أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - قراءة خطاب السيد حسن نصرالله














المزيد.....

قراءة خطاب السيد حسن نصرالله


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5657 - 2017 / 10 / 2 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قراءة خطاب السيد حسن نصرالله

ليس سهلا على متابعي الشأن السياسي في المنطقه أن يمروا على خطاب السيد حسن نصرالله دون طرح التساؤلات عن توقيته ومحتواه ونوعيته وقد حصل هذا عند العديد من الكتاب والصحافيين،بل أن بعض الحصفاء ذهب لأبعد من حزب الله ولبنان وقرأه رسالة سوريه إيرانيه بضوء أخضر روسي،فالتعبئه الدينيه العقائديه التي ركز فيها السيد على التضحيه والفداء وتعظيم الشهادة ليست كما ظنها البسطاء عودة لغياهب التاريخ بل هي تهيئة نفسيه ومعنويه للمقاومين وأنصارهم وحلفاءهم لامكانية حدوث أمر نوعي جلل أخفاه لكنه يدرك أن اسرائيل وأمريكا ستفكك شيفراته كما سنرى لاحقا، وبدل التصريح استحضر شخصية الحسين ابن علي كمظلوم ، صابر ومقاوم من أجل الحق لشحذ الهمم ورص الصفوف كأنه في ساحة المعركه.

خطاب مباشر لليهود:
لأول مره يتحدث السيد حسن لليهود مباشرة ويفرقهم عن الصهاينه ويحرضهم على زعيمهم نتنياهو وينعته بالمغامر بمصيرهم ويطلب منهم مغادرة فلسطين المحتله بل حتى يحذرهم من تضييع الوقت بقوله"لن تجدوا الوقت الكافي للمغادره"،لقد سبق أن تحدث السيد عن الحرب وهدد بقصف خزانات الأمونيا وتحرير الجليل كخطوه نحو تحرير فلسطين وهزم الجيش الاسرائيلي والمفاجآت التي يجهزها المقامون للعدو في المعارك القادمه، لكنه لم يتحدث أبدا بهذه الدقة والظرفيه لاخلاء اسرائيل من سكانها ،واللافت للانتباه أن السيد يقرأ هذه العبارات من ورقه مكتوبه أمامه حتى يتفادى أي خطأ في التعبير وهو الذي عوّد متابعيه بالارتجال،وللسائل المشاكس أن يسأل لماذا؟ ولماذا لليهود؟ ولماذا الآن ؟
الأكيد أن الرجل لا يتكلم من فراغ فهو يمثل قوه إقليميه أصبحت لها تحالفات دوليه وأذرع أمنيه ويبدو من خفايا خطابه الحماسي العقائدي أنه منزعج ومتوتر من خطر مّا لم يفصح عنه يتجاوز القضيه الفلسطينيه و لا يريد حصوله في غفلة من الشعب اليهودي لأن هذا ليس في صالح الجميع بمن فيهم اليهود كمدنيين فهو يحذر من تداعياته ويلمح لتفاديه لكنه وحلفاءه مستعدون لتحمل تبعاته إذا حصل ويعتبر أن الطرف الآخر هو الخاسر الأكبر منه ومن هنا تتأتى أن الرسالة تتجاوز حزب الله والمقاومه .

الامبراطريات لاتهزم لكنها تنهار:
سبق ونشرت في هذا المنبر(الحوار المتمدن مشكوره) مقالا عنوانه "الحرب على دمشق قادمه...الفاشيه تكشر عن أنيابها" تحدثت فيه عن استحالة قبول اسرائيل و أمريكا كامبراطوريه بنهاية الحرب على سوريا دون ضمان مكاسب على الأرض ولذلك لن تسلم بالنصر السوري بهذه السهوله وهي مرتبكه سياسيا ومضطربه عسكريا وهذا ما يحتم عليها فعل عسكري نوعي يوضع على طاولة التفاوض مع الكبار وكان الاحتمال هجوم أطلسي اسرائيلي عربي من الجنوب السوري يصل تخوم دمشق وإن لم يسقطها أو يحاصرها على الأقل يجبر الأطراف الأخرى على التفاوض معها كامبراطوريه كبرى موجوده لأن أية نهايه للحرب حتى لو ظلت بعض الجيوب السوريه محتله لن يعيد الهيبه الأمريكيه ولن يحقق نديه مع القوى الصاعده كروسيا والصين وسيجعل ربيبتها اسرائيل في خطر دائم ومتعاظم ولأن ذاك المشروع العسكري فشل والحشود التي جندت له تفرقت من النتف الى غرفة الموك(ليس مجال التوسع في أسبابها هنا)فإن اسرائيل الخاسر الأكبر من أية نهاية للحرب على سوريا مضطره للدفاع عن وجودها المهدد باشعالها من جديد ولأنها عاجزه ميدانيا وعقيدتها ألا يدخل جيشها أية حرب غير مضمونة النتائج فلا بد من تأجيجها نوعيا وفرض اعادة الجميع للمنطقه وذلك باستعمال السلاح النووي كخيار يجبر أعداءها قبل أصدقاءها بما في ذلك الكبار كروسيا على حمايتها خوفا من دمار شامل للبشريه جمعاء ويكسر شوكة التفوق الميداني الذي حققه حلف المقاومه ويخضع إيران للقبول بتفكيك برنامجها النووي، ويدفع الصين وروسيا لوقف مغامرات بيونغ يانغ وهذا يتقاطع تماما مع مصالح الامبراطوريه الأمريكيه التي تحتاج للتنفيس على أزمتها الاقتصاديه الخانقه ويزيل ارتباكها السياسي وعجزها العسكري حتى أمام دول صغيره كسوريا وكوريا الشماليه ولهذا بالضبط جاء صناع القرار بالفاشي دونالد ترامب الى البيت الأبيض،ذلك أن السلاح النووي لدى جميع الدول النوويه هو سلاح توازن القوى دفاعي أي أن لا دوله تبادر باستعماله ضد دولة أخرى تمتلكه،إلا اسرائيل فسلاحها النووي ردعي لأنها الوحيده في محيطها التي تمتلك هذا السلاح الفتاك وقد عملت على احتكاره ولهذا دمرت مفاعل تموز العراقي والمنشآت النوويه السوريه وجندت العالم للحد من طموح ايران النووي بهدف أن يظل سلاحها وحيدا و ردعيا مرهبا لمحيطها.

الخطاب رساله دوليه:
في تقديري أن خطاب السيد حسن نصرالله هو رساله تستبطن تحذير روسي إيراني سوري موجهه لليهود والقوى الديمقراطيه في العالم الغربي مفادها أن العرب ومهما كانت الكوارث التي ستحصل ومهما كانت نتائج الحرب فسيظلون في أرضهم أما الشعب اليهودي فيسقط وهم أرض اللبن والعسل من عقولكم وسيعودون للجوء إن تمكنوا وأن المجتمعات الغربيه وحدها ستتحمل ارتدادات انهيار المشروع الصهيوني وأن زعماءهم وخاصة سكان البيت الأبيض البعيد يضعونهم قربانا لسياستهم الفاشيه المدافعه عن امبراطورية المال المحتظره.
أما في الجانب العسكري فقد نبه السيد الشعب اليهودي وصناع القرار لشمولية الحرب عندما قال أن حكامكم لا يعرفون من أين ستأتيهم الردود ولا الى أين ستنتهي والقصد هنا يؤشر لايران واليمن و حتى كوريا الشماليه التي أصبحت غير بعيدة في عصر الصواريخ البالستيه.
الخطاب الرساله سيحدث ارتجاجا في العقل اليهودي والغربي وربما يحدث بعض التغييرات السياسيه والعسكريه داخل المجتمع الاسرائيلي لكنه لن يغير شيئا من السياسه الفاشيه للبيت الأبيض المدفوعه بالدفاع عن امبراطوريه تتآكل من داخلها وستعمل الطغمه الرأسماليه على دفع حكام اسرائيل لمزيد المغامره والتطرف ولن تهتم لارواح اليهود ولا لتوسع رقعة الحرب وانهيار الدول.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطوف تزهر في الصحراء
- سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- عبدالله بن زايد يبحث هاتفيا مع سامح شكري ورئيس وزراء قطر -مس ...
- سماع دوي انفجارات في رفح.. ومصادر تعلق لـCNN
- العثور على جثة مرتزق عليها شارة العلم الفرنسي في جمهورية لوغ ...
- بكين: نرفض جعل أوكرانيا ذريعة لحرب باردة
- الرئيس التونسي ووزير الداخلية الليبي يناقشان تأمين الحدود وف ...
- حزب الله يعلن تنفيذ 3 عمليات ضد الجيش الإسرائيلي
- زفاف جماعي في مخيم خان يونس للنازحين
- بعد موافقة حماس على وقف النار.. إسرائيل تصر على اجتياح رفح
- شاهد.. شولتس على متن ناقلة الجنود المدرعة يتفقد العسكريين ال ...
- تركيا تدشن مسجدا كان كنيسة سابقة من العصر البيزنطي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - قراءة خطاب السيد حسن نصرالله