أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات














المزيد.....

أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات


المصطفى العربي

الحوار المتمدن-العدد: 5587 - 2017 / 7 / 21 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


نشرت مجلة بالفرنسية اسمها زمان للشهر الجاري ملفا عن اكتشاف و تقول انه علمي ، إكتشاف بقايا إنسان أو عظام و جماجم للبشر و يعد هذا الإكتشاف حسب المجلة إنه رائع لأنه يبين موطن و أصل جدنا آدم و يفتخر علماء هذا الإكتشاف بذلك . كان الأكتشاف بجبل يسمى إيحود Djebel Irhoud طبعا بمنطقة يقتلها الجفاف و مقصية و مهمشة ضحية الفقر الدائم . الملف فصل بثرثرة و بالصور الحديث عن هذا الإكتشاف و أنه تاريخي و أن أصل الإنسان العاقل هو في هذا الجبل ، نسو أن هذا العلم كله يسمى الجهل أو التمويه أو لا عقل . و حاورت المجلة المتخصصين و هم يتأملون عظاما مشتتة و مغاوير في قلب الجبل و الحفريات و بعض الأسنان لهدذا المخلوق و قالو إن هذا بفضل علم الأركيولوجيا .
نشرح معنى الأركيولوجيا فقد تكلم في هذا العلم متفلسف فرنسي يعتبره الجهلة و عبدة الأصنام أنه فيلسوف و هو ميشيل فوكو الذي سرق الكلمة من أباطرة الشركات المنجمية المتاجرة في المعادن الثمينة بقتل ملايين العبيد و القضاء على قبائل و دول من أجل تحقيق هذيانها . الأركيولوجيا أو الحفريات هي البحث عن اللامدفون و استخراجه سواء كان في القبور أو في الأرض قصد استخراج المعادن الثمينة كالذهب و اوألماس و غيره أو الحفر في أمخاخ البشر و قلوبهم الخبيثة لإستخراج هذه المكروبات . إذن هذه طريقة أو منهج جيد إذا وظف في ما ينفع . لماذا لا يقوم هؤلاء المكتشفون و من يسيرهم في الخفاء بتوظيف الآركيويلوجيا في معرفة البشر الحي الذي هو بجانبهم يموت بالأمراض و العطش و الجوع ؟ لماذا لا يقومون بإحصاء عدد الفقراء و معرفة أمراضهم و حاجاتهم من أجل تحقيقها ؟ لماذا يتكلمون عن الأموات و يسكتون عن الأحياء الذين يحيطون بها ؟ أهذا علم أم الحداثة و المتفلسفة و المتعولمة؟ العظام التي يتكلمون عليها ليست لا لأدم و لا لحواء بل هي لحرب قابيل و هابيل ، أصحاب الشركات و أغنياء المناجم عبر التاريخ يقتلون البشر من أجل تحقيق غناهم و هذا ليس جديدا فالأهرام وكل الأبراج فهي نتيجة لهذا العلم أو الجهل القاتل .
إن الأركيولوجيا هي الحفر في العمق لمعرفة أسباب الفقر و تحديد و ضبط القتلة و المجرمين و تحقيق العدل في المجتمع ، هذا هو معنى الأركيولوجيا عندنا و هو علم نافع ، أما الذين يموهون و يروجون الأكاذيب و يهملون الأحياء الذين يموتون فقرا أمامهم و يتكلمون عن العظام قصد سرقة النقود هذا نقول لهم ، إنه الباطل عينه و الجهل نفسه. إنهم الذين ينطبق عليهم القول بأنهم يقتلون القتيل و يذهبون في جنازته إلى المقبرة .
الأركيولوجيا هي علم البحث عن الذين يسرقون أرزاق الأخرين ثم معاقبتهم و العمل على المساواة بين الناس أو تحقيق الحقوق الطبيعية الكلية الكونية . علم القضاء على الفقر و معاقبة الأغنياء قصد تحقيق المساواة هاهي الأركيولوجيا الحقة أو علم الحق . و أهل أو قبيلة جبل إيحود يموتون جوعا و مرضى كباقي المناطق يحتاجون إلى العلاج و السكن و الدواء و شروط الحياة الحقيقية لا إلى الثرثرة و الكذب و التجهيل .
وقبل أن نقف نمارس علم الأركيولوجيا الجليل في هذه القضية : لا شك أنه في بلاد Macondo أنهم يساعدون البعيد بنهب القريب الفقير طبعا ، و يتكلمون عن الآخر و يسكتون عن أنفسهم ، فقيرهم يقتل بالفقر و الأمراض و بينهم و لكن يساعدون و بالتطبيل الإعلامي فقيرا في دول أخرى ! دولة غنية مثلا أذيع إعلاميا أنها في شبه مشكل يسرعون جميعا لنهب أرزاق الفقراء لمساعدة هذه الدولة الغنية ! هاهو علم الأركيولوجيا و هاهو إكتشاف في جبل إيحود آخر فكيف تحل هذه المعضلة ؟ إفقار الفقير و إغناء الغني هي سياسة المكتشفون الذين تحدث عنهم الملف و أمثالهم . ما أحوجنا إلى علم الأركيولوجيا الحقيقي وهو القضاء على الفقر و الظلم و الفساد و الإستبداد الإجتماعي : هنا يجب إعمال علم الأركيولوجيا .



#المصطفى_العربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرارة
- الدجال و شهداء كميرة
- بين شكري و الزفزافي


المزيد.....




- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...
- قطر تطلق النسخة الدولية الأولى لـ-موسم الندوات- في باريس بال ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - المصطفى العربي - أركيولوجيا قتل الأحياء و الكلام على الأموات