أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا نمر-زعاترة - الاحتلال أصل الاختلال ولكن...














المزيد.....

الاحتلال أصل الاختلال ولكن...


هويدا نمر-زعاترة

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يكون احتلالٌ تكون مقاومةٌ. الواقع تحت الاحتلال يختار طرقه لرفض الاحتلال ومقاومتة، أو يُدفع اليها دفعًا بفعل ضغط الاحتلال وقمعه.
و حتما فإنّ الشعب الفلسطيني ليس استثناء وليس من المفترض أن يكون! وككلّ شعب حيّ ينتفض، أمام ما يواجه من إساءات وظلم، فيخرج بشبابه وشابّاته ويتحرّك برجاله ونسائه كي يدافع عن حقّه في الحياة والكرامة. لكنّ المؤسف في واقع الأـمر أنّه تُرك وحيدًا، فلا عالَم عربيّ يقف جناحَ دفاعٍ خلفه، فهو بذاته يعاني بين مطرقة اﻷنظمة وسدّان التطرّف ويواجه التفكّك والضياع، ولا سلطة قوية مستقلّة تآزره وتشدّ من عوده وتكون له العنوان، ولا قيادة سياسية تخطّط وتقود. لقد تُرك للأنبياء الكَذَبةِ... للذين يلعبون بفتيل الدين ويوظّفونه للوصول إلى غاياتهم وتحقيق أجنداتهم المرتبطة بدول ومراكز قوًى خارجية والذين لا يرون المركز في الوطن والإنسان.

وفي هذا السياق، يحضرني الفيديو الذي شاهدته لشخص بهيئة شيخ متأسلم، يلقي وعظته محصيا أعداد حور العين التي تعد الجنّة بها الشهداء وخاصّة من يستشهد في يوم الرباط! فيسترسل في الشرح والترغيب بفتح الشهيّة بما يلذّ ويطيب في الجنّة من خمور وحور عين... ولمن؟! لأطفال في مخيّم صيفيّ! أطفال في سنّ البراءة حيث ربّما لا يتعدّى معدّل أعمارهم السابعة! وهكذا يتشوّه وعي من سيكونون أعمدة المستقبل. هكذا تغتصب طفولتهم وتنتهك احتمالات شبوبيتهم فتتشكّل لتلائم أفقًا ضيّقًا ونظرة مشوّهة للقيم، للحياة، للطموحات وللدين ذاته، حيت تُنقض زبدة الدين حين يختصر بملهىً، تحت رعاية وضمان ربّ متخيّل وملائكته!

وفي الناحيه الأخرى من الخارطة، وخلف الغشاء شبه النفّاذ للخطّ الوهميّ اﻷخضر، الذي ﻻ تتمكّن كلّ كميات اﻹسمنت المسلّح التي سكبت فيه ولا كلّ نقاط التفتيش والحواجز، من فصل شقيّ برتقالته! وبعد كلّ عملية مقاومة، تصدر ردود الفعل الشاجبه المتعالية في الشارع اليهوديّ ويتعالى نعيق ساسته وتباكيها. ينشط احتفال شيطنة الفلسطينيّ وتستغلّ الحالة للتحريض ضدّه، فيوصف العمل باﻹرهابيّ والتخريبيّ ويُنعت منفّذه بأسوأ النعوت.
أصوات قلّة فقط تضع الإصبع على الجرح وتعترف أنّ الاحتلال هو السبب وأنّه لا يمكن لشعب أن يستكين له، وتقرّ بأنّ الاسرائيليّ لن ينعم بالسلام والسكينة والحياة الآمنة ما دامت دولته تحتلّ شعبًا آخر وتمنع عنه الحياة الطبيعيّة: أن تكون له السيادة على أرضه. أن يتحكّم في معابر حدوده. أن يسيطر على موارده الطبيعية. أن يقرّر مصيره ويتمكّن من رفع اقتصاده والعيش بكرامة، ورسم مستقبل زاهٍ زاهرٍ آمنٍ لأطفاله... أن يكون حرّا مستقلًّا غير مرتبط بمزاج ومصالح ساسة دولة أخرى!

أما أمنيتي فأن يستمرّ شعبي في المقاومه الى أن يكنس الاحتلال- فعل العنف المتواصل بمجرّد وجوده: بأقلّ عنف مضادٍّ ممكن. أن يختار، هو المتعرّض للعنف اليوميّ، اللاعنف ضدّ المدنيّين في مقاومته. ليس لأنّه ملزمًا ولا لأنّه لا يحقّ له، بل لأنّه يختار منع الاحتلال من مسّ نواة روحه وإنسانيته...
فالشعب الفلسطيني صاحب حقّ والحقّ أمضى من السكين... صوته يعلو على البارود!


وأخيرًا، ملاحظة ليست خارج السياق: أعتذر مِنكم أهلي، يا من تعانون وتكافحون تحت وطء الاحتلال في الضفة وقطاع غزّة، إن بدوت في أمنيتي ساذجة أو حتّى متعالية. لا يمكنني ولا يحقّ لي أن أحكي باسم أحد، فما بالك- أنتم، حيث لا تجربة تشبه في تفاصيل قسوتها- تجربتكم. لكنّ هذه أمنية، وطبيعة الأماني أنّها موجودة في مكان قصيّ يحلّق فوق النهر الجارف للواقع... او ربما هي ليست قصيّة الى هذا الحدّ، فقد أثبتنا كفلسطينيين في كافة أماكن تواجدنا، مراسنا ومقدرتنا على ضبط النفس في مواجهة الة العنف الاسرائيلية بنضال سلمي حشد الناس ومن كل اطياف شعبنا والأمثلة عديدة منها الهبّة ضدّ برافر، وفي امّ الحيران ومؤخرا تتوّج في القدس.



#هويدا_نمر-زعاترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتمالات
- لستِ عورةً!
- حمائم بيضاء
- احذروا ملامحكم
- عصا موسى
- أنا وجولييت...
- لها سجدوا
- ما يكف سرب اليمام...
- اعترافهم
- أشتاقك
- لكنّنا العوسج البرّيّ
- فصام!
- فيكون جيلًا جديدًا
- إلهي لماذا؟
- أسرار تمّوز
- كريستينا*
- هل تذكرون؟
- ظرف رمّان-من المجموعة -لوحات نصراويّة-
- كلّما عاد أيلول
- يدُ المُخرجِ


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هويدا نمر-زعاترة - الاحتلال أصل الاختلال ولكن...