سامي: تريد ان تغطي الشمس بغربال

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 5620 - 2017 / 8 / 25 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

وصلتني هذا الصباح رسالة من شمال افريقيا حول كتابي الأخطاء اللغوية في القرآن. وأنشرها لكم دون ذكر مؤلفها وبلده مع ردي عليه
.
السلام على من اتبع الهدى
الأستاذ الفاضل الدكتور سامي عوض أحييك
لقد قرأت ما كتبت في الموضوع المشار إليه أعلاه
واستمعت إليك بإمعان بحكم أنك باحث متخصص لك مركزك العلمي
وبحكم أنني أيضا باحث متخصص في العربية وفي التناص وأبحث عن الحقيقة العلمية أنى وجدت
وكنت أنتظر جديدا في الموضوع
والحال أني ما وجدت إلا مكرورا من القول جادل به خصوم القرآن محمدا حيا وميتا
بل ووجدت ضمن قولك رجلا إما أنه لا يعرف فقه العربية وبلاغتها، وهذا مستبعد في حقك
وإما أنك رجل تعرف الحق وتريد أن تغطي الشمس بغربال بدافع عقدي
وأنا أربأ بباحث كبير أن يسقط في مثل هذا الفخ الإديولوجي
وأنت تعرف أن في القرآن "آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات
فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله، وما يعلم تاويله إلا الله.
والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب" آل عمران الآية 7
ولعلك تذكر آية في القرآن تقول
قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا
ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله ، فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون " آل عمران: 64
وعلى الرغم من اختلافنا حول الموضوع، ولأني أومن بالاختلاف
فتحياتي إليك أيها الباحث اللبيب في البداية والنهاية

جوابي
----
الأخ والأستاذ الفاضل
تحية طيبة وبعد
اشكرك على رسالتك الكريمة
لا ادعي العصمة فيما اكتب. وكل ما اكتبه اكتبه لنفسي لأتعلم. فالكتابة في نظري أفضل وسيلة للتعلم لأنها تفرض تجميع وترتيب الأفكار وتحليلها، وهو عمل المؤلف في آخر الأمر: التوليف بين ما كتب. والمعرفة هي تراكم المعلومات. ومن يعمل سيارة على سبيل المثال يبني على ما تم تصميمه مع إضافات.
وإن أنا انشر ما اكتب هو لمشاركة القارئ فيما وجدته، لعل فيه بعض الفائدة. ولا ابغي اقناع احد فيما اكتب. فأنا اعرف أن الإقتناع عملية معقدة تعتمد على عدة عوامل منها وقد يكون اهمها الترهيب والترغيب واعمال العقل على قدر ما تسمح به الظروف. ولكل مقام مقال. فما اكتبه انا لا يمكن أن ينشر في دولة مثل المغرب على سبيل المثال. وما يقوله القمني سيتغير حتما لو انه كتبه في دولة تمنح قدرا أكبر من الحرية. وفي مجال اهتماماتي، لم تستطع الهيئات الدينية والجامعية العربية والإسلامية نشر قرآن بالتسلسل التاريخي - بإستثناء ما قام به المرحوم محمد عابد الجابري - أو طبعة عربية محققة للقرآن وفقًا للمنهج العلمي لتحقيق النصوص. ونحن حتى يومنا هذا نتبع طبعة عربية شعبية للقرآن تفتقد لأبسط قواعد التحقيق العلمي، مما يسبب لمترجم القرآن كابوسا. وهذا ما اشرت له في مقالي الأخير http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=569748
بعد ترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن انهي حاليا ترجمة إيطالية، كما اعمل على كتاب عن المرحوم محمود محمد طه بين القرآن المكي والقرآن المدني. وبعد ذلك سوف أعود لطبعتي العربية للقرآن وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآن لإعداد طبعة جديدة منهما. وبطبيعة الحال سوف أكون ممنونًا لكل اقتراحاتك في هذا المجال شكلا ومضمونا. وأنا لا انظر للإختلاف إلا كوسيلة للإغناء. وكتابي عن أخطاء القرآن هو أول كتاب شامل حول هذا الموضوع في التاريخ، مما يعني انه يحتاج للغربلة والتنقيح كأي عمل أولي.
ودعني فقط أشير إلى أني لا اقبل بتاتًا فكرة أن القرآن أو التوراة أو الإنجيل أو ألف ليلة وليلة كلام الله. وعندي كل كتاب هو كتاب بشري أولا وأخيرا. والوحي عندي ليس كلام الله للبشر ولكن كلام البشر عن الله، أو افتراءات البشر على الله. وأنا اتعامل مع القرآن كنص بشري كما اتعامل مع نص ألف ليلة وليلة. وككل كتاب بشري، يتضمن القرآن الغث والسمين. ومقولتك "تريد ان تغطي الشمس بغربال" لا تعنيني بقدر ما تعنيني ملاحظاتك على مضمون ما كتبت في كتابي بهدف تصحيح ما جاء فيه من هفوات.
هذا ويسعدني لو انك اشرت إلى كتبك وأبحاثك وسبل الحصول عليها حتى استفيد منها.
وتجد كل كتبي في هذا الرابط
http://www.blog.sami-aldeeb.com/mes-livres
علمًا بأن كل كتبي العربية يمكن تحميلها مجانًا.

أجدد شكري لك وآمل دوام التواصل واتمنى لك نهارًا سعيدًا.

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل