أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس بوسكاني - لأن شيرزاد حسن حزين














المزيد.....

لأن شيرزاد حسن حزين


عباس بوسكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5606 - 2017 / 8 / 11 - 20:58
المحور: الادب والفن
    


يقول لي: كيف حالك أنتَ؟ أنا حزين.
و يقول: لا أريد أن أكون بطلاً، و لا أريد أن أكون ضحية.
إنه الروائيّ الكردي الأهم، هو الذي كسرَ هيبة "القرية" على اللغةِ، و أسس لغةً خارجَ سائدهِ، لُغة متشعبة، شددَ على أواصرها الضعيفةِ، إتحدَ مع معاناتها وعمقها النفسي و الأيروتيكي.
فتحَ النوافذَ و لم يُوعد أحداً بقمر.

حزنهُ ظلٌ من ظلال المدينةِ.

يَسخَرُ من أبطالِ الحياةِ، و يُسَخِر هيمنة الأبِ لخلق عوالم يتناحرُ فيها الأرواح المعذَبةِ.
هو الذي يخلقُ من معاناةِ البشر أبجدية العالم في محيط لغتهُ الكُرديةِ، لا العالم المؤسَس على حقيقة تراكم المجاميع، بل العالم الذي يعيشُ على حافاتهِ المهَمَشون.
حزن شيرزاد ليس من كشف الآخرين لعُريهِ و الرغيف المخبأ في جيب سترته الداخليّ، كلا ، حزنهُ هو طَلتهُ المتسائلة بين المدنِ الممزقةِ، بكاءهُ للمدرسةِ القديمةِ القاسيةِ التي تنهار على طفلٍ،
شيرزاد هو تجسيد حيّ لكل الحدائق الحزينة في شيئ ما، ربما يشبههُ البعض بالوطن.
هو تجسيد لكل أمواج اليقين اللاتي لامسن عريهُ الكاملَ تحت الشمسِ..

في حقيبة شيرزاد حسن عقدتهُ الخاصة به، تمثال أبوه الثقيلِ جاثماً على أيامهِ، الأب الذي أرعبهُ يوماُ بقرار قطعهِ لشجرةِ التينِ الكبيرة في باحة بيتهم، سقوط الشجرة أمامهُ أصبحَ دماً،
و مذ ذاك أصبحَ كل شيئ في دنياهُ آهلاً لسقوطٍ ما.
أهدابُ شيرزاد حسن قد ترتعش أمام وقع المفاجآت السخيفة التي تقدمه السياسة لأنتاجه الأبداعيّ روايةً أو شعراً، و لكن غضبه على الشاشات أملُ جيلٍ يحلمُ، جحيمٌ للساكنين على حافات السكينةِ و غير العابئينَ بالنذير،
كل الطغاة يملكون خيوطُ وهمٍ خاصٍ بهم، الوهم قدرٌهم المضحك.

كان صدام حسين يُجسدُ الدهشةِ و ينكر غاضباً عندما يقدمون له أدلةً عن تعذيب و إغتصاب المواطنين.
و القذافيّ كان يرسمُ الدهشة وقتَ إخبارهُ بأن الناس يتظاهرون ضده و يصرخ: كلا شعبي يحبني..
الحاكم بنسخَتَهُ المُعَدلة الكُردية يسرقُ الكثيرَ من الشمسِ و الخبزِ و النفطِ غير عابئ بالفقراء.
الحاكم بنسخَتَهُ المُعَدلة الكُردية يسرقُ الكثيرَ من الدموعِ غير عابئ باللهبِ.
الحاكم بنسخَتَهُ المُعَدلة الكُردية يُحيلُ شيرزاد حسن الى التقاعدِ غير عابئ بأمطارهِ.
هواءهم متلوثٌ بالأرقامِ، و هواء شيرزادَ نقيٌّ كَعَين القبجِ،
مَلبَسهم الملكي (طبعاً، ما قبل الأستقلالِ!) مقهى للروائحِ الكريهةِ، و أسمال شيرزاد مُباركٌ كأهداب النجوم.
في حزن شيرزاد، قصة شهادتهِ على قلوعِ عاشقةٍ من بلادِ الغيم للسماء، لم يسألني عنها أبداً،
و لم أبح أبداً بأنني دوماً
ألّمُ ضفائرها المتناثرةِ على عشبِ الليل.



#عباس_بوسكاني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ديني الحب حرام و... أسئلة
- سردشت و البارونات
- في الذكرى السنوية لرحيل الأستاذ جاسم الكاطع
- غزوة الأنحطاط على الكلدو-آشور
- افتح فمك
- رسالة مفتوحة للشاعر سعدي يوسف
- سليم مطر يسكنه التطهير


المزيد.....




- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي
- رحيل الممثل الأميركي جيمس رانسون منتحرا عن 46 عاما
- نجم مسلسل -ذا واير- الممثل جيمس رانسون ينتحر عن عمر يناهز 46 ...
- انتحار الممثل جيمس رانسون في ظروف غامضة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس بوسكاني - لأن شيرزاد حسن حزين