أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسنين السراج - الدجل اللاديني














المزيد.....

الدجل اللاديني


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 5604 - 2017 / 8 / 9 - 16:16
المحور: المجتمع المدني
    


من كتاب جرائم ارتكبتها حين كنت حارسا لدين الله


الدجال (الديني) هو ذلك الذي يجلس على الانترنت ويثقف لثقافة الجهاد والموت ليل نهار ويدعو للانتحار وهو جالس مكانه لا يحرك ساكن ... هذا الذي يصفق لكل من يقتل نفسه وغيره باسم الله لكنه قابع في بيته .
اذا كان من يثقف لثقافة الموت ويموت هو بنفسه ايمانا بها يعتبر (مجرم) بحق نفسه وحق غيره فمن يثقف لثقافة الموت ويستثني نفسه فهو (مجرم ودجال وجبان )

مثلما ان هناك دجال ديني هناك دجال لاديني ايضا...لكن الفرق ان الدجال الديني يؤيد الموت ويستثني نفسه منه والدجال اللاديني يؤيد الكثير من الاشياء التي تصنف على انها حرية وتمدن وهو غارق في النفاق والدجل .

انها الازدواجية . هو متحرر في عالم الانترنت لكنه منغلق ومتشدد في الواقع . هو غير متصالح مع نفسه يحاول فقط الظهور بمظهر المتوافق مع السائد (سواء في الواقع او في الانترنت).

قبل فترة نشر احد الملحدين العقلانيين منشور يتحدث فيه عن مفارقة غريبة وهي قيام صديقه وهو ملحد ايضا بنشر منشورات تتحدث عن حقوق المراة وهو يضرب زوجته بقسوة تصل الى مكوثها في المشفى .

هؤلاء من اتحدث عنهم . هذا النوع الذي يصعب شفائه من التخلف مهما تغيرت افكاره . من الممكن ان تنسلخ الكثير من الناس عن العقيدة السائدة للمجتمع لكن الانسلاخ عن واقع المجتمع ليس بالأمر السهل .

هناك شريحة من الناس تنشر منشورات تدعو للحرية الشخصية وحقوق المرأة لكنهم لا يحترمون النساء في حياتهم الشخصية . نعم هناك ملحدون وعلمانيون ينشرون منشورات عن حقوق المرأة وهم لا يعاملون النساء في حياتهم بنفس الثقافة التي يروجون لها . ويؤيدون اشياء هم في الواقع لا يتقبلونها على انفسهم لكن يؤيدوها للظهور بمظهر المتحررين امام الناس . انها الازدواجية .

احترام العلم يعني الانصات لاي راي مهما كان مختلف باحترام حتى لو كان من يعتنقه شخص واحد فقط . لولا انصات العلم لاراء منفردة وغير تقليدية لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم . كبريات الافكار العلمية المبتكرة انتجها اشخاص كسروا بديهيات عصرهم . العلم هو تأمل اي فكرة مهما كانت فقيرة . العلم هو الانصات لاي صوت مهما كان ضعيف . حتى الاراء التي لا تنطلق من العلم نفسه بل من ظنون وتوقعات وتصورات من الممكن ان يستمع لها باحث نهم ويبحث في اصلها ويتمكن من اثباتها علميا يوما ما . هذا هو العلم وليس التطبيل لفكرة واتهام كل من يخالفها بالجهل والتخلف .

من الاشياء التي يروج لها على انها طريقة لايصال وجهة نظر هي التعري في مكان عام . مع ان تعري فلان او فلانة لا يخصني بشيء لكنه حسب اعتقادي لا يوصل اي وجهة نظر. مجرد تعري لا اكثر ولا اقل . ان التعري لاثبات وجهة نظر هو تسطيح لوجهة النظر التي يحاول احدهم اثباتها . الغريب ان هؤلاء الذين طبلوا وزمروا لقيام ناشطة مصرية بالتعري امام مقر السفارة المصرية في السويد لم يقدموا هم على نفس الفعل لاثبات حقهم!!! ألستم تؤيدون ما فعلته ؟؟؟

تقول الكاتبة فؤاده العراقية ضمن مقال لها يحمل عنوان (تعرية الأجساد .. باسم الحرية وتحت شعار جسدي ملكي): هذه الحركات هي بالأصل صرخة جديدة ضد حرية المرأة الحقيقية في محاولة منها لإلغاء عقلها الذي تستطيع به أن تملك جسدها فعلاً لكنهم يحاولون تهميشه من خلال تجسيدها وإقناعها بأنها مجرد جسداً يمكنه أن يتحرر من خلال تعريته , يقابلها الحجاب لحركات أخرى بحجة الشرف والفضيلة , فصارت المرأة بالحركتين مجرد جسد قابل للتعرية حيناً ,وللتغطية حيناً آخر...كون المرأة تتعرى لأجل ان تنال حريتها وتقفز فوق مفاهيم امتدت لقرون متجاوزة نظرة المجتمع المهينة لها والتي سلبتها حقوقها الأساسية وعملت على معاداتها وعدم مساواتها مع الرجل , فكونها تتجاوز كل هذه الانتهاكات وتتعرى وتقول جسدي ملكي وبتعريته سأتحدى قيودي وأحصل على حريتي الحقيقية , فهذا إثبات منها على أنها جسد فقط(انتهى).(1)

اذا كنت تعتقد انك تخلصت من سطحية الفكر الاصولي والنفاق الديني . فلا زال امامك سطحية انصاف المتحررين الذين يطبلون لاشياء سطحية جدا . التعري من الاشياء السطحية التي اريد لها بقوة ان تبدو جوهرية . لا يهمنا بشيء تعري فلان او فلانة . سواء كان في الحمام او في مكان عام . ما يهمنا هو ان بعض من يدعون التمدن يريدون ان يسطحون قضية المراة وهمومها بتعرية جسدها ... تخيل المرأة التي تحرم من الوظيفة في بعض البلدان ومن التعليم في بلدان اخرى وتتعرض للضرب وللاهانة وللتنكيل ولشتى انواع الظلم يراد ان تُختصر قضيتها (بجسد عاري)... يا لسخرية القدر . ويا للاسف .

تقول الكاتبة مكارم ابراهيم في مقال لها يحمل عنوان (انا مالالا ولست علياءالمهدي):

مالالا استطاعت ان تعري المجتمع الاسلامي دون ان تتعرى في وطنها باكستان وبقيت في وطنها ,الذي يضطهد الفتيات بمنعهن من الذهاب للمدرسة للتعلم رغم تعرضها للاعتداء من جماعة الطالبان تصر على ان تذهب للمدرسة واكمال الامتحان وهي راقدة في المستشفى للعلاج ولكن علياء المهدي لم تعري مجتمعها بل عرت نفسها فقط وليس في وطنها بل في السويد حيث يمكنها ان تحصل على اللجوء الانساني حفاظا على حياتها!, بينما الفتاة مالالا يمكنها ان تحصل على لجوء انساني في اية دولة تشاء اذا ارادت وليست بحاجة لادلة تثبت ان حياتها في خطر فكل العالم يشهد لها بذلك ولهذا اعتبرت شخصية عام 2012(انتهى).(2)

في النهاية لابد ان اشير الى ان الفرق بين الدجل الديني والدجل اللاديني شاسع فالدجل الديني يؤدي الى الدم والموت او مسخ الذات في افضل الاحوال اما الدجل اللاديني فيؤدي الى الازدواجية .. لا قياس بين الاجرام وبين الازدواج

المصادر :
1- تعرية الأجساد .. باسم الحرية وتحت شعار جسدي ملكي - فؤاده العراقية – الحوار المتمدن
2- نا مالالا ولست علياءالمهدي - مكارم ابراهيم – الحوار المتمدن



#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية التطور ونظرية التصميم الذكي واثرهما على الواقع
- انا كافر .. احرقني ايها الاله
- الرب الاقطاعي .. رب عدنان ابراهيم نموذجا
- احذر المؤمنين من قراءة هذا المقال
- ابناء الزنا لا يدخلون الجنة لانهم رسبوا في امتحان الله
- لماذا خلق الله طعام الانسان يعاني ويتألم ؟
- التبشيريون والنظر بعين واحدة . بقلم مسلم كيوت
- عنفوان الكلمة .. يقتل الموت
- كتاب فلاسفة الاغريق واثرهم على الفلسفة والفكر الديني
- كتاب صولجان الالحاد وسيف الايمان
- المثلية الجنسية .. الجنس الثالث .. الايمو
- من يعذب الحيوانات في صغره قد يقتل الانسان في كبره
- بعد ان تفحم سبعة من اقاربي لم يعد للكتابة معنى
- يهود العراق بين الفرهود العراقي ومبيد الحشرات الاسرائيلي
- لماذا لا ينام الملحدين مع محارمهم؟؟؟
- النسخة الورقية من كتاب جرائم ارتكبتها ... حين كنت حارسا لدين ...
- كلاكيت ثاني مرة . سنخترع عيد الكراهية يا اعداء الله لنشوش عل ...
- سنخترع عيد الكراهية يا اعداء الله لنشوش على عيد الحب
- الحمد لله خالق المشوهين
- مؤمنين يهينون الله وملحدين يدافعون عن الله وعفويين يعيدون تش ...


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسنين السراج - الدجل اللاديني