أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - مع بغداد كل الطرق تؤدي الى الافتراق














المزيد.....

مع بغداد كل الطرق تؤدي الى الافتراق


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5598 - 2017 / 8 / 1 - 02:09
المحور: القضية الكردية
    


لست هنا بصدد استعراض علاقة الكرد المأساوية بالدولة العراقية ، يكفي القول ان اصرار بريطانيا على ضم كردستان الجنوبية الى المملكة التي احدثتها للملك فيصل الاول كان بسبب خشية الملك من الكثافة العددية للعرب الشيعة، ورغبة منه في ايجاد نوع من التوازن بين الشيعة والسنة باعتبار الكرد في اغلبيتهم من السنة .
هذه الدولة المستحدثة لم تمتلك يوما ما مقومات النجاح ، وظلت شعوبها غير متجانسة وتسود علاقاتها صراعات عرقية ومذهبية دامية في كثير من الاحيان.
بالنسبة للكرد لم يجر التعامل معهم كمواطنين لا من قبل الحكومات العراقية ولا من قبل القوى السياسية العربية وبمختلف اتجاهاتها ، القومية والاسلامية والعلمانية ، كان الكرد مطالبون دائما بتأدية واجبات المواطنة دون ان تشملهم حقوق المواطن . وحيثما تحدث الكرد عن حقوقهم ، كانت الحكومات العراقية تلصق بهم تهم الخيانة والعمالة وما يتبع ذلك من شرعنة ممارسة العنف والاضطهاد ضدهم ، وبلغ قسوة الحكومات العراقية وكرهها للكرد ان استخدمت اسلحة الدمار الشامل ضد المدنيين منهم بما فيهم الاطفال والنساء ، ومن نجى منهم جرى دفنهم احياء في الصحاري العربية الملتهبة . ورافق كل ذلك مصادرة اراض الكرد وممتلكاتهم واسكان العرب لتغيير الطابع الديموغرافي ، والغريب ان قلة من العرب رفضوا التوطين في الاراضي الكردية ، الاغرب من ذلك ان القوى السياسية العربية وحتى تلك التي كانت تعارض الحكومات العراقية كانت تتفق معها على اضطهاد الكرد، وحتى الشروع في ابادتهم ، الاكثر غرابة من كل ذلك ان اغلب العشائر العربية وما يطلق عليهم المثقفون والفنانون والادباء اي طبقة النخبة لم تعترض جديا على محو الكرد وازالتهم من الوجود وما سمي (تطهير الشمال الحبيب من الخونة ) ، حتى علماء الدين من الشيعة والسنة في العراق العربي لم يسمع منهم اعتراضا حاسما على عمليات الابادة المبرمجة الا في حالات خجولة نادرة . ما يقال عن امتناع المرحوم محسن الحكيم اصدار فتوى باحلال دماء الكرد لا دلائل ثبوتية حتى الان .
في العراق الجديد ، ونقصد به عراق ما بعد سقوط حزب البعث ، حاول الكرد تجاهل آلامهم والكوارث التي حلت بهم ، وانخرطوا في العملية السياسية وشاركوا في بناء دولة جديدة وفي صياغة دستور جديد ، كما قاتلوا بشراسة الموجة الداعشية المتوحشة دفاعا عن وطنهم وعن العراق ايضا .
لكن ومع مرور الوقت تبين ان العراق هو العراق القديم نفسه ، وان حكامه الجدد لايختلفون في النظر الى حقوق الكرد عن غيرهم ، ويستكثرؤن على الكرد حق المواطنة ، وتبين ان حالة التعامل السلبى والعدائي مع الكرد لاتختلف باختلاف الحكام سنة كانوا او شيعة ، بل يقتنع الكثيرون ان صدام نفسه لم يكن يفعل مع الكرد ما فعله حكام الشيعة من مصادرة رواتب الموظفين وقطع ميزانية الخدمات واموال الارامل واليتامى بحجة اختلافاتهم مع قيادة حكومة كردستان او الاحزاب السياسية الكردية , وعلى طول عهد صدام لم يسمع احد ان المواطن الكردي في بغداد مهدد بالقتل لمجرد هويته . اما في ظل الحكم الشيعي، وهو يكاد يتهاوى من الضعف، فألكردي ليس مهددا فحسب انما يجري قتله فعلا . فما تضن لو كان يمتلك قدرات صدام وحكم البعث ؟ اين يكمن الفرق بين حزب الدعوة الشيعي وحزب البعث بالنسبة لطموحات الكرد في التعامل معهم كمواطنين عراقيين ؟
يقول البعض ان ما يجري من اظهار العداء للشعب الكردي وقطع الارزاق والدواء عنه سياسة شيعية مبرمجة لدفع كردستان للانفصال وما ينجم عن ذلك من غلبة الطائفة الشيعية على ما يتبقى من العراق والسير به الى حكم ولاية الفقيه .
مهما كانت السياسة الشيعية او السنية وكيف يتم توصيفها او تحليلها وتفسيرها لم نعد نفكر بها مقدار قشة ، بعد ان اقتنع شعب كردستان اليوم ان تجربة ما يقارب المائة عام مع عرب العراق كانت تجربة فيها من المرارة ما يشبه الحنظل ، وان كل السبل للبقاء في دولة اجبر على الانضمام اليها عند تكوينها قد نفذت ، وان لا طريق يوحدنا في السير معا . يؤسفني القول ان العقلية العربية الحاكمة في العراق ، عقلية هاوية للتسلط والقمع والاكراه ولا تجيد التعامل مع عناصر غير عربية ، انها عقلية مستكبرة وجامدة لا تقبل النقاش ولا الاختلاف ولا التنوع ، عقلية القبيلة التي تحرم الماء والكلاْ عن جارتها .
ما يقال عن تجربة الحكم في كردستان واخطاء الحكومة الكردية في عدد من المجالات وعدم نجاح سياستها الاقتصادية وتشرذم القوى السياسية ، وما ينجم عن الاستقلال من مشاكل وصعوبات وربما تضحيات، فهذه مواضيع اخرى لا تخفي حقيقة ان دولة كردستان ضرورة لحياة الكرد كالماء والهواء، وحق مشروع لا رجعة عنه طالما اصبح الشعب الكردي يمتلك شعورا ان دولة العراق لم تعد تعنيه.



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوات التركية لن تخرج بأنذار ولا بحرب
- الجنرال السامرائي ... حسنا عرفناك عدوا
- السيد العبادي .. اعيدوا الابتسامة للشعب
- ايران تعادي البارزاني .. ايران تناصر البارزاني
- الاتفاق النووي - معادلات شرق اوسطية جديدة
- من يصدّ العاصفة عن اقليم كردستان ؟
- كوبانى ..في مائة يوم اسقطت اكذوبة استمرت لمائة عام
- اخشى ان يكون الحرس الوطني نسخة اخرى من داعش
- نعم اعتذر وباصرار
- للتشويش على انتصارات البيشمركة.. المالكي يعود الى عربدته
- سعدي يوسف ...
- الى الوراء درّ ، من اعطى هذا الايعاز لداعش
- عذرا سميح قاسم
- من يشنق المالكي في العيد القادم ؟
- كردستان على مرمى النيران ومن واجب الجميع الدفاع عنها
- صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم
- الحكومة الاتحادية ستخسر القضية امام محكمة تكساس
- تمزّق العراق والسلاح الروسي لن يجديه نفعا
- آغاى نجاح محمد علي : التضليل لن يفيد سيّدك المالكي
- دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد


المزيد.....




- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...
- تقاذف الاتهامات في إسرائيل يبلغ مستوى غير معهود والأسرى وعمل ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - مع بغداد كل الطرق تؤدي الى الافتراق