أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - مقاطعو الإنتخابات في الجزائر- أي دلالة وأي مستقبل؟














المزيد.....

مقاطعو الإنتخابات في الجزائر- أي دلالة وأي مستقبل؟


رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)


الحوار المتمدن-العدد: 5515 - 2017 / 5 / 9 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يعتقد البعض أن ظاهرة مقاطعة الإنتخابات هي ظاهرة خاصة بدول معينة، فهي في الحقيقة ظاهرة عالمية تتوسع يوما بعد يوم، ولعله يعود إلى عدم تجديد الإنتماءات الطبقية للنخب، فمثلا في أوروبا أصبحت البرامج المطروحة هي تقريبا متشابهة، وتخدم طبقات إجتماعية معينة، وتقودها نخب محددة، ولهذا أصبح المواطن يشعر أنه لا يوجد أي تغيير سواء أنتخب أم لا، ولهذا طرحنا في كتابنا "النظام البديل للإستبداد-تنظيم جديد للدولة والإقتصاد والمجتمع-" نظاما برلمانيا بشكل آخر يكون فيه التمثيل على أساس شرائح إجتماعية، وتكون كلها ممثلة فيه عن طريق الإنتخاب.
ففي الجزائر مثلا لا يعلم البعض ما معنى ودلالة المقاطعة وما هي قراءتها السياسية بما فيها عناصر من النظام الجزائري، فمثلا في الإنتخابات التشريعية الأخيرة أخفت وزارة الداخلية عدد الأوراق الملغاة معتقدة أن ذلك لا يخدم النظام متناسية أن ما لا يخدمها هي المقاطعة، فكل حالة لها معناها ودلالتها، فإن أنتخب المواطن فمعناه راض على النظام القائم وعلى مرشحين معينين، لكن في حالة وضع ورقة ملغاة، فمعناه أنه راض على النظام القائم، لكنه غير راض على كل المرشحين، أما في حالة المقاطعة، فمعناه رافض للنظام القائم كله، لكن لايمكن لنا تطبيق هذه الدلالات على الجزائر لأن الكثير من الذين يضعون ورقة ملغاة يخشون أن تطلب منهم بطاقة الإنتخاب من الإدراة، ولهذا يذهب لينتخب، كما أن الكثير من المقاطعين لم يكن العامل السياسي هو سبب مقاطعتهم الإنتخابات، بل هو لامبالاة تامة.
ولهذا يصعب إقامة قراءة سياسية للمقاطعين في الجزائر، بل حتى فهم مقاصدها، كما يستحيل أن يتنبناها أي حزب كان لأنه يعتقد أنه هو الداع للمقاطعة، كما ترى أحزاب المعارضة المشاركة في الإنتخابات أن المقاطعة تخدم أحزاب السلطة التي تمتلك وعاءها الإنتخابي الثابت، طبعا لاننفي ذلك نسبيا، ولهذا تجد أحزاب السلطة ذاتها تدعو باشكال ملتوية إلى مقاطعة الإنتخابات، لكن السؤال المطروح ماذا بعد المقاطعة؟
تمت عدة مقاطعات للإنتخابات في الجزائر، لكن زادت النظام تثبيتا أكثر وتزايدت سيطرة الأوليغارشية المالية على الهيئة التشريعية التي عادة هي من أحزاب السلطة، فسواء أنتخب الشعب أم لا فهو سيان، بل المقاطعة أعطت قوة للأوليغارشية المالية، فهل هذا معناه دفع بالجزائر أكثر إلى الإنسداد،لأن ذلك سينتج سياسات لاشعبية وضد مصالح بسطاء الشعب وفي خدمة هذه الأوليغارشية المالية، مما يمكن ان يشكل خطرا كبيرا على الإستقرار الوطني، لكن يبقى دائما السؤال المطروح هل أقيمت دراسة علمية لهؤلاء المقاطعين وإمكانية إستثمارهم في إنشاء تنظيمات جديدة شاملة وجامعة تتجاوز الأحزاب كلها سواء السلطوية أو المعارضة مادام أنها فشلت في إيجاد حلول للأزمة المزمنة التي تعيشها الجزائر، والتي بدورها أنعكست حتى على أحزاب المعارضة التي تعيش أيضا أزمات مزمنة ومشاكل داخلية حادة وعجزا كبيرا في إنتاج الأفكار والحلول والبدائل، بل هي ضد النخب الرفيعة المستوى التي هي عادة ما تجد نفسها خارج هذه الأحزاب التي تشبه ممارساتها بشكل كبير ممارسات النظام الطاردة لهذه النخب؟ فهل بإمكان هذه الأحزاب المعارضة أن تطرح حلولا لأزمة الجزائر، وهي عاجزة على حل مشاكلها الداخلية، بل تتخبط في صراعات داخلية وشخصية حادة لا تعود حتى إلى خلافات حول أفكار او إستراتيجيات بل صراعات شخصية ونفسية ومصلحية ضيقة، فهي لاتملك حتى آليات ديمقراطية لحل إختلافاتها وتناقضاتها وصراعاتها الداخلية، فكيف ستحل مختلف الإختلافات والتناقضات داخل الدولة كلها.
أعتقد انه حان الوقت للتفكير جديا والقيام بدراسة علمية لهؤلاء المقاطعين ومعهم حتى أصحاب الأوراق الملغاة، لأننا بإمكاننا ضمها إلى هؤلاء المقاطعين، لأنهم ينتخبون خوفا من أي عقاب إداري مستقبلا، فيجب معرفة ومعرفة توجهات كل هؤلاء وكيف يريدون للجزائر أن تكون مستقبلا مادام أنها تشكل أغلبية لا يمكن الإستهانة بها، ولعل ذلك سيسمح بتغيير سياسات الجزائر او التفكير في تنظيم سياسي جديد أكثر نجاعة وفعالية كما أشرنا في بداية هذه المقالة.



#رابح_لونيسي (هاشتاغ)       Rabah_Lounici#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروعنا من أجل نهضة الجزائر-من الفكرة إلى التجسيد السياسي-
- نحو عودة نظام الكولون في الجزائر
- ضمان العدالة الإجتماعية -مقاربة جديدة-
- رهان إنتخابات الجزائر-النزاهة في مواجهة المال الفاسد-
- الإنتخابات في الجزائر-المغالطة المنظمة-
- دفاعا عن إستقلالية النقابات والمجتمع المدني في الجزائر
- دعوة فضائية للتعريف بعملاء الإستعمار الفرنسي في الجزائر
- الإنتقال السلمي الديمقراطي في الجزائر-ضرورة حتمية-
- المشكلة الجوهرية في الجزائر-من أجل فتح نقاش علمي-
- الأوليغارشية المالية في الجزائر-من النهب المنظم إلى التغول-
- نحو ديمقراطية مزيفة تحت سيطرة المال الفاسد في الجزائر
- علاقة الإنتهازية بالإستبداد -سبب أم نتيجة-؟
- علاقة توريث السلطة بفوضى منطقتنا -قراءة في إضطرابات-
- لا تقدم إلا بفك الإرتباط بالمركز الرأسمالي
- من هم خلفاء الله في الأرض اليوم؟
- بعد وفاة إعلامي معتقل في الجزائر-أي رد فعل-؟
- الصحراء الكبرى في الإستراتيجيات الدولية
- التأسيس للنزعة المغاربية بين عابد الجابري وعلي الحمامي الجزا ...
- منطلقات لإنقاذ الجزائر من إنفجار إجتماعي
- يوغرطة والأمير عبدالقادر-رموز للوطنية الجزائرية-


المزيد.....




- لعبة لطالما ارتبطت بكبار السن وتلقى رواجًا بين شباب بريطانيا ...
- وصفها بأنها -محرجة-.. استمع لما قاله مذيع CNN عن قمة ترامب و ...
- مصمّمة نيجيرية تخطف الأنظار عالميًا بأزياء هندسية مستوحاة من ...
- -أوهام عدوانية-.. رغد صدام تعلق على تصريحات نتنياهو عن -إسرا ...
- وثيقة سرية على مكتب نتنياهو.. حماس قد توافق على صفقة جزئية ت ...
- ترامب يتنمّر على الحلفاء والرؤساء
- ظروف صعبة يعيشها كبار السن في غزة نتيجة الحصار والتجويع
- كبريات الصحف الأميركية تجمع على انتقاد قمة ترامب وبوتين بألا ...
- هآرتس: سموتريتش محق وخطة الاستيطان الجديدة ستدفن الدولة الفل ...
- تعرف على أبرز المبادرات التي سعت إلى وقف حرب روسيا على أوكرا ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رابح لونيسي - مقاطعو الإنتخابات في الجزائر- أي دلالة وأي مستقبل؟