أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - في وداع المناضل اليساري الدكتور رفعت السعيد














المزيد.....

في وداع المناضل اليساري الدكتور رفعت السعيد


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 23:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رحل يوم الخميس 2017/8/17 في بيته في المقطم بالقاهرة المحروسة المناضل اليساري الدكتور رفعت السعيد عن عمر 85 عاما، (ولد في11 تشرين اول/ أكتوبر 1932) قضاها في ساحات النضال الوطني اليساري، معارضة سياسية وكتابة وبحثا في الحقائق والوثائق وتعزيز العلم والمعرفة.
في رحيله تفقد مصر قامة نضالية وطنية يسارية كبيرة، واكاديمية وإعلامية متميزة، تشهد له مؤلفاته وصراعاته من أجل حرية الفقراء وكرامة الغلابة في جمهورية مصر العربية. ادرك منذ شبابه الفوارق الطبقية والاجتماعية وانحاز الى الطبقات الكادحة والمسحوقة والمستضعفة، وعبر طريق الكفاح بمشقاته وصعوباته وتحمل جراءه ما يتعرض له المناضل اليساري في تلك الظروف وتحت حكم تلك السلطات.
عرف من موقعه الفكري وانتمائه السياسي في ساحات الكفاح الوطني واليساري، تمثيله للحزب الشيوعي المصري في المؤسسات الدولية، في الحفاظ على السلم الدولي، وتوسيع نشر الفكر التقدمي، وفي العلاقات الإنسانية مع العالم من أجل شعب مصر ومستقبله وخياراته وإرادته. كما عرف عنه دوره القيادي السياسي والفكري والنهضوي والريادي الذي حسب له وسجل في دفتر أعماله وصفحات تاريخه.
في قيادته لحزب التجمع التقدمي الوحدوي، اليساري، أعاد للعمل السياسي فعاليته، رغم كل الحصار والقمع والسجن والمنع والتضييق والظلم والاضطهاد، بكل أشكاله وانواعه وأساليبه ووساءله. عارض بقوة وكتب بوضوح وناضل بشرف من أجل أن يعيش شعب مصر، بعماله وفلاحيه ومثقفيه، بكل الكادحين فيه، بكرامة ورفاهية واحترام وتقدير لسعيهم وكفاحهم ونضالهم الوطني والاجتماعي المتواصل، منذ أن انطلقت أولى التنظيمات النقابية في العالم العربي، واولى التجمعات الشعبية والحزبية في مصر وارسال اشعاعاتها الى المنطقة العربية والإفريقية وخارجهما.
الف العديد من الكتب عن تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر، وعن صحافة اليسار، وعن رموز مصرية بمختلف ألوانهم ومشاربهم، وعن الفكر اليساري العالمي وفي تطبيقاته وتنظيراته العربية وتطوراته. ولم يهدأ له بال وهو يمارس نقاشاته وجداله الأكاديمي والفكري والاعلامي من أجل الحقيقة والمصداقية والأمانة الثقافية والفكرية بما يخدم شعب مصر والوطن العربي.
رحل السعيد بهدوء وقد سلم الأمانة للشباب الذين تربّوا على أفكاره وسيرته النضالية ودفاعاته الموثقة وسجالاته التقدمية التي تظل شاهدة عنه وله، وتراثه والفكر اليساري والتجمع ولكل المناضلين المصريين والعرب في هذه الحقبة الزمنية من عصرنا المتجدد دائما.. لقد ناضل من أجل أن تسطع العدالة والحرية في سماء مصر، صمودا ضد الجهل والخرافات والضلال والتضليل. وبنى معماره الفكري مسجلا في الكتب والصحف والندوات والشهادات.
احب بلاده وقضاياها، وارتبط بالقضايا العربية المشروعة والإنسانية العادلة. رحل وهو شاهد على عصره، ووثيقة ناطقة لمراحل من تاريخ مصر والمنطقة، ورمز نضالي لا يغيب، اختلافا او اتفاقا معه، في طروحاته وسجالاته وسجله الكفاحي. وخسره شعبه بكل طبقاته، والفكر العربي اليساري، قيمة وقامة وقيادة، باحثا رصينا، وواثقا من نصه وسرده وابداعه، كما قال في آخر كلمات له في آخر ندوة حضرها في مقر التجمع: "لم أكتب شيئا ليس موثقا أو يعبر عن وجهة نظري وليس مدعما بالوثيقة أو المعلومة المؤكدة". ومهما كانت المواقف والاراء فإنها تبقى شاخصة وتعبيرا عن جهد وسعي للتقدم والبناء والتطوير والتحديث. مؤكدة سيرته، سياسيا وكاتبا وحزبيا وبرلمانيا ومفكرا، حاملا كل هذه الصفات بجدارة كاملة.. وفرادة وطنية يشهد له بها، كل من عرفه او قرأ او تعلم منه، معتبرا أنه فارس اليسار ومقاتله الفكري ومحاربه الحزبي ومناضله السياسي.
كتابات النعي ورسائله من كل أطياف مصر وخارجه تنير لرحيله تاريخا خطاه خطوة خطوة من أجل دولة مدنية حديثة وعدالة اجتماعية واحترام حقوق الانسان والتنمية المستدامة. حيث كان في سيرته المثال والنموذج، والمثقف العضوي الذي ربط نضاله السياسي بالواقع المصري والطبقات الكادحة فيه.
عبّر من خلال إصداره اول كتاب له واخر كتاب عن قناعاته، ومواقفه، من عنوانهما يقدم درسا وعبرة لأجيال العرب، ويضيء دورا ومواقف، شهادة عن فكر الراحل واتجاهه الثقافي والتربوي، فكان أول كتاب بعنوان "ثلاثة لبنانيين في القاهرة"، صدر في عام 1973، تحدث فيه عن ثلاثة مناضلين وهبوا حياتهم، بحسب وصفه، دفاعا عن الاشتراكية، فلسفة وتطبيقا، ومحاولة لتأمل دور المفكرين اللبنانيين في تكوين وتطوير الفكر الاشتراكي في مصر عبر عدة مراحل. وتوثيقهم دليلا على نشاطهم ومواقفهم واتصالاتهم مع المناضلين والمفكرين المصريين. وآخر كتاب حمل اسم: "مقاربات مع ثلاثة رؤساء ومشير"، كشف فيه عن العديد من الكواليس التي دارت بينه وبين رؤساء مصر السابقين، بالإضافة إلى تفاصيل ما دار في المطبخ السياسي في فترة ما بعد ثورة 25 يناير/ كانون الثاني. اي انه رصد وسجل ما حصل وما دار في أيامه الأخيرة. وفي الكتابين كما يلاحظ جزء من اهتماماته ونشاطاته وثقته بالدور والموقف. وقد تشهد هذه العناوين لكل ما كتب ونشر وأبدع بين فترتيهما من كتب تبقى مراجع ومصادر لمجالاتها واختصاصها.
رحل الدكتور السعيد سعيدا بما ترك لشعبه وحزبه والأجيال الجديدة، وهي بحد ذاتها تعبر عنه وتضع بصماته في تاريخ حافل، تبقيه علما من أعلام مصر واليسار العربي، ومرجعا متكاملا، تستقى منه الدروس والعبر وهذا وحده كاف لرجل مناضل يساري.
وداعا ايها الرفيق المناضل.. اتذكر لقاءاتنا ونقاشاتنا في مواقع عديدة، بعيدا عن القاهرة وفي المحروسة ايضا، في مكتبك وفي تسجيل حوارات معك منشورة ومبثة تلفزيونيا، وفيها صفحات من حياتك ونضالك وايامك التي لا تنسى، والتي لم تعد تتكرر لنا.
في رحيلك وفقدك اليوم تظهر أمام الجميع او يعترف الكثيرون في بلدك وخارجها بشهادة اثبات لما قدمت ولما انجزت ولما ابدعت ولما يخلدك في قادم الايام ولشعبك واليسار العربي، الذي هو الآن بامس الحاجة لك ولدورك ونضالك.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفتاء البرزاني وضياع البوصلة
- دواعش ما بعدتحرير الموصل
- العراق: تحرير الموصل انتصار وطني
- في التضامن والتواصل
- تحديات بيئة العراق في لندن
- العراق: الفقراء شهداء الكهرباء
- نداء عاجل من اجل شعب اليمن
- ماذا يستفيد العرب من الحرب على إيران؟
- تفجيرات بغداد في ساعات الذروة
- مجازر التحالف.. الى متى؟!
- ان تكتب بيان تضامن اليوم!
- غوغل يذكرنا ويحتفي بزها حديد
- هزيمة-داعش- في الموصل.. بداية نهايته عسكريا؟!
- حين تغلق نوافذ الهواء
- بعد بريكست الهوة تتسع بين الأثرياء والفقراء
- المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي: كلفة الطلاق..
- في الاول من ايار في احتفال حزبي*
- العراق: لماذا العَلم وكركوك الان؟!
- وعد البحرين والمستقبل
- الانسان موقف: استقالة ريما خلف مثالا


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - في وداع المناضل اليساري الدكتور رفعت السعيد