أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - احترام التعددية والحقوق الخاصة هي المعيار للرقي الاجتماعي، الثقافي ،الأخلاقي ونبذ العنف!!














المزيد.....

احترام التعددية والحقوق الخاصة هي المعيار للرقي الاجتماعي، الثقافي ،الأخلاقي ونبذ العنف!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5582 - 2017 / 7 / 16 - 17:20
المحور: المجتمع المدني
    



موضوع تعدد الثقافات هو أحد أكثر المواضيع الحاحا في المجتمعات البشرية، بل وأقول انه تحول الى موضوع استراتيجي بالغ الأهمية في مسار التطور الاجتماعي والثقافي للدول المعاصرة. تعالج التعددية مواضيع بالغة الحساسية مثل الوجود أو القبول للآخر المختلف فكرا وانتماءات متعددة الأشكال، أو التعزيز والمشاركة للتقاليد الثقافية المتعددة لإثراء التنوع واثراء المجتمع بدل دفعه للتصادم.
التعددية بتنوعها الواسع هي الوجه المميز للثقافة المرتبطة بالجماعات العرقية. يمكن أن يحدث هذا التعدد الثقافي عندما يتم إنشاء سلطة قضائية أو توسيعها عن طريق المناطق التي تندمج فيها ثقافتين او أكثر. أو عن طريق الهجرة من دول مختلفة كما هو واقع الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، استراليا، اسرائيل والعديد من الدول الأخرى.
بالطبع تختلف الثقافات والديانات اختلافا واسعا، ورؤيتي ان هذا الاختلاف هو اثراء ثقافي يجب ان لا يقود المجتمعات الى التصادم الثقافي او الديني او الاثني. ولا بد من إقرار نهج يحميه القانون أيضا، يشمل الدعوة إلى احترام متساوي لجميع الثقافات والتعددات ألعرقية والديانات المختلفة في المجتمع، وانتهاج سياسة التشجيع للحفاظ على التنوع الثقافي، بحيث تؤثر على المناهج السياسية والقانونية التي تحكم المجتمع، ويجري تطوير خطاب ليبرالي ينسق العلاقات بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة كما هو محدد من قبل المجموعة التي ينتمون إليه، دون تجاوز حق الآخرين او التحريض ضدهم لاختلاف هوياتهم وعقائدهم.
ان تعزيز التعددية الثقافية هو امر إيجابي للحفاظ على التميز الذي يحصل بين الثقافات المتنوعة والذي غالبا ما يختلف مع سياسات الاستيطان عبر نبذ حقوق السكان الشرعيين وعزلهم بطرق مختلفة منها العسكرية ومنها التمييز العرقي وفرض مختلف القوانين التي تعطي حقوقا غير محدودة لطرف ما على حساب طرف آخر، طبعا بالاستناد الى القوة الديموغرافية، الاقتصادية، والعسكرية، بل وتكريس المفاهيم الدينية، بغض النظر عن كونها تاريخ او أساطير لفرض السيطرة واقتلاع الآخر المختلف من ارضه وبيئته.
طورت السياسات والاستراتيجيات الحكومية المختلفة استراتيجيتين مختلفتين وعلى ما يبدو انهما غير متناسقتين ايضا.
التاريخ الإنساني واكب الكثير من المشاهد التي تتعلق بالتعددية وأساليب التعامل معها في إطار القانون او التثقيف العام، وهنا نجد اتجاهين استراتيجيين رئيسيين:
1 - تركز الاستراتيجية الاولى عل التفاعل والتواصل بين الثقافات المختلفة، وهذا ما يعرف باسم التفاعل الثقافي.
- 2 تركز الثانية على التنوع والتفرد الثقافي الذي يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى التنافس والتصادم بين الثقافات والجماعات العرقية او الدينية المختلفة، وهي حالة العالم العربي وإسرائيل ودول عديدة أخرى، ويمكن القول انه بدل التنافس والمصالحة يتعمق الصدام والتمييز العرقي، ولا يخلو هذا النهج اطلاقا من صدام دموي مأساوي للجانبين.
إشكالية التعددية الثقافية في السياسة العالمية
أثارت إشكالية التعددية الثقافية أو تنوع الثقافات اهتمام العديد من المفكرين والباحثين من مختلف المجالات والتخصصات، كعلم السياسية والانثروبولوجيا* وعلم الاجتماع، بل وحتى النقد الثقافي، بين متفاعل لإيجابية هذه الظاهرة في المجتمع وتأثيرها على العملية السياسية، وبين متمسك لسلبيتها وتأزيمها للأوضاع الاجتماعية.
*(الانثروبولوجيا- هي علمُ الإنسان. اي الدراسة العلمية للإنسان، في الماضي والحاضر، الذي يُرسم ويُبنَى على المعرفة من العلوم الاجتماعية، وعلوم الحياة، والعلوم الإنسانية. وقد نُحتت الكلمة من كلمتين يونانيتين هما Anthropo ومعناها "الإنسان" و Logy ومعناه " علم" وتعُرّف الأنثروبولوجيا تعريفاتٍ عدة أشهرها:علمُ الإنسان/علمُ الإنسان وأعماله وسلوكه./علمُ الجماعات البشرية وسلوكها وإنتاجها./علمُ الإنسان من حيث هو كائنٌ طبيعي واجتماعي وحضاري).
ان تجاهل علم الانسان واستبداله بخرافات موروثة (لا فرق إذا كانت تسمى دينا او تسمى أطماعا او استعمارا) هو اندفاع في هوة لا قعر لها، يدفع بها الأبرياء ثمنا رهيبا. السؤال المقلق، هل من نهاية في عالمنا المعاصر ، بكل تنوعه الثقافي والاثني والديني لنهاية ظواهر لا تمت لمجمل التطور الحضاري لهذا العصر، لكنها تعمق التباعد والعداء والخوف من المختلف ، وتدفع عالمنا الى دوامات من العنف المرعب؟
ملاحظة أخيرة: لا أعتقد ان استنكار ما يرتكبه منفذي العنف والتهديد بمواجهتهم وإبادتهم هو الحل، ما لم تلغى القاعدة المادية لنشوء الدافع لمئات الاف الأشخاص، وربما الملايين، الذين وصلت بهم حالات اليأس الى أقصى أساليب العنف.
ما لم يجر البدء بتبني حلول عقلانية لا تعطي لمن لا يستحق ما لا يستحقه، ولا تحرم أصحاب الحق من حقوقهم، سيظل عالمنا مرتعا للعنف، وكل حديث عن اقتراب القضاء على تنظيم جعل من العنف أسلوبه، والتسمية لا تهمني هنا، سنجد ان تنظيمات العنف ستواصل النمو مثل الفطاريش وبعضها سيكون سام جدا، وهي ليست ظاهرة محصورة بتنظيمات دينية فقط!!
فقط بالحل العادل يمكن انهاء او تقليص الى ادنى المستويات ظاهرة العنف، التي شاهدنا اكثر اشكالها الما ودموية، ومن يظن ان قنبلته الذرية هي ضمان مستقبله، يعيش بوهم قاتل!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورة -الجماهير الشعبية-
- بعيدا عن المنطق..!!
- الأصدقاء الثلاثة...!
- ساتيرا قصصية: الحمير تعقد قمة طارئة..!!
- الهوس الثقافي!!
- علي بابا والحرامية في عرض راقص لفرقة موال
- لقاء بين شقي البرتقالة
- من أجل عقلنة مفاهيمنا الثقافية
- المهمة الإنسانية
- يوميات نصراوي: كيف صار ثابت عاصي قاتلا للجنديين وهو بريء؟!
- الهدية ...
- عرض أزياء جبهوي في بلدية الناصرة
- ايام لا تنسى مع محمود درويش
- مواقف فكرية وقصة ساخرة (3)
- اربعة مواقف فكرية... وحوار بين ابن الأله زيوس وصديقه
- نموذج يحتذى للمرأة العربية المصممة على التقدم
- خمسة مواقف وحكاية واقعية ساخرة
- وقع باسمه..
- فلسفة مبسطة: اطلالة على عالم الفيلسوف نيتشه
- يوميات نصراوي: من ذكريات عيد البشارة في الناصرة


المزيد.....




- المبادرة المصرية تدين اعتقال لبنى درويش وأخريات في استمرار ل ...
- مفوض أوروبي يطالب باستئناف دعم الأونروا وواشنطن تجدد شروطها ...
- أبو الغيط يُرحب بنتائج التحقيق الأممي المستقل حول الأونروا
- الاتحاد الأوروبي يدعو المانحين لاستئناف تمويل الأونروا بعد إ ...
- مفوض حقوق الإنسان يشعر -بالذعر- من تقارير المقابر الجماعية ف ...
- مسؤول أميركي يحذر: خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر خارج منزل تشاك شومر في مدينة نيويو ...
- مسؤولان أمميان يدعوان بريطانيا لإعادة النظر في خطة نقل لاجئي ...
- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - احترام التعددية والحقوق الخاصة هي المعيار للرقي الاجتماعي، الثقافي ،الأخلاقي ونبذ العنف!!