أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - استعداء قطر.. خطوة اخرى في سيناريو دمار العرب والمنطقة..















المزيد.....



استعداء قطر.. خطوة اخرى في سيناريو دمار العرب والمنطقة..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5578 - 2017 / 7 / 11 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وديع العبيدي
استعداء قطر.. خطوة اخرى في سيناريو دمار العرب والمنطقة..
قرار ترامب السعودي بفتح النار على قطر ليس غريبا بالمرة، اذا امكن للمتابع ربطه بسلسلة الازمات والحروب والمؤامرات التي اندلعت في منوال واتجاه متشابه، لتدمير البيت العربي والمجموعة العربية الاسلامية في الشرق الاوسط.
وقد صبت كل تلك المشاريع في مصلحة الغرب الاقتصادية والسياسية والعسكرية، الى جانب تنظيف حقل الالغام حوالي دولة اسرائيل. وكانت الانظمة الشريفة المناوئة للمحور الغربي والامبريالية الانكلوميركية، هدف وضحية كل مشاريع الحروب والتخريب الغربي والاقليمي. ولمن اعيته الذاكرة القومية ادرج هاته الخطوات الوجيزة..
1- حرب ايلول الاسود ضد المقاومة الفلسطينية (سبتمبر 1969م) بعد خمس سنوات فقط من انطلاقتها في العام (1964م)، وصولا لتشريدها من الاردن ولبنان وتصفيتها نهائيا في تونس (1992م). وقد وصف الشاعر والروائي الفلسطيني ابراهيم نصرالله تلك الملحمة الفلسطينية بالخروج الاول والخروج الثاني، اقتباسا من الاصطلاح التوراتي. وسواء كان الخروج الفلسطيني من وطنه القومي في القدس [1948م، 1967م]؛ أو طرده من الوطن البديل او المؤقت [الاردن/ 1969م، لبنان/ 1982م]، فأن الفلسطيني المعاصر حل محل اليهودي التاريخي/سفارديم. ولم يكن اختبار الانسان الفلسطيني [تشريد- وكالة غوث ولجوء دولية]، غير تمهيد لسيناريو تم تعميمه لاحقا على بقية العرب في بلدان الحضارة والمدنية العريقة [لبنان، عراق، مصر، اليمن، سوريا، شمال افريقيا] في سيناريو متشابه، اصبح معه عرب المهاجر يملأون اطراف الارض، وهو ما وصفه الشاعر مظفر النواب في اول السبعينيات: [سنكون نحن يهود التاريخ!]. فهل تحسس العرب سيقانهم ورؤوسهم؟.. وكسف كانت ادوار الحكام العرابين وحكومات السمسرة الاقليمية؟..
2- اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر خلال اجتماعات مؤتمر القمة العربي حول احداث ايلول الاسود في الاردن. وصعود السادات الى الحكم الذي قام ببيع مصر للثلاثي [الاميركي الاسرائيلي السعودي]، سامحا للوهابية والتجارة الاسرائيلية ومشاريع الانفتاح والعولمة الاميركية بدخول المنطقة. ومن يومها غطست مصر في وحل الانفتاح وصارت مصر الدولة والاقتصاد والدين والثقافة والانسان، اداة ستراتيجية في اللعبة الدولية وتمرير الطروحات والسموم الغربية، مقابل شحنات المساعدات السحت الاميركية التي زادت من جوع المصريين وعجزهم الاقتصادي.
3- (الحاقا بالموت السابق)، اشتعال فتيل الحرب الاهلية في لبنان عقب حرب اكتوبر (1973م)، واستمرت عمليا للفترة [1975- 1992م]، تحولت خلالها لبنان – اصغر واعرق بلد عربي علماني- الى بورصة مليشيات مسلحة وتجارة سلاح ومخدرات، برعاية قوى اقليمية وغربية. ونجحت قبل النهاية، في قتل الوطنية اللبنانية والمدنية العلمانية كعاصمة ثقافية في شرق المتوسط، فضلا عن ذبح المقاومة الفلسطينية وطردها خارجا عقب اجتياح شارون (1982م) مشارف بيروت، ولم تنته الا ولبنان امارة خاضعة لاملاءات سعودية وحكم عسكري سوري بمباركة مؤتمر الطائف، فيما الجنوب امارة شيعية تابعة لايران.
4- التغير السياسي المفاجئ في كل من طهران وبغداد واشتباك البلدين في (حرب الاغبياء)* للفترة [1980- 1988م] التي كبدت البلدين مليون قتيل واكثر من مليوني معوق وملايين الارامل والايتام، وخسائر اقتصادية فادحة، بسبب ظروف الحرب، وتهميش البلدين النفطيين الكبيرين من سوق النفط. ويذكر انه في الحرب العراقية الايرانية وقف كل العرب تقريبا الى جانب العراق، بينما استفردت سوريا منحازة لايران ضد العراق والاجماع العربي.
5- الاجتياح العراقي لدولة الكويت وربطها بالنظام العراقي [2 أوغست 1990- 17 يناير 1991م]، وفيها انقلب الصف العربي كله ضد العراق الى جانب العدوانية الامبريالية الانكلوميركية، ما عدا الاردن.
6- 1991م تاريخ انعقاد مؤتمر مدريد، بدء مفاوضات بين اسرائيل وجيرانها العرب، وقد تم تمثيل الفلسطينيين ضمن وفد الاردن، وهو الذي انتهى الى اتفاقية اوسلو وقيام السلطة الفلسطينية المحدودة. ومن نتائجها اللاحقة اندلاع المقاومة الاسلامية ضد سلطة عرفات/ ابي العباس، متخذة من غزة مركزا لها انتهاء بتمزيق الكيان الفلسطيني قبل تحوله لمرحلة الدولة. وكله يصب في خدمة مصالح اسرائيل والنفوذ الامبريالي في المنطقة. وهو جهد تاريخي ينبغي ان لا ينسى لللاعبين والمتشرذمين والباحثين عن دور تخريبي [امارة على حجارة] لخدام الاستعمار المحليين.
7- [1991- 2003م] استمرار اجراءات الحصار الاقتصادي واثاره اللاانسانية على المجتمع العراقي، وذلك بجهد عربي معادي للعراق ومنجر للارادة الاميركية وقرارات البيت الابيض. ولابد من التنويه الى سابقة الاتفاق العربي واجماعهم على الاضرار بالعراق، وهو امر لم يسبق للعرب ان اتفقوا بتلك الصورة، منذ عرفوا انفسهم عربا، وذلك بفضل سياط البيت الابيض.
8- حركات الربيع/ الخريف العربي/ العبري ابتداء من تونس الى مصر واليمن والاردن وليبيا والبحرين وشرق السعودية الى سوريا، التي كشفت عن مشروع خلع انظمة وطنية قومية، وتسليم الحكم لجماعات يمينية دينية واخوانية، حسب صفقة سرية مع واشنطن، افتضحت في حكم محمد مرسي [2012- 2013م]، ومشروع تحويل سيناء مركزا لجماعات القاعدة المحصورة في العراق والمرفوضة من السعودية وافغانستان.
9- تفريج ازمة الاخوان والقاعدة بفتح النار ضد نظام دمشق [2012-2016م] وتناسل المليشيات المدعومة من اطراف اقليمية ودولية، يضرب بعضها بعضا، بما شل قبضة النظام في البلاد واحال نصف المدن السورية الى خرائب ومدن اشباح، مع تفريغ البلاد من قدراتها البشرية والاقتصادية ووحدتها المجتمعية. فضلا عن فتح الباب امام مخطط تقسيم البلاد طائفيا وعرقيا، وذلك على مسودة المشروع الاميركي الاسرائيلي في العراق.
10- الاثر الاخر لفضيحة الاخوان الاميركية، هو ظهور داعش: [دولة اسلامية في العراق وسوريا]، التي ظهرت للوجود في (يونيو 2013م) في الذكرى السنوية الاولى لخلع مرسي الاخواني من عرش مصر. وقد تخذت داعش من مركز محافظة نينوى شمالي العراق عاصمة لها، وامتدت غربا نحو الرقة وحلب السورية، وشملت امارتها نصف مساحة سورية وثلثي اراضي العراق للفترة [يونيو 2013- يونيو 2017م] وهي المنظقة المشمولة بمشروع سايكس بيكو الذي فضحته قيادة الثورة السوفيتية عام (1917م).

القواسم الرئيسية المشتركة..
1- مركزية العامل الخارجي/ الاستعماري ممثلا بالاستعمار البريطاني وخلفه الاستعمار الاميركي. وبما يمثلانه من تواصلية النفوذ الاستعماري الغربي وما زرعه من انظمة وعوائل حاكمة، سيما في المشرق العربي المطل على خطوط المواصلات الدولية وحقول النفط الخام. وما زال النفوذ الاستعماري يبذل جهوده لاستمرار سيطرته وتوسيعها في المنطقة، واخماد أي محاولة تهدد مصالحه او مستقبلها، سياسيا وعسكريا واقتصاديا، وليس اخيرا، في المجال الثقافي ومسخ مناهج التعليم والاعلام والدين، والتغيرات السوريالية في مجال الميديا وسياسات النشر وتجريف الاجيال والرموز لصالح رموزه المنحرفة والجديدة.
2- اعتماد اللاعب/ المخطط الغربي على لاعبين محليين لتنفيذ برامجه سواء كانت ازمات او حروب او مشاريع اقتصادية. وفي هاته الحالة، تجد الانظمة الرجعية اليمينية تقود الصراع ضد أي طرف مناوئ للمحور الاستعماري [عبد الناصر، القذافي، صدام].
3- الازمات والحروب هي في الغالب بين انظمة واحزاب، ولا صلة لها بالشعوب والمجتمعات التي تكون ضحية لتلك الازمات، وحملات التجييش والتحريض والموت بالنيابة.
4- منذ ثلاثينيات القرن العشرين لعب النظام السعودي دور الحليف الانكلوميركي في المنطقة العربية، وساهم في قيادة وتمرير مشاريع الفتنة والتفرقة والاستعداء ضد بلدان الجوار العربي [مصر فاروق وعبد الناصر، سوريا الاسد في عهدي الاب والابن، لبنان منذ الخمسينيات، غزوات قبلية وتجاوز حدود ضد المملكة الهاشمية في كل من العراق والاردن، ليبيا القذافي، عراق صدام سيما بعد التسعينيات، السودان في مختلف عهودها]. ويكاد لا يكون ثمة خراب في بلاد العرب لم يشارك فيه ال سعود في دور رئيس او ثانوي، سرا او علنا. وهذا يستدعي سؤالا عن اهداف هذا النظام او مغزى وجوده. وكيفية التوفيق بين دوره التخريبي ومزاعمه لقيادة الامة العربية والاسلامية؟.. هل مجرد السيطرة على الحجاز بطريقة مراوغة عام (1926م)، مبرر لتلك الزعامة المزعومة المدعومة من العدو الاكبر للعرب والاسلام والسلام العالمي؟. ام مجرد السيطرة على باطن شبه الجزيرة وترويض البدو، مبرر كاف لادعاء الزعامة، فالسودان والجزائر اكبر مساحة من السعودية، ومصر والعراق وسوريا هي الاكثر قوة عسكرية واقتصادية وتقدما حضاريا وسياسيا على مدى الزمن. وحالة الضعف الطارئة لن تستمر ولا يستمر أي خطأ رسمته الحماقات الاستعمارية وهي في عنق ازماتها المنغلقة ونزعها الاخير.
خلاصة الجهد التخريبي..
العرب مجموعة قومية ثقافية مستقرة في ارضها منذ الاف السنين، ولها سجل حضاري وانساني وسياسي عريق، تم تمزيقهم الى دويلات على يد الانجليز والفرنجة في سايكس بيكو، الذين عملوا على ترويض زعامات محلية تابعة لهم، وتدعيمها بدويلات وحكومات مع الزمن. وقد انسحب النفوذ الفرنسي من المنطقة مع نهاية الحرب العالمية الثانية، بينما اصر الانكليز على التمرحل وتحويل الانتداب الى اتفاقيات ستراتيجية وتبعية اقتصادية وسياسية ومحميات عسكرية حتى اليوم، سيما في الخليج وشرق المتوسط.
وعلى مدى القرن العشرين، لم يكن بلدان عربيان متجاوران على ودّ واتفاق. ولم يمر عقد من السني بغير ازمة اقليمية. وقد انعكست اثار تلك السياسات الاستعمارية والرجعية على الجماهير العربية وقواها السياسية ونخبها الثقافية التي تكتلت وتخندقت وراء هذا الفريق ضد ذاك، في اثر قراءات عمياء وغياب صوت العقل الحر والمستقل.
ولا غرابة ان يثبت شلل الجماهير العربية وغيابها السياسي الايجابي على مدى احداث القرن العشرين. والقراءة التي افرزتها ما سمي بانتفاضات ربيع عربي، اثبتت غياب الطليعة والنخبة والقيادة بل الزعيم والقائد والكارزما، مما فسح المجال للجماعات اليمينية والرجعية المحلية بل السفارات الاجنبية لتدعيم وكلائها وسرقة ثمار الانتفاضات. فكان ما بعدها اتعس مما قبلها، وزاد استحكام الامبريالية الاميركية وادواتها على مقاليد بلدان الانتفاضة [تونس، مصر، ليبيا، السودان، العراق].
في القرن العشرين كان هدف الاستعمار تدمير التجارب السياسية والنهضوية الرائدة، اما اليوم فالهدف هو تدمير الانسان العربي والشخصية الاجتماعية العربية والبناء النفسي للانسان الفرد، وتحويل جماهير مجتمعات الشرق الاوسط، الى قطيع جائع اعمى، لاخث وراء منتجات الثقافة والسياسة والحماية الاميركية. وللاسف، نجحت بامتياز، وباقل تكلفة. ولا يكاد اليوم يصدر صوت او رأي جاد وعميق وحقيقي، لبناء موقف وثقافة في مواجهة المشروع الاستعماري الذي تم تغليفه بمسيات العولمة والنظام العالمي الجديد والدمقراطية والانفتاح وحرية السوق وحقوق الانسان وتصفية الدكتاتورية. واليوم، اذ يتهرب كثيرون من متابعة الاخبار اليومية، ويتوحدون داخل قواقعهم الفردية او شللهم الطائفية والحزبية والعائلية الضيقة، في ظل سيادة سموم الفردية والانانية والطمع والجشع وشرعنة السلب والتزوير، داخل كيان العائلة والجماعة، انعدمت اواصر المصلحة العامة وقيم الكرامة الوطنية والنزاهة الاخلاقية وسمو ضمير الفرد. بل تراجع فكرة المعارضة والاحتجاج السياسي والثقافي، الشخصي والوطني والانساني، ضد مشاريع لدمار والاستغلال والكذب العالمي. وفيما كانت شعارات الثورة العالمية وصور جيفارا ولاهوت التحرير والاممية الاشتراكية تجتذب الكثيرين، انتشرت صور الاعلام الاميركية والاميركان ستايل والثقافة الامبريالية ومنتجات الاستشراق. وانشقت الاديانات على نفسها، لصالح ظهور اجنحة يمينية وديانات راسمالية امبريالية، تقوم على الفردية والانانية الضيقة والنزعات المادية والاستهلاكية، وازدراء المخالفين.
اللعبة لا تخص بلد او دكتاتور، ولا فقرة في ميثاق حقوق الانسان والحريات العامة، انما استخدام كل شيء في خدمة الامبريلية والمركزية الغربية، حتى لو اضطرها الى تدمير العالم وتحويل المجتمعات الى قطعان عبيد ومستنقعات استهلاكية غبية. والجزء الاول من المشروع المختص بالمنطقة العربية تم بنجاح وبايدي عربية محلية. وما زال العرب يقتتلون ويدمرون بعضهم خدمة لشياطينهم وتملق العدو الاجنبي، نهجا على ارث الغساسنة والمناذرة، والعقلية السياسية العربية لا تتطور ولا تتغير. واذا جرؤ احد على التطور تحاصره السيوف والدسائس كما مرّ معنا، وكما يجري ضد القيادة القطرية.

امارة على حجارة.. وزعامة بلا دعامة..
لقد انتهى القرن العشرون، صعدت خلاله امم وانظمة، وانحطت امم وانظمة وأحزاب، ولم يتغير واقع العرب او يتطور، بفعل التناحرات والتعديات العربية العربية، بلدانيا وقبليا وطائفيا. ومع انحلال وانحطاط البلدان الحضارية الرائدة [مصر، العراق، الشام] خلى الجو للجماعات الخليجية وما يدعى مجلس التعاون الخليجي. وبدل تنكب مسؤولية القيادة وجمع البيت العربي، تبرز عقدة الزعامة والاخ الاكبر [big brother] لتدمير القليل المتبقي من احتمالات الوحدة والسلام العربي/ الخليجي.
الزعامة شرف ومسؤولية واهلية، وهي ضرورة ومطلوبة عربيا.. ولكن باستحقاقها الصحيح وامتلاك عناصرها، وليس بطريق العفرتة والفهلوة وخدمة الاملاءات الاستعمارية، في زمن، اختفت فيه ظاهرة الاستعمار والعبودية، خارج العقدة العربية الاسلامية.
لقد ناوأت السعودية الزعامة المصرية وكادت لعبد الناصر ومن بعده نصبت فخاخها للقذافي وصدام. فما هي بدائلها الافضلية لاستحلال زعامة حرمتها على سواها. ولعل هذا هو محور عقدة النظام السعودي مع القيادة القطرية. هل وضع عراق اليوم يسعد النظام السعودي ام وضع ليبيا، ام هي مجرد ثأر شخصي وعقدة غير وحسد.
الحوت السعودي وفرائس الامارات..
عندما انشأ الشيخ زايد مشروع دولة الامارات المتحدة، اراد توحيد المجتمع الخليجي وامكانياته الاقتصادية، في عالم تتحكم به الامبراطوريات والكارتلات والجيوش الامبريالية، ولكنه كان ايضا يتحرز من جيرانه غير المؤتمنين: السعودية وايران. ولقي موضوع انضمام السعودية لمجلس التعاون الخليجي اعتراضات ومخاوف في محلها، خشية استئساد ال سعود بقرارات المجلس وتجييره لصالحهم. وقد صبرت على مضض، رغم دورها المؤثر في سياسة المجلس. وعقب وفاة زايد، وغياب العراق وتغيرات الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، ظهرت اطماع الزعامة المطلقة للسطح، وكانت قيادة الامارات اول من اذعن، في المشاورات والمشاركات العسكرية ضد البحرين واليمن وبشكل غير معلن في العراق وسوريا. وقد ترتب على فقدان مجلس التعاون الخليجي لاستقلاليته، تفكك اعضائه، وانحياز بعضهم لعقد اتفاقيات ستراتيجية مع ايران وغيرها. ويبدو ان قيادة ابي ظبي صدقت بقدرة القوة العسكرية على تقريبها من اهدافها كما استدلت لذلك في اليمن وسوريا مثلا. فاستمرت في تحالفها العسكري مع الرياض، لتهديد قطر، التي لا تغرد في سرب ابي ظبي والرياض.
كثيرون بالمناسبة امتدحوا حكمة الامارات، امتدحوا بناء مدن ومزارع على رمال الصحراء. فاتهم انها مجمعات صناعية بنتها شركات اجنبية. وما يحدث اليوم، من عودة النزاعات القبلية على المشيخة والزعامة، يثبت ان البداوة ما زالت هي هي، لم تمس ولم تتغير. وان البدوي ليس له غير ذاته وانانيته –هذا هو صلب الثقافة الامبريالية الاميركية/ الفردية والانانية وازدراء الاخرين-. اما القيم الوطنية والقومية والمصالحة العامة، والامن الستراتيجي القومي، فلا مكان له في عقلية الصحراء.

كتارا..
قطر بلد صغير، اصغر بكثير من معظم المحافظات/ الاقاليم السعودية، وهو ما ينطبق على عد السكان والامكانات الاقتصادية. ولكن قطر استطاعت التميز اقليميا وعالميا ببناء ثاني اكبر امبراطورية اعلامية عالمية، وتبث بمحتلف اللغات، تعبيرا عن وجهة النظر القطرية. وهو أمر تمارسه بلدان وانظمة اخرى بحسب امكانياتها الالامية، ولا احد يجرؤ على اعتراضها او حماية نفسها من اتهامات الاعلام الغربي وتقاريره ضد بلدان اخرى، منها السعودية نفسها. فلماذا استعداء قطر الشقيقة عربيا، وعضو مجلس التعاون الخليجي ودرع الخليج والجزيرة العربية؟.
امكانيات السعودية المالية والاقتصادية متقدمة عالميا، وي اكبر مما لدولة قطر. ولكن عقلية القيادة والاادارة القطرية ورؤيتها السياسية هي المتميزة عربيا، وهي الغائبة سعوديا، بارادتها وقرارها، وكان الاولى بها ان تتفكر في سبب جمودها الفكري وتراجعها الثقافي وضيق افقها السياسي والديني. وليس لقطر يد في حالة النظام السعودي التابع كليا لموظفي الادارة الاميركية منذ خمسينيات القرن الماضي، بحكم كونها الحليف الثاني لواشطن بعد لندن.
لقد استفادت قطر ومن قبلها الكويت من مظاهر التحديث والانفتاح الثقافي في بلدان الشمال العربي [مصر- الشام- العراق] ونجحت في بناء قاعدة ثقافية اعلامية ومجتمع مدني عصري، وكان اولى بالنظام السعودي الاستفادة من تلك الدروس، وليس تدمير جيرانه، ليبقى نفسه اكثر تفوقا على سواه. ولا ادري اذا كان السعودي يفرح او يفخر بما حصل للعراق وحياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، لتبدو افضل منه. بالتأكيد ليس هذا الموقف ولا الشعور العربي والمسلم الصائب. فالمسلم اخو المسلم، كالجسد اذا مرض عضو، تداعت له بقية الاعضاء بالسهر والحمى. هل حصل هذا تجاه الاخوة العربية والاسلامية في العراق وسوريا وليبيا؟. كيف نمتحن الاسلام الحق والدين الحق والاخوة الحقة، قبل ان تكون شهادة يصدرها البيت الابيض لمن يخضع له، كمرجعية اسلامية وعربية غير مسبوقة!.

السعودية والعراق..
كان اولى بالنظام السياسي العربي، الاستفادة من دروس ما حصل في العراق؟..
ان الخاسر الاكبر مما مشروع تدمير العراق وتفريغ ارادته الوطنية هو النظام السعودي والمجموعة الخليجية. ذلك ان هاه الاخيرة مهددة من النظام الايراني واطماعه الامبراطورية في الخليج، وهي في نفس الوقت عاجزة عن مواجهته عسكريا او مغالبته سياسيا واقتصاديا. وكان اولى لها [السعودية والامارات] وجود عراق قوي يكون عازلا بين المجموعة الخليجية وايران.
منذ سقوط العراق بدأت السعودية والامارات الاهتمام ببناء جيوشها واثحامها في معارك دونكيشوتية في بلدان مجاورة واخرى فقيرة مغلوبة على امرها، الى جانب قوات المارينز، لتسليحها بالخبرة القتالية. فهل تعتقد انها ستكون مؤهلة يوما، لمواجهة العسكرية الايرانية التي تعود خبراتها الحربية والقتالية لايام الاغريق والاسكندر المقدوني والرومان وبيزنطه.
المشكلة ان جيوش الولايات المتحدة وبريطانيا خائفة هي الاخرى من مواجهة ايران عسكريا، وقد خسرت كل محاولاتها لاختراق المجتمع والثقافة الايرانية، تلك التي نجحت فيها بامتياز في العراق مثلا، بضمنها امقاطعة الاقتصادية وتصفة المفاعل النووي وتدجين جماعات معارضة رخيصة.
وفي نفس الوقت، لا تريد الامبريالية الغربية من ترك النظام الايراني يتحداها على خريطة العالم، الى جانب كوريا الشمالية. فالدور الان، بعد غياب العراق، على النظام والجيش السعودي والاماراتي اللذين يمثل الاجانب والباكستانيون اغلبيته. فهي ليس جيشا وطنيا ولا عقائديا. وما زالت مصر ترفض وضع جيشها في خدمة مشاريع اقليمية ودولية.
تساوقا مع الاصلاحات الجزئية الاخيرة للقيادة السعودية، اعتقدت بوجود تطور نوعي، وخروج النظام السعودي على القوقعة التي صرم القرن العشرين داخلها. لتنفجر الفضيحة مباشرة مع اول زيارة لترامب الاميركي للرياض، ويقلب كل شيء على عقبه. ولا يخفي منه عدم ارتياح البيت الابيض لاداء الملك العجوز، مما استتبع تعيين امير شاب من الجيل الثالث لولاية العهد، مما يؤكد قرب نهاية سلمان في خضم تداعيات الازمة. وهو اجراء غير بعيد عن تقليد الطراز القطري، لبدء عصر الحكام الابناء، كما جرى اواخر التسعينيات في [سوريا، الاردن، المغرب].

اميركا وقطر..
قرار ترامب السعودي الثاني كان فتح النار على قطر. علما ان لقطر مركز ثقل في النظام الاميركي العالمي، وقد اختطفت قطر مركز القاعدة العسكرية الاميركية في الخليج، التي انتقلت من صحراء السعودية الى السيلية. لقد اراد ترامب مسح فضيحة الرعاية الاميركية لتنظيم داعش بعباءة قطر، وتحميلها مسؤولية استمرار التنظيم الارهابي. فرائحة الرعاية والاحتضان الاميركي للقاعدة واخواتها، تسربت لاوساط شعبية داخل الولايات المتحدة والرأي العام العالمي. ورغم ان شبكة [روسيا اليوم] باللغة الانجليزية، قد فضحت الامبريالية الغربية في مختلف ميادينها، مما حدا ببريطانيا غلق مكتبها لديها ومحاصرتها اوربيا، فأن شبكة اخبار الجزيرة، تشكل ضغطا متزايدا على الغرب، لمخالفته بعض وجهات النظر والرؤى الغربية في القضايا والسيناريوهات الدولية.
لقد انجزت الامبريالية الاميركية استحقاقاتها الاقتصادية، والعسكرية، والسياسية، وهي تكاد تطبق على مختلف مفاتيح ومفاصل الهيمنة الدولية. وقد نجح الانترنت في تزوير البرامج الثقافية وتوريد وترويج الثقافة الالكترونية المعتمدة في مناهج التعليم بكل مراحلها، فضلا عن مجالات التأليف والنشر، وبشكل يوحد الرؤية الثقافية والفكرية وقضي على تعديية الرؤى والمصادر والمدارس ووجهات النظر. وبقي الانتهاء من احتكار الاعلام العالمي وتقنية نشر الخبر والمعلومة دوليا. ولعل ترامب اول زعيم في البيت الابيض من خلفية امبراطورية الاعلام وتجارة الميديا. ومنذ اول اجتماعاته في البيت الابيض حتى اخر لقاء له مع بوتين، كان الاعلام والميديا واحتكارها هو محور الاهتمام والبحث. والطريف، ان البعبع العالمي والفك المفترس الوطواط الذي يحتل اطراف العالم عسكريا واقتصاديا والكترونيا، هو اكثر المتحدثين عن الامن والارهاب والسيكيورتي. وقد سبق توجيع ضربات وتهديدات الى شبكة الاعلام الروسية. واليوم لم يفت ترامب اعلان الحرب على شبكة اعلام الجزيرة المخالفة للخط الاميركي والمستفزة لحليفاتها، والمروجة لاخبار – حسب السبق الصحفي- لا تريدها بلدان اخرى ان تظهر مبكرا او بهذه الصورة. ليس لقطر جيش ولا مصالح اقتصادية تهدد بها الامبريالية وامن البيت الابيض، وانما لها انجح شبكة اعلام عالمية اقليمية، رغم انها لم تكن بعيدا في بداياتها عن الرؤية الغربية. فلماذا يريد ترامب تحجيم شبكة الجزيرة؟.. ان المتضرر من اعلام الجزيرة هي السعودية ومصر بالدرجة الاولى.
ويبدو ان خلاف ترامب الجمهوري مع ادارة اوباما ولوينسكي الدمقراطي، قد اعتصر قيحا بدويا في عروق ترامب، لاستخدام موضوع الاخوان والموقف السعودي منه، لتحريض ال سعود ضد قطر، وذلك بنفس طريقة تحريض المس غاسبي لصدام ضد الكويت. وتعليقا لما حدث!. كانت الادارة الاميركية بشخص بوشها اول مندد بالاعتداء العسكري العراقي على الكويت. ولولا تنديد بوش، لمرّ الغزو العراقي للكويت، على غرار غزو جيش علي عبدالله صالح لعدن الشيوعية، وغزو الجيش السوري للبنان بتغطية سعودية.

استعداء قطر ام فخ لال سعود..
استعداء ترامب للرياض ضد قطر، هو فخ سياسي عسكري، لن تخرج منه الرياض، على غرار الغزو العراقي للكويت، الا وهي جثة على الناقلات الاميركية التي ستراقب الموقف، وتنتظر من قاعدة السيلية التي استخدمتها واشنطن لضرب بغداد. الولايات المتحدة تقود حليفها القديم الى الحفرة/ المقبرة. وقد استغنت واشنطن عن الرياض في عام (2002م) ورشحت في مكانها التقارب مع ايران الذي تحقق في مشروع احتلال العراق.
وليس غائبا عن واشنطن، تمدد ايران في الحزام الشيعي حول شبه الجزيرة والهلال الشيعي الذي يتوغل في شمال افريقيا. ولاشك، وباجماع المنظرين والمحليين السياسيين، فأن ايران اكثر مصداقية وثقة وقدرة على ادارة الاقليم الامبراطورية، وضبطها امنيا واقتصاديا، وهي اقدر على المناورة السياسية والدبلوماسية التي انتهت بتحرير ايران من قبضة العقوبات الاميركية، الامر الذي لم يحرزه العراق من قبل.
صحيح ان ترامب يسعى لاحتكار الاعلام العالمي، سيما الذي يبث بلغات عالمية مفهومة في الغرب، ولكنه، يورط الرياض والامارات، لفقدان قواعدها العسكرية والسياسية، وجعل بلادها ارضا محروقة العراق نموذجا- امام التمدد الايراني.
فهل يترتب على التحريض الاميركي ضد قطر، اول تهديد اميركي بالتجاوزات السعودية التي تمادت بين سوريا واليمن والبحرين، بما يجعل منها، عنصر تهديد للامن الاقليمي والعالمي، وضرورة تصفية الحكم السعودي واستحلال نظام جديد، يقوم بتقسيم السعودية الى اربعة دويلات او امارات على نحو..
1- دولة القطيف شرقي نجد، باغلبية شيعية.
2- دولة الحجاز وامتدادها شمالا لحدود الاردن، قصرا لبني هاشم ورعاية الكعبة.
3- امارة نجدية يحكمها بنو تميم.
4- دولة جنوبي الحجاز وشمالي اليمن تمتد للربع الخالي.
وهكذا يتم تصفية أي حلم امبراطوري عربي او وجود دولة كبرى في منطقة الخليج، مما يضمن استمرار تبعية العرابيا للنفوذ الانكلوميركي قرنا اخر. ولعل هذا هو مغزى ترشيح ولي عهد شاب، لتحويل السلطة والنظام والمنطقة.

اميركا والحرب الثالثة..
الحرب العالمية الثالثة فكرة مطروحة منذ زمن غير قليل. وقد اعادها الاعلام البريطاني للظهور اثناء الانتخابات الاميركية الاخيرة، وكثيرون يرددون هنا، ان مشروع ترامب هو الحرب العالمية الثالثة. ولكن مكانها واطرافها غير معلنة، ويتفق الغرب على نزاهته من بلواها، وبالتالي، فهي حرب، وعالمية، وثالثة، نسبة للحربين الاوربيتين العالميتين، ولكن مكانها سيكون خارج القارة الاوربية، واسا هي المرشحة الاولى. والمصالح الغربية والعداوات والتهديدات الغربية مركزها ميعا في اسيا، واين من اسيا، في الخليج العربي وقلب اسيا.
منذ ايام ريغان وتاتشر اخذ التبشير المسيحي في الشرق نمطا جديدا ونشيطا، تضمن انشاء منظمات تبشير عالمية، تجمع الشباب الراغبين من مختلف انحاء العالم، يتم تدريبهم وتاهيلهم على مستويات عدة، بما فيها الدرجات الاكادمية العليا في اللاهوت، وتوزيعهم للاقامة وتعلم لغات والزواج وادارة مراكز في بلدان اسيوية وافريقية، ومنها بلدان اسلامية وشيوعية سابقة. وتمثل الصين وكوريا وامثالها صدارة تلك الساحات، اضافة الى الاردن وقبرص وتركيا والامارات ومصر.
المغزى من التبشير، ليس نشر الفضائل المسيحية، وانما تربية وتغذية طابور خامس موالي للسياسة والدعاية الاميركية التي تقود كل حملات ومنظمات التبشير حول العالم. ويشكل السماح بالتبشير وبناء الكنائس محور اتهامات حقوق الانسان في تقرير الخارجية الاميركية السنوية، الذي كانت الصين تتكرر فيه سنويا حتى عهد قريب.
اعلن النظام السعودي العالم الماضي السماح ببناء كنائس داخل السعودية، اجراء دعائيا لمواجهة الانتقادات الموجهة لها، وصمت واشنطن على حليفتها، بينما تضخم تفاصيل غيرها. في المقابل، تنظر ايران للمسيحية والمتحولين الهيها نظرة اكثر رقيا، ويقوم عديد الايرانيين والايرانيات المتحولات للمسيحية بزيارات لايران والعودة للغرب، مما يثبط ورقة التهديد والضغط الغربية ضد طهران.
الدين هو افضل محور ساخن للحرب الجديدة، وستكون حرب الحق ضد الباطل، كما وصفها ترامب النبي نصا. واعلن عنها سلفه الجمهوري بوش النبي الانجيلي بائتلاف الخير ضد محور الشر. و[من هو ليس معنا فهو ضدّنا].
اعلان ترامب في زيارته للسعودية واسرائيل [الاسلام واليهودية] لم يكن بريئا، فلا ينبغي ان تكون بين دين ودين. انما هي حق ضد باطل. خير ضد الشر، مما يجعل المعيارية النسبية والانتقائية بحسب الهوى الاميركي. وطالما تمثل السعودية راس الحربة في الحرب المقبلة، فلا يمكن ان تكون اسرائيل او مطعم اسرائيلي مستهدفة خلالها. وبالتأكيد لن تحارب السعودية ضد كوريا الشيوعية، وانما ضد عدوها التاريخي المزعوم، [ايران].
واذا ساندت روسيا والصين ايران، فالقوات البرطانية والاميركية، التي يشكل المسلمون والاجانب الافارقة نسبة واضحة من قطعانها، سوف تنتظر تلك اللحظة.
كل هاته سيناريوهات هوليودية على طريقة الخيال الانجيلي المريض، وكل ما يحصل، اذا حصل تصعيد عسكري خليجي، هو سقوط الانظمة الخليجية بالجملة، كما حصل مع العراق وسوريا ولبنان، واستحلال النظام الايراني الفراغ السياسي والعسكري التالي للتناحرات البينية.

اميركا وايران..
كثير من العراقيين احتاروا في استجدلء جواب حول كيفية ترك الولايات المتحدة ايران تحتل العراق وتتحكم بسياسته واقتصاده واجتماعه وثقافته وعسكره ومليشياته. والبعض اعتبرها غلطة او غباء من جانب الغرب، او ذكاء من جانب ايران. لكن الاستراتيجية الغربية في البحث او الانحياز للقوي عند العجز عن هزيمته لا يرد في حسبان البعض.
لقد عمدت بيزنطه مرارا الى مهادنة ايران قديما، ومنذ ولادة الجمهورية الاسلامية في تايران، لم يحرز الغرب نصرا واحدا ولو ضئيلا ضد النظام الايراني. كما فشلت العقوبات الاقتصادية في اتيان ثمارها، ورفض المجتمع الغربي – قبل العالمي- الانصياع لاجراء عقوبات اقتصادية ضد ايران. وهو امر لم يحصل مع العراق، وكان اشقائه العرب اول الخونة والمنشقين عليه.
لقد وافق الاميركان على منح الارض لايران، ومنحها الخلافة الاسلامية المقبلة، بعد ان تولاها العرب والترك من قبل. وسوف يشكل هذا التصعيد الاخير، ورقة خاسرة اخيرة لتفليش العالم العربي والاسلام السني، وتتويج السياسة والعقلية والدبلوماية الايرانية، سيدة للمنطقة.
وقد سق لاميركا كسر كبريا اردوغان، وتوجيه انظاره للداخل، في محالة مبكرة سابقة، ولا تحلم مصر السيسي بأي دور اقليمي، وبينما تحلق الرياض مع احلامها واوهامها، فهي تقترب من نهاية الحلم او الوهم، وتضع نهاية مناسبة، ليس للوهابية، ولا الاسلام، ليس للقاعدة ولا للاخوان المسلمين، وانما لنفسها. وهكذا تبدأ خريطة جديدة لشرق المتوسط ومنطقة الخليج التي يشكل الشيعة والايرانيون اغلبية فيها.
اذا ارادت الامبريالية استمرار نفوذها في الشرق بغير وجع رأس، فانها تميل للتحالف مع النظام الايراني بدل النظام السعودي الذي فشل في احكام سيطرته، ويواجه رفضا سياسيا وشعبيا اقليميا ومحليا. ومع الشيعة وايران، سوف تغيب الوهابية والسلفية والعنف السياسي ولغة السيوف وقطع الاعناق وكل مساسل الارهاب الذي خرج قام عليها النظام السعودي وحانت نهايتهما معا.
وأه على امة، يفترس بعضها بعضا..
عبيد للاجانب هم ولكن، على ابناء جلدتهم اسودُ
هذا.. والسلام على من تواضع واتعظ!.
العاشر من يوليو 2017م
ـــــــــــــــــــــــــــ
* (حرب الاغبياء): تعبير استخدمه بيغن رئيس وزراء اسرائيل في الثمانينيات في وصف صراع الاستنزاف العسكري بين اقوى واعرق بلدين في شرق المتوسط يومذاك، والنتيجة كما هي واضحة اليوم.
* الغاية من الموضوع، ان يفتكر ذوو الالباب في المصالح الستراتيجية العامة للامة والمنطقة، وتجاوز الانانيات وامراض التشرذم واللهاث وراء الاجنبي. من اجل امارة او كيس مال او مركز عار!. الناس يرون الاعمى، والاعمى لا يرى.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصدقاء ما بعد الحداثة.. [2]
- اصدقاء ما بعد الحداثة..!
- دامداماران [26] الاسلام.. الردّ.. الخلاصة..
- دامداماران [25] المانوية [Manichæism]..
- دامداماران [24] النصرانية [Nasiritic]..
- دامدارماران [23] يهودية مشيحانية..
- دامداماران [22] يهودية وظيفية
- دامداماران [21] يهودية عربية..
- دامداماران [20] يهودية عازرية ..
- دامداماران [19] يسرييل.. يزرعيل: حقل الدم..
- دامداماران [18] يوسفية موسوية..
- دامداماران [17] كنعانية يسرايلية..
- دامداماران [16] عبرانية براهمية
- دامداران [15] مجوسية زرادشتية..
- دامداماران [14] الصابئة المندائية
- دامداماران [13] الحنيفية
- دامداماران [12] في علم اجتماع الدين- 2
- دامداماران [11] اوثان واصنام..
- دامداماران [10] طمطمية عربية..
- دامداماران [9] ملائكة وشياطين


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وديع العبيدي - استعداء قطر.. خطوة اخرى في سيناريو دمار العرب والمنطقة..