أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند الصباح - معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع














المزيد.....

معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع


مهند الصباح

الحوار المتمدن-العدد: 5596 - 2017 / 7 / 30 - 15:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


مهند الصباح:
معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع

الانتصار الذي حققه المقدسيون على مدار أربعة عشر يوما من اعتصامهم أمام بوابات الحرم القدسي، يستوجب التوقف عنده قليلا، بل لا بد من الوقوف عنده كي نقرأ ما بين السطور.
كانت الصفة السائدة للمشاركين في الحراك والرباط هم من فئة الشباب المقدسي من كلا الجنسين. هذه هي المرّة الأولى التي يخوضون فيها معركة جماعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، في ظاهرها معركة على الأبواب، إلا أنّ ما في باطن الأمور هو الأهم، هذا الجيل الشبابي الذي أثبت حضوره في ليالي الاعتصام، تعرض منذ نعومة أظفاره إلى شتى أنواع السياسات الهادفة إلى تجهليه وحرمانه من امكانية بلوغه مستقبله الوردي المنشود، أُغرق بمستنقع المخدرات، وشُجّع على ارتكاب الجريمة بكل أصنافها، وهدفت أيضا إلى إلحاقه بالثقافة العبرية ليس ليكون عضوا فعالا بها، وإنما كي يتذيّل لثقافة المحتلين، الأمر الذي يؤدي إلى خلق صراع ذاتي في تركيبة الشخصية لديهم، ويجعلهم يطرحون الأسئلة القاتلة للذات حول هويتهم وانتمائهم.
هناك شيء ما جمع بين من تربطه علاقة إيمانية مع المسجد الأقصى، وبين من كانوا على النقيض تماما. مما يدلل على أنّ معركة الأبواب لم تكن بالنسبة لجميع من شارك فيها معركة دينية، بل تعدت ذلك إلى ما هو أبعد. الأبعد المستهدف هو نشوء جيل قادر على التحدي والصمود أمام مخططات محو الذاكرة والذوبان في ثقافة لا تمت بصلة لجذوره، وربما انتبه الساسة في دائرة القرار الإسرائيلي لذلك، فحرصوا كل الحرص على كسر حربة المستقبل، وتلاشي بريق الأمل بالمقدرة والاستطاعة لدى السواد الأعظم للمعتصمين، وقد فشلوا بذلك أمام الروح الشبابية المتواجدة في مجتمع وفّر لها روافد الاستمرار والصمود، ويوما تلو يوم كانت الأعداد في تزايد ملفت للأنظار، فجعلت أصحاب القرار الإسرائيلي يصعدون إلى قمّة الشجرة، ولا يدرون كيف ينزلون من علوها، وبدأوا بالتراجع عن قراراتهم مرّة تلو المرّة حيث تراجعوا خلال أربعة عشر يوما عن أربع قرارات، وهذا أمر غير مألوف في سياساتهم وقد يكون غير مسبوق.
إذن المعركة كانت معركة جيل كامل يعيش بين أسنان ماكينة الطحن للمنظومة الأمنية والاقتصادية والثقافية الإسرائيلية. هذا الجيل هم الشباب، هم من سيشكل ملامح المجتمع المقدسي بعد عدة سنوات وربما لعشرات السنوات القادمة. لذا كان لا بد من الانتصار – حتى لو جزئيا- وكانت خطورة التنازل عن قائمته المطلبية برفض إجراءات الاحتلال ستؤدي إلى هزيمته في أول معركة جماعية له، وتولّد لديه شعور الانكسار وعدم الجدوى من حراكه المستمر على مدار أسبوعين، وبالتالي قتل الرغبة والإرادة لديه في الصمود والتحدي بمفهومها الوحدوي والشمولي في المستقبل. نجحت الاحتجاجات بالحصول على مطالبها، وسنرى سرعة النشوء والتطور المطلبية لدى الشباب المقدسي، بحيث سيتم الانتقال من نضال جزئي إلى آخر على منهج المرحلية والتراكمية.
مع عدم اغفال الالتفاف الجماهيري لمختلف الأعمار، ودور الهيئات الدينية والجماهيرية التي غذّتها العاطفة الدينية، التي تعتبر خطا أحمر لا يمكن تجاوزه، فالأقصى جزء من العقيدة.
30-7-2017



#مهند_الصباح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجارة الدمينو الفلسطينية
- الصمت الرسمي الفلسطيني من أزمة الخليج.
- قطع العلاقات مع دولة قطر...
- قراءة في رواية الحنين إلى المستقبل
- قراءة في رواية مسك الكفاية
- أربع رسائل في سرديّة - أيلول الأسود -


المزيد.....




- خامنئي يؤكد رفض إيران -الإذعان- للولايات المتحدة داعيا إلى ت ...
- إسرائيل تقصف مدينة غزة وسكانها يستعدون لهجوم وشيك.. إليكم آخ ...
- غرق 3 شقيقات صغيرات وإنقاذ العشرات من قارب يقل مهاجرين لإيطا ...
- كارثة إنشائية بالصين.. مقتل 12 عاملا جراء سقوط جسر ضخم فوق ا ...
- كاتب إسرائيلي يحذر من تداعيات -تسونامي الاستيطان الصامت- بال ...
- كاتس يتوعدها.. تعرف على مخيمات الضفة الغربية
- أوكرانيا تعلن استعادة قرى في دونتسك وروسيا تحدد شروطها للسلا ...
- قمّة ألاسكا: صراع وتحالفات جديدة من أجل إعادة اقتسام العالم ...
- فلترفع الامبريالية الأمريكية يدها عن فنزويلا وشعبها
- سائق شاحنة ينعطف بطريقة مخالفة ويتسبب بحادث مميت.. شاهد لحظة ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند الصباح - معركة الأربعة عشر يوما والالتفاف الجماهيري الواسع