أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - في الانتخابات تكون اللغة خبيثة














المزيد.....

في الانتخابات تكون اللغة خبيثة


محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5324 - 2016 / 10 / 25 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لا وجود لآلية من الآليات ولمؤسسة من المؤسسات إلا وهي وليدة قواعد السوق؛ وعليه، فالمكان المغربي الذي لا نفهمه بالمعنى الهندسي الضيق بقدر ما نفهمه بالمعنى الشمولي ( الدستور مكان، اللغة مكان،الدين مكان، البرلمان مكان، الدار البيضاء مكان...الخ)؛ إنه قواعد السوق وقد انتشرت أو قل احتلت المؤسسة والقانون والتدبير والقيم والعادات والتقاليد والمعتقد. فعندما نستنطق هذه الأمكنة المغربية نجدها تتكلم عن العدالة والإنصاف والحكامة والمساواة والشفافية والديمقراطية والحرية والكرامة؛ وعندما نخالطها كأمكنة، فلا عدالة ولا إنصاف ولا حكامة ولا مساواة ولا شفافية ولا دموقراطية ولا حرية ولا كرامة؛ فكل ما نجد ليس سوى اللغة منفصلة عن الواقع المعيشي للساكنة المغربية من جهة، والمدافعة فعلا عن مصالح السوق من جهة أخرى. وقس على هذا الانتخابات كما جرت في المغرب؛ فمجمل الأحزاب رشحت نفسها مراوغة الشعب المغربي باعتمادها خبث اللغة. ففي خطاباتها نادت بالشفافية والدفاع عن مصالح الشعب وإصلاح التعليم وتشغيل الشباب، وحل معضلات السكن والصحة ومحاربة الفساد وتنظيف الإدارة وإصلاح القضاء وتنمية البوادي وإصلاح وإنشاء الطرق وتعزيز المواصلات وتشجيع المشاريع والمقاولات. إنه ملف بمطالب مهمة. إلا أن ذلك لا يعدو كونه خدع لغوية تم التركيز عليها أثناء الحملة الانتخابية. فاللغة المستعملة تبناها ويتبناها الشعب المغربي، سواء الذين صوتوا أو الذين لم يصوتوا، هي اللغة المرتبطة بالتقاليد والقيم والمعتقد الديني والمصالح المعيشية اليومية وانغلاق المعنى والدلالة. وقد لمسنا ذلك حتى لدى البعض الذي أراح ويريح نفسه بالاختفاء وراء خبث تلك اللغة.
هكذا فمجمل الانتخابات بالمغرب ليست سوى سحر اللغة الذي وظفه ويوظفه السوق بشكل مدروس.. ونجاح ذلك يستدعي، بطبيعة الحال، تهيئ مجمل مكونات الشعب المغربي للانخراط في تقبل وممارسة اللعبة. فهو مجتمع عانى ويعاني من الأمية والتخلف وتقديس لغة القيم والأخلاق والدين التي أهلته وتؤهله لاكتساب هده الثقافة التي تم بناؤها وتلقينها ونشرها باللغة كما أرادها السوق الذي يفهم(بضم الياء) بدور في التاريخ وبالتاريخ. هكذا، وبناء على هذا الخداع كما جسدته الحملة الانتخابية، يكون اليمين بمختلف أشكاله قد مارس هذا الخبث اللغوي الذي منه من نجح في ذلك، ومنه من تلقى الصفعات وفق سلطة قواعد السوق. ف"المكان" المغربي وحكم ومنظم وفق دستور وقوانين ومؤسسات التي ليست، في حقيقتها سوى اللغة، كما تحددها تراتبية الهرم الاجتماعي المغربي. ففي إطار هذه الرقعة تم تنظيم الانتخابات في المغرب حيث لتقاطع بين الأحزاب تجسد في توظيف واستثمار خداع اللغة، والاختلاف في نوعية الموقع المحتل في الهرم الاجتماعي. فخبث اللغة يختلف باختلاف احتلال المواقع بالهرم حيث الأولوية للأعلى كما يحدده السوق. لذلك، فاللغة الخبيثة التي بها يتم التعامل مع الشعب المغربي درجات تتميز كلها، وفق قاعدة الموقع المحتل، بالعمل على استثمار أمية الكتلة الناخبة للفوز بالمقاعد التي تسمح بها قاعدة اللعبة والتي تستجيب كلها لمطالب السوق؛ يتساوى في ذلك كل أشكال اليمين أو قل أن أساس التمييز بينها هو فقط قاعدة درجة ونوعية الموقع المحتل بالهرم الاجتماعي.
هكذا تختفي الوعود بعد الحملات الانتخابية حيث لا يبقى سوى الفساد والظلم والفقر والبطالة والأمراض والتلاعب بالأسعار والمحسوبية. بهكذا وضع يتبين خبث اللغة كما وظفته الحملات الانتخابية ليستمر في مختلف مناطق المغرب لغة خبيثة من مستوى ونوع آخر، هي اللغة التي يحملها المواطن والتي تعبر عن دونيته وتهميشه وعدم الاعتراف بحقوقه. لقد غابت عنه الوعود الوردية باللغة الخبيثة كما وردت في الانتخابات، ليجد نفسه أمام حقيقة الواقع الذي هو الأمية والفقر والدونية والفساد والتسلط ما دام قائد السفينة هو السوق بقيمه وقواعده وقدراته وفلسفته التي لا تعترف بالإنسان وهو ما يترجمه المنتخبون بشكل واضح بعد حصاد المقاعد.
يظهر لنا من الوارد أعلاه أهمية اللغة في استقطاب الكتلة الناخبة. فكلما كانت اللغة نظيفة ودموقراطية كلما كانت الانتخابات نظيفة ودموقراطية، وكلما كانت اللغة تلك خبيثة كلما كانت الانتخابات خبيثة وهو حال الانتخابات بالمغرب التي منها انتخابات 07اكتوبر 2016؛ وهو ما يطرح مصداقيتها كانتخابات؛ فالمبني على الخلفيات المخادعة يفتقر حتما إلى الدموقراطية وبالتالي بناء مؤسسات منها البرلمان تفتقر إلى المصداقية. فكل هذا يتم تصريفه إلى الكتلة الناخبة بلغة جميلة ووردية تخفي دلالة عدم أهمية الإنسان كما تتبناه قواعد السوق. فالقاعدة تقول أن الإنسان لا يساوي سوى كونه سلعة لا تختلف عن باقي السلع كالبطاطيس وغيرها . ومن هنا السؤال: ما الذي ينتظره الشعب من انتخابات أداتها لغة خبيثة، والهدف منها تصريف قوانين وقواعد السوق؟



#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتصدرين للإنتخابات ، مطلب السوق
- باللغة المحتلة تمت صياغة الواقع المحتل
- احتلال اللغة مؤشر الفساد والدمار والاقتتال
- - العقل الجمعي - مطلب الكينونة والتاريخ
- العقل كينونيا عدالة ونخبويا انحراف
- المكان العربي الرأسمالي مهندس عقل العامل والفلاح
- مطاع صفدي: في حاجة العرب إلى ثقافة التنوير
- العقل العربي وتحديات المنطقة
- - الثورة الثقافية- مطلب عربي
- خير الدين حسيب: قوة الثقافة الملتزمة تستدعي الكتلة التاريخية
- نديم البيطار : الثورة الثقافية أولا فالاجتماعية تاليا، فالاش ...
- سمير أمين : - الثورة الثقافية أولا -
- عبد الله العروي والدعوة إلى أولوية الحراك الثقافي
- ثقافة الشعوب العربية:هيمنة الاستبداد ومحاصرة الوعي
- في مكر مفهوم -الحق- في العالم العربي
- الممنوع عربيا في الثالوث: الديمقراطية، الحاكم، الشعب
- مقترحات إلى فدرالية اليسار الديمقراطي بالمغرب
- الشغل بعبع الدولة
- المصلحة سيدة القناتين المغربيتين
- العنف أوكسجين الدولة والقوى الإسلامية المتطرفة


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بوجنال - في الانتخابات تكون اللغة خبيثة