أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - الغزو المسلّح، والتّعفيش














المزيد.....

الغزو المسلّح، والتّعفيش


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 14:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت قبائل العرب تغزو بعضها البعض ، يتقاسم الزّعماء الغنائم الكبيرة، والسبايا، وما يتبقى على أرض المكان يأخذه المحاربون الصغار من الغازين، فالغزو كان في أغلب حالاته سطواً مسلّحاً، ولا زالت ثقافة الغزو في ثقافة جميع الشعوب التي تسكن المنطقة العربية، والتي وحدها في يوم من الأيّام الغزو تحت راية الإسلام.
لا أود أن أقدّم فكرة عن تاريخ العرب. أكتب عن ثقافة الغزو السّورية والتي تسمى بالعاميّة التّعفيش"، والتي تمارس من قبل أنصار كلّ من يملك السّلاح.
في تاريخ سوريّة ليس البعيد كان هناك قطّاع طرق يشلّحون من يعتقدون أنّ لديه مالاً، أو حتى حصان، حسب رواية أبي، وكانت أسماؤهم معروفة سواء في السّاحل، أو في الرّيف السّوري الآخر.
لم تغب صورة التّشليح عن المجتمع، تحت اسم قوانين، أو عدالة ، فقد تم تشليح الأرض تحت اسم " الإصلاح الزراعي" وتوزيعها على المشلّحين باسم أقاربهم، وأولادهم، حيث أفقر البعض، واغتنى البعض على حسابهم. كنّا أمام تعفيش قانوني، فالعائلات في دمشق أُخذت أملاكها تحت اسم أملاك دولة ثم استثمرت من قبل المعفّشين، ولن تستغرب إن عرفت أنّه في دمشق" الياسمين" قد لا تجد أهل الشّام الذين زرعوا الياسمين.
أول مرّة سمعت بالسرّقة عن طريق التّعفيش كان في الثمانينيات من القرن الماضي حيث عفشت حماه من قبل الموظفين، والجنود الغرباء عن المدينة، ومن المفارقة أنّه كان لدينا-في مكتبنا- دعوى طلاق ومطالبة بمهر من قبل زوجة، فأتى الزوج بعد قدومه من حماه، وكان مجنّداً إجبارياً، ودفع المبلغ عداً، ونقداً. سألته من أين لك المبلغ، وقد كنت تشكو؟ أجابني." الله بيرزق" قال لنا الضابط. كل ما تجدونه لكم. شممت رائحة المال، وكأنّه قادم من القبور.
أول مظهر للتعفيش كان بعد الثورة السّورية حيث كان الجنود، وما يسمى الشّبيحة يأخذون كلّ ما في البيوت، وسألت امرأة أحدهم لماذا يأخذ غسالتها، فأجابها: أمي ليس لديها غسالة.
الغزو، أو السطو المسلح عاد إلى سورية، فأنت تعتقل رب أسرة، وتنهب ما عنده، وتغتصب زوجته، أو ابنته، وكان هذا في الفترة الأولى يقتصر على النظام، ومواليه، لكن بمجرّد أن أصبح هناك فصائل مسلحة أصبح التعفيش يطال تلك المناطق، وقتل النساء تحت حجة الزنا، أو غيره، ولا بدّ هنا إلى أن أشير إلى قرى مدينتي السّلمية التي تعرّضت إلى قصف ما يدعى داعش، ونحن لا نعرف من هو داعش، فأهل مدينتنا حدّدوا مكان الصّواريخ، لكن كما يبدو أنّها قد توقّفت، وبدأ التّعفيش، ومن يتجرّأ عليه إلا إذا كان مدعوماً من سلطة ما. أغلب المعفشين هم من القرية نفسها ربما ، أو القرى المجاورة.
نسمع بالتحرير. تحرير الرّقة والميادين. نعم. تم تحريرها من السكان بسطو مسلّح مزود بطائرات، ومدافع، وخرج الشيوخ والأطفال والنساء مدمّمين، أذلاء، جائعين، وبدأ المنتصرون بالتّعفيش.
لا أهداف في سورية اليوم سوى المال، فمن يُقتَلُ من أجل ماله كما جرى للمحامية السورية التي قتلها أصدقاؤها، أو كما جرى لعروبة بركات وابنتها، أو غيرها من الجرائم التي كان هدفها المال، وكل المليشيات المسلحة، وحتى لو سمّت نفسها قوات ديموقراطية أو إسلامية هدفها المال، وعندما نقول المال، فإنّنا نعني أنه يذهب لحساب شخص، أو عدة أشخاص فقط ، أما المحاربون، وربما تسمية القتلة هي الأسلم فهم أحياناً مرغمون، وفي أحيان أخرى من أجل مرتب بسيط يعيشون منه.
يشجّعوننا على الحرب ضد فلان، وفلان، ويسمونهم غزاة، وهم يجلسون قرب الغلّة يعدون مكاسبهم. وربما يكون السّؤال مشروعاً: لماذا يقتل الشّباب؟
والجواب: الشّباب حطب.
لو كنت سورياً مع من ستناضل؟
لا يوجد نضال. يحتاج السّوري اليوم إلى حماية، ولا يهم من أيّة دولة تأتي، شرط أن لا تكون من المليشيات. حماية تعيد الأمن، وبعدها يمكن للسوري أن يستعيد قيمه، وعندما أقول حماية أستبعد جميع الفئات السّورية على الأرض، وأمريكا أيضاً، فكل هؤلاء غزاة.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغناطيس-في السجن-3- الجزء الأخير
- المغناطيس-في السّجن-2-
- المغناطيس-في السّجن-1-
- حول جائزة نوبل للأدب-فنّان اللغة مع نمطه الخاص-
- المغناطيس -في المزرعة -3
- قد تكون العزلة الاجتماعية خياراً
- البيئة التي نعيش فيها تدفعنا لليأس
- العنف في برشلونة يرتدّ إلى مدريد
- المغناطيس-في المزرعة-2
- لا نازيين في مدينتنا غوتنبرغ
- هل يؤثر اللون حقا على العقل والجسم؟ أستاذ علم الألوان يوضّح ...
- هل يمكن للمرأة السّورية أن تتحدّث علانية عن الاعتداء الجنسي ...
- اللهجة الحماسية، ومصطلحات سورية
- المغناطيس-في المزرعة-1-
- لماذا تشاركون الكثير من المعلومات؟ أكثر من 80٪من الأطف ...
- المغناطيس -في المعبد-3-
- إسقاط الكتّاب قبل إسقاط الدكتاتور
- المغناطيس-في المعبد- 2-
- البطل ماكوما
- قد أخسر الأصدقاء عندما أقول الحقيقة


المزيد.....




- المبعوث الأمريكي يعلن -اتفاق سوريا وإسرائيل على وقف إطلاق ال ...
- السويداء.. بين المطرقة الإسرائيلية والدعم الأميركي للشرع
- إيران تعيد ترتيب أوراقها.. مؤشرات العودة إلى المواجهة
- ترامب: الإفراج عن 10 رهائن إضافيين من غزة قريبا
- روسيا تشن هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على أوكرانيا
- مديرة الاستخبارات الأمريكية تتهم مسؤولين بإدارة أوباما بـ-فب ...
- بريطانيا تفرض عقوبات على ضباط استخبارات روس.. وتوجه رسالة إل ...
- ما هي خلفية الأزمة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر؟
- المرصد السوري: السويداء أفرغت من سكانها
- من هم العشائر في السويداء؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - الغزو المسلّح، والتّعفيش