قدري ان اخرج من قدري

وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5601 - 2017 / 8 / 4 - 21:40
المحور: الادب والفن
    

وديع العبيدي
قدري ان اخرج من قدري
(1)
قد لا اشبه نفسي تماما
قد لا اكره نفسي تماما
قد لا اعرف نفسي تماما
لكني -في كل الاحوال-
لا ازعم اني اني تماما!
فأنا محكوم في قدر غلط
عطل كل اقانيمي عن الدوران
فانا لا اشبه نفسي
ولا اعرفني
ولا انسجم مع الشيطان!..
(2)
ما جئت لاحارب
ما جئت لاقامر
ما جئت لاتاجر
ما جئت لانافق
ما جئت لاسرق او اقتل او اسلب
جئت غريبا
لم يفهمني احد
ولم يقبلني احد
ولا احبني او احبتني احد
فأنا كالزائدة الدودية
تتعب امعاء الانسان..
قدري ان اخرج من قدري
كي يبدأ تاريخ الان!
(3)
قدري ان اوجد في قدر
لا يشبهني
قدري ان اولد في زمن
غفل عن كل الازمان
قدري ان احيا في بلد
لا يشبهني.. لا يقبلني
ويتشاطر في الخذلان
بلد لا تتوافر فيه
ابسط اسباب البلدان
قدري ان اعاشر امرأة
لا تلزمني.. لا تعشقني
لا تسند ظهري او تحفظ قوتي
امرأة تفرح اذ تخدعني او تطعنني..
او تتفنن في التأليف عليّ
واذ اخرج منها او اتركها لا تتركني
امرأة تحيا كالدود على جلدي
وفي نفس اللحظة تكرهني او تحسدني
قدري مثل مخاط البالوعات
او مخطة شيطان
(4)
من حقي ان ارفض قدري
من حقي ان اكره من يكرهني
وارفض من يرفضني
واقتل من يقتلني
من حقي ان اسحق قدري
مثل الدودة في القيعان
ان اكسر اغلال حياني
واسخر من كل السفهاء
وانتصر لاسم الانسان
(5)
لن استسلم للسوء
ولا ابخس ذاتي
لمملكة الشيطان
لن اتنازل عن افكاري او اخلاقي او اسمي
لسحت امرأة او بلد او زمن نكر
تلك الافات العاجزة عن الطيران
ستحترق عما قريب
ستحترق عما قريب
وتصبح محض دخان!
*
لندرستان
الثاني من اوغست 2017م

#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل