|
هل توحدنا مؤآمرات الاعداء حول الاستفتاء ؟
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 17:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو من تحركات دول الجوار و تصريحات القوى العظمى و من له المصلحة في منطقتنا، كلما اقتربنا من موعد الاستفتاء زادت ضغوطاتهم و تقاربهم للتعاون و التنسيق من اجل عرقلة ما ينوي الكورد اجراءه من اجل تقرير مصيره بوسيلة ديموقراطية و باسلوب عصري لا يمكن ان يقف ضده الا من لا يؤمن بالحرية و الديموقراطية و حقوق الانسان و حق تقرير المصير للشعوب حقيقة و ليس ادعاءا و زيفا، و نجد عكس كل التوقعات حتى من قبل من يعتبر نفسه راعيا لهذه المباديء في العالم، و على العكس مما شاهدنا و تلمسنا بانه يضحي بها من اجل مصلحة صغيرة و يظهر و كانه لا يمت بصلة بهذه المفاهيم بل يضحي بها من اجل سياسات و مخططات معينة بعيدة عن جوهر الانسانية التي يتشدق بها . من المعارضين الاقوياء لعملية الاستفتاء في منطقتنا هما ايران بدرجة اولى و من ثم تركيا التي تتحفظ بشكل ما ظاهريا عن بيان قوة رفضها من اجل الحصول على مكاسب سياسية مرحلية او تطبيقا لخططها البعيدة المدى و كيفية تعاملها مع مثل هذه القضايا و بما يمكنها ان تستغل هذه الفرصة من اجل تجاوز الخلافات المزمنة مع ايران، و هي تحاول مرارا التنسيق من اجل تنفيذ ما تريد على الاقل لتحث امريكا بما يمكنها ان تعمل خارج نطاق مصلحتها ايضا . على الرغم من محاولات تركيا التحرك يمينا و يسارا من اجل فرض ضغوط على امريكا على الاقل لوقف مساعدتها لوحدات حماية الشعب السوري كهدف اول لها و لكنها لم تنجح لحد الان، فانها يمكن ان تقترب من ايران و من خلال موضوع يهم ايران اكثر من ما يهم تركيا، و تحركاتها من اجل هدف مغاير لما عند ايران ايضا و لكن تريد اللعب به لضرب العصفورين بحجر واحد . اننا نعيش في خلافات داخلية كوردية اكثر خطورة من جميع المؤأمرات التي تحيكها هؤلاء و هي حجر عثرة امام تحقيق اماني الامة الكوردية، لان الظروف التي تغيرت و ثبت الكورد نفسه على جزء من ارضه بحيث يمكنه ان يقاوم و يمانع عن الخضوع لطلب الاخر بشكل و اخر قج يتيح التحرك و المناورة اكبر . لسنا في سبعينات القرن الماضي من اي جانب كان، لسنا في حال ان نعتقج بان امورنا تكون مرتبطة كليا باية دولة بشكل نهائي و قاطع( رغما عن اننا وضعنا اكثر البيضات في سلة تركيا) الا اننا لانزال نقدر على التناور في اكثر من موقع و سياسة . فكيف تكون المقاومة لنيل الحق و ان كان صعبا و يحتاج لعقلية و اخلاص و التفاني و الابتعاد عن مصلحة الحزب و الذات، انه يوم الحقيقة و يحتاج الى رجل الدولة والمؤمن بالقيم العالية و الاهداف المصيرية التي ضحى من اجلها المستضفون من الكورد طوال الثورات و ليس مصالح و منافع حزبية شخصية صغيرة و مرحلية، انه مرحلة فوز بالرهان و المرحلة الحاسمة لقطع دابر الاحتلال بكل انواعه. انه يومالتحرر و الاستقلال و ليس الانفصال كما يدعيه الكثيرون ممن يحملون افكارا مر عليه الزمن . هذه ليست شعارات او حلم العصافير، انه لحظة تاريخية مصيرية تحتاج لعقلية عصرية نادرة لخوض المعركة المصيرية و ما علينا، و تحتاج العملية الى الجميع و كل من جانبه و بعقليته و ايمانه الحقيقي بمستقبل الامة . اشد المعارضين لعملية الاستفتاء هم ايران لعدة اسباب و في مقدمتها ما تهدف اليه من تحقيق اهداف وضعتها كاولوية لها في صراعها في المنطقة و من تنافسها للغرماء الاقليميين اكثر من خوفها على كوردستان الشرقية . و من ثم وعلى الرغم من ان تركيا تحاول اللعب بموقف ايران الا انها تحاول ان تمنع ما يمكن ان يحصل بمواقف غير واضحة و مضللة و تريد ان تمسك العصا من الوسط من اجل نيل المنافع اكثر من ايران و باستخدام ايران، و عليه نرى زيارة مسؤلي ايران الى تركيا و ليس العكس في هذا الشان، و تركيا لها قضية اهم و تريد ان تنتهز الفرصة لتفرض ما يمكن ان تفعله ايران من مساعدتها على ذلك في كوردستان الغربية اكثر من الجنوبية اهمية بالنسبة لها . و عليه هناك مواضيع شائكة و كثيرة على طاولة الحوار الايراني التركي، و عملية الاستفتاء واحدة منها و ليس الوحيدة التي تريد تركيا ان تلعب بها من اجل مصالح و ستراتيجيات مهمة لديها . اما داخليا، فاننا يجب ان نعتبر تلك التحركات منتظرة و طبيعية و لا يمكن ان نتصو غيرها، و لا يمكن ان نعتقد بان المحتل او العدو يمكن ان يقف ساكنا امام ما يعتقد بانه امام موضوع مصيري ومستقبلي بالنسبة لشعبه . اما ما يقع على الداخل الكوردي في مثل ظروفنا الذي نعيش و تحملنا صعوبات في تاريخنا و تجاوزناها و يمكن ان نعبر المرحلة و ما ياتي بالصبر اقل مما وقع علينا من الضغوطات المتعددة و ما شهدناه من قبل ايضا، و لكن بشرط وحيد ضروري كاهم اعمدة نجاحنا في المهمة وهو الوحدة الوطنية و التنسيق و التعاون بين القوى الداخلية و الكوردية في اجزاء كوردستان بشكل عام و تاجيل الخلافات لمدة معينة و التضحية بالمصالح المرحلية، لاننا كما معروف لنا في تاريخنا لم نستغل الفرص مهما كانت مؤآتية لنا فيما سبق و لم نستغل الفرص الجيدة في مراحل ضعف الاعداء و ما مروا به في تحقيق اهدافنا المصيرية لاسباب بعيدة عن البرغاميتة و السياسة ايضا و لحسن سلوكنا و ايماننا بالسمات و الصفات الاجتماعية التي لا تفيد السياسة و تحقيق الاهداف . هناك منافذ يمكن استغلالها في هذه المرحلة من اجل تمرير ما نامله بشيء من السلاسة و في مقدمتها ما يمكن ان نتعامل به مع اسرائيل و مصالحها و كيفية استخدام مواقفها ليست في المنطقة فقط و انما على الصعيد الدولي و بالاخص ما تملكه من اللوبي و الجماعات الضاغطة على امريكا و الدول الكبرى في تلين مواقفهم او ابداء تحفظهم على الاقل من العملية التي ننوي اجراءها ان لم يساعدونا . ان كانت التصريحات الاسرائيلية مقيدة لتحركاتنا من قبل فان اي تصريح قوي يصدر منها اليوم اوغدا يمكن ان يكون لصالحنا و خاصة فيما يمس الناحية العسكرية و كيفية الدفاع عنا, و بمجرد التصريح و التلميح للمحافظة على كياننا ان تطلب الامر، و هذا ما يدفع الى تخوف من يعادي العملية في تخطي حدوده و ربما يحسب الف حساب قبل اي تحرك في شاننا . و من الاهم هو تاكدنا بان اسرائيل تعتبر بناء الدولة الكوردستانية من مصلحتها الاستراتيجية التي يمكن ان تدافع عنها، و به يمكن الاعتماد عليها في هذا الجانب سهلا و لهذه المرحلة على الاقل، و هذا يحتاج لعمل مضني صعب و تحرك كوردي قوي و تفاهم و اجتماعا ت و زيارات سرية و الاعلان عنها بتصاريح قوية في الوقت المناسب ايضا، و به يمكن ان يؤدي اي موقف كوردي اسرائيلي مفاجيء الى ظهور و ابراز امور ايجابية لمنع من يريد منعنا من تحقيق الهدف الذي يجهد من اجله . و هذه ساعة الحسم و يجب ان يعتمد الكورد على االجميع و من يمد يده و ليس هناك ممنوعات في هذا الامر و اننا يمكن ان نصل الى حالات الغريقالذي يتشبث بالقشة، و لا يمكن لاي احد ان يعاتبنا او يلومنا او ينتقدنا على ما نعتمد . اي النجاح الصعب في عملية الاستفتاء يقف على التعاون و التنسيق و العقلية التي يمكن ان تدير الداخل بامكانية و توجه مناسب، و من ثم التحركات الخارجية التي يجب ان تخرج منها النتائج القوية الصادمة . و به يمكن ان يتوحد الكورد في حالة مقاومة العدو الخارجي او الفوضى التي يمكن ان تكون خلاقة في النهاية . فلننتظر ما يحدث و لكن و بالنظر الى ما ساروا عليه القادة الكورد من قبل ان لم يتعقلوا الان فانني لست على يقين بان لا يعيدوا الاخطاء الفضيحة نتيجة عوامل ثانوية و مصالح ضيقة مخجلة امام هدف مصيري كالاستقلال .
#عماد_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما هي خلفيات رافضي الاستفتاء في كوردستان
-
تركيا بين الخوف و الطمع
-
المناصب الكوردية فی بغداد و تاثيراتها السلبية على اقلي
...
-
هل نولي الاهتمام بالمعارضة الخارجية للاستفتاء ؟
-
موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال
-
من یستحق تسمیة الجحش فی كوردستان اليوم
-
لماذا تصر ایران علی منع الاستفتاء فی كوردس
...
-
هل تقضي تركيا على نفسها بصواريخ اس 400؟
-
الاستفتاء ورقة بيد الجبهتين الداخليتين
-
كوردستان بين نعم و لا للاستفتاء
-
سكتت الجامعة العربية دهرا و نطقت كفرا
-
علی كوردستان ان تتصالح مع نفسها قبل الاستفتاء
-
هل تعيد امريكا ترتيب اوراقها في كوردستان
-
رفض الاستفتاء لمصلحة من ؟
-
حركة التغيير و دورها الحاسم في هذه المرحلة
-
ان لم نحسب لردود الافعال حول الاستفتاء
-
لیس لدیك البدیل و ترفض الاستفتاء ؟
-
موقف بعض الدول من الاستفتاء في كوردستان یعكس جزء من اس
...
-
لم يبدد الديموقراطي الكوردستاني الشكوك حول ادعاءاته للاستفتا
...
-
من واجبات الكورد في العراق قبل الاستقلال التام
المزيد.....
-
إسرائيل تعلن اقتراب نهاية الحرب مع إيران بعد أن حققت أهدافها
...
-
هجوم روسي -ضخم- على العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها
-
كاميرا مثبتة بسيارة توثق غارة إيرانية قُرب أشدود بإسرائيل..
...
-
مسؤول إيراني لـCNN: طهران تريد من أمريكا أن -تدفع- ثمن هجمات
...
-
من البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري ا
...
-
الصواريخ الإيرانية تجبر الإسرائيليين على البقاء في الملاجئ ل
...
-
إساءة عنصرية لروديغر في كأس الأندية... والفيفا يحقق
-
بوتين يندد أمام عراقجي بـ -عدوان- إسرائيلي -غير مبرر- على إي
...
-
هل أنهت الضربات الأمريكية التهديد الإيراني لإسرائيل؟
-
الاتحاد الأوروبي يؤكد على أن إيران -يجب ألا تمتلك أبدا القنب
...
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|