أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الشاوي - هل طابق هيجل بين الفن وتاريخه؟














المزيد.....

هل طابق هيجل بين الفن وتاريخه؟


محمد الشاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5616 - 2017 / 8 / 21 - 00:10
المحور: الادب والفن
    


هل طابق هيجل بين الفن وتاريخه؟
محمد الشاوي(*)
لقد سعى هيجل إلى خلق مطابقة بين  الفلسفة وتاريخها، وهي مطابقة بين الفكر وموضوعه، فكان الفكر هو الموضوع، والموضوع هو الفكر في ذاته ولذاته. بينما في حديثه عن الفن وتاريخه فإنه يقصد ذاك الجزء الملتحم بالدين الذي يكتمل  بالفلسفة داخل أفق تفكيري جدلي عُرف به هذا الفيلسوف. بل أبعد من ذلك فإننا لا يمكن أن نتعلم إلا الفلسفة على خلاف كانط الذي دعا إلى ضرورة تعليم التفلسف.
لهذا فإننا نُسائل فيلسوفنا هيجل عن سبب عدم مطابقته بين الفن وتاريخه؟
الجواب أن الفن هو جزء من  أطروحة  لا تكتمل إلا بالدين. وهو اكتمال حسب رؤيتنا يشكل بنية كلية تحظى بها الفلسفة لكي تكون  أم العلوم وسائر المعارف  والفنون التي شهدها الإنسان من القديم  إلى أن نصل لراهننا. وهنا أيضاً نفسهم سبب تبنيه للمنهج الجدلي ذو الأساس  الثلاثي المشكل للعقيدة المسيحية.
لذلك فإننا نجد ثلاثة مراحل رئيسية مر منها الفن وفق  صيرورة عملية تطور الروح المطلق أو العقل :

 أولاً الفن الرمزي:
____________
في هذا الفن تكون العلامة بين الشكل والفكرة (المضمون) متغيرة أي غير متطابقة، فالشكل له الأولوية على المضمون، وقد جسد هذه العلاقة الفن الشرقي وتحديدا المصري الفرعوني الذي عُرف بتوظيف الرمز في الرسومات.

ثانيا الفن الكلاسيكي:
_______________
وهو فن يقوم على أساس التطابق بين الفكرة و التعبير عنها، إذ يكون  المضمون والشكل يسيران في خط متوازي يؤدي إلى نفس الطريق . وخير تعبير عن هذا الفن كان عند الإغريق الذين وصلوا بنبوغ عبقريتهم إلى مرحلة الكمـــال الذي سيكون من المستحيل على عملية تطور الفن في مراحله  التاريخية  أن  يصل إلى نفس مستوى كمال الإغريق ودقتهم اللامتناهية.

ثالثا الفن الرومانسي:
_______________
 ويتمثل في فن العصور الوسطى والفن  الحديث، حيث يتم التركيز على الشكل  المفقود لصالح المضمون وتعبيراته المنبثقة عن  أسمى معاني الحرية.

وعلى هذا الأساس يمكن القول ختاما بأن الإسطيطيقا الهيجلية أو فلسفة الفن عند هيجل  تروم دراسة الجمال الفني الذي  عمل على تحديده وتأسيسه بمزيد من الدقة والتحديد  العلمي  في   قوله:           "الجمال الفني خاصة دون الجمال الطبيعي"؛ وذلك من منطلق أساس مؤداه أن الجمال الطبيعي من أصل إلهي، إذ إنَّ فلسفة الفن ها هنا  تهتم بالجمال الفني الذي هو إنتاج للعقل أو الروح المطلق، والروح هنا يمكن أن تصل إلى معانقة ما هو مقدس نظرا لرحابة معناها. 
يقول هيجل: "(...) والحال أن الفارق بين الجمال الفني والجمال الطبيعي ليس محض فارق كمي. فالجمال الفني يستمد تفوقه من كونه يصدر عن الروح، وبالتالي عن الحقيقة، بحيث أن ما هو موجود لا يوجد إلا بقدر ما يدين بوجوده لما هو أسمى منه(...)الجمال الطبيعي انعكاس للروح. وعليه، ينبغي أن نفهمه على أنه كيفية ناقصة للروح، كيفية متضمنة بذاتها في الروح، كيفية مجردة من الإستقلال وتابعة للروح(...)" 
  Hegel,introduction à  l Esthétique
________
(*) فنان تشكيلي مغربي وباحث في النقد الفلسفي للفن.
  



#محمد_الشاوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقعية التشكيلية بإسبانيا بين الفكر الكنسي وإيديولوجية الم ...
- المشاركات في التظاهرات التشكيلية بين حقيقة الخطاب ومزالقه
- الوعي البصري عند المواطن العربي بين أزمة التشخيصية وحلم التج ...
- في نقد ديداكتيك تدريس الفن بالمغرب
- هل يمكن الحديث عن إستحالة بناء ملكية برلمانية في  تأويل الخط ...
- حوار مع الذات المشكّلة
- إستبانة الأستاذ عبد الله العروي ورهان التاريخانية
- قضايا في بلاغة الإقناع الفلسفي عند المهدي بن تومرت
- في نقد الفكر التشكيلي العربي ، عوائق إبستيمولوجية في تلقي ال ...


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الشاوي - هل طابق هيجل بين الفن وتاريخه؟