أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - المقترح الاممي لكردستان لا يشكل ضمانا ولا يتضمن حلا مناسبا














المزيد.....

المقترح الاممي لكردستان لا يشكل ضمانا ولا يتضمن حلا مناسبا


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 07:24
المحور: القضية الكردية
    


مع اقتراب موعد استفتاء كردستان للاستقلال واعلان دولة كردستانية ، تزداد الضغوط وتتكاثر محليا واقليميا ودوليا . الدولة الوحيدة التي اظهرت دعمها العلني لدولة كردستانية ، هي اسرائيل ، والحقيقة لا اعرف ان تعاطفها ستكون خيرا لكردستان او وبالا عليها.
بداية يفترض ان لا تتجاهل القيادة السياسية الكردستانية الرفض الصريح والمتكرر للولايات المتحدة الامريكية وحلفائها كل من بريطانيا وفرنسا ، كما ان التهديدات التركية والايرانية بمنع الاستفتاء ، لا يجب عدم حملها محمل الجد . هذا الرفض الدولي والتهديدات الاقليمية ، استقوت بها بغداد ، فأتخذ البرلمان العراقي ، ودون ان يكترث لمقاطعة الكرد ، قرارا خطيرا بمنح الحكومة العراقية الصلاحيات اللازمة وكل التدابير الاجرائية لمنع عملية الاستفتاء وافشالها . كما ان لهجة بغداد اصبحت اكثر حدّة ، حتى ان رئيس الوزراء العراقي اشار الى امكانية استخدام القوة العسكرية في حالة تسبب الاستفتاء بحوادث عنف . والكل يدرك ان اصطناع العنف في المناطق المتنازع عليه امر ميسور لكل طرف بالنظر لفقدان الثقة بين المكونات في تلك المناطق وتحريضها من قبل اطراف اقليمية وعراقية ، بل وتهديد قوى اقليمية بالتدخل المباشر. الامر الذي لا يمنع من وقوع حرب حتمية ، خاصة وان شعب كردستان متمسك بحقه الشرعي في اجراء الاستفتاء والاعلان عن دولته المستقلة وان تطلب ذلك اي ثمن واية تضحية ، يشجّعه قناعته ، وانا مقتنع معه ، ان ما يواجهه غدا او بعد غد لا يختلف سواء جرى الاستفتاء او غضّ النظر عنه . وان الحرب التي يواجهها قد تكون كارثية على كردستان والعراق والمنطقة .
لذلك ترقب الكثيرون ، ردَّ فعل الامم المتحدة للقيام بمسوؤلياتها في تهدئة الاوضاع وواجباتها في المحافظة على الامن والسلم في هذه المنطقة المتوترة اصلا والموبوئة بعوامل الصراعات وتداعيات الارهاب . كما توقع الكثيرون ان تلتزم هذه المنظمة الاممية بميثاقها الذي ينص صراحة على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وشرعنة مقاومة الاحتلال بهدف الاستقلال .
مع الاسف لم يتحرك المبعوث الاممي في العراق( يان كوبيتش) بمفرده كما ينبغي، ولم يتعامل بحيادية مع قضية تعرض الامن والاستقرار في المنطقة للخطر ، ولم يعرض حلا امميا يمكن ان يراعي مصلحة العراقيين والكردستانيين ، انما انضم الى وفد التحالف الدولي لمحاربة داعش . والذي لا يضع موضوع الحرب على الارهاب في مقدمة سلم اولوياته ، انما يبدو ان لا مهام اخرى للتحالف الدولي ولا يكترث لمصير شركائه في الحرب حتى وان تعرضوا للظلم والاستبداد والاقصاء وانكار الحقوق . وآثر كوبيتش التناغم مع مواقف العراقيين ومطالبتهم بالغاء الاستفتاء .
يوم امس اشارت بعض التقاريرالصحافية الى مقترح قدّمه ( يان كوبيتش ) للرئيس مسعود البارزاني ، يقضي بالغاء استفتاء الاستقلال من قبل شعب كردستان مقابل بذل الامم المتحدة مساعيها الحميدة لتوصل الكردستانيين والعراقيين الى اتفاق حول القضايا العالقة خلال مدة عامين او ثلاثة !!.
ما يلفت النظر ان الهيئة الاممية لا تضمن التوصل الى اتفاق ، ولن تمارس ضغطا على حكومة بغداد للقبول بحق الكرد في تقرير مصيرهم ولا القبول حتى بشراكتهم في الحكم وتقرير سياسة البلاد واقتسام الثروات بشكل عادل ومنصف . ويحق للكردستانيين التساءل عن تدابير واجراءات الامم المتحدة فيما اذا تعنّت العراقييون وامتنعوا تعسفا في التوصل الى اتفاق مع الكردستانيين . ماذا لو مضى عامان او ثلاث او عشرة ولم يتوصل الطرفان الى اتفاق لحل خلافاتهما او تحديد العلاقة المستقبلية بين العراق وكردستان ؟
ماذا لو ذهبت المساعي الاممية الحميدة ادراج الرياح ولم تثمر بسبب غطرسة طرف ما ومطاليبه التعسفية وشروطه التعجيزية ؟
ماذا لو ظهرت للهيئة الاممية ومجلس الامن ، ان التعايش المشترك ، بين شعبين يختلفان في العرق واللغة والثقافة ولكل منهما ارضه وتاريخه وجغرافيته وعاداته وتقاليده، اصبح مستحيلا او باهض الثمن ؟
ماذا لو تبيّن للعالم ان الفراق والافراق اصبحا لازمين وضروريين لحفظ مصالح الشعبين واستقرار المنطقة ؟
المقترح الاممي لا يكشف عن اية خطوة مستقبلية في الحالة التي ذكرناها ، ولا يفصح عن حلول ، ويعني ذلك ان المفاوضات ستكون على الاغلب مضيعة للوقت والجهد ولا غير . وقديما قالوا يخسر الكرد في المفاوضات ما يكسبونه في الحرب . هذا قول لا ادعوا العمل به للكسب عن طريق الحرب، فالحروب انهكتنا ، ولكن لتبيان ان المفاوضات مع بغداد ، كما علمتنا التجارب ،كانت صرخة في واد . ويجب ان تكون للمفاوضات من الان ولاحقا اثريترتب عليها . وان تكون مراقبة دوليا .
كان من المنطقي ان يتضمن مقترح ( كوبيتش ) اجراء الاستفتاء الالزامي لاستقلال كردستان وباشراف الامم المتحدة بعد المدة المحددة للتفاوض وعدم التوصل الى اتفاق . وان يشمل الاستفتاء اجزاء كردستان المستقطعة، وان يلزم الطرفين باحترام وتنفيذ نتائجه ايا كانت . فاذا اختارت كردستان الاستقلال ليس معناه نهاية الدنيا . واذا اختارت المناطق المستقطعة او اي جزء اومدينة كردستانية البقاء مع الدولة العراقية بارادتها الحرة ،يكون من العبث التضحية بارواح الشباب والشابات الكردستانيات من اجلها ، فلا قدس ينفع شعب كردستان ولا هم يحزنون . لكن ضم اية بقعة جغرافية من كردستان عنوة لكيان لا ترغب فيه ، ظلم والظلم اشدّ من الكفر .
من غير ذلك لا يقدم المقترح الحالي حلا نهائيا ، ولا ضمانا لتجنب سفك الدم ، انما هو حل مرحلي للتهدئة المؤقتة ،والعودة الى صراع اشد في وقت لاحق . وهو ما يرفضه شعب كردستان على ما نعتقد .



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقت المناسب لشنّ الحرب على كردستان
- مع بغداد كل الطرق تؤدي الى الافتراق
- القوات التركية لن تخرج بأنذار ولا بحرب
- الجنرال السامرائي ... حسنا عرفناك عدوا
- السيد العبادي .. اعيدوا الابتسامة للشعب
- ايران تعادي البارزاني .. ايران تناصر البارزاني
- الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة
- من يصدّ العاصفة عن اقليم كردستان ؟
- كوبانى ..في مائة يوم اسقطت اكذوبة استمرت لمائة عام
- اخشى ان يكون الحرس الوطني نسخة اخرى من داعش
- نعم اعتذر وباصرار
- للتشويش على انتصارات البيشمركة.. المالكي يعود الى عربدته
- سعدي يوسف ...
- الى الوراء درّ ، من اعطى هذا الايعاز لداعش
- عذرا سميح قاسم
- من يشنق المالكي في العيد القادم ؟
- كردستان على مرمى النيران ومن واجب الجميع الدفاع عنها
- صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم
- الحكومة الاتحادية ستخسر القضية امام محكمة تكساس
- تمزّق العراق والسلاح الروسي لن يجديه نفعا


المزيد.....




- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...
- مسؤولان إسرائيليان: تل أبيب تنازلت عن مطلبها بفرض قيود على ع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - المقترح الاممي لكردستان لا يشكل ضمانا ولا يتضمن حلا مناسبا