أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين السراج - رسالة الكترونية من صديقي الميت














المزيد.....

رسالة الكترونية من صديقي الميت


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 5621 - 2017 / 8 / 26 - 03:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ما هي فائدة ذكريات الصداقة الجميلة اذا تحول اصدقاءنا الذين تجمعنا بهم تلك الذكريات الى اشخاص مجهولين لا يربطنا بهم الا السلام ؟؟ يا للألم ..

طباع الناس تختلف .. هناك اشخاص يتعلقون بالماضي ويحنون اليه بشدة بغض النظر عن وضعهم فيه (سعداء او تعساء) وهناك اشخاص لا يكترثون للماضي البتة .. من سوء حظي (او حسن حظي لا اعلم) اني من النوع الاول .

الحنين للماضي شعور مؤلم .. شعور خانق .. قد يكون مصدره الاقتراب من الموت يوما بعد يوم .. او قد يكون مصدره الطبيعة الشخصية .. لا ادري ..

الاشتياق .. الحياة عبارة لحظات متراكمة يتخللها احداث .. الاشتياق للماضي ولاشخاص كانت تربطنا بهم روابط انسانية لا يعني بالضرورة ان الماضي افضل من الحاضر .. لو امعنا النظر جيدا بدون عاطفة سنجد اننا كنا نعاني في الماضي ايضا كما في الحاضر لكن الشعور بالمعاناة انتهى ولم يبقى الا الذكريات ويبدو اننا نفضل تذكر الاشياء الجميلة ونفصل عنها لحظات الالم .

اكثر من مرة قمت بزيارة صديق قديم يشدني الحنين اليه بقوة .. لكن لم اجد الا اطلال ذلك الصديق .. شيئا منه فقط .. تراكمت عليه اللحظات فلم يعد هو واستحال الى شخص اخر .. يا للوجع .. احاول يائسا ان احننه لايام الماضي فأجده يجاملني بأبتسامة دبلوماسية بائسة .. فينتابني شعور غريب ان كلمة (مشتاقلك) التي قالها لي تبدو وكأنها (شجابك؟)

فعليا من اتحدث معه ليس صديقي .. بل شخص اخر تماما فيه جزء من صديقي .. شخص اخر يخزن (ذكرياتنا القديمة معا) لكنه يحاول حجبها عن وعيه لانها لم تعد تعنيه بشيء .

لا انسى هذا الصديق الذي ربطتني به رابطة عميقة ولنا معا مواقف لا تنسى لكن صديقي لم يعد هو .. اصبح مجرد رقم هاتف ورسائل منسوخة ميتة لا معنى لها .. مجرد شخص يرسل رسائل جاهزة .. بلا روح بلا تفاعل بلا حنو بلا معنى بلا داعي .. صديقي ميت سريريا في ذهن الشخص الجديد الذي استوطن جسده .

الحنين للماضي يتحول الى مرض احيانا خصوصا تلك اللحظات التي اعود فيها لمقالات قديمة كتبتها قبل سنوات فقط لاعيد قراءة بعض الردود لاشتياقي لمن كتبوها مع اني لا اعرفهم ولا تربطني بهم اي صلة لا في الواقع ولا في الانترنت ..
الحنين للماضي يجعلني احن حتى للجلاد .. يجعلني اتوحد مع الجلاد في بعض اللحظات ..

كثيرا ما افكر حين اتذكر زميل قديم في الدراسة او شخص تربطني به صلة في السبيل للتواصل معه .. لا بد ان عنده حساب في موقع تواصل اجتماعي كيف ساصل اليه ؟؟ لكن المشكلة الحقيقية ليست في الوصول الى من يشدنا الحنين اليهم .. المشكلة هل لا زالوا هم انفسهم ؟؟ هل تنتابهم نفس مشاعر الحنين للماضي ؟؟

اشتاق للاموات .. جدتي .. خالي .. صديقي .. لكن الشوق لهم حزن يغلفه الجمال .. فهم باقين كما هم في خيالي لم يتغيروا .. اما الاموات الاحياء الذين تحولوا الى رسائل خرساء .. بلا مشاعر .. بلا جمال .. بلا طعم .. بلا جدوى .. فشوقي لهم حزن يغلفه الالم .. احبكم واشتاق اليكم .. واراكم بعيني لكن لا اشعر بكم .. اين انتم .. هل انقطع السبيل لعودتكم مرة اخرى؟؟



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوناس سولك تاج راسك
- رسالة الى المواطن مقتدى الصدر
- فلسطين تحتاج هذا المجاهد البشتوني
- تلميذ ابن رشد في السجن .. نداء الى الحكومة المصرية
- الانقلاب بين ضياء الشكرجي وعبد الله القصيمي
- رجال الدين خط احمر .. لا تتجاوزوا عليهم
- الدجل اللاديني
- نظرية التطور ونظرية التصميم الذكي واثرهما على الواقع
- انا كافر .. احرقني ايها الاله
- الرب الاقطاعي .. رب عدنان ابراهيم نموذجا
- احذر المؤمنين من قراءة هذا المقال
- ابناء الزنا لا يدخلون الجنة لانهم رسبوا في امتحان الله
- لماذا خلق الله طعام الانسان يعاني ويتألم ؟
- التبشيريون والنظر بعين واحدة . بقلم مسلم كيوت
- عنفوان الكلمة .. يقتل الموت
- كتاب فلاسفة الاغريق واثرهم على الفلسفة والفكر الديني
- كتاب صولجان الالحاد وسيف الايمان
- المثلية الجنسية .. الجنس الثالث .. الايمو
- من يعذب الحيوانات في صغره قد يقتل الانسان في كبره
- بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى


المزيد.....




- مصدر لـCNN: جيش باكستان يدمّر نقاطا عسكرية هندية ردا على إطل ...
- عددها ببداية 2025 أكثر من العام المنصرم بأكمله.. ارتفاع صارخ ...
- خطاب مرتقب لبوتين أمام القوات الروسية وقادة عشرين دولة في ذك ...
- سفارة أمريكا في اليمن تشعل تكهنات بتدوينة -سيارتك غرزت يا أخ ...
- بدء تحرك الآليات العسكرية وسط موسكو نحو الساحة الحمراء استعد ...
- سوريا.. تحرك رسمي بعد فيديوهات مغادرة طلاب دروز من السكن الج ...
- موسكو.. بدء العرض العسكري في الذكرى الـ80 للنصر على النازية ...
- ما هي خطط إسرائيل لـ-احتلال غزة-؟
- السوشيال ميديا.. ملجأ للمراهقين المكتئبين أم هي سبب للاكتئاب ...
- البنتاغون يباشر تسريح المتحولين جنسيا في قواته


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسنين السراج - رسالة الكترونية من صديقي الميت