لست بخير بعدما تجاوزت الأربعين

احسان السباعي

الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 21:40
المحور: الادب والفن
    

لست بخير بعدما تجاوزت الأربعين
ما بال حمائم الوجع تهدل في مسمعي و عيوني جاحظة تغسل أناملي بدموع العجز، أدفن ما تبقى مني بكفن الاهمال
أتلاشت حواسي بعد الأربعين
حتى اختل توازن هيكلي يستصغر ما مضى مني ويفقد الحماسة فيما سيأتي ؟؟؟
ويأكل الطير ما تبقى من أحلامي
أقف على أعتاب بروج مشيدة من عزائم اصراري ،
طالما وقفت أمامها بعصاي أهش بها على كل الاكراهات ولي فيها مآرب شتى .
مجيشة بكل مطارق النسف،غدا حاضري
يشتد فيه غوص أقدامي بالأرض وتقوس ظهري يتأرجح بين اهتزاز سواعدي ،فتشتد فيها عواصف الهدم والزلزال .
لينهار كل حماسي وتقصم العصى شموخ وقفتي .
مال بال شرنقة الحسرات تمزق خيوط الشمس التي كانت توقظني كل صباح
انتشي ببسمة فلذات كبدي ...
بلهفة تلامذتي .....
بزقزقة عصافير الأمل فوق أشجار أيامي
هل حلت بي لعنة تجاوز الأربعين حتى خفت فناء عمري في ضياع لا حدود له .الست من فئة التي تنطبق عليها ما قال فيهم القرآن .قال الله تعالى : ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) مع اني من كل قلبي استغفر الله وأحس بالندم على كل غلطاتي
وهل قواعد عشق الأربعون التي اتخذها ابن الرومي في رواية اليف شافاك تليق بي وعباب الاكتئاب يمخر في كل زوابعي
ومابال حماسي شعلته انطفأت ...
أفيدوني هل هي حالة وتمر ام لعنة الشتات حاصرتني حتى كسرت قلمي وعصفت بكل أوراقي وقلت لا شيء يستحق ودخلت في متاهة الدروشة علني ارتاح بالقرب الى الله
أركع تحت شهقة امي وانا أجدها تتجاوز اعتاب الستين بذاكرة مثقوبة تسقط كل شيء .كأنها طفلة لاتفقه في امور الحياة شيئا وأب تجاوز السبعين عاد طباخا وممرضا وانسانا مهتما بأمي في حين يحتاج للراحة لاستمتاع بتقاعده .ونحن كل في بلد لا حول لنا ولاقوة .متناسية انانية أولادي الذين تجاوزوني طولا ويعتمدون علي في كل شيء .دون مراعاة ...
قررت الهروب بنفسي علهم يعرفون اني لست بخير .
زوابع احسان

#احسان_السباعي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات