أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - العفيف الأخضر - رسالة مفتوحة إلى أوردغان: كن وسيط السلام الفلسطيني الإسرائيلي














المزيد.....

رسالة مفتوحة إلى أوردغان: كن وسيط السلام الفلسطيني الإسرائيلي


العفيف الأخضر

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 11:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


السيد طبيب رجب أوردغان رئيس الحكومة التركية ورئيس حزب "العادلة والتنمية" الإسلامي. أنت من قادة الإسلام السياسي النادرين الذين قلما يجود الدهر بمثلهم. فقد انتقلت بسرعة البرق من فقه الجهاد الانتحاري إلى السياسة الحديثة بما هي تكييف للوسائل مع الهدف المبتغي في سياق الظروف التاريخية التي يجد السياسي نفسه فيها . لذا حققت كثيراً مما طلبه منك الاتحاد الأوربي: إلغاء عقوبة الإعدام، إلغاء عقوبة الزنا، الاعتراف الكامل بحقوق الأقلية الكردية الذي مازال قيد التنفيذ، وتبني مؤسسات الحداثة وقيمها العقلانية والإنسانية الكونية على أنقاض القيم الخصوصية العتيقة. مرونتك الذهنية ساعدتك على وعي الضرورات الداخلية والخارجية والتكيف الضروري معها.
هذا الانقلاب الصحي على نفسك شجعني على توجيه هذه الرسالة إليك عسى أن تساهم في مساعدة القطاع الأقل جموداً ذهنياً في حماس والإسلام السياسي العربي على الانقلاب على نفسه وهدايته إلى اعتناق طريقتك البرغماتية في مقاربة السياسة بقراءة موازين القوى وليس بقراءة النصوص الدينية كما يفعل إسلاميو إيران والعالم العربي.
رسالتك إلى حماس التي نشرتها "الشرق الأوسط" وترجمتها "جون أفريك" مؤشر على مشروعك التاريخي لقيادة الحركات الإسلامية من الجهاد إلى السياسة، ومن دوغمائية اليقين الأعمى إلى البرغماتية التي تزن الممارسات السياسية بميزان الواقعية والنجاعة ليس إلا. وهكذا نصحت حماس الواقعة في فخ فوزها الانتخابي بالخروج منه عبر "وجوب التخلي عن مواقف وممارسات الماضي" وبالتحلي بـ "البرغماتية والاعتراف بإسرائيل" ونزع سلاحها ... وهي جميعاً محرمات في المعجم الإسلامي العربي السائد.
تمنيت لو انك سبقت الرئيس الروسي بوتين في دعوة حماس إلى أنقرة لإقناعها بترك الجهاد إلى السياسة. لكن بإمكانك أن تفعل أفضل منه بالذهاب بنفسك إلى غزة حاملاً مبادرة تركية متكاملة لتقنع بها أطراف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الثلاثة:حماس، فتح وإسرائيل. إقناع حماس بالتخلي عن ميثاقها الذي يدعو إلى "تحرير فلسطين حتى آخر ذرة تراب وإعادتها وقفاً على جميع المسلمين في العالم". والذي طالبها عبثاً كاتب هذه السطور منذ تسع سنوات بإلغائه، وإقناعها بتبني جميع التزامات السلطة الفلسطينية الإسرائيلية والدولية، بحل كتائب القسام ودمجها، مع الميليشيات الأخرى، في جيش التحرير الفلسطيني وأخيراً بالتراجع عن إقامة المجتمع الشرعي المغلق الذي بدأت تطبيقه في غزة بغلق أو حرق الحانات ... إقناع فتح بجدوى الدخول في حكومة وحدة وطنية مع حماس التي "تخلت عن مواقف وممارسات" الماضي حسب عبارة رسالتك. يكون البند المركزي في برنامجها تطبيق الشق الأول من خارطة الطريق، لنزع سلاح الميليشيات وتقويض البنية التحتية للإرهاب، للتفاوض مع إسرائيل على الشق الثاني ، الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأخيراً إقناع إسرائيل بأن الفلسطينيين أصبحوا بفضلك "شريكاً" مستوفي الشروط لتوقيع السلام الذي سيكون مضموناً إقليمياً ودولياً حتى لا يكون هدنة بين حربين كما تريد حماس. لكن دخول المفاوضات لا يضمن نتائجها المنشودة. لذا فعلي إسرائيل أن تتعهد ولو في الكواليس لك وللرباعية: بإطلاق سراح الأسرى، الكفيل بفتح شهية الفلسطينيين للمصالحة الفلسطينية الإسرائيلية، بالتوقف عن معاقبة الشعب الفلسطيني اقتصادياً سواء بالحصار وبالإغلاق أو بعدم دفع الضرائب، بوضع حد لمطاردة المطلوبين وبينهم رئيس كتائب القسام الذي، إذا عين وزيراً للداخلية فقد يتحول إلى مفاوض لبق لزميله الإسرائيلي، والانتهاء من الاغتيالات المستهدفة، ومن الانسحابات الأحادية الجانب الكارثية على قابلية الدولة الفلسطينية للحياة، بالتخلي عن "الاحتفاظ بمناطق أمنية حيوية"، وعن " الاحتفاظ بالمناطق ذات الأهمية القومية والتاريخية"،* وعن "الاحتفاظ بالقدس موحدة" ... وهي شروط أولية ظالمة وظيفتها الأولي إضعاف المعتدلين لحساب الإسلاميين الجهاديين وفي مقدمتهم القاعدة التي تستخدم تحرير فلسطين لمزيد ترسيخ فقه الجهاد في الوعي الإسلامي!.
مبادرتك المأمولة موعودة بالنجاح لأن عقدة حماس النفسية هي عدم اعتراف العالم بها فضلاً عن وضع أمريكا والاتحاد الأوربي لها على قائمة الإرهاب. وهكذا قد يجد عقلاؤها في مقايضة تركهم الجهاد باعتراف العالم بهم صفقة رابحة.
السيد رئيس الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية ستعطي، إذا بادرت إلى هذه المبادرة، لبلادك وحزبك إشعاعاً إقليمياً ودولياً وستدخل التاريخ كواحد من صناع السلام العربي الإسرائيلي الذي تتوق إليه جميع شعوب المنطقة التي طال ليلها وعذابها.
مع فائق الاحترام.



#العفيف_الأخضر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضامنا مع سعيد الكحل
- عمرو موسى يستأسد على العراق
- القائمة الثالثة لمساندي العفيف الأخضر
- العفيف الأخضر يوجه من فراش مرضه نداء إلى المثقفين والمجتمع ا ...
- العلمانية هي مفتاح المواطنة الكاملة بين الرجل والمرأة والمسل ...
- إزاحة كابوس صدام تستحق حربا
- بعد اغتيال الحريري : ما العمل ؟
- مقدمة كتاب -معالم في طريف تحديث التعليم الديني
- الأصولية والفاشية استبطنتا المرأة كأم وربة منزل فقط
- في سبيل تعليم وإعلام ينشطان غرائز الحياة
- هل نتقدم ونحن نلتفت إلى الوراء؟
- قراءة جديدة للتراث: -عهد عمر- نموذجاً
- تحية إلى الأصولية الهندوسية
- كيف ننتقل من المدرسة السلفية إلى المدرسة العقلانية؟
- غياب الفكر النقدي من التعليم العلمي يعطي الإرهاب
- لقاء إيلاف الأسبوعي المفكر التونسي العفيف الأخضر
- استئصال الفقر يساعد علي استئصال التطرف الديني
- لا خوف على حرية مسلمات فرنسا
- خمسة أحداث تاريخية واعدة؟
- العلمانية ليست ضد الدين وهي مفتاح الحداثة المعاصرة


المزيد.....




- للحانات البريطانية قواعدها الخاصة.. إليك ما تحتاج لمعرفته قب ...
- انتقام إيران.. ما قاله ترامب محذرا إياها من الرد على الضربة ...
- شاهد.. دمار -واسع النطاق- وسط إسرائيل بأول موجة صاروخية إيرا ...
- السعودية تعلق على الضربة الأمريكية بإيران واستهداف المنشآت ا ...
- الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافا عسكرية غرب إيران
- الضربة الأميركية لإيران.. هل ربحت إسرائيل المعركة؟
- بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمز
- البيت الأبيض ينشر صور من غرفة عمليات استهداف المواقع النووية ...
- -أمريكا بلا منازع حقًا-.. كلمة نتنياهو الكاملة بعد ضربة الول ...
- نتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وت ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - العفيف الأخضر - رسالة مفتوحة إلى أوردغان: كن وسيط السلام الفلسطيني الإسرائيلي