مشاهدات عن المدينة

نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1454 - 2006 / 2 / 7 - 12:02
المحور: الادب والفن
    

الشارع

تسوره أوحاله
وقمامته العجيبة
والمدهشة
مخلوقات
ليست كالمخلوقات
......
رتيبا يبدو شارعنا
وقت الظهيرة
وهو يمتد كالأفعى
فوق حفر الماء
والطين
......
وحدها طفلة الجيران
تجرب الغطس
صوب الحانوت
لتقتني الحلوى


مركبات

ترى ؟
من أين جاءت
كل هذه المركبات
الصغيرة والكبيرة ؟
النظيفة والسكراب
الملونة والتي
بلا لون ؟
وكيف توالدت
كالأرانب ؟
وهي تزق المدينة
منذ انبلاج الفجر
وحتى آخر الليل
رحيقا
من سرطان أثدائها ؟


هموم

جارنا يبدو حزينا
وهو يبحث
عن وظيفة .
آخي يبدو هستيريا
وهو يبحث
عن وقود
لرحلة الغد .
أمي تبدو قلقة
تبحث عن
طبخة اليوم
لترضي الجميع .
وأنا أجلس
أناقش
جدوى القصائد
وسط كل هذا الخراب .


دبابة أمريكية

وأوقفنا السيارة
ليمر الرتل العسكري
الرتل الأمريكي
وهكذا التعليمات
( عليك الابتعاد 400 مترا خلفهم
و 400 مترا أمامهم )
والله في
عون المستطرقين
حديثي العهد
في السياقة
......
باهتة
خاكية اللون
السم يقطر
من خرطومها الطويل
لها رائحة جهنم
تدحرجت كالموت
فوق الشارع الطويل
كريهة اللون والطعم
والرائحة
خبيثة ولئيمة
وحين يجوع
درعها الحديد
يأكل البشر
والبيوت
والأرصفة .


الفتاة

المدينة صغيرة
اعلم حدودها
مداخلها
ومخارجها .
ترى ؟
من أي الدروب
أتت
هكذا وبكل
هذه الغفلة ؟
وكيف انسلت
سريعا
كما جاءت ؟
........
في الدهشة
أغطس
من اسفل قدمي
حتى يافوخ رأسي
هي مضت
وأنا لا زلت
في الصدمة
أتلمس الوجع
متظاهرا بالاتزان
محتفلا
بالضجة
التي خلفتها
هناك
بعيدا
قرب نافذة القلب .

#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل