الموسيقار العراقي اليهودي ياير دلال(Yair Dalal)

مازن المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 1456 - 2006 / 2 / 9 - 10:33
المحور: الادب والفن
    

أرض الرا فدين (أرض ما بين النهرين) هذه التسمية أطلقها ا ليونانيون القدماء على البلاد التي يحدها نهر دجلة والفرات وهي (عراق ا ليوم) حيث ازدهرت أعظم حظارات العالم فيها ومن أهم تلك الحضارات هي ا لحضارة ا لسومرية إذ بدأ أول أ ختراع للكتابة ا لتصويرية قبل3000 عام قبل
ا لميلاد وبدأ تطور الكتابة من أستعمال الصور الى أستعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية والكتابة السومرية لاتمت بصلة الى أي لغة معاصرة. العراقيون الآوا ئل هم من أكتشفوا الزراعة والكتابة وعلوم الرياضيات و الفلك وبنوا أول مجتمع سياسي منظم
(دول المدن السومرية). وكذلك سن أول قانون منظم للحياة الآجتماعية المتمثل بقانون حمورابي وأسسوا نظاماً شاملاً للدين شكل أساس الديانات الرئيسية الثلاث وأول كتاب مقدس ( ملحمة الخليقة البابلية ) لديانة عالمية شكلت مصدراً رئيساً للديانة اليهودية , وبناة هذه الحضارة السومريون هم أ صل العراقيين وأجداد أبراهيم الخليل الآب الآكبر لليهود وللمسيحيين وللعرب , وكثرة أماكن العبادة مثل
الزقورات ( زقورة أور وزقورة دوركاريكالزو) الواقعة غرب بغداد وكانت زقورات وادي الرافدين قبلة أنظار الناس ومنها أستلهم المصريون أهراماتهم وهياكلهم الآولى .
وكان لعلوم الموسيقى التي اشتهرت بها المدن السومرية عندما بدأت ا لتنقيبات الأثرية في أ ور من قبل علماء الآثار البريطانيين عام 1918 وجدوا في مدفن زوجة ملك أور الملكة شبعاد مجموعة من العازفين مع 11 قيثارة ووجدوا قيثارة كبيرة مكونة من 30 وتراً وهي القيثارة السومرية وعليه فأن الحظارات اللاحقة قد أخذت معظم العلوم ومنها الموسيقية من حضارة وادي الرافدين العريقة .

في مقالي هذا أرغب أن ا تحدث عن موسيقار عراقي يهودي جذوره ومنبعه من بابل ، وأنا على يقين ستردني رسائل تحمل في طياتها كلمات لاتنسجم مع اي وعي مدني كما وصلتني رسائل سابقاً لاتمت بصلة الحوار التاريخي على الاقل بصدد مقالي السابق عن تاريخ اليهود قي موسيقى العراق .

الموسيقار العراقي اليهودي ( ياير دلالYair Dalal ) يهودي الدين، عراقي الوطن ، عربي ا لثقافة ، وهذا مانلمسه من خلال موسيقاه وثقافته ، وهو ناشط سلام ويغني للسلام والمحبة و ملحن وعازف كمان وعود ، هاجرت عائلته من بغداد الى أسرائيل في الخمسينات ، ولد في أسرائيل عام 1955 ولقد أحاط منذ طفولته على الموسيقى اليهودية والعربية والشرقية التقليدية ، وهو من الملهمين بالصحراء ورمالها ، وموسيقاه تغطي مساحة واسعة ومتنوعة من الثقافة الفنية والموسيقية حيث نسمع في موسيقاه صلته القوية في الصحراء ويغلب على موسيقاه طابع الموسيقى العراقية اليهودية الكلاسيكية حيث طابع التقاليد البابلية التي تشبع بها وهو يعتبر من القلة من الموسيقيين العراقيين الذين يحفظون ويصونون التراث الموسيقي ا لبابلي . تعلَّم الموسيقى وأستمد مهارته الموسيقية من تقاليد الموسيقى العراقية وفي موسيقاه نجد تقليداً موسيقياً للعربية واليهودية الموسيقية وبألاخص المقام العراقي والموشحات الآندلسيةالى ذلك تأثره بالصحراء وكذلك معيشته في مجتمع متعدد الثقافات في أسرائيل مما أتاح له موهبة نبعت من هذا الخليط النادر الذي يدمج هذه الآتجاهات المتعارضه في أغلب الآحيان . في موسيقى ياير دلال نعثر على خلق موسيقي منبعه ارتباط شرقية الموسيقى العراقية البابلية مع تاثيرات موسيقى البيئات الثقافية المتنوعة من ثقافة البلقان الى ثقافة الهند . لقد أشبع فنه بكنوز موسيقية والتراث الثقافي العريق حيث تتفاوت مهارته الموسيقية من الموسيقى الآوربية الكلاسيكية الى موسيقى ا لجاز والروك . ويعتبر كأحد ممثلين الموسيقى ا ليهودية العربية من العراق وقام بتطوير هذه الموسيقى النادرة ، في موسيقاه ايضا نجد مزيجاً نادراً من الغربي والشرقي والعربي واليهودي ا لتقليدي والحديث . لقد أشتهرت فرقة ياير دلال الموسيقية (Alol) من خلال عازفيها الذين لديهم خبرة كبيرة في مجال الموسيقى ولديهم خلفيات موسيقية مختلفة حيث يعزفون على ألات موسيقية من الشرق الآوسط وأسيا مثل ألة السيتار والطبلة وا لفلوت والكلارنيت , وأدخالهم أنماط موسيقية عراقية ، مغربية، ، فارسية وحتى الغناء البدوي الصحراوي الذي في نظر الموسيقار دلال هو موسيقى الصحراء فيها أمتداد وأتساع كامتداد الآفق وأنبساط الآرض , ومن خلال موسيقاهم وتركيبهم الفنية تجسد المجموعة روح الشرق الآوسط وهم مثال رفيع من الفنانين الذي تتجاوز موسيقاهم فناً وسياسة للترويج لفهم السلام والمحبة .

الفنان ياير دلال ناشط سلام ويغني للسلام والمحبة من خلال موسيقاه وكلمات أغانيه تكرس موهبته الى ألغاء الموا نع الآيديولوجية بين الناس وبشكل خاص بين العرب وا ليهود ., ومن خلال نشاطاته الموسيقية وألاجتماعية تكونت عدة مشاريع مع الموسيقيين الفلسطينين وكذلك من خلال موسيقاه يكرس وقته للسلام لآزالة الموا نع الآيديولوجية بين الموسيقيين من الثقافات المختلفة وهو ناشط سلام في كل الوسائل أضافة الى مساعيه الموسيقية . في أ حتفالية جائزة نوبل للسلام للموسيقى التي حصل عليها في عام 1994 في اوسلو النرويج في أ لبومه ( سلام ، شالوم ) كان يشرف رئيس الوزراء الأسرا ئيلي أنذاك رابين ووزير الخارجية شمعون بيريز والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وكانت أغنيته السلام التي قام بأداءها مع الآطفال الاسرائيليين والفلسطينيين معاً . وكذلك في مؤتمر البحر الابيض المتوسط للموسيقى كانت موسيقاه ضد العنصرية والحرب وفي موسيقاه يمثل السلام والحب ورشح الموسيقار ياير دلال من قبل هيئة الآذاعة البريطانية (BBC ) لجائزة الموسيقى العالمية لعام 2002 كأفضل موسيقار في الشرق الآوسط واعتبر من أكثر الموسيقيين اليهود العراقيين أنتاجاً موسيقياً وخلال العقد الماضي الف تسعة ألبومات كذلك في موسيقاه أصداء الموسيقى العراقية ا لتقليدية ويتميز بالثقافة العراقية ويتكلم اللغه العربية ويغني بثلاث لغات أرامية ، عبرية ، عربية وقد شارك في كثير من المهرجانات العالمية وأقام العديد من الآمسيات الفنية في البلدان العربية مثل الاردن ، واشترك مع فنانيين عالميين وفرق عالمية مشهورة مثل الفنان (Zubin Mehta ) وكذلك مع أوركسترا أوسلو المحبة للموسيقى ومع باند Gliscapoli)) ومع أرماند عمر من فرنسا ، موريس المديوني من ا لجزائر ، وحمزة الدين من مصر وكذلك مع رحيم الحاج عازف العود العراقي الاصل من بغداد وشخصيات فنية وعالمية أخرى. ويقول دائماً اليهود والعرب لهم نفس الجذور ونحن أخوة ويجب أن نحسن التصرف مثل الآخوة .

ويحاضر دلال في الاكاديميات الموسيقية والجامعات في خارج أسرائيل وداخلها وكذلك يحاضر عن موسيقى المسرح .
ولايزال ناشط للسلام وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 1994 لمواقفه السلميه .

http://www.yairdalal.com/


وفي الموسيقى نستطيع ان نوضح للعالم ا ن سكان وادي الرافدين هم أصحاب حضارة راقية وهاهم أحفاد السومريون والبابليون والاشوريون يقدمون اروع الانتاجات للعالم من خلال احفادهم ...

#مازن_المنصور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل