أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - وا خنساه !














المزيد.....

وا خنساه !


المصطفى العربي

الحوار المتمدن-العدد: 5589 - 2017 / 7 / 23 - 01:03
المحور: الادب والفن
    


صباح المدينة و هل هي مدينة أم غابة ؟ منه الرائحة تفوح و منها يخرج المقت و القرف و الملل و فقدان معنى الحياة لأنه في هذه الأوقات أمطار الرعب تسقط فوق المدن آتية من هنا و من هناك و من هنالك . أقفلت وسائل الأخبار و نزلت الحواجز و ساد الصمت و الرعب و ماوراء الحواجز و اللغط و الصراخ و الصخب و الأخبار الكاذبة، أنفسهم تباد و أحلامهم تختصب و البراءة تقطع إربا إربا . أهل المدينة و أهل مقاهيها أجساد نتنة غادرها الحس النبيل و الوجدان الجليل منذ قرون فصارت مجرد مقابر تتحرك . الأمر سهل أمامهم يقتل الإنسان و تذهب روحه و هم يشربون بكل برودة القهوة و يدخنون أو راكعون عاكفون لأصنامهم الهاتفية فلا يعيرون أي اهتمام للجريمة : إنها الأرواح الميتة و هذه الأرواح الميتة تساهم في قتل الأحياء فلا أمل في رفض الظلم و لو بالإحسسات في القلب و ذلك أدنى ما يطلب من الأحياء الأموات .
إن الأنانية و النزعة المبنية على الكراهية و الحقد الدفين و تلوث الأمخاخ و القلوب هي ما يجعل هذا القطيع الذي لا ينتج إلا الشر يتفرج في تعذيب الأخرين و يتلذذ بذلك و لا يهمه أي شيء . هذا القطيع القاتل يتأثر و يهيج كالوحوش المفترسة بل و يتحد كرجل واحد فقط خلال مشاهدة المباريات في كرة القدم !
قلنا و نقول حتى بعد موتنا التشبث بالحقيقة التي ينفر أعدائها و الجهلة السفلة ، نقول إن النقود هي أصل كل ما يجري في العالم و أي كلام أو علوم أو أداب أو غيرها لا تتكلم في موضوع النقود هي الشرور المطلقة و الكذب المطلق و الجهل المطلق .
إن قيمة الإنسان تعرف بالنقود و نرد على فيلسوف فرنسي اسمه ديكارت René Descartes فنقول له أنت يا ديكارت تقول في فلسفتك أو رأيك في الحياة أن التفكير هو من يجعل الأنسان فاضلا عادلا عاقلا . على من تضحك يا بغل هل كانوا يمولونك سرا ألم تنزل عليك اللعنة ؟ إن ما تسميه العقل أو التفكير أو الكوجيطو أو ما معنى الحياة le cogito هو أكذوبة من المتحكمين فيك و أنت بوقهم و هاك الحقيقة ، أنت تقول : أنا أفكر إذن أنا موجود . هاك الحقيقة هو و هي و هم أي الأغنياء يسرقون النقود فيكنزونها فهم موجودون . و انطلاقا من هذا الفقير لا نقود له إذن هو معدم أو بلغة سارتر إنه عدم أي لا وجود له أي مقتول un néant . ذلك الوزير الممتلئ و الغني و عائلته و ماحوله موجود ، و هذا الفقير أو الهيكل العظمي معدم . قس على ذلك فنستنتج إن النقود هي الوجود و الفقر هو العدم . قيمة الإنسان بوجود تتحدد بوجود النقود أو عدمها . الذي لا مال له لا وجود له فهو في العدم . عندما يقول شاعر بأن الغني الثري غارق يتمتع وسط المال و بجانبه إنسان و لا نقول مواطن لم يجد ما يأكله و ما يتغطى به و الأمراض تفترسه هذا هو معنى الوجود و العدم و هذه هي الحقيقة أو معنى الأمر الصحيح و ليس الأوهام و الخيال و الكذب . إن المحرومين و المعدومين أي الفقراء و بلغة واضحة المفقرين هم العدد الكثير و الأغنياء قلة فما هذه الكارثة ؟
إن الفقر هو سبب الإرهاب و معركة الموصل و غيرها فالفقر هو سبب الشرور كلها و سبب المنكر وقتل الفكر الحقيقي ، بل إن الفقر هو سبب الكفر بالإديولوجيات و الدماغوجيات الكاذبة . إننا نرى من خلال مؤتمراتهم و ندواتهم و لقائاتهم و أعمال حكوماتهم أنهم لا يرودون علاج حقيقي لمشاكل العالم ، إنهم يمورون مر السحاب بعيدين عن الحقيقة و يريدون إعادة إنتاج ما كان سابقا . إنها الكارثة . إن القلب يتمزق من القهر و العذاب و الروح تحترق و أمطار القطران القاتل تنزل : إنها تمطر إنها تمطر كل الشرور إلى مطر الخير.



#المصطفى_العربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- lalchimiste
- التراث و أنا
- أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات
- الحرارة
- الدجال و شهداء كميرة
- بين شكري و الزفزافي


المزيد.....




- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - وا خنساه !