أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - إنها الثقافة والاقتصاد يا غبي














المزيد.....

إنها الثقافة والاقتصاد يا غبي


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 00:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




من البديهيات المعروفة أن تقدم وتطور الدول مرهون بالاقتصاد المسبوق ب "الثورة الثقافية". إنها البديهية التي يمكن أن تقدم أو تؤخر المجتمعات في حال الاحتكار العنصري، بغض النظر عن مواقعها الجغرافية ومعتقداتها الدينية وجنسيتها العرقية وألوان بشرة ساكنتها الجسدية. فالبديهية تلك هي ما بها يفسر تطور المجتمع أو تخلفه حال الاحتكار العنصري. وكمثال لذلك يتم فهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهي لم تمتلك تطورها وقوتها إلا بفعل اعتمادها هذه البديهية؛ وهو ما يميزها عن أروبا؛ فأساس النظام الأمريكي هو اعتماد الاقتصاد الذي سبقه ومهد له الصراع الثقافي؛ فأصبح السلوك الأمريكي، وبوعي الساكنة الأمريكية، سلوكا لا يعتبر إذا لم يكن سلوكا مدرا للأرباح الاقتصادية؛ ومن هنا ثقافتهم المسماة بالثقافة الذرائعية التي يستحيل بصددها الفصل بين الثقافة والاقتصاد الذي أصبحت له فيما بعد الأولوية. وهكذا لا نندهش من جواب بيل كلينتون مرحلة رئاسته عندما سأل أحد مستشاريه عن وجهة نظره حول أسباب حصول بعض مظاهر الأزمة في بلده وبلدان أروبا، فأجابه المستشار ملغيا العامل الاقتصادي مفسرا له ذلك بالعامل السياسي؛ فما كان من بيل كلينتون إلى أن صاح في وجهه :" إنه الاقتصاد يا غبي ". وبالفعل فهو التوجه الذي به أصبحت الولايات الأمريكية المتحدة القوة التي حكمت العالم وما زالت؛ في الوقت الذي اعتمدت فيه أروبا نظرية التضامن حيث أفادت الثورة الثقافية السياسي أكثر من الاقتصادي لتصبح أقل قوة من الولايات الأمريكية المتحدة التي لا توجد في منطقة ما من المناطق أو إمضاء اتفاقية ما مع أي كان إذا لم تكن مربحة اقتصاديا. هذا على مستوى الدول المتقدمة حيث الأمية بشكل متفاوت بصدد العلاقة ثقافة /اقتصاد.
أما على مستوى العالم العربي- الإسلامي فالوضع يختلف حيث أن العالم ذاك لم يتمكن من هضم والوعي بأهمية وضرورة ونوعية العلاقة بين عاملي الثقافة والاقتصاد؛ فهو عالم ما زال يعيش مرحلة ما قبل الوعي بقضاياه وهي مرحلة تتميز بالأمية بمختلف أنواعها ومستوياتها. فما زالت سلوكاته وتصوراته تفتقر إلى مميزات إحدى الدرجات أو المستويات المؤدية إلى "الثورة الثقافية" وبالتالي، وباللزوم المنطقي، الافتقار إلى معرفة القوى المحركة والمحتكرة لمكونات الاقتصاد. ف " الثورة الثقافية " تفرز حتما، كما أكد لنا التاريخ، الوعي بأهمية الاقتصاد أو قل وعيه بكون أهمية سلوكه تكون مرتبطة حتما بالمردودية الاقتصادية. وعليه، فمن قبيل الوهم القول بإمكان تطور العالم العربي-الإسلامي ما دام التطور ذاك مرتبط بضرورة حصول " الثورة الثقافية " المؤسسة(بكسر السين الأولى) للوعي بأهمية الاقتصاد. ومن هنا أهمية، بل وضرورة، خلق شروط إنجاز " الثورة الثقافية " في العالم العربي-الإسلامي – وكذا في كل الدول المتخلفة-. فالمنطق يقتضي، لحصول النمو والتنمية، الوعي أولا بقدرات العقل ومختلف العلاقات التي يمكنه إنجازها في الزمان والمكان أو قل عندما يصبح الوعي بقدرات وكفاءة العقل بالأشكال التشاركية في تحقيق ذلك. إلا أن غياب الثورة تلك ألغى حضور وفعالية المجتمعات تلك لتبقى النخبة المستبدة هي النخبة السائدة والمحتكرة لعاملي الثقافة والاقتصاد مبررة ذلك، نظرا للجهل، بمشروعيتها الدينية والعرقية كنخبة كفأة. إذن هذا الاستحواذ أساسه غياب الوعي أو قل تنصيب العداء لكل ما من شأنه أن يساهم في التمهيد لخلق شروط إنجاز " الثورة الثقافية ". فهي نخبة تمتلك المعي التام بخطورة هذه الثورة التي كلما حصلت أو حصلت على الأقل إحدى الدرجات المؤدية إليها، تحصل في الآن نفسه تعرية دلالة الوصايات التي تمارسها على الشعوب. لذا، فالذي تمارسه النخبة هو العمل والحرص على استمرار تسليع الساكنة العربية أو قل الحرص على ممارسة المراقبة عليها ليبقى تفكيرها محصورا في الدائرة التي تحددها لها تلك النخبة وهو ما يفسر خضوع واستسلام الساكنة العربية، بل واستعدادها لتدمير وعرقلة كل ما من شأنه العمل على مساعدتها حصول استقلاليتها. ف" الثورة الثقافية " وفق تلك العقلية المحاصرة التي لا نستثني منها مجمل فئات البورجوازية الصغرى، هي كفر وفوضى تهدف زعزعة الاستقرار والأنظمة التي أسستها السيدة النخبة؛ في الوقت الذي نجد فيه أن المبررات تلك التي تدعيها السيدة النخبة هي ، وبالكاد، الربحية الاقتصادية المغلفة بالشعارات الدينية. هكذا، فكل ما يعرفه العالم العربي-الإسلامي من أحداث واقتتال وتمزيق دول، وصراع بين الدول الكبرى فوق أرضه وحول موائد المؤتمرات واللقاءات ما هوى السباق والتسابق للحصول على امتياز الاستغلال الاقتصادي وفي الآن نفسه تحصين النخبة العربية-الإسلامية مكانها ومكانتها باسم كذا أو كذا الذي يزكيه غياب الوعي الثقافي, إنه الوضع الذي لا يمكن أن يوجد غيره ما دام هناك إصرار على مراقبة ورفض التأسيس لأي شكل أو درجة من الدرجات المؤدية إلى إنجاز " الثورة الثقافية "؛ وهو ما يعني صعوبة حصول التغيير الاقتصادي ليبقى التخلف بمختلف مكوناته من جهل وطائفية وعنصرية ومذهبية واحتراب واقتتال وخرافات هو السائد.



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشكال الأنظمة السلبية العربية :العداء للكفاءة والاستحقاق
- الاحتجاج بمنطقة الحسيمة بالريف: من- الحالة المحلية - إلى - ا ...
- الأنظمة العربية أو نظام أنظمة الإرهاب -نموذج الحسيمة والخليج ...
- سياسة دولية قيد التشكل: نموذج ترامب بالسعودية
- عندما تفتقر النخب إلى الثقافة
- الحكومات العربية التي شيطنت الجسد واحتقرت العقل
- محصلة تغييب الجسد في عالمنا العربي
- اختطاف جسد الفرد ثابت الدولة العربية المخطوفة
- اختطاف العقل صنيعة اختطاف الدولة
- اختطاف الدولة علة انتصار الأمركة
- اغتصاب الجسم والعقل قاعدة التسلط العربي
- سيطرة -عقل العولمة- قمع ل -عقل العالمية-
- في الانتخابات تكون اللغة خبيثة
- المتصدرين للإنتخابات ، مطلب السوق
- باللغة المحتلة تمت صياغة الواقع المحتل
- احتلال اللغة مؤشر الفساد والدمار والاقتتال
- - العقل الجمعي - مطلب الكينونة والتاريخ
- العقل كينونيا عدالة ونخبويا انحراف
- المكان العربي الرأسمالي مهندس عقل العامل والفلاح
- مطاع صفدي: في حاجة العرب إلى ثقافة التنوير


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - إنها الثقافة والاقتصاد يا غبي