سُلطة موحدة ولا دور له في المرحلة القادمة، وأن الدولة الليبية لم تتحرر ولم تولد إلا بإجماع أممي في سنة 1949م، ولم تتحرر من الطغيان في سنة 2011 م إلا بتدخل أممي، ولم يكن إتفاق الصخيرات إلا بإجماع الدول الكبرى، فهل نرى دورا جديدا للأمم المتحدة ومبعوثها الجديد إلى ليبيا لفرض الإتفاق على ساسة لا سياسة لهم.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف
- إجتماع المصالحة بنالوت وأهمية الميثاق الوطني
- بوادر الإنفراج لأزمة الليبية وأهمية المصالحة
- طوبى للجنود الفرنسيين ومن حارب معهم
- المفتي ودار الإفتاء الليبية
- الطريق إلى سرت
- البرلمان الليبي في إنتظار رصاصة الرحمة
- الهجرة: من قوافل إلى قوارب الموت
- للوطن ربا يحميه
- الفيدرالية وأزمة نظام الحكم في ليبيا
- إتفاق الصخيرات تحت الإنعاش


المزيد.....




- -لا لإقامة المزيد من القواعد العسكرية-: نشطاء يساريون يتظاهر ...
- زعيم اليساريين في الاتحاد الأوروبي يدعو للتفاوض لإنهاء الحرب ...
- زعيم يساري أوروبي: حان وقت التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا
- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة