أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - والكهنوت الرسمي أيضاً














المزيد.....

والكهنوت الرسمي أيضاً


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجيال من الشباب المصري الذين يدينون بالإسلام بوصفه كديانة مثلها مثل أي ديانة موضوعها علاقة الإنسان بالله كسلوك أخلاقي وكمدخل لتهذيب الوجدان الإنساني فيصدمهم التأسلم الرسمي ذو الطابع الوظيفي المبرر للسلوك السياسي والداعم للهيمنة البطرياركية السلطوية علي المجال العام وخالع القداسة الدينية علي أفعال الحاكم أياً كانت هذه الأفعال في صالح أو في غير صالح الناس قمعية كانت أو غير قمعية

وأمثلة توظيف الأزهر وتوظيف فتاوي رجال الدين الحكوميين عندما قام السادات بالتوجه نحو عقد اتفاقيات السلام مع العدو الصهيوني لازالت قائمة في أذهان الأجيال التي عاصرت ذلك

لذلك فإن الإسلام الرسمي الموظف لدي الدولة عبر عقود طويلة كان هو أيضاً أحد العوامل التي لايستهان بها ضمن عوامل أخري أهم أو أقل أهمية للجوء كثير من الشباب علي مدي مايقترب من أربعة أجيال أو أكثر إلي الإنضمام إلي عصابات السلفية الوهابية الإخوانية بتجلياتها الجهادية الدعوية والجهادية المسلحة باعتبارها فضاءات شعبية حرة محصنة بدين غالبية المجتمع ومشرعنة لنوازع التمرد في ظل احتباس التجارب التنظيمية والحزبية التي تعبر عن أفكار التغيير الحقيقي المناهضة لما هو قائم فاسد وقديم وعجزها عن التواصل مع الشباب لضيق مساحة الحريات السياسية واتساع مساحات القمع السلطوي مما يسمح بمساحات مجهزة مادياً وبشرياً لصب اللعنة ماهو قائم علي اعتبار زائف أن هذا هو الإسلام الشعبي المقاوم والثوري والحقيقي بينما عجزت بعض محاولات القراءة المستنيرة للإسلام والتي ظهرت علي استحياء في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي أن تكون مؤثرة بفعل توافق كلاً من الإسلام الرسمي الموظف والإسلام الوهابي السلفي الإرهابي علي محاربة تلك المحاولات ومنع وصولها إلي المجال الشعبي

وبالمناسبة فالإسلام الرسمي الموظف هو الآخر إرهابي (يستخدم أسلحة أخري وأدوات للقمع غير المسدس والجنزير والحزام الناسف والقنبلة) وقد مارس بدوره إرهاباً فكرياً علي الإبداع والفكر وهناك أمثلة كثيرة لكتب وأفلام جادة صودرت ومفكرين تم إيقافهم والحيلولة دونهم ودون منابر الحوار بل لعلنا جميعاً نذكر - كمثال من عشرات الأمثلة الفاضحة التي يمكن ذكرها - واقعة التفريق بين المفكر الراحل نصر حامد أبو زيد وبين زوجته لمجرد أنه تجرأ وقدم قراءة مستنيرة للنصوص الدينية خارج قراءة الكهنوت الأزهري من جهة والكهنوت الوهابي السلفي من جهة مماثلة

ولعلنا نذكر تلك الهجمة الشرسة التي خاضها رجال الكهنوت الرسمي للدولة من خلال أعلي المنابر الإعلامية الممثلة في الإذاعة والتليفزيون والصحافة أو منابر المساجد ضد تيارات اليسار المصري ورموزه ومناضليه في سبعينيات القرن الماضي وحملات التكفير التشويه الديني والفكري التي مورست علي كل المستويات من قبل رجالات هذا الكهنوت ليتكامل بضرباته الدعائية مع ضربات الجنازير التي كان شباب الجماعات الإسلامية في الجامعات قد بدأوا يستخدمونها ضد الطلاب اليساريين في الجامعات

والحقيقة أنه بالإضافة للنضال التنويري المطلوب من كل القوي التقدمية الوطنية الديمقراطية في سياق النضال من أجل النهوض الوطني المستقل فإنه لامناص عن الإصرار علي النضال من أجل الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية التي تعني عدم توظيف الدين سياسياً سواء كان ذلك عبر جهد وظيفي من داخل الدولة أو جهد عصابي يقبع في بنيتها المؤسسية أو ينطلق من مساحات خارج جهاز الدولة عشوائية كانت أو منظمة

2017



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دنيا ....
- حول انعقاد مؤتمر المتأسلمين القتلة
- طلعت حرب في الإشتراكي المصري
- مازالت روحي تستدفئ بذلك البلوفر
- علي ذكر النكبة
- 7 أدوات هامة للإستعمار
- الطريق الذي تبدأ منه الحلول
- علي سبيل النقاش - تجمع جديد لليسار
- حلمي النمنم -الكاتب- ... حلمي النمنم -الوزير-
- فيالق الوهابية
- حديث حول الإستنارة
- تعظيم سلام لسيد سعيد
- اكذوبة لاهوت التحرير الشرق أوسطي
- عن الإسلام الوهابي (3)
- عن الإسلام الوهابي (2)
- كتاب هام عن الإسلام السياسي
- عن الإسلام الوهابي (1)
- حول موقف مصر الرسمية من الإعتداء الأمريكي علي سوريا
- إشارات أولية للعدوان الأمريكي علي سوريا
- التآمر الوهابي علي الشرق


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - والكهنوت الرسمي أيضاً