أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - مطارحات من أجل بناء حزب اليسار الماركسي















المزيد.....

مطارحات من أجل بناء حزب اليسار الماركسي


نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)


الحوار المتمدن-العدد: 5626 - 2017 / 8 / 31 - 09:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى يتقدم حزب اليسار الماركسي بخطى ثابتة عليه أن يوضح إستراتيجيته للتغيير بشكل لا لبس فيه.
I - أن يفرّق بداية بين الإستراتيجية السياسية لحزب اليسار الماركسي من جهة وبين القضايا الفكرية التي ستبقى موضع خلاف في قسم منها حتى بعد قيام الحزب المنشود. ومثال ذلك خلاف لينين وبوخارين بعد انتصار الثورة البلشفية حول "الديالكتيك" و "الاختارية" ، حيث أن هذا الخلاف من الناحية الفكرية لم يمنع لينين وبوخارين من الانضمام إلى إستراتيجية سياسية (ثورية) واحدة ؛ إستراتيجية البلاشفة التي مفادها : أن البورجوازية واعتباراً من كمونة باريس في فرنسا لم تعد قادرة على انجاز المهمات الديمقراطية المنوطة بها تاريخياً ، وأن على البروليتاريا وتحالفاتها الطبقية قيادة هذه المهمات وانجازها خاصة في البلدان المتخلفة التي بقيت فيها هذه المهمات معلّقة .
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : ماذا تفترض قيادة البروليتاريا للمهمات الديمقراطية وانجازها من الناحية المبدئية؟
الافتراض الأول: إلغاء الملكية الخاصة الرأسمالية ، لأنه من دون هذا الإجراء لا يمكن للبروليتاريا وحلفائها من الطبقات الأخرى أن تتقدم خطوة واحدة حقيقية باتجاه انجاز المهمات الديمقراطية بالمعنى التاريخي (التصنيع والتحديث الاجتماعي والثقافي)، وهذا لا يعني إلغاء الملكيات الصغيرة و المتوسطة ، بل يمكن تشجيعها وتبنيها كقطاعات منتجة لصغار المالكين والحرفيين .. الخ.. في الريف والمدينة.
الافتراض الثاني : قيام تحالف طبقي بين البروليتاريا وفقراء الفلاحين وفقراء المدن من جميع الشرائح غير البروليتارية ، كون جميع هذه الفئات والطبقات الاجتماعية متضررة بشكل واضح من سيطرة العلاقة الإمبريالية وصورها وآلياتها في داخل البلدان المتخلفة وخارجها ، بكلام آخر : الإمبريالية كعقبة خارجية أمام إنجاز المهمات الديمقراطية ، وكعقبة داخلية عبر سيطرة طبقات تابعة وملحقة بالنظام الإمبريالي وسياساته الاقتصادية والاجتماعية والإستراتيجية.
الافتراض الثالث : عدم الخلط بين وضعيتين للبروليتاريا وحلفائها : وهما الوضعية خارج السلطة والوضعية في السلطة . على البروليتاريا وحلفائها أن ترسم وهي خارج السلطة تكتيكاً واضحاً يستند على أمر مبدئي وهو عجز البورجوازية الطرفية بكافة أشكالها (أعيان مدن، متوسطة، صغيرة ) عن إنجاز المهمات الديمقراطية في البلدان المتخلفة ومنها الأقطار العربية . وهذه المهام تشمل : الحريات السياسية، التصنيع ، الدولة المدنية الحديثة، دولة القانون للمواطنين المتساوين في الحقوق والواجبات ، الحقوق الثقافية للأقليات القومية ، تحديث بنية المجتمع والثقافة، حل المسألة الزراعية بما يكفل حياة كريمة للفلاحين وأمناً غذائياً للمدن.
في وضعية وجود البروليتاريا خارج السلطة عليها السعي لبناء أوسع تحالف ممكن طبقياً وسياسياً في سبيل الضغط من جهة اليسار على برامج البورجوازية السائدة بكافة السبل السلمية الممكنة لحرف هذه البرامج قدر المستطاع نحو تلبية مصالح الطبقات الشعبية من عمال وفلاحين فقراء وفقراء المدن من كافة الشرائح. وذلك من جهتين: الحريات السياسية ، حق المواطنة والحقوق الثقافية للأقليات القومية ، والبرامج الاقتصادية الاجتماعية والثقافية.
لقد تبين خلال مائة عام من حكم البورجوازية بكافة أشكالها في المنطقة العربية أنها غير قادرة بالفعل وبالتجربة التاريخية على إنجاز المهمات الديمقراطية التي سبق وأنجزتها البورجوازية في أوربا الغربية والولايات المتحدة الأميركية واليابان في القرن التاسع عشر . وذلك بحكم تزامن ولادة هذه البورجوازيات وارتباطها بصعود الظاهرة الإمبريالية والاستعمار المباشر في المنطقة العربية والعالم.
وهي ؛ أي البورجوازيات العربية بانحطاطها وتبعيتها للنظام الإمبريالي تعيد إنتاج أشكال من العلاقات الاجتماعية/ السياسية والثقافية ما قبل الرأسمالية ، وتسهم بهذا الشكل في إنتاج وتفريخ ظاهرة الحزب السياسي الديني وتعزيزها باستمرار.
في هذه المرحلة الانتقالية من النضال يمكن لحزب اليسار الماركسي أن يضم نوعين من الاستراتيجيات: "منشفية" و"بلشفية" بالمعنى المجازي للكلمة . أي يشمل أولئك الذين يراهنون على شرائح من البورجوازية في إنجاز بعض المهمات الوطنية والديمقراطية . أو الذين يعتبرون أن البروليتاريا وتحالفاتها الطبقية قادرة على انجاز المهمات الديمقراطية السياسية والاجتماعية من دون المس بشكل الملكية الخاصة السائد ، ويتركون أمر الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج للدستور الجديد ولصناديق الاقتراع . ويشمل من جهة ثانية أولئك الذين لا يراهنون على ذلك بالمعنى التاريخي لا من ناحية دور البورجوازية كطبقة ولا من ناحية دور شكل الملكية السائد في إنجاز المهمات السالفة الذكر. مع التنويه بأن المراهنين على البورجوازية أو على بقاء سيطرة الملكية الخاصة الرأسمالية يحولون الإستراتيجية السياسية للتغيير إلى مجرد تكتيكات إصلاحية. وهذا التنويه لا يقلل من قيمة تكتيكات البروليتاريا وحلفائها فترة الانتقال، في الضغط من جهة اليسار قدر المستطاع على البرامج الاقتصادية /الاجتماعية والثقافية للحكومة البورجوازية بما يخدم أوسع الفئات الشعبية وأكثرها فقراً وتهميشاً ، وأيضاً بما يعزز مفهوم المواطنة وإنصاف الأقليات القومية المتظلمة.
II - البروليتارية ومواجهة الإمبريالية (ومعها الصهيونية) كأوضاع وصور داخلية وكعقبات خارجية من قبل كافة الطبقات والفئات الاجتماعية المتضررة من سيادة هذه الصورة وتلك العلاقات.
ما من شك في أن الإمبريالية بالمعنيين الداخلي والخارجي تعمل على تخليع البنى الزراعية والصناعية في البلدان المتخلفة وعلى تذريرها اجتماعياً بحيث تغدو هذه البلدان مفتقرة إلى كتل اجتماعية تاريخية متراصة قادرة على إنجاز المهمات الديمقراطية . وهذا التخلع وذاك التذرير يفترض بناء تحالفات طبقية واسعة لمناهضة وتحطيم العلاقة الإمبريالية وصورها في هذه البلدان ، وهو ما يسمى عادة ببناء الكتلة التاريخية من الطبقات المتضررة من هذه العلاقة. لكن الكتلة التاريخية تحتاج إلى قيادة ؛ أو إلى رأس . وهنا يتوجب على البروليتاريا (الطبقة العاملة في وجودها السياسي / البرنامجي) العمل الجاد والدائب لتحقيق موقع القيادة عبر الجدارة السياسية في هذه الكتلة التاريخية ، وذلك لتتمكن من إنجاز برنامجها الديمقراطي إلى النهاية. لأن أية قيادة غير بروليتارية تعني العودة إلى قيادة البورجوازية من جديد لتلك المهمات الديمقراطية ، وبالتالي الفشل التاريخي من جديد.
III- مسألة المثقفين العضويين للطبقة العاملة ودورهم التاريخي في الشرط الإمبريالي. دورهم في رسم وتحقيق إستراتيجية حزب اليسار الماركسي في الأقطار العربية.
لا يمكن رسم الإستراتيجية المفترضة السابقة في ظروف سيطرة العلاقة الإمبريالية في البلدان المتخلفة والعربية ونتائج هذه السيطرة من دون إظهار الدور الاستراتيجي والخطير لمثقفي الطبقة العاملة العضويين . فبناء البرنامج السياسي للطبقة العاملة وبناء تحالفاتها الطبقية من جهة وبناء ائتلافاتها السياسية من الجهة الأخرى يفترض قيام حزب يسار ماركسي ذو وضوح استراتيجي وبراعة تكتيكية .
إن قيام حزب اليسار الماركسي يعني التعبئة التنظيمية والأيديولوجية للطبقة العاملة ، ويعني فاعلية الضغط المطلبي للطبقة وحلفائها ، وفاعلية دورهما في الحياة الوطنية ، والقومية .
تنال مسألة المثقفين العضويين للطبقة العاملة اليوم في البلدان المتخلفة ومنها الأقطار العربية أبعاداً إضافية نظراً للدمار الذي أصاب حقل اليسار الماركسي بفعل تفكك الاتحاد السوفياتي وبفعل التربية الاشتراكية البيروقراطية للأحزاب الشيوعية التقليدية ، ونظراً للبلبلة الفكرية والأيديولوجية الليبرالية الجديدة التي عممتها الدوائر الثقافية الإمبريالية اعتباراً من بدايات تسعينات القرن المنصرم على أثر تفكك الدولة السوفياتية وتجدد الهجوم الإمبريالي على المناطق التي كانت قد تفلتت من الشبكة الإمبريالية بعد الحرب العالمية الثانية.



#نايف_سلوم (هاشتاغ)       Nayf_Saloom#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرض كتاب: -الثورة غير المنتهية-
- في معنى الغياب والحضور
- تحية وامتنان إلى الحوار المتمدن
- بدء التدوين
- مقتطف من كتاب نقد النساء - قراءة في تراجيديا عابدات باخوس
- أوامر نمط الإنتاج الآسيوي
- أوقات الشمس عند المصريين القدماء وأوقات الصَّلَوة في الإسلام
- من نُكت المتنبي
- اطلبوا العلم ولو في قطر!
- الثقافة والأيديولوجيا
- كلمة بمناسبة توقيع كتابي الجديد -نقد النساء- قراءة في عابدات ...
- علمانية الدولة الاشتراكية
- الكلمة التي ألقيت في المركز الثقافي العربي بحمص بمناسبة توقي ...
- الدولة الحديثة بين الهوية والأيديولوجيا
- خيارات الكرد السوريين وملامح خطة أميركية
- أسلوبان في مواجهة «داعش»؛ تطور الدور الروسي في سوريا
- الصراعات المذهبية في الشرق الأوسط وحدود المنفعة الإسرائيلية
- البروليتاريا والعلمانية
- التداعيات المحتملة لإطار التفاهم الإيراني الغربي
- فوضى المفاهيم


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. ترامب: تغيير النظام في إيران سيخلق فوض ...
- لماذا يعد تغيير النظام في إيران أمرًا صعبًا؟ أستاذ في جامعة ...
- لماذا اختارت إيران القاعدة الأمريكية في قطر لتوجيه رسالتها ل ...
- المستشار الألماني: -الوقت حان- لوقف إطلاق النار في غزة
- مقتل 4 أشخاص بصواريخ إيرانية أصابت مبنى سكنيا في بئر السبع ج ...
- إيران: هل من بديل سياسي؟
- دوي انفجارات في إيران رغم أمر ترامب بوقف الهجمات الإسرائيلية ...
- غزة: مقتل أكثر من 50 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي معظمهم ...
- إسرائيل: لن نهاجم إيران مجددا بعد مكالمة ترامب ونتنياهو
- ماذا تفعل حين يقرر طفلك التوقف عن رياضته المفضلة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نايف سلوم - مطارحات من أجل بناء حزب اليسار الماركسي