أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - موسى راكان موسى - افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (6/وهم الإجتماع المتجانس)














المزيد.....

افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (6/وهم الإجتماع المتجانس)


موسى راكان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5585 - 2017 / 7 / 19 - 09:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




وهم الإجتماع المتجانس (167ـ168) :


تبدأ الدولة بالإضمحلال متى توفرت القاعدة الإقتصادية الضرورية ، ذلك أنه متى يتم القضاء على الملكية الخاصة و معها على الطبقات في المجتمع يسقط أي مبرر للإنقسام بين البشر . فلقد قرر ماركس إذن أن القضاء على الملكية الخاصة و تأميم وسائل الإنتاج ، لا بد أن يشكلا قاعدة إجتماع مطلق التجانس متعاضد ، لا يعرف التنافر أو تعارض المصالح ، معتقدا بذلك أن نظام الملكية الخاصة هو وحده ، الذي يُشكل مرتكزا لمثل هذا التمايز أو التقابل بين المصالح (الغايات) . و اعتقد ماركس أن المجتمع الجديد سينتظم دون شك بعد القضاء على هذه الملكية على أساس مصلحة واحدة _وحيدة_ مشتركة . من هنا تزول السياسة ذلك أن المصلحة الإجتماعية كونها واحدة لا تستلزم توسطات بين المصالح أو توزين الغايات المختلفة : ما يعتبر في الأساس وظيفة السياسة و مهمتها الأولى . و لا يبقى في إطار الشروط الجديدة سوى مشاكل تقنية ، أي بدائل مختلفة فيما يختص بـ(( الوسائل )) لتحقيق (( الغاية الوحيدة )) عمليا ، و ليس غايات بديلة محتملة . أما هذه البدائل فتحل تقنيا و علميا إنطلاقا من قدرات المختصين . (يُراجع في هذا الموضوع مؤلف ماكس آدلر ، Max Adler Die Staatsauffassung des Marxismus ، الذي كتبه المؤلف كرد على الطبعة الأولى لكتاب كلسن الإشتراكية و الدولة) .


إن النقد الذي يوجهه كلسن لهذه الرؤية التجانسية ـ التعاضدية لـ(( إجتماع الشيوعية )) في غاية السهولة . فهو يعتقد أن المادية التاريخية تبالغ عندما تدعي أنه بإمكانها تفسير كل شيء إنطلاقا من علاقات الإنتاج . إذ هناك مسائل تستطيع و إن لم يكن لها علاقة في المدار الإقتصادي أن تقسم الناس و تفتعل الصراعات فيما بينهم و حتى إذا قبلنا بأن المصالح المتضاربة في مدار الإنتاج تزول بزوال الملكية الخاصة ، يبقى أن هناك صراع حول الأفكار ، و الأديان ، و التصورات المختلفة للعالم (دون أن نتكلم عن العلاقات الجنسية و الحب ، و الحسد ، و كل ما تبقى ...) و هي أسباب كافية تماما لإفتعال الإنقسامات و الصراعات . (( إن الإيمان بحلول جماعة متعاضدة ، حيث لجميع الأفراد إرادة حسنة واحدة ، يتأسس )) كما يقول كلسن (( إما على جهل في الطبيعة البشرية و إما على إيمان بحدوث تغيّر جذري ... )) و في الحالتين هناك مخاطرة بالإنزلاق (( دون عودة إلى ديار الطوباوية السديمية )) .


يقدم فرويد في (( قلق الحضارة )) بضع سنين بعد كلسن حكما نقديا مماثلا يطال التفاؤل الأنثروبولوجي الساذج الذي تأسست عليه المادية التاريخية . (( يعتقد الشيوعيون أنهم إكتشفوا الوسيلة التي تحررنا من الشر . إن الإنسان خيرٌ دون شك منفتح على أخيه الإنسان ، إلا أن مؤسسة الملكية الخاصة أفسدت طبيعته [...] فإذا ما قضينا على الملكية الخاصة ، إذا ما أصبحت الخيرات ملك الجماعة ، و أستطاع الناس جميعهم أن ينعموا بها لزال التخاصم و العداء فيما بينهم )) .


(( و عندما تتحقق حاجات الجميع لا يعود لأحد أن يعتبر الآخر عدوا له . و كلٌ يقوم مُختارا بالعمل اللازم . إن النقد الإقتصادي للمشروع الشيوعي )) يتابع فرويد (( ليس من إختصاصي [...] غير أني قادر على الحكم بأن منطلقه السيكولوجي وهم لا أساس له ذلك أن القضاء على الملكية الخاصة يحرم الرغبة العدوانية عند الإنسان من أداة مهمة ، غير إنها ليست الأداة الأهم . إذ يبقى التمايز في مقامات السلطة و الجاه الذي تستخدمه العدوانية و توظفه لمصلحتها ، و هكذا يستمر جوهر العدوان على حاله . فالعدوانية لم تقم بالملكية و قد سادت و إلى حد ما دون قيود ، في أزمان غابرة حيث كانت الملكية هامشية إلى حد بعيد )) .



#موسى_راكان_موسى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (5/إضمحلال الدولة)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (4/إزدراء الداروينية)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (3/الإرث الهيجلي)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (2/نقد كلسن)
- افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (1/تمهيد)
- افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (5)
- افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (4)
- افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (3)
- افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (2)
- افول الماركسية - التناقض الجدلي و اللا تناقض (1)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (14)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (13)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (12)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (11)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (10)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (9)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (8)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (7)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (6)
- افول الماركسية - الايديولوجيات : من 1968 حتى اليوم (5)


المزيد.....




- في اليوم الثاني من الإحتجاجات عمال “مياه الشرب” يجبرون رئيس ...
- الأمن يقتحم “الوراق”.. متضامنون مع أهالي الجزيرة
- مادورو: الإمبريالية تختلق روايات زائفة بعد فشل تهم -الشيوعية ...
- جهاز القمع المغربي: من نزع سلاح المقاومة إلى سحق احتجاجات ال ...
- كتاب: عندما كان لسان يسمى فرناندو. حياة مناضل أممي مغربي في ...
- From Declaration to Dispossession: The Theft of Palestinian ...
- The Manipulation Of South African Finances From An IMF Offic ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي في جهة الرباط سلا القنيطرة تد ...
- Unmanageable Freedom: The Kurdish Freedom Movement and Gener ...
- مـــــداخلة النائب أحمد العبادي باسم فريق التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- الأسس المادية للحكم الذاتي بسوس جنوب المغرب / امال الحسين
- كراسات شيوعية(نظرية -النفايات المنظمة- نيقولاي إيڤانو& ... / عبدالرؤوف بطيخ
- قضية الصحراء الغربية بين تقرير المصير والحكم الذاتي / امال الحسين
- كراسات شيوعية(الفرد والنظرة الماركسية للتاريخ) بقلم آدم بوث2 ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (العالم إنقلب رأسًا على عقب – النظام في أزمة)ق ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي: الربح، السلطة، والسيطرة / رزكار عقراوي
- كتاب الإقتصاد السياسي الماويّ / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - موسى راكان موسى - افول الماركسية - كلسن و نقد الماركسية (6/وهم الإجتماع المتجانس)