الكونغرس الأمريكي

أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 5611 - 2017 / 8 / 16 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أنتم

الأعضاء مليارديرية أو مليونيرية، أنتم الرأسمالية وممثلو الرأسمالية، وهذا شيء طبيعي لنظام يتنافس فيه الراسماليون على أكبر قدر من الربح، فالربح غاية والوسائل كثيرة، في تاريخ الولايلت المتحدة البارحة كانت الحروب أسهل الوسائل وأشنعها، وفي تاريخ البلدان العربية اليوم الحروب أسهل الوسائل وأشنعها، أنتم فهمتم شناعة الحروب عندما رأيتم في السلم وسيلة للإثراء أكثر سهولة من كل الدمار وكل الدماء، فقررتم اقتسام الثروات، وبفضل اقتسام الثروات ها أنتم يا أعضاء الكونغرس لكم الكونغرس، الكونغرس للجميع والثروة لكل واحد.


نحن

نريد اقتسام ثرواتنا معكم في عالم عولمي لا يعرف الحدود، فالحروب أشنع ما يكون، وليست وحدها كل الوسائل، وكما رأيتم في السلم عندكم وسيلة للإثراء أكثر، عليكم أن تروا في السلم عندنا وسيلة للإثراء أكثر، وشروط السلم عندنا قليلة لا كما يتوهم بعضكم أولها تبديل النظام بنظام كما فعلتم عندما بدلتم نظام الكاوبوي بنظام الكونغرس، نحن نريد تبديل نظام الدشداشة في السعودية بنظام العلمانية مثلكم ونظام العسكرية في مصر والحرمجية في الدول العربية بأنظمة ديمقراطية، وكفى اعتبارنا كميات مهملة، كفى اعتبار العرب مواطنين في بلدانهم من الدرجة العاشرة، كفى اعتبارنا أعداءكم بالفطرة، منذ مولدنا نريد محوكم، كفى اعتبارنا مسلمين غير مسالمين لأننا مسلمون ولأن الدين العلاقة الوحيدة التي تربطنا، العلاقة الوحيدة التي تفرقنا، نحن عرب قبل أن نكون مسلمين أو غيره كما أنتم أمريكيون قبل أن تكونوا مسيحيين أو غيره.

من منظوركم

لتبديل النظام في الحجاز ستأتون بابن سلمان بدلا من سلمان، كما فعلتم في مصر لتبديل الإخوان أتيتم بالسيسي العسكري البلطجي الخرفان الهبيان، وفي ظنكم في مصر انتهى الإشكال، بينما الانفجار الديمغرافي وحده دون استيعاب هذا الانفجار عن طريق الاستثمار والأشغال سيكون القنبلة النووية التي ستمحق كل دول المنطقة بما فيها إسرائيل موضوع عقدتكم، في السعودية مع ابن سلمان ملكًا الوهابية هذه الإيديولوجية الدينية البربرية سوف تنمو أكثر وتترعرع وبالنفط ستمحقنا وتمحقكم، ولا تظنوا أنكم بفهلوة الكاوبوي الذي ينام في أجسادكم ستظلون أسياد السعودية وبلدان المنطقة، السعوديون ومواطنو بلدان الخليج وباقي بلدان الشرق الأوسط يريدون من طرفهم اقتسام ثرواتهم معكم، ومن طرفكم اقتسام حضارتكم معهم، فالعولمة هذه هي الطريق التي ستأخذها عاجلاً أم آجلاً على الرغم منكم.

الرأسمالية

التي أنتم ممثلوها ستفهم أكثر منكم أن الاستثمارات العظمى في الشرق الأوسط هي استثماراتها، فهي لتبقى، وبالتالي لتبقوا، تجعل مما لا حاجة إليه في بلدها ذا حاجة، فتضفي التكنولوجيا إلى القديم شيئًا توهم الناس بحاجتهم إليه كجديد يقتنونه، وهكذا هم يحركون اقتصادهم، وما الأمر سوى تعكيز في تعكيز، هذا هو النظام الرأسمالي نظامكم اليوم يقوم على التعكيز، بكلام آخر نظام تهدده أول فقاعة مالية قادمة ستكونون أوائل ضحاياها، فهل نسيتم قول ماركس المأثور (ماركس لا يمزح في ميدان القيم) "الرأسمالية تحفر قبرها بيدها"؟ معنا وعندنا لا حاجة للناس إلى الاحتيال واللف والدوران لا حاجة لهم إلى الخداع لتحيا الرأسمالية، وبالتالي لتحيوا، فالرأسمالية كما نرى إنسانية، تقوم على الاستثمار، على هدم القديم في كل مكان، في العقل أعظم مكان، والبناء، بناء كل شيء، خطوط السكك الحديدية الجبارة من المحيط إلى الخليج، المزارع الجبارة من المحيط ‘لى الخليج، المصانع الجبارة من المحيط إلى الخليج، باختصار كل شيء، من الإبرة إلى الفيل.

لهذا

الفيدرالية التي نقترحها بين السعودية الجديدة وبلدان الخليج بلدان العقول لا البطون بلدان النانوتكنولوجيا لا الباطون ستكون في نفس الوقت كونفدرالية لجميع البلدان العربية والولايات المتحدة، ونحن بذلك، نحن وأنتم، بقوتنا الجيوسياسية والجيواقتصادية سنكون القوة الأولى في العالم، ولن نترك بلدًا كالصين أو كالهند أن يكون الواحد أو الآخر وريثًا للكولونيالية كولونياليتكم، فنحميكم ونحمينا ونحمي الإنسانية.

#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل