أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - فن ال (مايم- بانتوميم) و:..الصمت.. أنهُ الصمت















المزيد.....

فن ال (مايم- بانتوميم) و:..الصمت.. أنهُ الصمت


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 5615 - 2017 / 8 / 20 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


عرف المسرح ، منذ القدم،عدداً من الأنواع الفنية المسرحية ، ومنها الـ(البانتمايم) ، وهذا النوع يؤدي فيه الممثل، أو الممثلون ، أدورهم ،عن طرق (الجسد) عبر حركات إيمائية مع استثمار الإشارة، ويعود ، في أصله إلى المسرح اليوناني، ويشارك هذا الفن نوعاً آخر من المسرح هو الـ (مايم) ، وفي اليونانية يعني (التقليد)،وهما وان اقتربا في شكل أداءهما التعبيري، إلا أن لكل منهما بعض اختلافه عن الآخر.( فالمايم) تكون الحركة والإيماءة عماد المشاهدة ، في حين (البانتو- مايم) يمكن أن تتخلله أصوات وموسيقى وحوار قصير. يؤكد بعض الباحثين في الشأن المسرحي ، أن (البانتو- مايم) ظهر كفن في القرن الخامس (ق . م) في اليونان واعتمد على الارتجال ، وابتدأ في احتفالات ( ديونونسيوس) اله الخمرة والحب والخصب ، الذي تقام عبادته في الربيع ، وتتخلله إيماءات جنسية ، عبر (باخوس) عند الرومان و (تموز) عند العراقيين القدماء . بينما بعض الباحثين، في تاريخ المسرح العالمي، يُـرجع أصوله إلى جهات عدة عرفها التاريخ الإنساني وأكدتها المكتشفات والبحوث ( الاركيولوجية ) ، ومنها: القبائل البدائية ، واحتفالات السومريين والبابليين والفرس والفراعنة والصينيين واليابانيين والشعوب الأخرى.وكان يؤدى من قبل شخص واحد ، وقدم كذلك (شعرياً) بمصاحبة مؤدي، يعد بمثابة ((ممثل آخر)) نيابة عن الشاعر. وفي حقب زمنية أخرى ،ظهر بعض الراقصين في جنوب الهند،يطلق عليهم (بهاراتا ناتيام) يصورون أجزاءً من القصص بالإشارات والحركات الراقصة ، إما في مسرح (النو) الياباني فوجد (ممثل) يؤدي فواصل صامتة،ويقرر بعضهم ،أن للـ(مايم) كذلك، أصل هو (البانتو- مايم) من المسرح ، ولا يزال حتى الوقت الحاضر.وهذا الفن لم يأخذ حظه عند العرب مع إن مسرح (خيال الظل) نشأ في القاهرة أيام الفاطميين وهو قريب من هذا الفن،يمكن حول ما ورد أعلاه مراجعة كثير من المصادر باللغة العربية وشبكة الانترنت العالمية، ونؤكد على استفادتنا منها. بحدود اطلاعنا فان معاهد وكليات الفنون في العالم العربي لا تُدّْرس، فن (البانتو- مايم)، ولا تشير له حتى ، و ما قام به بعض الممثلين العرب في هذا المجال ليس غير جهود ذاتية ، لعل ما قدمه الدكتور (سعدي يونس)،بجهوده الشخصية، خلال مرحلة السبعينات في بغداد فقط ،مع محدوديته، لازال في الذاكرة. ليس (للمايم و البانتومايم) من شكل واحد ولم يكن صامتاً تماماً، فقد كان يحتوي على أصوات وكلمات وموسيقى وجمل حوارية قصيرة،وثمة فعاليات مجاورة لهذا الفن في عصرنا الراهن، نتيجة انعدام الحدود بين الفنون ، فنلمس العروض الرياضية- العالمية ، تعتمد الـ (بونتو- مايم) ، ومنها ما يقدم في الألعاب الأولمبية وغيرها ، كما تعتمده بعض الحركات الجماهيرية الاحتجاجية ، وحتى ممارسات الشعائر الدينية، و كلها تنتمي إلى إظهار المشاعر والانفعالات وتكون على شكل حركات ( بانتو- مايم) كفن يتعامل مع البشر كمؤدين ومتلقين ، ويستطيع تجسيد الأشياء عبر فضاء العرض المسرحي. وهو ما استثمره الكاتب المسرحي "عبد الحليم مهودر" في :" الصمت:..أنهُ الصمت"* الذي احتوي على ثماني مسرحيات "مايم- بانتوميم" هي :" النقد، القلم والورقة ، شعاع الماضي القريب، أطوار، شخابيط ،النقطة الخيط ، العيون..التي، قتل الصمت". وسعى عبرها، للربط بين السرد والكتابة للمسرح ، وفن الـ"مايم- بانتوميم" بالذات ،وحاول فيه استغلال كل الفنون التي توظف قدرات الجسد الإنساني على النطق ، معتمداً على إن بلاغة (الجسد الإنساني)، في توصيل ما يريده الفكر، من خلال الحركات والأفعال الإيمائية. نلاحظ إن نصوص" الصمت ..أنهُ الصمت" تتلاقح مع السرد والنص المفتوح ، من خلال تحويل المشاهد الصامتة إلى فعل كتابي ،ففي نص ((النقد))،مثلاً تحدد الشخصيات بالتالي : البهلوان ،الأبيض،الأسود،الأصفر،الأحمر،الأخضر،الأزرق ، ويوضع صندوق مكعب في وسط المسرح ،ولكل وجه لونه ،مع خلفية لحيوان خرافي - بهلوان، ليس فيها جميعاً ألوان الصندوق، وكل شخصية تحمل عصا ملونة، بألوان باهتة (ص6 - 9 )، وهو ما يجعل هذا النص اقرب إلى مسرح الطفل ، كونه ينطوي على مكونات وعناصر خاصة بمسرح الأطفال ، وثمة غيره كذلك في "الصمت ..أنهُ الصمت"،والتي تعد نصوصاً مسرحية تحتاج إلى تقنية متقدمة وحديثة مع ممثلين لهم الدربة والخبرة والممارسة المسرحية الاحترافية. الـ "مايم- بانتوميم" للكاتب المسرحي " مهودر" يعد بمثابة (ثماني مغامرات) حرث فيها بأرض بكر. ومع أهمية هذه النصوص لكن لا توجد إمكانية تنفيذها عملياً،كون (المايم)هو حركة الجسد والإيماءة دون الحوار، ومن المعروف ، توثيقياً ، إن أول لقاء مع فن (المايم) جاء عبر السينما الصامتة. أن نصوص الكاتب المسرحي "عبد الحليم مهودر" مفتوحة وتترك القارئ - المتلقي لهذا النوع من النصوص، حراً في تعامله معها ومع مكوناتها المسرحية. الكاتب (مهودر) في ما قدمه ، قام بتحويل الـ"مايم- بانتوميم" إلى الكتابة ، ويمكن عدها بمثابة أعمالاً استثنائية، لكن هذا النوع من الأعمال المسرحية لا يمكن اختزالها بالكتابة فقط ، بل بالفعل المسرحي للعرض المباشر على الجمهور،ويقوم بتوصيل خطابه عن طريق الحركات الجسدية والإيماءات، ونلاحظ أنه عمل على تنوع الشخصيات فيها ،وكذلك عددها ففي بعضها يكون العدد (7 ) شخوص ، وفي غيرها يتجاوز عددها(21 ) شخصاً - نص (شعاع الماضي القريب) (ص 59 ) ،وتتبادل التشخيص في ما بينها، فبعضها يؤدي (أربع) شخصيات على التعاقب ، و في بعض النصوص ،ثمة ( شخصية واحدة) فقط ، كما في (الخط) ص (73 ) وغيرها ، وبعض النصوص تألفت من فصول متعددة، وأخرى من فصل واحد ، ولكن بمشاهد متعددة، وقد تمكن- الكاتب مهودر- من ترحيل بعض النصوص الموجودة في" الصمت ..أنهُ الصمت"، إلى مسرح الطفل ، لكن لا يمكن لأي نص التعامل معه لـ(مسرح الأطفال)،إلا من خلال المعالجة الإخراجية والفكرية واستخدام التقنية المناسبة . ومن الصعب الذهاب إلى قسرية التأويل باتجاه واحد لبعض نصوص "الصمت ..أنهُ الصمت" ، فكلما اتسعت محاولات تأويلها فأنها ستصل إلى مدى أرحب وأغنى.في الغلاف الأول والمتن نلاحظ الكاتب (مهودر) يجنس كتابه بكونه ((مسرحيات مايم/ بانتومايم ))، لكنه يستبدله في الوجه الثاني للغلاف بـ" كتاب مسرحي"؟!. لذا يمكن أن يقرأ العنوان الموازي،للتأكيد على فرادة المتون التي احتواها الكتاب ، وهي إشارة غير مضمرة ، و تقترب من مقاصد المؤلف كعلامة دالة،كما يمكن اجتراح مقاصد أخرى حول (الكتاب) بوصفه الثاني ، المذكور، اعتماداً على نظرية التلقي الحديثة التي تمنح القارئ الحرية في تأويله الخاص لما يقرأ، لأن في كل كتاب عادة بنى متعددة سطحية - عميقة، والكتاب، أي كتاب، يمكن إن يقرأ تأويلياً كشكل من أشكال توجه القارئ ومتعته، وميزة هذا النوع من الفن المسرحي انه يستطيع الكل فهمه ، فلغة الجسد التي يعتمدها تتغلب على صعوبة اللغات المحكية ، كون الجسد له القدرة على إيصال توجهه الفني- الإنساني للمشاهدين.نلاحظ أن (الكاتب) لم يؤرخ نصوصه، فهل كتبت في حقبة النظام السابق، وتم التكتم عليها؟.أم بعد سقوطه؟.خاصة وان أغلبها يعكس حالات العنف والتعسف والقسوة التي ميزت الوضع العراقي - الاجتماعي في المرحلتين. ويعرف عن الكاتب "عبد الحليم مهودر" تعدد اهتماماته بين كتابة القصة والرواية ،وسبق أن اصدر "ظل استثنائي" قصص قصيرة ، و"ذاكرة الحكايات- حكايات مهودر الساخرة- حكايات"،ورواية " الـذلـول"، كما أصدر كتاباً بعنوان: ((اهوارنا..نص مفتوح ))- دار تموز للطباع والنشر- دمشق- 2016- بالاشتراك مع الباحثة السيدة (خيرية عبود ياسين)- مديرة بيئة المنطقة الجنوبية سابقاً - وهو بمثابة نصٍ انثروبولوجي، وتداخل لعلاقات وتوجهات تجنيسية بين ما هو تاريخي - سردي مفتوح على آفاق موغلة في (الزمكان) العراقي،و توثيق للأهوار العراقية ، معززاً بعشرات الصور الفوتوغرافية الملونة عنها، وله ممارسات تطبيقية - عملية - إدارية - أرشيفية، مع بعض الفرق المسرحية في البصرة.
* اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة - الغلاف : جمانة عبد الحليم - مطبعة النخيل - بدعم شركة "آسيا سيل للاتصالات"



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي ب(سحر القراءة) للكاتب جاسم ال ...
- عضو البرلمان العراقي:.. تبعية أم استقلال..؟!
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية / القسم الثاني
- فضاءات مهدي محمد علي النثرية - الشعرية (1 - 2 )*
- القراءة بسحرها
- الكتبُ :.. وسحرها
- يوم صناع الحياة..بناة المستقبل
- -نجم آخر هناك-:.. والمباغتات الدائمة
- شارع المتنبي.. ذاكرة مغتالة
- حكايات الفراشات وحريرها
- طفل البستان: رؤى وأخيلة
- ذاكرة البصرة:..الحفر في تاريخ مدينة
- يوسف العاني:.. توهج المسرح العراقي
- ما لا يُدرك :.. والصوت الذي يحدثه العالم
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(2 -2 )
- محمد سهيل أحمد:.. برق الالتماعة الأولى والانبثاق(1 -2 )
- عرابو الديكتاتوريات..وخطاباتهم الراهنة
- 14 تموز 1958:..و آثام الماضي العراقي
- مهدي محمد علي : .. مختارات شعرية
- التاريخ المسرحي بين الانثروبولجيا و التنقيب الآثاري


المزيد.....




- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...
- هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
- امتحان الرياضيات تباين الآراء في الفروع العلمي والأدبي والتج ...
- أصداء حرب غزة تخيم على مهرجان برلين السينمائي -برلينالة-
- من يحمي الكنوز الثقافية في الشرق الأوسط من الحروب؟
- فيلم -في عز الضهر-.. هل ينجح مينا مسعود في مصر بعد نجاحه في ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - فن ال (مايم- بانتوميم) و:..الصمت.. أنهُ الصمت