أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - جدلية الصباح والمساء














المزيد.....

جدلية الصباح والمساء


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5579 - 2017 / 7 / 12 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


لا علاقة لي بالنقد الفني
ومن باب أن ذلك شرف لا أدعيه .. فأنا واحد من هؤلاء الذين تحكمهم الإنطباعات الذاتية إذاء قراءة أو مشاهدة أو الإستماع للأعمال الإبداعية الفنية أو الأدبية

لذلك فهناك انطباع يسكن وجداني وعقلي منذ زمن
وهو أن العمل الدرامي (حديث الصباح والمساء) يقف علي إحدي القمم الشاهقة في تاريخ الدراما المصرية منذ أن بدأت وحتي الآن

وأظن أن البطل الأول في هذا العمل - من وجهة نظري - هو المعالجة التي كتبها السيناريست المبدع الراحل محسن زايد لقصة عميد الأدب العربي نجيب محفوظ فخلق منها عالماً ابداعياً مستقلاً بذاته حافلاً بالطاقات الإنسانية التي تفجرها حكايات العمل مجسداً الأبعاد الفلسفية التي يطرحها نجيب محفوظ حول تدفق مصائر الإنسان بنوازعه وشطحاته وأحلامه وطموحاته وانكساراته وانتصاراته وهزائمه في مجري تحدده جدلية مهيبة تحدث كل صباح وكل مساء هي جدلية الموت والحياة .. لتصبح تلك الجدلية - عبر بعدها الفلسفي - هي ذاتها جدلية الصباح والمساء

ليضعنا محسن زايد بمساعدة المخرج المجتهد احمد صقر أمام واقعية سحرية مصرية متدفقة السرد الصوري وعبر إيقاعات مشهدية تبقي علي أعيننا مفتوحة تعيش الشخصيات والأمكنة والأزمنة والأحداث والمصائر بدهشة لاتنقطع دونما افتعال أو تغريب

وذلك في ظل وسط موسيقى ينسج مع مشاهد المسلسل حالة ترتحل بوجدان المشاهد مابين الظلال والأضواء والأجواء السحرية للمسلسل في تنقله بنا مابين لحظات اللوعة والأسي ولحظات البهجة والألق إلي حيث كشف الأسرار الكامنة وراء ألغاز تلك المصائر الإنسانية ومايصاحب ذلك من توتر وتوجس مما هو قادم أو استسلام لمصائر تلوح بشائرها أو نذرها في الفضاءات التي تعتمل بمخيلة شخوص هذا العمل الملحمي الكبير

كل ذلك يجري في سياق ربط طبيعي وعبقري مع تاريخنا الوطني والحياة الإجتماعية المصرية بالمجري التاريخي والطبائع الخاصة لتناقضاتها وصراعاتها

وكان سهلاً وفقاً لذلك السياق أن يؤدي الممثلون أدوارهم في هذا المسلسل بالعمق المطلوب والسلاسة المقتدرة لنجد في النهاية أن كل فريق التمثيل قد خرج من هذا المسلسل وكل ممثل كبير أو صغير
ممثل نجم أو ممثل صاعد

كل منهم قد أدي أداءً يحسب لتاريخه الفني ويشار إليه ... بل منهم من أدي دور عمره كالممثل أحمد خليل الذي قام بدوره عطا المراكيبي وبرع فيه كما لم يبرع من قبل أو من بعد

وفي اعتقادي أن دور هدي هانم التي أدته الفنانة ليلي علوي يعتبر من أفضل ماقدمت في الدراما التليفزيونية حتي الآن

بالإضافة إلي ذلك فإن ثنائيات دلال عبد العزيز و عبله كامل أو سلوي خطاب وابراهيم يسري كلها كانت عبارة عن مباريات في الأداء التشخيصي الجميل

وكذلك فإن سامي العدل وتوفيق عبد الحميد واحمد ماهر ومحمود الجندي وبسام رجب وخالد النبوي واحمد صيام والصاعدة وقتها نيللي كريم
كل هؤلاء أدوا أدوارهم باقتدار

وكذلك كان غيرهم من نجوم هذا العمل الكبير لم يكونوا إلا علي جزءاً من سيمفونية الأداء الجيد الذي تميزت به كل أصعدة الأداء في هذا العمل

تابعتها العمل حين عرض لأول مرة في رمضان عام 2001 تقريباً وعقب مشاهدتي لأول اشتريت شريطين فيديو كاسيت وكنت أقوم بتسجيل كل حلقة وبعد ذلك قمت بمشاهدة الحلقات مجمعة أكثر من مرة إلي أن دخل جهاز الفيديو الذي اشتريناه أنا وزوجتي بالتقسيط المتعب الممل في أواخر التسعينيات إلي متحف التاريخ المنزلي

كنت أكرر بتشوق طازج كل مرة مشاهدة تلك الحلقات التي احتوت علي قصة الحب التي بدأت بين الإسكافي "عطا المراكيبي" التي قام بتجسيدها ببراعة شديدة الفنان احمد خليل و الرائعة ليلي علوي في تجسيدها لشخصية معشوقته القمرية "هدي هانم" الأرملة الوريثة الثرية إبنة علية القوم وسليلة الحسب والنسب والجاه والسلطان وخصوصاً تلك الحلقة التي صنع فيها عطا المراكيبي لمحبوبته الأثيرة حذاء دون أن تطلب منه ذلك أو يأخذ هو مقاساته
فقد صنعه بمقاساته المتطابقة تماماً علي قدم البرنسيسة هدي بقلب ومخيلة وإحساس العاشق فخرج حذاءً مبهراً انتظرها به وقدمه لها كهدية

تلك الحكاية التي رسمها محسن زايد بنعومة وعذوبة ليتلبسها الثنائي احمد خليل وليلي علوي فتبدو كأنها رقصة "كابل" إنساني جميل نتابعها بشغف وترقب لمساراتها المبهجة والتي لاتخلو من كفاح وصبر وتحد وانتصار لإرادة الحب

كل يوم يبدأ بنهار مبهج تنبلج فيه المواليد وتتخلله العثرات التي تنتصر عليها إرادة الإنسان المحب لقيم العدل والجمال والحق والحياة والحرية
فيأتي المساء لينتهي رحلة من يشاء ملاك المساء أن تنتهي رحلته فيمضي إلي سفره المحتوم تاركاً اللوعة والأسي والآم الوداع لأولئك الواقفون علي رصيف قطار الصباح
وهكذا
بين حديث للصباح
وحديث للمساء
يجري نهرنا
نهر الحياة

___________
حمدى عبد العزيز
6 يوليو 2017



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قول دون مواربة
- المجد للشهداء
- ومن التحالفات ماقتل
- احذروا التحالف مع الفاشية الدينية
- قراءة سريعة للائحة الرياض
- إيه ... دنيا !!!!!
- زمن 5 يونيو الذي لم يرحل بعد
- 1- قاوموا الثقافة الوهابية
- الوطن أهم من المشايخ والقساوسة والأحبار
- والكهنوت الرسمي أيضاً
- دنيا ....
- حول انعقاد مؤتمر المتأسلمين القتلة
- طلعت حرب في الإشتراكي المصري
- مازالت روحي تستدفئ بذلك البلوفر
- علي ذكر النكبة
- 7 أدوات هامة للإستعمار
- الطريق الذي تبدأ منه الحلول
- علي سبيل النقاش - تجمع جديد لليسار
- حلمي النمنم -الكاتب- ... حلمي النمنم -الوزير-
- فيالق الوهابية


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - جدلية الصباح والمساء