أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زوزان خلف - المرأة فاعلة في الحرب و ليست ضحية














المزيد.....

المرأة فاعلة في الحرب و ليست ضحية


زوزان خلف

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 17:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف يمكن أن تلعب النساء في الحروب أدواراً فاعلة في الواقع الراهن لدول المنطقة مثل سوريا والعراق ..؟ فعلى الرغم من الألم والمعاناة والقهر والعنف والتشريد والظروف القاسية التي تجتاح بلدانهن تسعى النساء لتحسين واقع بلادهنّ وتحقيق السلام في مناطق الصراعات، فالقول بأن المرأة نصف المجتمع قول نسمعه كثيرًا عند الحديث عن التنمية، وعن ضرورة الاستفادة من جهود المرأة وقدراتها في عملية التنمية، إلا أنه في المقابل تخفت هذه المقولة عند الحديث عن آثار النزاعات والحروب المسلحة على المرأة، فمن المعروف أن النزاعات والحروب المسلحة تؤدي إلى الإضرار بالطرف الأضعف في المجتمع والذي يتمثل في النساء والأطفال والمسنين هذا إذا لم يكونوا ضمن القتلى في هذه الحروب فإنهم يتعرضون لصور شتى من الأذى يتمثل في فرض الحصار والعزلة الاقتصادية والاجتماعية، أو النزوح القسري من مناطقهم، أو التعرض للاعتقال، أو الاغتصاب، أو الانتهاك الجسدي بأشكاله كافة.
وتلعب المرأة في ظروف الحرب دوراً كبيراً لا يستهان به بل ربما يتجاوز في أهميته ما يقوم به الرجال في تلك الظروف، حيث أنها كثيرًا ما تظهر صلابة وتماسكًا وشجاعة ، وطاقات مذهلة من خلال تحملها ما ينجم عن الحرب من مآسٍ مثل: تفكك الأسرة، وفقدان العائل والأولاد والأراضي والممتلكات، والنزوح والهجرة وتحمل أعباء ومسؤوليات اجتماعية واقتصادية مختلفة عن مسؤولياتها في وقت السلم، وتلك المآسي غالباً لا تكون واضحة للعيان بل على العكس تكون معاناة النساء في الحروب والنزاعات المسلحة وآثارها المدمرة مكبوتة وغير واضحة للجميع، سواء على الجانب النفسي، أو الاجتماعي، أو الاقتصادي، فهناك الكثير من النساء اللواتي يقمن بدورجوهري في حماية أسرهن ومجتمعاتهن حتى يتحقق السلام على الرغم من أنهن في النزاعات أكثر تضرراً من الرجل, ففي سوريا مثلاً أدت هجرة الرجال الإجبارية بسبب الحرب إلى تراجع عدد الأسر التقليدية التى كان يترأسها الرجل وزاد ذلك من عدد الأسر التى ترأسها المرأة حيث تغيرت الأدوار التقليدية للمرأة وازدادت مسؤولياتها تجاه كسب العيش، كما ازدادت عدد النساء الباحثات عن أطفالهن وأزواجهن لفترة طويلة، وقد أوضحت العديد من الدراسات الاجتماعية أن المرأة أكثر ارتباطا بالأسرة وتلعب دوراً إيجابياً أثناء قيامها بكل ما يختص بالأسرة من كفالة ورعاية.
وقد برز دور المرأة في المشاركة في الحرب حيث قامت بأدوار مختلفة ومتضادة في الحرب في كل من سوريا والعراق، ففي الوقت التي كانت فيه المرأة ضحية لتلك الحروب والنزاعات المسلحة كانت هي في الوقت نفسه مقاتلة وحاملة للسلاح، كما كانت داعية للسلام، وتتضح هذه الأدوار من خلال المساهمة بدور كبير في العمليات الحربية والنزاعات المسلحة بشكل مباشر كمقاتلة وحاملة للسلاح أو بالعمل في الوحدات والإدارات العسكرية، أو بشكل غير مباشر من خلال العمل في قوات الاحتياط، أو الإسناد، أو العمل في مخازن الذخيرة، أو العمل في أقسام التغذية؛ لإمداد الجنود بالغذاء، أو تمريضهم وتضميد جراحهم أثناء المعارك.
من ناحية أخرى شاركت المرأة بنفسها في القيام بعمليات العنف ضد المدنيين ضمن القوات المعتدية في مناسبات كثير، كما قامت بعض الجماعات المسلحة بتجنيد النساء للقيام بأدوار تجسسية، أو استخدامهن في إيصال الرسائل الاستخباراتية، وقامت المرأة بأدوار تطوعية تتمثل في المخاطرة بالنفس من أجل الوطن، أو من أجل جماعات مسلحة معينة تحت أفكار معينة حيث يتم تدريبهن من قِبَل هذه الجماعات على القيام بأعمال تفجيرية أو انتحارية.
إن النظر إلى الأدوار المختلفة للمرأة في الحرب يجعلنا نغير نظرتنا إلى المرأة على أنها ضحية فقط أثناء النزاعات المسلحة والحروب بل إنه يجعلنا نهتم اكثر بالجانب الفعال من شخصية المرأة من خلال تسليط الضوء على الأدوار الإيجابية الفعالة التي تقوم بها في خدمة عمليات السلام والمشاركة في عمليات التنمية وصنع القرار في بلدها فقد برز دور المر أة بصورة رئيسة وفعالة في عمليات المصالحة بين القوات المتحاربة، ومقاومة العنف المسلح، والإسهام في الأنشطة الرامية إلى تحقيق العدالة ونشر السلام في مناطقهن حيث شاركت الكثير من النساء في سوريا في التظاهر من أجل السلام في أماكن عملهن وفي الجامعات و في شوراع المدن الكبيرة والصغيرة وبغض النظر عن ولائهن وانتمائهن السياسي أو الطائفي سواء تلك المؤيدة أم المعارضة للنظام، وقامت بأعمال منظمة مع مؤسسات حقوقية وإنسانية ومع جماعات ومؤسسات تسعى لتحقيق السلام ونبذ الحرب والعنف وإيقاف الحرب.



#زوزان_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية التعليم لتمكين الفتيات النازحات
- الأثر النفسي للنزوح على الأطفال النازحين من الحروب
- تشتت الأطفال بين التعليم و العمل في المناطق الكردية بسوريا
- أسباب استغلال الأطفال في التنظيمات الإرهابية و آثارها النفسي ...
- الانعكاسات النفسية للحروب على شخصية الأطفال
- أثر غياب التعليم في سوريا على التحاق الأطفال بالجماعات المسل ...
- كيفية التعامل مع مخاوف الأطفال من الإرهاب و الحروب ..
- الدمج الاجتماعي للأطفال المجندين في التنظيمات الإرهابية


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زوزان خلف - المرأة فاعلة في الحرب و ليست ضحية