نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 18:13
المحور:
الادب والفن
"11"
ستتركُ عائلةُ أمل البلدةَ إلى العاصمةِ . أصبحَ عملُ والدها هناك . هي حزينةٌ لأنّها لن تتحدّث مع شجرة الأحلام بعد اليوم .
سأفتقدُك كثيراً أيتها الشجرة .كنتِ عوناً لي . بحتُ لكِ بأسراري ،علمتِني مفهومَ الصداقةِ ،توثقتْ صداقتنا نحنُ الثلاثة : أنا وأنتِ وشاطر . ادعِ لي أن أحقّق أمانيّ .
- ستكونين ملكة أزهار الربيع .
- لم أعد أرغبُ أن أكون ملكة الأزهار.أ صبحتُ كبيرةً . في العام المقبلِ سوف أكون في الجامعة .
- سأدعو لك أن تحقّقي أمنياتك . ماذا تتمنين ؟
- أتمنى أن أكشفَ أسرار السماء . أن أعرف النجوم وسرّ بريقها . أن أرى القمر . أحلامي كلها متعلّقة بالبحثِ عن الكواكب .
في ليالي الصيف. يسهرُ أهلي فوق سطوح المنزل . أنظرُ إلى السماء . أتخيّلُ نفسي أتنقّلُ بين نجمةٍ وأخرى ،أعدّها ، ثم أنسى أين وصلتُ يسحرني نجمٌ خرج منه سهمٌ .
- ستحقّقين أحلامَك يا أمل .أعدُكِ أنّني سأساعدُك على تحقيقها .عديني أن لا تنسينني .
- لن أنساكِ ما حييت.
- ما بكِ يا أمل ؟ لماذا تبكين ؟
- أتدري يا شاطر! كنتُ أعتقدُ أنّنا نلعبُ عندما زرعنا أقلامنا هنا . تعلّقتُ بهذا المكان . يعزُّ عليّ فراقه .فشجرةُ أحلامنا التي تسكنُ في العمق . تمثّلُ لي الكثير . إنّني مقتنعةٌ بوجودها
"12"
ا تمرُّ الأيّام ولا أشعرُ بها .،كأنّها لحظاتٌ .لازلتُ أعيشُ في الماضي. عندما اشتريتُ أوّل قلمِ رصاص ، وبدأتُ أتعلّمُ الكتابة . أصبح صغيراً فزرعته هنا . كبرتْ أحلامي. كانت في هذه المحمية دائرةُ أحلامٍ لي ، وفي عمقها شجرةُ الأقلام التي حلمتُ بها .
أيّتها الشجرةُ المملوءةُ بأحلامي . قولي لي ماذا أدرسُ في الجامعة ؟
- لم أفهم ما قلتِ .ارفعي صوتك أكثر !
ما رأيكِ أن أدرسُ الآثار ؟ أتوقُ إلى معرفةِ بدء خليقةِ الإنسان . أرغبُ أن أبحثَ عن مملكةٍ عاشَ فيها أجدادي ، وأعرفَ كيف عاشوا ؟
- أصبتَ في الاختيار. اذهبْ إلى بابِ الكليّة سوف يحرسكَ ملاكان . وعندما تعودُ في المساء من الدوام . تذكّرني . اعملْ بنصائحي . كي تكون في أمان .
- سأعودُ إليكِ بينَ الحينِ والحين
أجلبُ الأقلام الصغيرة أزرعها هنا . كي تكبرَ أحلامي
وفي الأماكن التي أنقّبُ فيها لن أنسى أنّك تحتها تراقبين
سأحملُ هذه الوردة الصغيرة إلى أمل
رسالة منكِ لها .
- لماذا تبكي يا شاطر ؟
- لم أتعوّدْ على الفراق . أرغبُ لو أنّ الجميع يرحلون معي .
-أمل تنتظرُ في العاصمة كي تحدّثها عنّي
- نعم . نعم . مساءُ أمس تحدثتُ معها بالهاتف . أرسلتْ لكِ تحياتها .
- عجلْ سيفوتكَ موعدُ الرحلة .
- وداعاً
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟