أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - الوطن الذي نريد ... والوطن الذي يريدون














المزيد.....

الوطن الذي نريد ... والوطن الذي يريدون


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1143 - 2005 / 3 / 21 - 13:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شمت صاحبي قائلا وهو يسمع رسائل الأحبة طلاب البصرة :
- ألم أقل لك أنهم لم يتعلموا من تجارب الجيران , ومن مأساة هذا الوطن , الذي كان أساسها , مصادرة حرية الآخرين .
واعترفت لصاحبي ( وكلي لوعة ) بصواب ظنونه .
ولكن ما فات صاحبي هذا هو أن هذه الممارسات الكريهة سوف لن تمر في غفلة ورضاء , وسوف لن يكون واطئا سقف استهجانها ورفضها . وسوف لن يكون غد الناس جميلا وسعيدا حين يركن الطيبون صوب الانزواء والعزلة .
قد يبدوا الأمر يبدوا غريبا للبعض , لعجب ما يشاهده , في وطن اختط فيه أهل التنوير طريقهم منذ أوائل القرن الماضي , في بغداد والنجف والبصرة , وغيرها من مدن العراق , داعين لتحرر المرأة والمجتمع . ولكن لا مناص من استذكار حكمة رمادية النظرية واخضرار شجرة الحياة , في زمن تبدلت فيه الدنيا والناس .
وأعود للديسكو والغناء والفن والرياضة وأقول بأنها حاجات يومية للإنسان , لا يحق لأحد أن يحرمها أو يكفر أهلها , ناهيك في وطن كالعراق لا يشبه كثيرا جيرانه . هذا الوطن يرقص فيه الأكراد في السفوح والجبال والمدن , سوية رجالا ونساء , ولا عيب في ذلك , ويفعل مثلهم القرويون في أرياف العراق الأخرى . هذا الوطن فيه مدارس للرقص والباليه والفن الشعبي , وفيه الآلاف من المغنين والرسامين والرياضيين والموسيقيين , والآخرين من أهل الفن والأدب والثقافة , رجالا ونساء , وهم موضع احترام الشعب ومفخرة الوطن .
إن الإمام الحسين عليه السلام , أمامنا ومعلمنا الأول في التضحية والجسارة والكفاح في سبيل الناس والحرية .
وإذا كانت الحجة , هي عدم تقدير الطلاب لمناسبة عاشوراء , فهذا لا يعني في أي حال من الأحوال , تبرير تلك الانتهاكات لحقوق الناس , وتنصيب النفس بديلا عن الدولة والقانون . وكان يمكن الحوار مع الطلبة , أو التعبير عن الرأي عبر وسائط الأعلام , أو الاحتكام إلى الجهات الرسمية , في حال الظن بمخالفة الناس للقانون , ولا أظن بأن الطلبة قد فعلوا ذلك .

هذا المركب الكبير العراق هو مركبنا جميعا . ولقد بذلنا الغالي والرخيص لكي يكون فيه متسعا للجميع وهو يسير في طريق الأمان والحرية .
هذا المركب هو ملك للصابئ والمسلم واليزيدي والمسيحي والشبكي , ملك للعربي والكردي والتركماني والكلدو آشوري , ملك للمتدينين والقوميين والليبراليين والشيوعيين , ولمن لا يريد أن يتحزب بحزب أو نظرية , وللجميع .
ومن كانت له طقوس فهو حر بممارستها في بيته ومكان عبادته , وأن يطلب من الدولة والقانون ممارستها وسط العامة , وأن يدعوا الآخرين لها ويثقف بها , لا أن يحاول فرضها بالقوة والإكراه .

وحدائق الأندلس هذه التي شهدت ضرب الطالبات والطلاب وبهدلتهم , يوم الخامس عشر من آذار الربيع , كانت قد ذكرتني في زمن المراهقة الجميل , فهذه الحدائق أعشقها , ولي معها ذكريات طيبة أوائل سبعينات القرن الماضي حين كنت تلميذا في الرابعة عشر من عمري , وحين حزمت حقيبتي وبساط نومي , سوية مع رفقتي التلاميذ في سيارة الباص الذي أقلنا من باب متوسطة الكوت الرسمية في مدينة الكوت , صوب البصرة الطيبة , في سفرة طلابية رائعة .
وكانت أول سفرة لي خارج مدينتي , ومع أصحابي التلاميذ .
وهناك في حدائق الأندلس غنينا ورقصنا وهوسنا ولعبنا وفرحنا , ولم نزعج أحدا ولم يضايقنا أحدا .

لا أنوي في سردي لحكاية هذه السفرة الطلابية المقارنة بين عهدين , فزمن نظام البعث المقبور , لا يمكن لأحد مقاربته , أو مقارنته بزمن شبيه , ولكنها الذاكرة أعادتني وأنا أقرأ أخبار الأحبة والأصدقاء في جامعة البصرة , خصوصا وقد كان لي فيها أخا أمضى فيها سنوات كثيرة طالبا , وكان قد حدثني عن المدينة والجامعة والعشار والزبير وأبو الخصيب , وأماكن الجمال الأخرى في هذه المدينة الجنوبية الطيبة .
وقرأت مرة هذه الحكاية والتي اسردها لعلها تنفع ونحن نقرأ هموم طلاب البصرة .
حين صارت الثورة البلشفية في روسيا , بدأ لينين ورفاقه في خطة لإشاعة الكولخوزات والتعاونيات الفلاحية .
وكانت الفكرة التحول من العمل الفردي صوب العمل الجماعي . وقد ساند الفلاحون المعدمون الفكرة , وبدءوا بجمع وتقديم ما يمتلكون من حيوانات وحاجات إلى التعاونيات . ومضت الأمور على هذه الطريقة .
وفي واحدة من هذه التعاونيات لم تجر الأمور كما شاء الفلاحون , فقد مرضت الأبقار , بعد أن حل بها المرض .
وتمضي الحكاية لتوصف الفلاحين , وكيف كان يجلس الواحد منهم قرب بقراته القديمة مولولا , ناسيا قطيع الأبقار الكبير , الذي هو ملكه كما ملك الجميع .

وأعود لحكايتي , فقد كافحنا جميعا من أجل هذا الوطن , وكنا مختلفين في المعتقدات والشرائع , وكنا نعلم جميعا هذا .
وقد افترشتا السجون وساحات الإعدام والمنافي والهور وجبال كردستان ومدن النضال في وطننا الكبير, وكان نظام صدام لا يفرق بيننا في البطش والتنكيل .
ومن لم تسعفه الذاكرة , فعليه تصفح قوائم شهداء هذا الوطن , من زاخو حتى الزبير , ليرى ويعرف من هم هؤلاء ؟ وفي سبيل أي وطن كانوا يكافحون ؟
لقد احتكمنا للحقيقة وقبلنا بنتائج الانتخابات . وكانت خيارنا , رغم كل الأسباب والظروف التي رافقتها .
ولا أرى من الحكمة أن يدعي البعض انه الرابح الأكبر والقوي , والذي عليه تهميش الآخرين ومصادرة حرياتهم , فالقوة هي في إرادتنا جميعا وتكاتفنا في بناء هذا الوطن , وتأسيسه على قواعد ونظم وأحكام تكفل حرية الجميع .

نجم خطاوي
السويد في 20 آذار 2005



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة الجمال والنضال في مذكرات النصير الشيوعي العراقي فيصل ع ...
- وضاح واضح و قتلة غامضون
- عن الحرب وحكمة السيدة السويدية منى
- كاد الهمج أن يقتلوا صاحبي
- من بطاقات آخر الليل
- سلاما لأحبتي الشهداء الشيوعيين
- تحليق
- لم تحطبوا لوحدكم فلا تأخذوا النار لخبزكم - حول القرار الجائر ...
- قصيدتان لشاعرين من السويد
- هل يمهد كنس ساحة التحرير وشتل الأشجار في حديقة الأمة الطريق ...
- سأطردك من ذاكرتي أيها الغول البغيض
- ليس الحزب الشيوعي العراقي وحده الذين ابتهجوا بالقبض على الطا ...


المزيد.....




- أسطول الحرية: السفينة المتوجهة إلى غزة تتعرض لقصف بمسيرة وما ...
- إسرائيل تشن غارة على محيط القصر الرئاسي في دمشق في -رسالة لل ...
- إسرائيل تعلن شنها ضربات بمنطقة مجاورة للقصر الرئاسي السوري
- هل يوافق ترامب على ضرب إيران بـ-أم القنابل-؟
- -أسطول الحرية- يؤكد خطورة إصابة إحدى سفنه ويدعو مالطا للتحرك ...
- تقرير: الاستخبارات الهندية تشير إلى ارتباط باكستان بمنظمي هج ...
- حادث مروحية مروع في أستراليا.. والشرطة تفتح تحقيقا عاجلا
- بروفيسور بريطاني: ترامب يرى فرصا أكبر للبزنس مع موسكو لذلك ي ...
- لبنان يحذر حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعما ...
- الاستخبارات الألمانية تصنف حزب -البديل من أجل ألمانيا- كيانا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نجم خطاوي - الوطن الذي نريد ... والوطن الذي يريدون