أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد خطاب - الظلام














المزيد.....

الظلام


محمد خطاب

الحوار المتمدن-العدد: 5655 - 2017 / 9 / 30 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


علي ضفاف الحياة نري ما لا يراه البحار .. حياة ممتدة ، موجها ثائر متنافر.. يسقطنا داخل دوامات الابدية ليبتلع ما تبقي من أجسادنا التي أنهكتها الحياة والبحث عن وهم الاستقرار و السعادة .. هناك في باطن الارض يكون كل شيء راقدا مع صاحبه ؛ تاريخه ، أحلامه ، طموحاته ، أوهام الغد المشرق وصراعاته مع الآخرين في طريق غير ممهد من الولادة للممات .
انتبه- علي يد ثقيلة تضغط علي كتفه النحيل فتكاد تهشمه ووجها لم يتبينه .. بصوت حازم يقول : تعالي ورائي .
تحرك وراء الصوت ممسوسا ..وقدماه تصطك ببعضهما البعض .. ينظر حوله و يتعجب من تلك السراديب التي لا تنتهي و أقدامه لا تتحمل ثقل جسده .. وضع يديه علي فمه يكبل شفتيه خشية أن تنطق بسؤال لصاحب الصوت عن مصدر الأماكن المجهولة تلك ؟! يقول لنفسه يا الله متي ينتهي كل هذا ونصل ؟!
ليس لديه ساعة لحساب الوقت ولكن العرق يغرق وجهه و أنفاسه تتقطع و قدرته علي استنشاق الهواء تتقلص .. كأن الهواء محمل بالاسفلت ... يصرخ في فضاء ذاته مستجديا هذا المجهول : أين أنا ؟ لماذا أمشي خلفك مسلوب الإرادة مرعوبا .. جسدي لا يستجيب لاية مقاومة مني .. بات غريبا عني .. أكتشفه كلما فكرت أن أقاوم .. يا سيدي أين النجوم في هذا الظلام الحالك أستجديك أن تتركني أتوضأ بضوءها .. أيها الحلم /الكابوس /الواقع الثقيل الظل أيا كنت ارحل عني فقد ضاعت سنوات عمري في البحث عن الحياة و اليوم أنفق ما تبقي لأبحث عن ضوء !!
وقع من شدة التعب وشعر أن الأرض تسربت من تحته و جسده يسقط في هوة بلا قرار .. ينادي : يا سيدي لا أريد النجوم ولن أستحم بضوءها اترك لي الأرض .. أشتاق للتشققات في سطحها و حفرها و الأحجار الملقاة في وسط الطريق .. أريد أن ألقي جسدي علي حبات رملها .. فتنساب رطوبتها من بين مسام جلدي و يعود باردا .. وتلتئم روحي في اناء الجسد .
مرعوب ومشتاق للحظة توقف .. الخوف و الظلام يلتئمان سريعا و ينسجان رداء خانق لا تلمسه لكن تشعر به يحتويك .. يلهب روحك بحمم من نيران الغيب .. لا نهاية له ..تسقط منه الاشياء بمجرد الرغبة فيها و يدور في أمواج الحيرة .. لا ذات ولا روح لا جسد .. شتات يبحث عن انسان كان مكتملا ظاهريا منقسم ومفتت من الداخل .. انسان ينزف عالما من الأكاذيب نسجت له ولم يكن يدري .. بات هائما في سماء فكر سكبوه في خلايا عقله .. توقفت نبضات القلب بعد أن عجز عن تمييز مشاعر الحب والكره . الكلمات و القسمات حتي النبرات خادعة .. البرودة تسري في اطرافه .. لم يعد يشعر بأصابع قدمه .. أصابع يده توقفت عن الامساك بشيء .. يزحف علي بطنه خلف صاحب الصوت خوفا أن يشعر به .. خيوط الشك ترتق ثوب الأمل ليتمزق اليقين .. و تذوب ذرات العقل في عالم مجنون ..



#محمد_خطاب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط المفكك
- الثانوية العامة / حرب اللجان : المعلم وحيدا بلا وزير أو نقاب ...
- (إرهاب المدارس ) .. مدارس تحت الحصار بقلم : محمد خطاب
- تطوير التعليم من أجل أبنائنا بقلم : محمد خطاب
- محاكمة ابراهيم محلب
- بلا فكر نحلق في سماء العولمة بقلم : محمد خطاب
- السيسي في واقع صعب فهل يدركه ؟
- التعليم بين الجدية و الأحلام
- مواطن في انتظار الغد
- قيادات مكتبية معوقة لتطوير التعليم بقلم : محمد خطاب
- تاريخ الدول لا يكتب في الظلام يا وزير التعليم بقلم : محمد خط ...
- ضرورة تغيير مفهوم الامن القومي المصري
- وزارة التربية و التعليم و الانجازات الوهمية
- الغش ظاهرة أم تمرد
- حل النقابة لمواجهة تنظيم (معلمو الإخوان و الفلول ) بقلم : مح ...
- القوي السياسية تلعب بمصير الوادي الجديد بقلم : محمد خطاب
- كما كنا نعود : قراءة في زيارة محلب للوادي الجديد
- وطن لا يعرف حرمة الدم بقلم : محمد خطاب
- مالاتعرفه الدولة عن الاعلام التربوي بقلم :حمد خطاب
- مالاتعرفه الدولة عن الاعلام التربوي


المزيد.....




- بمشاركة 57 دولة.. بغداد تحتضن مؤتمر وزراء الثقافة في العالم ...
- الموت يغيب الفنان المصري طارق الأمير
- نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامع ...
- عراقيان يفوزان ضمن أفضل مئة فنان كاريكاتير في العالم
- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد خطاب - الظلام