أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج المصري - لم يسئ احد لمصر و الأديان كلها كما أساءت لهم جميعا حكومة مبارك














المزيد.....

لم يسئ احد لمصر و الأديان كلها كما أساءت لهم جميعا حكومة مبارك


جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1452 - 2006 / 2 / 5 - 06:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يصفني احد القراء بأنني مفكر وينعتني الأخر بالعكس وبصراحة لا أعتقد أنني سعيد أن أوصف بأي منهم فأنا لست بمفكر ولا أدعي المعرفة و الإلمام بشتى أمور الحياة. أنما المهمة التي شعرت بأنني قادر أن احملها علي أكتافي وهذا بالطبع رأي الشخصي و المتواضع. مهمتي تنحصر في أن أتكلم بصراحة في موضوع يخاف المصريين عامة من الخوض فيه وهو موضوع ألمواطنه بالمعني الكامل. و ألمواطنه هنا لا تعني أن يبني المسيحيين الكنائس و أن ينفرد المسلمين بالسلطة أو أن لا تطبق الشريعة الإسلامية أو تطبق.

ما أطالب به هو أن تكون العقيدة شفافة لا مجال لها في المفاضلة بين الموطنين فالجميع سواسية أمام القانون. هذا لا ينقص بدون أدني شك من قيمة العقيدة في حياة الإنسان لان العقيدة مكانها في القلوب وليس علي صفحات البطاقات الشخصية. من المؤكد أن السبب الرئيسي فيما نراه من احتقان وغليان في الشارع المصري سببه استخدام العقائد السماوية في ألصراع السياسي مما يسئ للعقائد وسماحتها المفترضة فيها.

لا تنسي عزيزي القارئ أن القانون و الشرائع لوحدها لا تحس علي الفضيلة إنما التطبيق العملي للإنسان في الحياة اليومية وحده دون إرغام هي ما يجعل للفضائل قيمه. و كما يقال في كثير الأحيان ومعظمها دون تطبيق في مصر ومعظم دول المنطقة “ أن الدين معاملة"

والي هنا سيجد تجار الأديان أنهم بلا فائدة بل سيحجم تحكمهم في مقدرات الشعوب وإرغامها علي احتمال أنظمة الحكم الديكتاتورية التي لا أساس ولا شرعية لحكمها ألا سياسة القمع و التفرقة بين أبناء الوطن الواحد ولكي يلتهي الشعب عن جرائمهم.

لهذا تجد المعارضين الحقيقيين لحرية الإنسان تأتي من الحكومات ألديكتاتوريه و تجار الأديان المستفيدين من تعصب أتباع تلك العقائد. لم أعرف للتعصب معني او وجود في كل أصدقائي و جيراني أنما وجد التعصب في الحكومة و رجال الدين وفي وسائل الأعلام الحكومية التي لا يهمها ألا اشتعال نيران التعصب و التفرقة.

دعونا نستعرض واقع الحياة في مصر و الرسالة الإعلامية الموجهة للشعب علي مدار اليوم. تتكلم وسائل الأعلام عن المؤامرة ألكبري ضد تلك الدول من الصهيونية و الرأسمالية و المسيحية وغيرة من هؤلاء الأعداء الوهميين. وكأن الصهيونية قالت للحكومة أن تسرق وتكذب وتعذب أهل البلد فان قالت الصهيونية للحكومة افعلي هذا ضد شعبك وقبلت فبكل تأكيد العيب في تلك الحكومات وليس فيمن قال لهم اقتلوا واضطهدوا شعوبكم. فشماعة القوي الخارجية و لعبة الحكومات الديكتاتورية في تحفيز الشعوب ضد عدو وهمي لم تعد تصلح لان انفتاح الشعوب علي وسائل الأعلام العالمية تثبت عكس ما تحاول تلك الحكومات أن توهم شعوبهم به. فمثلا لا تستطيع الحكومة المصرية إنكار أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم مصر ماديا لأكثر من ربع قرن الان ووقفت الولايات المتحدة الأمريكية بجانب مصر في العديد من القضايا الدولية و الإقليمية بل أعطت لحكومة مصر ألفرصه أن تلعب دور قيادي في المنطقة ومع هذا لم تصارح الحكومة المصرية الشعب المصري بما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية لمصر. قد يفهم البعض أنني أحاول تحسين صورة أمريكا وان كان هذا حقيقي ليس من أجل أن أتملق أمريكا بل لكي تخف حده العداء في نفوس الشعب المصري تجاه الشعب الأمريكي الذي لم يدخر شيء لتحسين الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية في مصر. فرؤساء أمريكا تغيروا عدة مرات ولم تغير أمريكا من موقفها المساند لمصر. وبدلا من أن تستفيد مصر من موقف الشعب الأمريكي تجاهها تترك الحكومة المصرية لغة العداء في تزايد مستمر ضد أمريكا وكأن الحكومة المصرية تعتقد أن اليوم الذي ستقول فيه الإدارة الأمريكية لمصر ألي هنا تنتهي مهمتنا تجاهكم لن يأتي، أعتقد أن هذا اليوم لابد وأن يأتي ولكن من المتوقع أن يأتي بعد عشرة أعوام مثلا فمن تصرفات الحكومة ورعونتها قد يأتي هذا اليوم غدا فالمثل يقول للصبر حدود.

الي متي تكذب الحكومة المصرية علي الشعب و ألي متي تظل الحكومة تنخر في الوحدة الوطنية لكي تربح راحة البال ويظل الشعب مهلي عنها؟ الحل هو أن يعي الشعب الدرس ويحارب التعصب لأنه أكبر عدو لكل الشعب المصري دون استثناء فقد لطخ التعصب الديني سمعة الإسلام في كل مكان بسبب أفعال المتطرفين الإرهابيين الذي أفرخهم النظام المصري عبر الخمسين عام الماضية لكي يحكموا مصر دون منازع ونشره في العالم كله بل أصبحوا وصمه عار في وجه الإسلام.

بصراحة إنني لا أوافق علي الرسم الكاريكاتوري الذي نشر في السويد و الذي يمثل نبي الإسلام بعمامة بها فتيل قنبلة أو من خلفه نساء منقبات بطريقه تثير علي الضحك ولكن من الملوم يا سادة أليست تصرفات المسلمين المصريين و الإرهابيين والذين علي شاكلتهم هم من تسببوا في تلك الكارثة ألمحققه لتلك العقيدة؟ كيف تطلبون من العالم احترامكم وان كنتم أنتم أول من لم يحترم العقيدة وزج بها في محيط السياسة وقذارة المستغليين ؟ كيف يحترم العالم عقيدتكم وقام منكم قوم يذبحون الأبرياء أمام عدسات الكاميرات وهم يطلقون لفظ ألجلاله من حناجر فوقها رؤوس متخلفة شريرة ؟ ماذا تنتظروا من العالم عندما يراكم في كل مكان متشنجين مكتئبين تقولون عكس ما تفعلون وتفعلون عكس ما تقولون .

لم يسئ احد لمصر وللإسلام و المسيحية مثلما أساءت لهم جميعا حكومة مصر فليصحا شعب مصر من غفلته قبل فوات الأوان وان كان الوقت متأخرا لان الضرر وقع وإصلاحه صعب ولكن رحلة الإصلاح الطويلة تبدأ بخطوة ألان أفضل من أن لا تبدأ أبدا.



#جورج_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأمريكية والديموقراطية الغبية
- مؤامرة أم غير مؤامرة نظام مبارك هو السبب
- لا دين في الدولة ولا دولة في الدين
- المرأة الشرقية أملي في سلام العالم
- المزور أيمن نور و اللص حسني مبارك
- بكارة المرأة و بكارة العرب المتمصرون ؟
- لماذا كل محاولات الإقناع إذا كان الأسد مقتنع
- أمريكا تريد تغيير النظام الحاكم في مصر
- المليشيات المسلحة اكبر أعداء الديموقراطية
- قتلوا الحريري ومشيوا في جنازته
- الحكومة السورية ليست الحكومة العربية الوحيدة المتورطة في لبن ...
- إلي جنة الخلد يا ديموقراطية علي مذبح الإسلاميين بعد أن قدمك ...
- شهر العسل أم أنهار العسل
- مقرر الحريات في نقابة المحاميين الإسلامية يسب الأقباط علنيا
- عندما يرتكب رجل القانون جريمة باسم قداسة البابا
- صدق أو لا تصدق حبيب العادلي لسه عايش
- ليسوا بأغلبية بل دون أدني شك بلطجيه
- إلي وزير داخلية الحكومة المصرية أستقيل خلال 24 ساعة
- زهقت من حكاية مسلم ومسيحي
- قناة الجزيرة العائمة في بحر الظلمات


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج المصري - لم يسئ احد لمصر و الأديان كلها كما أساءت لهم جميعا حكومة مبارك