أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - الماضوية المدمرة لشعوبنا














المزيد.....

الماضوية المدمرة لشعوبنا


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 5608 - 2017 / 8 / 13 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الماضوية المدمرة لشعوبنا

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-



يرسم الغرب إستراتجياته بقراءة الماضي لفهم الحاضر وبناء المستقبل، أما نحن فبقينا سجناء للماضي فقط، ليتحكم الأموات في حاضرنا ومستقبلنا كما لمح كاتب ياسين لذلك في مسرحيته "الأسلاف يزدادون ضراوة"، فكيف نفسر هذا الإحتقان الطائفي الذي نعيشه اليوم بين مايسمى ب"الشيعة"و"السنة"؟، أليس نتيجة حرب ذاكرة حول الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، وأيضا حول من أحق بالخلافة بعد وفاة سيدنا محمد )ص(؟، وكيف نفسر حرب الذاكرة التي يعيشها بعض الجزائريين فيما بينهم اليوم حول تاريخ الثورة خاصة والجزائر عامة، أليس ذلك بسبب أزمة صيف 1962 التي لاتختلف نوعا ما عن الفتنة الكبرى التي عرفها المسلمون بعد مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان؟، أليست حرب الذاكرة بين بعض الجزائريين اليوم هي نتيجة لميلاد خطابين تاريخيين: أحدها رسمي تدعمه المجموعة التي أخذت السلطة بالقوة بعد إنقلابها على المؤسسات الشرعية للثورة في 1962، والتي لاتزال هي المسيطرة على دواليب الدولة الجزائرية اليوم، وتعمل من أجل نقل السلطة لأحد الفروع المنبثقة عن مجموعة وجدة، ولاتتوانى هذه المجموعة على توظيف الذاكرة كسلاح لتحقيق ذلك، وذلك بتغذية حروب الذاكرة بين الجزائريين في إطار سياسة فرق تسد، ويقابل هذا الخطاب التاريخي خطاب المعارضة للنظام الذي أسسته مجموعة وجدة في 1962، ويشبه الصراع حول الذاكرة بين هذين الخطابين نفس الصراع حول الذاكرة بين الشيعة والسنة من ناحية الشكل فقط، وليس الموضوع أو المضمون طبعا، فقد وقعت كل هذه الأطراف سواء بالنسبة للتاريخ الإسلامي أو بالنسبة للتاريخ الجزائري والثورة التحريرية تحت تأثير الثقل السلبي للتاريخ بدل إبقاء تلك الفتن والصراعات في زمانها فقط، وأنها مجرد صراع حول السلطة، وقع وأنتهى في الماضي، لكننا بسبب ماضويتنا، أصبحنا ألعوبة في يد أعدائنا يلهوننا بصراعات حول شخوص وأحداث مرت عليها قرون بالنسبة للتاريخ الإسلامي أو عقود بالنسبة للتاريخ الجزائري، فحولوا الثقل السلبي للتاريخ والطائفيات والجهويات والتوهمات العرقية إلى أسلحة لتدميرنا، ألا يحق لنا الإرتياب بإختفاء قوى غربية وراء عدة فضائيات دينية "شيعية" و"سنية" تداخلت مصالحها مع صراعات أقليمية ودولية بتوظيف الطائفية والتلاعب بديننا؟ ألايحق لنا الشك في الذين يغذون حروب الذاكرة بين الجزائريين التي يمكن أن تهدد وحدة الأمة الجزائرية وتماسكها، فكم من حروب أهلية قامت بسبب حروب ذاكرة؟.
فبدل إثارة صراعات ماضوية لاناقة ولاجمل لنا فيها اليوم، يجب علينا طرح أسئلة جوهرية حولها تفيد حاضرنا، ومنها: هل كان بالإمكان تجنب حدوث الفتنة الكبرى في التاريخ الإسلامي؟ لماذا تتكرر صراعات دموية حول السلطة شبيهة بها عبر تاريخ المسلمين؟، لكن تقديسنا للماضي ورفض التناول الموضوعي البناء للصراعات المختلفة في مجتمعاتنا أبعدنا عن طرح حلول لمشكلة السلطة، فقد حال المستبدون ماضيا وحاضرا دون طرح المفكرين لهذه المشكلة كي لايشكك في شرعيتهم، بالرغم من إشارة القرآن الكريم إلى خطورة مسألة السلطة من خلال أكل آدم من "شجرة الخلد وملك لا يبلى"، ويقصد بالملك السلطة بمعناها الشامل، فبرزت سوأته بعد أكله منها، أي ظهور حقيقة الإنسان التسلطية في حالة الصراع حول السلطة، وقد فصلنا هذه المسألة في كتابنا "النظام البديل للإستبداد".
فلو طرح المسلمون مسألة الصراع حول السلطة في وقتها، لسبقوا الغرب إلى الحل الديمقراطي السلمي للمشكلة، فقد أعترف الغرب بأن التناقضات المختلفة أمر طبيعي في المجتمعات، وكي لاتتكرر ظاهرة الصراع الدموي حول السلطة، أخترع الديمقراطية التي تضم التداول السلمي على السلطة بواسطة الإنتخابات وغيرها من المباديء والآليات التي لايمكن الفصل فيما بينها.
تناول بن خلدون ظاهرة تكرار الصراع العنيف حول السلطة بالتفصيل عند تناوله نشأة الدول في منطقتنا المغاربية، فأخذ الجابري نفس فكرة أبن خلدون في كتابه"العقل السياسي العربي"، فلاحظ بقاء نفس تصرفات وممارسات المسلم السياسية منذ بدايات هذا الصراع في تاريخ الإسلام إلى اليوم، فدعا إلى القطيعة مع المحددات الثلاث لهذا العقل المتمثلة -حسبه- في"العقيدة والقبيلة والغنيمة"، وقد حاولنا تطبيق هذه المحددات على الجزائر ما بعد1962 في كتابنا "رؤساء الجزائر في ميزان التاريخ" بإستبدالنا العقيدة بالأيديولوجية والقبيلة بالجهوية والغنيمة بالريع، لنتوصل عند تناولنا للسيناريوهات المستقبلية بأن الإنتقال السلمي الديمقراطي الحقيقي أصبح اليوم ضرورة حيوية لتجنيب الجزائر التفتت والفوضى.

البروفسور رابح لونيسي
- جامعة وهران-



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا رضا مالك-المثقف الملتزم والسياسي-
- التحالف المقدس بين الإستبداد والمال في الجزائر
- هل تتجه الجزائر نحو نظام كولونيالي جديد بعد55سنة من تحريرها؟
- في ذكرى إستشهاد محمد بوضياف-جريمة المافيا المالية-السياسية-
- مستقبل أمن منطقتنا في ظل تزايد الهجرات الغير شرعية
- في ذكرى إنقلاب19جوان1965 في الجزائر-كيف أنقلب بومدين على بن ...
- لماذا كفر الجزائريون بالأحزاب السياسية؟
- السعودية الوهابية ضد مالك بن نبي
- الصراع السعودي-القطري-جذوره وتداعياته الأمنية-
- هل أندلع -ربيع- آخر في منطقتنا؟
- الحراك في الريف المغربي-مستقبله وخلفياته التاريخية-
- رهانات إقالة وزير جزائري بعد ساعات من تعيينه
- زبيغنيو بريجنسكي-منظر للزعامة الأمريكية على العالم-
- إحباط مخطط لإحراق الجزائر في1962
- مستقبل الأحزاب السياسية في الجزائر-تجدد أو تبدد-
- مقاطعو الإنتخابات في الجزائر- أي دلالة وأي مستقبل؟
- مشروعنا من أجل نهضة الجزائر-من الفكرة إلى التجسيد السياسي-
- نحو عودة نظام الكولون في الجزائر
- ضمان العدالة الإجتماعية -مقاربة جديدة-
- رهان إنتخابات الجزائر-النزاهة في مواجهة المال الفاسد-


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - الماضوية المدمرة لشعوبنا