أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ازهر مهدي - إلى الناشطة العراقية السيدة نيران البصون في العراق ……….. جاءوا إلى اليهود.اولا ولم نتكلم















المزيد.....

إلى الناشطة العراقية السيدة نيران البصون في العراق ……….. جاءوا إلى اليهود.اولا ولم نتكلم


ازهر مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 00:42
المحور: حقوق الانسان
    


لا تزال قصص ترحيل وتعذيب وقتل اليهود العراقيين التي رواها لي جدي وغير جدي عالقة في ذهني إذ روى لي قصص عن جاره أبي الياهو الذي كان يخبره عن كيفية مساعدة اليهود الأغنياء للفقراء منهم وعدم تركهم للجوع والمرض روى لي ماذا فعل العراقيون العرب المسلمون بالعراقيين اليهود فيما عرف حينها بـ "أحداث الفرهود او السلب والنهب" عندما أسقطت السلطات آنذاك الجنسية عن اليهود العراقيين وأجبرتهم على مغادرة العراق يحملون حقيبة ملابسهم فقط وكيف صودرت ممتلكاتهم وكيف استباحت العامة والغوغاء من" العرب المسلمين"  ممتلكات "اليهود العراقيين" مع بعض الجرائم الأخرى التي يندى لها الجبين بعد حملة دعائية شعواء متأثرة بالفكر الفاشي الذي ساد في العديد من الدول العربية مع العلم ان اليهود أقدم من العرب بمئات السنين في العراق وغير العراق والعرب كانوا دخلاء على أغلب بلدان الشرق الاوسط نسبيا.

الان وانا اتوقف عند الوضع الراهن في العراق وربما بعض الدول العربية الأخرى من حروب أهلية و قتل على الهوية وتطهير عرقي للأقليات تذكرت قصص جدي وتذكرت معها كلمة مارتن نيوملر ايضا عندما قال : في قصيدته الشهيرة "أولا جاءوا: في ألمانيا للشيوعيين لم أبال لأنني لست شيوعياً، وعندما اضطهدوا اليهود لم أبال لأنني لست يهودياً، ثم عندما اضطهدوا النقابات العمالية لم أبال لأني لم أكن نقابيا ..بعدها عندما اضطهدوا الكاثوليك لم أبال لأني بروتستانتي ..وعندما اضطهدوني انا .. لم يبق أحد حينها ليدافع عني"

في العراق بدأوا باليهود عام 1941 أو قبلها أي قبل اعلان دولة اسرائيل بسنوات بسبب تنامي الفكر الفاشي والقومي في العديد من الدول العربية ومن الطبيعي أن ينتشر هكذا فكر في المجتمعات العربية والإسلامية بسبب ثقافة عامة وتراكمات تاريخية ودينية ترفض الآخر وتحض على إبادته أو عزله وتحجيمه.
من بعدهم أخذوا بأضطهاد الشيوعيين ومن بعدهم الإسلاميين ومن بعدهم بعض القوميين والبعثيين الذين لم يرض عنهم صدام حسين والذين اعتبرهم منافسين له على كرسي حكم العراق ثم جاؤوا إلى العراقيين الذين سموا بالتبعية الايرانية (وأكثرهم عرب وليسوا إيرانيين) وحملات إبادة الأكراد والشيعة كانت غير قليلة.

جاءهم صدام لتبدأ أسوأ المراحل في تاريخ العراق منذ عهد المغول بدأها بحرب طاحنة مع إيران ( وأنا لا أبرئ ذمة الخميني أيضا فالأول بدأها والثاني أصر على استمرارها) ثم أرتد على الكويت التي أمدته بالمال الذي اشترى به أسلحة متطورة وفتاكة ليجتاحها لاحقا في أقل من ليلة واحدة وعلى إثرها دخل العراق في دوامة الحصار الخانق والخوف الرهيب والموت الصامت والأسوأ من هذا كله الحملة الإيمانية الإسلامية التي بدأها لتمنحه تأييد الرعاع والغوغاء وما أكثرهم في بلداننا  ليظهر أثرها البشع بعد سقوطه أي صدام ليشهد العراق دوامة عنف محلي رسمي على شكل تفجيرات لا ترحم وقتل على الهوية وترحيل  وطائفية بغيضة وقبيحة وتضافر المسلمون المتطرفون من جميع أنحاء العالم و تمركزوا في العراق لارتكاب جرائم يندى لها الجبين وكان أبو بكر البغدادي ورفاقه من خريجي هذه الحملة الإيمانية كما تسمى.

هذا ما يحدث عن جريمة بحق الآخرين تأكد انك الضحية القادمة :-
ما جرى ويجري في العراق من جرائم في الحقبة البعثية لم يبدأ بعد احتلال الكويت كما يصورون بل كان سابقا لها بعقدين من الزمن أو أكثر فالشعب توحش كثيرا واعتاد الظلم والقسوة وقد يحار المرْ كيف للعراقيين المحافظة على بشاشتهم وتعاملهم اللطيف حينا وانتقالهم بسرعة الى هكذا عدوانية محيرة حينا آخر.
لقد ارتكبت الحكومات المتعاقبة على حكم العراق شتى الفظائع وسط صمت محلي شبه مطلق ومباركة عربية بل وأمريكية وسوفييتية  أيضا ولم يتحدث أحد عن الجرائم والإبادات في العراق الا عندما اجتاح صدام الكويت ليبدأ الغرب كما العرب يتباكون على حقوق الإنسان في عهد صدام لتظهر التقارير فجأة وكأن ما حدث سابقا لم يكن موجودا قط.
أول تلك الجرائم التي تم التغاضي عنها هي الجرائم بحق اليهود العراقيين كأول إثنية عراقية يتم التنكيل بها بهكذا ولم تتوقف الجرائم منذ حينها ولغاية اليوم وستستمر إلى ما شاء الله
لكن ما السر في العداء ضد اليهود؟ لقد عاش اليهود كطبقة أرستقراطية في المجتمعات العربية تمارس التجارة والمهن الأساسية التي تتطلب مهارة عالية وحتى الحرف اليدوية البسيطة وكانت علاقاتهم بالعرب جيدة بل ممتازة فالعربي في طور البداوة كان منغمسا في قيود و مطامع ومطامح بدوية مثل الغزو والسلب والنهب وقطع الطرق(ولا اقصد التعميم بالطبع) ولم يكن للعمل أهمية باستثناء الزراعة الإقطاعية عندما كانوا يتوارثون الفلاحين مع الأراضي كالعبيد بل هو عبد بكامل ما تحمله تلك الكلمة من معنى.
بعد دخول العراق كما حال بعض الدول العربية والشرق أوسطية في حظيرة المدنية كان اليهود هم أهل التجارة والانتاج الحديث وقد عملوا على تحديث بعض الجوانب كالتعليم والاقتصاد والإدارة وكانت لهم مساهمات فاعلة في شتى مناحي الحياة.
بعض الشعوب لا تستطيع استيعاب الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان والشعوب المسلمة اول تلكم الشعوب فهناك تنافر ظاهر بين الحالتين فشمولية الإسلام لا تسمح لمعتنقيه أن يتصالحوا مع أنفسهم فضلا عن الآخرين وكانت الحروب والغزوات هي الطابع السائد لمدة ألف وأربعمائة عام ولا يمكن أن نتصور ان تختار او تتقبل تلكم الشعوب أي شكل من أشكال الديمقراطية والحياة الكريمة المعاصرة.
عندما ظهرت داعش ومن قبلها القاعدة وأخواتها كان الكثير من  جماعات وأفراد الشعوب العربية فرحين وسعداء بما يجري من تطهير طائفي وعرقي بحق المسيحيين والشيعة والايزيديين واللادينيين وغيرهم مما يبين مدى الكراهية الكامنة لدى هذه الشعوب وبالتالي ارتدت هذه الجماعات على العرب والمسلمين أنفسهم وبدأوا بالاستغاثة لتأتي أمريكا وإيران لتنقذهم من الوحش الذي صنعوه.

العراق الحالي يقف على مفترق طرق إما أن يكون أو لا يكون وعليه أن يتخلص من الايديولوجيات التي دمرته  مثل الأيديولوجية الفاشية العربية والإسلامية والبعثية ,والقومية وأن يتبنى مفاهيم الحضارة المعاصرة بكل جوانبها ومضامينها وعندما نتكلم عن العراق نتكلم عن الإنسان قبل الأرض وعن الحاضر قبل الماضي إلا في حدود تأثير هذا الماضي على المستقبل.
المصالحة مع الذات ومع الآخر سبيلان أساسيان لكل أمة تريد أن تبقى أمة حية لها شرف و كيان وكرامة وللأسف اني ارى ان الكرامة قد سلبت من أمتي لقرون طوال شهدت دكتاتوريات قاسية غيرت من بوصلة هذه الأمة إلى الاتجاه الخاطئ بل والخاطئ جدا
المقال الحالي لا يتعرض لجريمة تهجير اليهود وغيرهم فحسب بل استعراض للحالة التي وصلنا إليها هذا اليوم من حروب ودكتاتورية وإرهاب وكراهية لن تنتهي فجأة ولن تنتهي الا بزوال المسبب واترك تسمية المسبب لذكائكم.

اعود إلى السيدة نيران البصون واقول لها ولأهلها (وكل اليهود العراقيين بل وغير العراقيين من اليهود العرب المبعدين ظلما وجورا) باسمك ومن خلالك انك عراقية اكثر بكثير ممن ادعى عراقيته ويداه ملطختان بدماء العراقيين او سرق اموالهم ودمر حياتهم بإسم العروبة أو الإسلام أو أي مسمى آخر.
أنت وقومك لكم الحق بالمطالبة بالعودة الى ارضكم وبيوتكم وأحيائكم ومزاولة مهنكم وإحياء ما دمره الغوغاء وان تعودوا إلى مواطنتكم كما كانت مع توجيه اعتذار رسمي و تاريخي لكم.
أبعدوكم رغم رفضكم لهذا الابعاد المجحف والظالم لكنهم لم يستطيعوا أن يبعدوا العراق عنكم البتة وأنا كلي ايمان ان حقكم في العراق لا يمكن أن يسقط وسيأتي اليوم الذي تعودون فيه إلى احيائكم ومعابدكم وتستعيدون جنسيتكم التي سلبت منكم من دون وجه حق حينها يكون العراق قد تصالح مع فئة مهمة وأساسية من شعبه في حاضره وتاريخه وشعبه.



#ازهر_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب نحو ميثاق أخلاقي جديد
- ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفرات والنيل؟؟؟!!!!
- الاسلام……..صناعة القبح و الأحقاد والإرهاب
- لا سماء لا وطن
- الحياة في سبيل الأنسان حياة للقيمة الأسمى والأهم
- أنتم لستم خير أمة اخرجت للناس
- الارهاب الأسلامي لم يبدأ بعد
- المسلمون ومتلازمة ستوكهولم............. الاسلام كمرض فكري ون ...
- الدواعش… إنّهم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء!!!
- لأنها مدينة ألاف مسجد
- لنواجه الحقيقة....... الإسلام السني خطر داهم يهدد الحضارة ال ...
- اعتذار للشعب السوري
- آخر ملوك العار
- في البحرين............ الشيعة لا يريدون اسقاط السنة
- قائد الثورة العربية الكبرى.... باراك حسين اوباما
- انا مسلم ( واحتفل بعيد الحب )
- مبروك للمصريين وشكرا لأوباما ولاعزاء للحكام العرب
- شابة مصرية تتحدى حكومة البلطجية
- يكفي حكم الثلاثين، تونس راحت في العشرين
- تونس في اليوم التالي


المزيد.....




- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ازهر مهدي - إلى الناشطة العراقية السيدة نيران البصون في العراق ……….. جاءوا إلى اليهود.اولا ولم نتكلم