أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ليس بذنبه ان لم يحس بانه وطنه














المزيد.....

ليس بذنبه ان لم يحس بانه وطنه


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5635 - 2017 / 9 / 9 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شاهدته و هو يجمع بقايا فتات الاغذية و القاذورة التي تركها السياح حال انتهائهم من سفرتهم العائلية، و عز عليه البقعة الجميلة من الجبل و الواحة الخضراء فاراد ان يبقى المكان نظيفا كما يريد و هو شيخ طاعن في السن او فرض عليه ما يعقتد و يؤمن به على موقفه الوطني المدني الجميل هذا . اعرفه منذ مدة و لم يعلم بوجودي هناك، و هكذا تابعته و تذكرت موقف معاكس جدا لافعاله ابان ايام الجامعة و في وقت الشدة و التظاهرات . هذا ما شدني و اثار فضولي كي اسال عما يجول في خاطره و خصوصا كنت زميلا له ايام الجامعة و لي علم بما كنا عليه في ايامه، و هو لم يكن حريصا على البلد الذي ينتمي اليه كهوية ورقية رسمية و ليس احساسا بالانتماء الحقيقي وما كان المفروض عليه من ادائه لواجباته و حقوقه، و تذكرت ايام الجامعة التي درسنا فيها بالتفصيل و خصوصا اثناء لحظات الغضب و ردود الافعال الشبابية ابان التظاهرات التي حدثت في اصعب ايامنا، و لمح امام عيني لحظة انفعل فيه هذا الاخ الشيخ اليوم و كسر كل ما تلقاه اماه حتى من الكلية التي كان يدرس فيها، و سالته عن الفروق الجوهرية بين ما كان يفكر و يعمل و يؤمن به في حينه و ما فعله اليوم من جمعه لقاذورات الاخرين و الشيب فعل فعلته في جسمه و شعره . قال احب كوردستان عقلا و روحا و احس انني انتمي اليها بكل ما انا فيه و بكياني القائم على تارخي و بدني، و وصلت لعمر لست من الطائشين و عمري و تجربتي فرضت علي ماهو الواجب و انا الان لست في موقع و عمر و عقلية ان تكون افعالي وفق ردود افعال في ساعته، بل هدات من روعي و انفعالاتي و الزمن زاد من تجربتي الخاصة و اتسع افق تفكيري و انظر لهذه البقعة كما هي غرفتي في البيت، و انت شاهدت ان هؤلاء الذين كانوا هنا قبل ان يطلقوا رحالهم لم يهتموا بما يفعلوه و لم اقل لهم بما تركوه و لكنني اعتقدت ايمانا راسخا بانني من يجب ان يرفع هذا، و انت يمكن علمت انهم كانوا من اهل الجنوب او الوسط العراقي و اعتقدت بانهم اما مهملين و لم يصلوا لما يجب ان يحسوا به ازاء المكان الذي قضوا فيه اجمل ساعاتهم او هكذا هم من يعكسوا ما تربوا عليه، و الا هم ليسوا على الاحساس الذي كنا فيه في ايامنا لانهم لم يتلقوا اي افعال مشينة من قبل كوردستان بل هم سائحون و كان بعض منهم في اعمارنا و يمكن انهم تلقوا ايضا الضيم من الدكتاتورية ايضا ان لم يكونوا من ازلام النظام السابق، و قالها و هو يشهق ضحكا؛ ان لم يكون ربما فيهم من هؤلاء بانفسهم من فعل بنا من قبل ما فعلوه و اليوم يعيدونه بهذا الشكل و بالطريقة التي شاهدت . ثم اردف قائلا؛ لالك شيئا اننا ايضا لسنا بمثاليين و هناك لحد اليوم و من لا يؤمن بالوطن و لم يعرف ماهيته و ما عليه ازاءه، و حتى نحن ايضا لم نكن مثاليين اضافة الى ما كنا فيه من الاغتراب و عدم الاحساس بامتلاكنا لوطن ننتمي اليه و علينا واجبات كما لنا الحقوق عليه، و كان جل ما نشعر به الوقوف ضد كل ما تتطلع اليه الحكومة الظالمة التي فرضت علينا المشقة في شبابنا و لم نحس بعمرنا، و حتى انا اتذكر في سفراتنا نفعل كما فعل هؤلاء و لكننا مع ذلك كان لدينا نظرات و توجهات سياسية مخالفة و انت تعلم نعتقد بان حتى الارض التي كنا نسير عليها هي ملك الحكومة و نبني مواقفنا على ذلك، و فعلنا مافعلناه في تظاهراتنا السياسية الشبابية في الجامعة . و اليوم على الرغم مما انا فيه من عدم الرضا لما نعيش فيه و نراه من الوضع السياسي الاقتصادي الا انني اعلم هذا ذنب الاحزاب و القيادات السياسية و الحكومة و ليس للوطن اي جرم لما يحصل، و عليه يجب ان نميز بينهما و نتخذ المواقف المختلفة ازاء كل منهما، فالوطن باق و الحكومة و الاحزاب زائلة .
هذا ما قاله الشيخ الطاعن في السن و علمني درسا و احسني بان الاحساس بالانتماء لم ياتي بشكل فجائي او بالقوة مهما كانت الظروف، انه شعور عفوي ينبع من الايمان او النظرة الى الموضوع كما هو حال الحس بالانتماء الى اي كيان .
هكذا دخلت في عمق التامل و التمعن في الفعل و رد الفعل و حسابات العمر و الانتماءات و العقيدة والفكر و العوامل التي تدخل في خانة التاثير على الايمان بموضوع ما و بالاخص ان كان عاما . عندما يدعي الحاكم السائد بان البلد للجميع و عليهم الواجبات و لهم الحقوق، ليس هذا سهل ان يسود في عقلية الجميع بمجرد جرة قلم او بكلام نظري نابع من المصلحة او من واقع المتحدث بل انه احساس داخلي يبنيه التفاعل مع الواقع و التعامل معه وفق الايمان الذي يمكن ان يفرض عكس الصحيح في احيان كثيرة، و الا التعامل مع ممتلكات كليتك بقسوة و انت تدرس فيها و تريد ضمان مستقبلك العلمي و العملي شيء نابع عن دوافع كثيرة و اولها عدم الاحساس بالانتماء الحقيقي لاسباب سياسية اجتماعية تاريخية معلومة، و التعامل المعاكس من جمع بقايا قاذورات من اتوا من وسط او جنوب العراق احساس معاكس تماما و نابع بعمق الايمان و الانتماء المدني و الحب للموقع كبقعة من الوطن الذي يفرض الاحساس بالانتماء اليه من خلال مسيرة الحياة و العقلية و التوجه السياسي و العقيدة و المواقف اليومية من حياة الانسان، و على ذلك يمكن ان نعمم بان اكثرية الكورد لم يحساو بان العراق بلدهم انتماءا نتيجة لما ذاقوه من الويلات على ايدي حكامه و اربتط الوطن بالحكومة و امتزج في عقلية المواطن الكوردي و اعتقد بانهما وحدة واحدة لانه لم يلمس ما يمكن ان نعرفه بالمواطنه و الواجبات و الحقوق فيه و كان يعيش و كانه في سجن كبير بعيد عن الحرية التي تبني كل تلك الاحاسيس الجميلة المنية فيها .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة كوردستان بعيدا عن توريث الفوضى الحالية
- يتحججون بحجج وهمية باسم ( جماعة لاء) لعرقلة الاستفتاء
- حين يبلغ السيل الزبى
- كيف نفند حجج جماعة كلا للاستفتاء
- اصبحت الشعبوية آفة الشعب الكوردستاني
- من خلق فوبيا الكورد لدى تركيا
- خطوات تمهيدية لتسهيل اجراء عملية الاستفتاء
- الخطر الاكبر هو فقدان الدولة الكوردستانية
- القاسم المشترك الوحيد بين تركيا و ايران
- الغاء الاستفتاء قرار انتحاري ؟
- الكورد بين الادارتين الامريكيتين
- ان تنازل الكورد عن حق تقرير مصيره في بغداد
- ان كان القضاء غیر منصف
- من هو صدیق الكورد الحقیقي
- هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟
- ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان
- تركيا بين الخوف و الطمع
- المناصب الكوردية فی بغداد و تاثيراتها السلبية على اقلي ...
- هل نولي الاهتمام بالمعارضة الخارجية للاستفتاء ؟
- موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ليس بذنبه ان لم يحس بانه وطنه