أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - المشروع العثماني الى السقوط وروسيا تبيع تركيا منظومة S-400















المزيد.....

المشروع العثماني الى السقوط وروسيا تبيع تركيا منظومة S-400


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5594 - 2017 / 7 / 28 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال الاسبوع المنصرم نشرت بعض الاوساط الصحفية اللبنانية (وكالة "ليبانون ديبايت" الالكترونية) انه قبل يوم الجمعة 21 تموز الحالي اي يوم بدء عملية المقاومة لتطهير جرود عرسال الحدودية من العصابات الارهابية التكفيرية لجبهة النصرة، بالتعاون مع الجيش اللبناني في الجانب اللبناني من الحدود، ومع الجيش السوري في الجانب السوري، كانت تجري مفاوضات وساطة مع "امير" جبهة النصرة الارهابي المدعو ابو مالك التلي لاخلاء المنطقة بدون قتال من اجل تجنب اراقة الدماء، وكان احد الوسطاء نائب رئيس بلدية عرسال السابق المرحوم احمد فليطي، وقد طالب التلي بنقله مع عناصره وعشرات ملايين الدولارات التي كانت بحوزته الى تركيا، بدون المرور في الاراضي السورية، ولكن الوساطة فشلت، مما دفع عناصر النصرة الى قصف سيارة الوسيط احمد فليطي بصاروخ مما ادى الى مقتله. والسبب الرئيسي لفشل الوساطة ان تركيا رفضت استقبال التلي وعناصره، المتهمين بمهاجمة وخطف وقتل وذبح وتفجير الجنود والمواطنين اللبنانيين، وسبق لهم ان هاجموا مدينة معلولا العريقة في سوريا وحطموا ودنسوا الاديرة والكنائس التاريخية فيها، وقتلوا من قتلوا وخطفوا الراهبات وساوموا عليهن للحصول على ملايين الدولارات. ومعلوم ان جبهة النصرة، التي هي اسم محلي لتنظيم القاعدة الاساسي، كانت ـ ولا زالت ! ـ تحظى بدعم تركيا وقطر، ماليا وسياسيا وعسكريا. فماذا عدا مما بدا حتى تتخلى تركيا عن صنائعها وعملائها؟
يرى بعض المحللين الموضوعيين ان تعقيدات المعركة الدائرة في الشرق الاوسط الكبير، والتي اتخذت طابع معركة دولية كبرى تشارك فيها، بمختلف الطرق، اميركا والناتو والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين، ـ هذه التعقيدات تدفع تركيا الى الشروع، على طريقة "مرغم اخاك لا بطل" في تغيير سياستها لانقاذ جلدها وحماية نفسها. وقد تبدى ذلك في الخطوط الجوهرية التالية:
ـ1ـ ان الذي بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بالحجارة. وقد برهنت التجربة ان الدعم الذي قدمته تركيا (الاردوغانية) للمنظمات والعمليات الارهابية ضد البلدان العربية وضد روسيا، يمكن ان ينقلب عليها، سواء من قبل المنظمات الارهابية ذاتها التي تقوم على تكفير الجميع وتتصارع حتى فيما بينها للاستحواز على الاسلحة والاموال والمساعدات، او من قبل اي عدو لها، اي لتركيا. وفعلا فقد شهدنا موجة العمليات الارهابية تقتحم ايضا المدن التركية، بما في ذلك انقرة واسطنبول.
ـ2ـ ان دعم تركيا لتقسيم ليبيا ومصر والعراق وخصوصا سوريا ولبنان، على اساس قبلي وديني ومذهبي واتني، يشرعن الدعوة والعمل لاجل تقسيم تركيا ذاتها، وهو ما لم يجر في الحرب العالمية الاولى لدى سقوط الدولة العثمانية. والواقع انه لا شمال قبرص وحسب، هو ارض يحتلها الاتراك، بل كل الجزء الاوروبي من تركيا واسطنبول وكيليكيا وانطاكيا ولواء الاسكندرون وازمير وشرق تركيا وما كان يسمى اسيا الصغرى، كلها اراض غير تركية، احتلها الاتراك اثناء صعود الدولة العثمانية، ولا تزال الشعوب صاحبة هذه الاراضي موجودة وتريد استعادة اراضيها، اليوم او غدا، سلما او حربا. فإذا اعيدت هذه الاراضي الى اصحابها، واخذ الكردي والارمني واليوناني والبلغاري والمسيحي والاشوري و"السرياني" و"السوري" و"العربي" ما لهم، لن يبقى منصب خيمة لاردوغان، وسيتفكك الشعب التركي الحالي من جديد الى اصوله الدينية والقومية غير الطورانية، ويعود بقايا الطورانيين الى منغوليا وحدود الصين يقيمون المناحات على جنكيز خان و"الاورطة الذهبية" وجدهم طوران بيه. لذلك من صالح تركيا اولا ليس تخريب الستاتيكو الدولي الحالي بل المحافظة عليه بالمصالحة وعلاقات حسن الجوار مع جميع الشعوب والبلدان والدول المحيطة بها، القريبة منها والبعيدة عنها، وعلى رأسها روسيا.
ـ3ـ ان مسبحة اردوغان ليست بوصلة معتمدة من قبل الاسلامويين التكفيرييين. وقد نجح اردوغان في تحويل تركيا الى جمهورية رئاسية، ولكن هذا لا يرضي الاسلامويين التكفيريين الذين يرونه يجلس في مكتبه تحت صورة كبيرة لكمال اتاتورك الذي قضى على "الخلافة" والسلطنة العثمانية. لقد رفضت اميركا ان تسلم الى تركيا الشيخ عبدالله غولن المتهم بأنه يقف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة قبل اكثر من سنة في تركيا. ومن يدري ان لا تكون اميركا تحضر الان لانقلاب اسلاموي جديد في تركيا يشارك فيه الجيش بقوة اكبر هذه المرة.
ـ4ـ ان العثمنة او العثمانية ليست عنصر جذب في المنطقة العربية الاسلامية وفي البلقان، واردوغان يطمح ولكنه لا يستطيع التحول الى سلطان عثماني جديد، ولو كان يسمي حزبه حزب العدالة و"التنمية". فحينما كانت السلطنة العثمانية تحتل مناطق واسعة في البلدان العربية والبلقانية كانت من اكبر واقوى دول العالم، وكانت لها صلات واسعة مع دول اوروبا الغربية. ومع ذلك فإنها لم تستطع ان تجاري النهضة الاوروبية والثورة الصناعية، بل على العكس كانت تجر الشعوب التي كانت تحكمها الى التخلف والفقر والانحطاط الحضاري. ولا تزال هذه البلدان الى اليوم من افقر شعوب العالم بالرغم من مرور اكثر من قرن على انهيار السلطنة العثمانية.
ولكننا لا ننكر ان الاتراك "طوروا" اكثر من 60 وجبة لذيذة من الخروف، كما انهم "طوروا" بشكل فذ الرقص الشرقي لهز البطن والارداف وتحويله الى "تحفة" في الاثارة الجنسية والمجون الجماعي المرافق للسكر والعربدة. ولكن اهم "اكتشاف علمي" للعثمانيين فكان الخازوق، الذي كان يتم به اعدام عدد من المغضوب عليهم. والحضارة العالمية هي مدينة للعثمانيين في اكتشاف الخازوق. وبالمختصر المفيد: لقد كانت "الخلافة ـ السلطنة" العثمانية لطخة عار في تاريخ البشرية. وروسيا وايران والشعوب العربية والبلقانية ستدفن في المهد مشروع السلطنة العثمانية الجديدة لاردوغان والنصرة و"الاخوان المسلمين" والمعارضة السورية العميلة.
ـ5ـ حينما عمدت المخابرات التركية بالتعاون مع "القاعدة" (النصرة) الى اسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء وهي تنقل سياحا روسا عائدين الى بلادهم من البحر الاحمر، وذلك قبل اكثر من سنة. وبعد ذلك حينما اقدمت تركيا على الغدر بطائرة حربية روسية وهي تطارد الارهابيين في منطقة اللاذقية، ثم قام عملاؤها بقتل الطيار الروسي الاسير بعد ان وصل الى الارض بالباراشوت سالما، قال الرئيس بوتين "ان هذه طعنة في الظهر". وحينذاك هددت روسيا تركيا بعواقب وخيمة اذا تكررت مثل هذه الحوادث. ومعلوم ان تركيا هي من اقدم واهم اعضاء الناتو وكانت تتوقع ان الناتو سيحميها من روسيا. وطرح اردوغان المسألة امام الناتو. وجاءه الجواب: ان الناتو لا يستطيع حماية تركيا، ولا يستطيع مواجهة الاسلحة الروسية لا في جورجيا ولا في اوكرانيا ولا في سوريا ولا في اي مكان اخر. واكتشف اردوغان وحكومته ان تركيا هي عمليا "مكشوفة"، وانها مهددة في امنها القومي من قبل اي دولة صغيرة او كبيرة تمتلك اسلحة متطورة قد تصطدم بها تركيا. كما ان حكومة اردوغان مهددة جديا بانقلاب اسلاموي - عسكري جديد تديره اميركا ويضطلع فيه الطيران بدور حاسم. وبعد ان ضربت تركيا اخماسا بأسداس وجدت انه لا مناص لها من اللجوء الى روسيا بالذات لتأمين امنها القومي. وبالمقابل فإن روسيا، انطلاقا من مبادئ الستراتيجية الاوراسية التي تؤمن بها القيادة الروسية، وجدت ان افضل طريقة لعدم التورط مع تركيا هو التعامل معها كدولة جارة وصديقة وخصوصا انها دولة كبيرة، اسلامية، شرقأوسطية وبلقانية.
ـ6ـ وفي هذا السياق يأتي ما اعلن عنه مؤخرا الرئيس التركي من ان موسكو وانقرة وقعتا مؤخرا، من ضمن اتفاقات اخرى، اتفاقا يقضي بأن تقوم روسيا ببيع تركيا منظومة S-400 للدفاع الجوي الصاروخي، وهي نسخة مطورة عن منظومة S-300 التي سبق لروسيا ان باعتها لايران. وتقول جريدة "روسييسكايا غازيتا" الالكترونية ان مستشار بوتين في مسائل التكنولوجيا العسكرية فلاديمير كوجين قد اكد هذا النبأ. ولكن وكالة تاس تقول ان الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتريي بسكوف علق على النبأ بالقول "لا تعليق".
اما اميركا فقد عبرت عن القلق حيال قيام تركيا بشراء هذه المنظومة الروسية. واعرب رجب طيب اردوغان عن استغرابه للقلق الاميركي من شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - العرض- الكوري الشمالي بين اميركا والصين وروسيا
- ادارة ترامب تقرر فرض عقوبات جديدة على روسيا
- الناتو يخشى بشدة تصاعد القوة العسكرية الروسية
- الاقتصاد الحربي الروسي في خدمة شعوب العالم
- اميركا تقصف سوريا بالفوسفور
- هل تغدو قطر حليفا لتركيا وروسيا؟
- قطر تشن هجوما معاكسا وتفتح ملف الامارات
- الانقلاب الفوقي الاميركي
- ايران تتابع خط التحالف مع روسيا
- إرهاصات المعارضة الشعبية الجديدة في اميركا
- مقدونيا امام خطر التقسيم والألبنة!
- اميركا ضعفها في قوتها
- الاستعدادات العسكرية للجيش الشعبي لكوريا الشمالية
- -البجعة البيضاء- الروسية ترهب الخبراء العسكريين الاميركيين
- ضلوع السي آي ايه في تفجير المترو في بتروغراد
- بداية انهيار الاتحاد الاستعماري الاوروبي
- الستراتيجيون الاميركيون ينصحون ترامب بالعودة الى الحرب البار ...
- الحصار الكامل على الدونباس لعرقلة التقارب الروسي الاميركي ض ...
- الدونباس ضحية التقارب الروسي الاميركي ضد داعش
- الاقتصاد الروسي المتنامي في عهد الرئيس بوتين


المزيد.....




- تحقيق لـCNN.. قوات الدعم السريع تطلق العنان لحملة إرهاب وترو ...
- ستتم إعادتهم لغزة.. مراسل CNN ينقل معاناة أمهات وأطفالهن الر ...
- أردوغان يريد أن يكمل -ما تبقى من أعمال في سوريا-
- استسلام مجموعة جديدة من جنود كييف للجيش الروسي (فيديو)
- عودوا إلى الواقع! لن نستطيع التخلص من النفط والغاز
- اللقاء بين ترامب وماسك - مجرد وجبة إفطار!
- -غباء مستفحل أو صفاقة-.. مدفيديف يفسر دوافع تصريحات باريس وب ...
- باشينيان ينضم إلى مهنئي بوتين
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 31819 قتيلا ...
- هل مات الملك تشارلز الثالث؟ إشاعة كاذبة مصدرها وسائل إعلام ر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - المشروع العثماني الى السقوط وروسيا تبيع تركيا منظومة S-400