نقل ملكية الأقصى

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5603 - 2017 / 8 / 7 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أن يتم إيداع المسجد الأقصى إلى الأردن ،ويوثق ذلك رسميا في معاهدة الذل والعار "وادي عربة "المرفوضة شعبيا، فإن ذلك مقبول ليس لأن إسرائيل إستولت على القدس في حرب حزيران 1967 من الأردن ،بل لأن الأردن وفلسطين يندرجان ضمن قطعة واحدة هي القدس وأكنافها ، شاء من شاء وأبى من أبى ،ومخطيء من يظن أن نهر الأردن عامل تقسيم ، بل هو عامل توحيد كنهر بركة وخير ونهر مقدس.
أقول هذا الكلام بعد بدء مرحلة جديدة بتنا نؤرخ لها في الأحداث دليلا على مدى أهميتها وهي قمم الرئيس الأمريكي ترامب في الرياض والتي ضرط فصّا في إحداها دون أن يعترضه أحد من ذوي الشأن ، ونوقش خلالها ما أطلق عليه "صفقة القرن"التي تعني شطب القضية الفلسطينية ،وتطويب فلسطين ليهود بحر الخزر الصهاينة الإرهابيين ،وبدعم من الداعين لقمم الرياض الذين جلبوا لها القادة الخليجيين والعرب وغالبية القادة المسلمين، وسيكون هذا الحل بمعزل عن الأردن الرسمي بطبيعة الحال وأصحاب الشأن وهم الفلسطينيون.
ليس خافيا أن قمم الرياض والحديث عن صفقة القرن خلفا تحالفا جديدا ضد الأردن الرسمي ،يضم إلى جانب مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة الإرهابية دولتان عربيتان خليجيتان ،دخلت إحداهما على خط التآمر من جديد، وعبّدت طريقا قذرا مع إسرائيل كضمانة لها،كي تجد لها كفيلا عند واشنطن ،وها هم المعنيون في فلسطين يتقدمهم الشيخ رائد صلاح يعلنون على الملأ أن لديهم وثائق تدين تلك الدولة بأنها تشتري عقارات مقدسية وتبيعها للمستدمرين الإسرائيليين.
ومما يجدر بنا التوضيح للعامة أن ثمن هذا التحالف والظهور علانية بموقف سافر من القضية الفلسطينية والقدس والأقصى وضد الأردن الرسمي هو نقل ملكية الأقصى من الأردن ،وقد أصبح كل شيء مكشوفا للعيان ،لأن الرقص إنتقل حاليا من تحت الطاولة إلى فوقها ،ولم يعد احد يخشى عاقبة فعله بعد أن ضمنوا تدجين الشعوب ،وأصبحت الخيانة وجهة نظر.
سيتم تحويل الأقصى ونقله من الملكية الأردنية الرسمية إلى حساب آخر ،باعه سلفا بموافقته على صفقة القرن ، ولكنه يريد الثأر من الأردن الرسمي بضربة قاضية ،ولا شك ان الصهاينة غير آبهين بمصير الأقصى لأنهم سيهدمونه إن آجلا او عاجلا ،كما أن خطة "الشعاع الأزرق"الماسونية تقضي بالسيطرة على كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة إلى جانب القدس للقضاء على كافة مظاهر الأديان فيها .
المهم أن أصحاب صفقة القرن وقمم الرياض يريدون الإنتقام من الأردن الرسمي الهاشمي،ولذلك تم الإعتراض بطريقة غير لا ئقة ولا هي كانت محقة أصلا على قول جلالة الملك عبد الله الثاني "بسم الله والصلاة والسلام على محمد النبي العربي الهاشمي الأمي"عندما ألقى كلمته في قمة الرياض العربية- الأمريكية.
هناك مؤامرة على الأردن وأطرافها من كنا نحترم ونقدم الخدمات شبه المجانية ،وقد تركوا الأردن وحيدا في العديد من المناسبات والجبهات ،أولها أنهم تركوه يعاني من سوء الوضع الإقتصادي ،بدون دعم إلا حسب الإملاء الأمريكي المشروط والمدروس ،ومن يظن ان امريكا صديق للأردن واهم ،فهي العدو الأكبر ،وتتمنى تغيير الواقع فيه اليوم قبل الغد ،مع الإعتراف أن ما بين الأردن وامريكا هو حب من جانب واحد ،وما أسوأ انواع هذا الحب ،فهو لا يثمر سوى عن الإذلال والعذاب والمرض والإنسحاق.
كما أنهم تركوا الأردن وحيدا يقارع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينية الإرهابية وآخر ذلك في معركة الأقصى ،وأنكروا على الأردن الرسمي انه تحرك ضد المخطط الصهيوني الأخير وإدعوا انهم هم الذين أثنوا النتن ياهو عن موقفه ،كما انهم إتهموا قطر التي يحاصرونها لا لشيء بل لأنها وقفت في وجه مؤامراتهم في قمم الرياض ورفضت خطة القرن،وقالوا أن قطر إتفقت مع النتن ياهو ودفعت له كي يفتعل أزمة الأقصى ومن ثم تتم التهدئة وتقول قطر أنها هي التي أجبرت مستدمرة إسرائيل على فتح المسجد الأقصى وتكسب موقفا في منظمة التعاون الإسلامي ،وها هي الأزمة في الأقصى تتصاعد ،ولم نسمع قطر تدعي أنها إتصلت مع النتن ياهو.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل