أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - بعيدا عن المنطق..!!














المزيد.....

بعيدا عن المنطق..!!


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5557 - 2017 / 6 / 20 - 16:27
المحور: الادب والفن
    


بعيدا عن المنطق..

قصة: نبيل عودة

يبدو ان المنطق الرياضي الذي يقول إن 2 + 2 = 4 ليس صحيحا فلسفيا... ولا دينيا !!
أستاذ الفلسفة، الدكتور سمير، يقول إن هذا تركيب مصطنع يحتاج فلسفيا إلى براهين.. والأغلب انه خطأ متداول... طبعا كما شرح لي استاذ الدين المحترم و.. وأقنعني!!
أستاذ الرياضيات البروفسور صالح ضحك حتى كاد يستلقي على قفاه .. وقال: هل يفقه استاذ الأساطير فلسفة العلوم؟.. هكذا بشحطة قلم كسب استاذ الفلسفة الملحد الى جاتبه؟
وأضاف أن 2 + 2 بجمعهما المنطقي نتيجتهما أربعة، وهو سؤال رياضي بسيط وأولي ومن بديهيات الحساب الرياضي.. ما رأي شيخنا الفيلسوف؟ ضحك وأضاف:تذكرني بكتاب هندسة سعودي جاء فيه إن الخطان المتوازيان لا يلتقيان إلا بإذنه تعالى.. حتى بإذنه لا يلتقيان ...
الدكتور سمير أعمل فكره وأجاب ساخرا متقمصا شخصية متدين وهو الملحد حتى النخاع:
- المغفرة يا رب العالمين.. سامح زميلي على كفره ، يا بروفسور صالح، ماذا تقصد بالرقم 4، هل هو مجرد الجمع بين عددين أصغر منه، أم له تفسير فلسفي آخر؟ ربما نحتاج إلى فتوى لتأكيد ادعاءك؟ كيف توصلنا إلى أربعة ؟ أليست لك رؤية مسبقة منغلقة لا تريد إن تعترف بما يعارضها؟ إن حقيقة كل ادعاء تفحص بحسب نتائجها. هل يخفى إننا نختار الحقيقة بحسب ما تُحدثه من تغيير؟ فهل من حقيقة ذات تأثير تُلزمنا ان نغير في المسألة البسيطة التي تدعيها من النتيجة 4 انها جمع 2 + 2 ؟ مثلا نحن نقول ان قانون الجاذبية لنيوتن صحيح، ليس لأنه مطابق لما يحصل حقا، إنما لأنه ثبت أنه قابل للاستعمال لتوقع تصرف عنصرين مع بعضهما في حالات متعددة ومختلفة. مثلا، أنا على ثقة أن التفاحة تسقط إلى الأسفل حتى من شجرة تفاح في مكة وعلى رأس أي سعودي جالس تحتها، بغض النظر إذا كان أميرا أو فقيرا، عالما مفتيا أو جاهلا، وليس في لندن فقط حيث سقطت التفاحة على رأس نيوتن.
بروفسور صالح ضحك من هذا التفسير المعقد:
- انتم الفلاسفة جعلتم عالمنا أكثر صعوبة على الناس. تطرحون المفارقات بأستاذية وتفسرون ما لا يفسر.. وإذا اتحدتم مع شيوخ الأساطير ستنسفون كل نظريات العلوم.. تشغلون عقولكم وعقولنا بمواضيع توجع الرأس، وتصعّبون على الناس فهم حياتهم وتسهيل معاملاتهم. تخيل لو ذهب إلى البنك آلاف الأشخاص، يصرون أن 2 + 2 = 5 ؟ سيتعطل العمل وتتوقف المصالح، هل تفهم أن فلسفتك، لو صح انك تقبلها حقا.. يا شيخ سمير .. ستجعل عالمنا مبهما لا شيء مؤكد فيه ؟ لنفرض انك اشتريت بدولارين من البقال، وبدولارين من دكان الخضرة، فما مجموع ما صرفته في الدكانين؟
- خمسة.. أجاب دكتور سمير بلا تردد وحابسا ضحكة كبيرة كادت تنطلق.. وأضاف: أنت تتجاهل إشارة الزائد، ألا قيمة للإشارة؟ لماذا نستعملها إذن ؟
- لنفترض انها ناقص، لا زائد ؟
- الجواب في هذه الحالة صفر، لأن الناقص ينفي ولا يضيف.
- ما هذه ؟ فلسفة جديدة .. أم فتوى علمية؟
- أبدا، نحن نتعلم في الفلسفة أن نصلح عالمنا، وأن نفسره، وان نشكل رؤيتنا الخاصة حوله. لماذا رؤيتكم صحيحة، ورؤية استرالي أصلي يعيش في الغابات الاسترالية غير صحيحة؟
- ما دخل الأسترالي في الحساب؟
- سؤال جيد. قل لي أيضا ما دخل شيوخنا؟.. قمنا قبل سنة بزيارة لأستراليا، وصلنا إلى إحدى الغابات التي تسكنها قبيلة من السكان الأصليين. بعيدون عن الحضارة .. بعيدون عن كل ما يمت بصلة للمجتمع المدني، رغم ذلك حياتهم منظمة وواجباتهم محددة. كل يعرف ما عليه وأين هي حدوده، لا أحد يتجاوز حدوده، مجتمع آمن.. بلا مشاكل الحضارة ومتطلباتها .. لا يعرفون المدارس ... ولا الحواسيب ولا السيارات، لذا لا يمنعون المرأة من قيادة سيارة لو وجدت.. أجريت اختبارا حسابيا لأحدهم. كان سؤالي هو نفس سؤال الحساب: كم هو مجموع 2 + 2 ؟ لم يجبْ. طلب الإذن.. ذهب وعاد بحبلين، عقد في الحبل الأول عقدتين وأشار بأصبعيه إلى الرقم 2، ثم عقد عقدتين في الحبل الثاني وأشار مرة أخرى بأصبعيه إلى الرقم 2، وأخيرا عقد عقدة تجمع بين الحبلين، وعدّ العقد فكانت خمس عقد ، فأجاب، طبعا بفتح أصابعه الخمسة.. أن 2 + 2 = 5.
فكيف يمكن أن أقنعه أنها تساوي أربعة؟.. إذا لم أقنع أستاذ الخطان المتوازيان في كتاب الهندسة بأنهما لن يلتقيا حتى لو تدخلت السماء!!.. والآن بإمكانك يا زميلي العزيز بروفسور صالح، أن تقول إن الجواب هو نتيجة عملية لتطور المجتمع، آو تطور العقل البشري، وان الجمع لا يتعلق بقوانين الرياضيات، بل بقوانين الحياة التي يعيشها الإنسان.. وان كل التطور العلمي هو مؤامرة من الكفار أمثالي وأمثالك ..؟ضحك بروفسور صالح وقال:
- فلسفة.. من حظ العالم أن الفلاسفة لا يصلون إلى السلطة. ناقش جاهلا، ولا تناقش فيلسوفا!!

[email protected]

ملاحظة: فلسفة العلوم هي أحد فروع الفلسفة ، مجالها الأسس الفلسفية والافتراضات والمضامين الموجودة ضمن العلوم المختلفة، بما فيها العلوم الطبيعية، ألاجتماعية والسياسية مثل الفيزياء، الرياضيات، البيولوجيا،علم النفس، علم الاجتماع، علم الاقتصاد، الطب والعلوم السياسية.بدون نظرية علمية الوعي يفقد فائدته. مع نظريات علمية بإمكانك ان تنتصر بالجدال لكن بثمن شراء الكثير من الأعداء، خاصة أولئك الذين لا يعني العلم شيئا لهم .. لأن الموروث المرتبط بعقائد نهائية يحتل كل تفكيرهم ونهج حياتهم.القصة تعبير ساخر عن العلموية الكاذبة التي يدعيها شيوخ الجن والأساطير!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأصدقاء الثلاثة...!
- ساتيرا قصصية: الحمير تعقد قمة طارئة..!!
- الهوس الثقافي!!
- علي بابا والحرامية في عرض راقص لفرقة موال
- لقاء بين شقي البرتقالة
- من أجل عقلنة مفاهيمنا الثقافية
- المهمة الإنسانية
- يوميات نصراوي: كيف صار ثابت عاصي قاتلا للجنديين وهو بريء؟!
- الهدية ...
- عرض أزياء جبهوي في بلدية الناصرة
- ايام لا تنسى مع محمود درويش
- مواقف فكرية وقصة ساخرة (3)
- اربعة مواقف فكرية... وحوار بين ابن الأله زيوس وصديقه
- نموذج يحتذى للمرأة العربية المصممة على التقدم
- خمسة مواقف وحكاية واقعية ساخرة
- وقع باسمه..
- فلسفة مبسطة: اطلالة على عالم الفيلسوف نيتشه
- يوميات نصراوي: من ذكريات عيد البشارة في الناصرة
- نبيل عودة كاتب، ناقد، باحث واعلامي فلسطيني في حوار مفتوح مع ...
- بين الفكر والفلسفة


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - بعيدا عن المنطق..!!