أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - بدعة استفتاء برزانستان!















المزيد.....

بدعة استفتاء برزانستان!


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 5569 - 2017 / 7 / 2 - 00:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدعة استفتاء برزانستان!
تردد عصابة مسعود البرزاني، هذه الايام، وتسايرها، نفاقا، اصوات اخرى من مجموعات عميلة مشابهة شعارات زائفة عن: تقرير المصير، والانفصال، والاستقلال، التي تذكرنا بشعارات: وحدة، حرية، اشتراكية، التي رفعها مغتصب السلطة صدام حسين مثلما يرفعها مغتصب السلطة مسعود البرزاني وحزبه. وهي الشعارات التي انتهت الى احتلال، اضطهاد، استغلال.
الاكراد في الواقع قرروا مصيرهم في العراق مثل بقية العراقيين كمواطنين متساويي الحقوق في دولة العراق الديمقراطية، وساهموا، بل هيمنوا، على كتابة دستورها الجديد. مثلما ساهموا في ثورة العشرين الوطنية التي اسست الدولة العراقية الحديثة التي تضم كل مكونات شعبنا، بحدودها الجغرافية المعترف بها دوليا. اما كلمة "الانفصال"، فتعني اعتراف ضمني، بأن ما يسمى الاقليم الكردي هو جزء من العراق. اما الاستقلال، فلا احدا يعرف عن من سيستقل البرزاني وعصابته. فالعراق لم يستعمر شمال العراق، وشمال العراق ليس محتلا من جيش اجنبي ليحاول صبي اردوغان "الاستقلال".
للتذكير فقط سواء قبل المنافقون، والمحرفون، والمظللون، ام لم يقبلوا، فان الغالبية العظمى لاكراد العراق نزحوا من ايران على دفعات، وموجات، واستوطنوا العراق، وصاروا عراقيين، وقسم قليل نزح من تركيا، مثلما نزح قسم من العرب الى العراق وصاروا عراقيين، مثلهم مثل الارمن، والتركمان. المنطقة التي يسموها اليوم "كردستان" يسكنها في الواقع العرب، والاكراد، والتركمان، والسريان، والاشوريين، والارمن، والكلدان، والشبك، والهورامان، والايزيدية، وغيرهم فليس كلهم كردا. بل فرضت على بعضهم الكردية، كما ضمت جزر القمر، وجيبوتي للجامعة العربية. هذه الارض بمدنها التاريخية ارض العراقيين القدماء، واحفادهم الحاليين قبل ان ينزح الاكراد من القوقاس وغيرها الى شمال غرب ايران الحالية، وتركيا مثلما نزحت القبال التي تسمى نفسها تركية اليوم الى الاناضول بعدها نزح قسم منهم الى شمال العراق، واستوطنوا هناك. هذه ارض بلاد الرافدين، والانتساب لها شرف. ان احتلال الصهاينة لفلسطين لن يجعل منها اسرائيلية وستزول دولة الصهاينة كما ستزول احلام مسعود الدون كيشوتية. وسبق لجنوب افريقيا ان عادت لاهلها. ان احتلال العثمانيين لنصف العالم المعروف سابقا لايمنحهم الحق باعتبار اراضي امبراطوريتهم السابقة تركية، وبقاء العرب في الاندلس ل 600 سنة لا يجعل من اسبانيا عربية. مثلما لا يحق للامبرطورية الفارسية، او الرومانية، او الاغريقية، او العربية الاسلامية، او المغولية الادعاء اليوم، بان كل ما احتلوه سابقا يعود لهم. وسبق للعراقيين القدماء ان احتلوا الشام، وفلسطين، ومصر، وقسم من ايران، وتركيا الحالية. والاسكندر المقدوني وصل الى الهند، لكن زمن الامبراطوريات وفرض الامر الواقع ولى الى الابد. لقد ادعت فرنسا يوما ان الجزائر، وتونس، وغيرها اراض فرنسية. وادعت بريطانيا ان الهند ارض انكليزية، مثلما ادعت البرتغال، وهولندا ان قسما من افريقيا برتغالية، او هولندية، كما ادعت اسبانيا يوما ما ان الامريكتين اسبانية. اليوم يدعي المهبول والديكتاتور الصغير مسعود ان، شمال العراق، ارض الاشوريين، والاكديين، والبابليين، والكلدانيين كردية. مثلما ادعى صدام حسين ان نسبه يعود الى محمد بن عبدالله، وادعى معمر القذافي انه ملك ملوك افريقيا.
ان زعيم عشائري مستبد يرفض التنحي بعد انتهاء مدة رئاسته، ويجمد "البرلمان" المنتخب، او يغلق ابوابه بوجه معارضيه، ويعين افراد عائلته حاشية في شمال العراق، مثل صدام حسين، وينصبهم حكاما فاسدين متسلطين على الاكراد، لا يمكنه ان يبني "دولة كردية" ولا يقدر ان "يستقل" او "ينفصل" لان الاقليم ليس مستعمرا كي يستقل، ولا يمكنه الانفصال عن الجسم الاصل. كما تحبب له اسرائيل، والقومجية الفاسدين الذين يسبحون بدماء المعارضين، والصحفيين، والناشطين الاكراد ضد العصابة العشائرية المتسلطة. ان البصرة وبغداد، والموصل، وبابل، وغيرها هي ارض للاكراد مثلما هي ارض للعرب، وغيرهم. ارض العراقيين كلهم. لقد فتحنا عيوننا على جيران، وزملاء عمل ودراسة ورفاق نضال، ودرب، وحياة من كل الاقوام، والاديان، والمذاهب، والمنابع. فهل نستفتيهم كلهم؟ ام ان البرزاني يدعي ان العراق كله من شماله الى جنوبه امارة بارزانية. لا زلت اتذكر احد الرفاق الاكراد وقد سمعني سابقا ادعو لدولة كردية متسائلا: "واين تريدني ان اعيش وامي من الفاو وابي من السليمانية"؟؟؟
ان للاكراد حق مشروع في اقامة دولتهم الكردية، ولكن على ارضهم في ايران، او تركيا وليس على الاراضي العراقية، او السورية. وقد قامت جمهورية مهاباد في ايران، وكان وزير دفاعها الكردي الايراني الملا مصطفى البرزاني الذي هرب من ساحة المعركة. حتى الزعيم المناضل عبدالله اوجلان تخلى عمليا عن شعار الدولة الكردية المستقلة في الظروف الحالية، ليس تنكرا لمبادئه، ونضاله، وتضحيات شعبه، بل لانه يضع مصالح شعبه فوق مصالحه، وطموحه الشخصي، كما يفعل مسعود البرزاني الذي تعاون مع ايران، وتركيا، وصدام ضد الاكراد. الم يحارب ولا زال مع اردوغان ضد اكراد تركيا؟ الم يتخاذل امام داعش في الموصل وتخلى عن القرى التي يعلن اليوم انها كردية؟ الم يترك الايزيدية يذبحون ويسبون ويشردون؟ الم يحارب مع صدام ضد الطالباني؟ الم يحارب هو وابوه مع الشاه ضد العراق وضد قاسملو؟ الم يتحالف مع اسرائيل ضد العراق وهي التي تغتصب اراضي حررها الكردي صلاح الدين الايوبي؟ الم يضم كل الجحوش الذين حاربوا مع صدام ضد اهلهم وشاركوا في حملات الانفال القذرة الى حزبه وميليشياته؟ الا يحتل بعض قادة اولئك الجحوش مواقع ومناصب رفيعة في حزب، وادارة مسعود، وما يسمى وزارة البيشمركة؟ هذا قسم من اسئلة كثيرة حول "القائد الضرورة" الجديد، و"زعيم الامة" ورهطه، والمغررين به!!
الان يريد، باستفائه المزعوم ومشاريعه التسلطية، ان يفرض كرديته على الارمن، والسريان، والاشور، والكلدان، والتركمان، وبعضهم موجودون على هذه الارض قبل الاكراد وحتى قبل العرب، والرومان، والاتراك، وغيرهم. ان القومجية الاكراد مثل القومجية العرب، او الاتراك، او الفرس، او الالمان، او الطليان، او الصرب، او غيرهم، لا يقدمون لابناء جلدتهم غير الشعارات الفارغة، والديكتاتوريات، ونهب ثروات البلدان واشغال شعوبهم في حروب، وخلافات مع جيرانهم، وفيما بينهم. بامكان الديكتاتور الصغير مسعود بالتعاون مع قومجية اخرين تضليل بسطاء الاكراد لفترة قصيرة، كما يخدع الاسلاميون الطائفيون اليوم ابناء طوائفهم. لكن اكراد العراق خبروا، وقاتلوا انواع الديكتاتويات، ولن يسمحوا باقامة دويلة برزانستان على جثث ابنائهم. فهم ما قاتلوا ولا ناضلوا من اجل ان يفرض عليهم صدام البرزاني! ان النوروز يذكرنا كل عام بان عهد "الضحاك" لن يعود، وان عاد فنيران الجبال بانتظاره!
اما الامميون الصادقون فاتمنى ان يقرأوا التاريخ، والجغرافية، والسياسة، ومبدأ حق تقرير المصير جيدا، فقد كنت مخدوعا مثلهم. وللمدعين، ومنهم مستشارين، وخدم بدرجة وزير، ومقربين، وحاملي اوسمة، ودرجات عليا في ادارة مسعود، اقول تذكروا حاشية صدام. وللمخدوعين، والمظللين بشكل خاص نقول ان الاممية لا تدعو الى تفتيت الاوطان، ولا تمزيق الانسان. الاممية تعني المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات في وطن واحد، وليس تسليط الخرفان من آل برزان على قوم حاربوا كل انواع الطغيان!
رزاق عبود
27/6/2017



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اثر النزاعات المسلحة على المرأة! هل تكفي مقالات التضامن لانص ...
- من صولة -الفرسان- الى صولة الخصيان، الحشاشون الملثمون يحمون ...
- حوار حول شخصية -النبي- محمد وصحة نبوته وقرآنه!
- اختطاف افراح شوقي حرب مفتوحة ضد حرية الكلمة!
- فيديل كاسترو بين التمجيد والانتقاد!
- اردوغان(هتلرخان) على طريق صدام المحتوم!
- اياد علاوي يعود لمزاولة مهام قندرته!
- اطفال المزابل في بلاد الاسلاميين الثرية!
- ليس دفاعا عن وزير النقل كاظم فنجان الحمامي ولكن...!
- أهلي
- اضغاث الماضي العراقي!
- احبتنا الاكراد: لاتنخدعوا بالشعارات القومية!
- ابو كفاح
- مناشير الشعر..... الى زهير الدجيلي!
- ايام مظفر النواب
- متى يثور الشعب في المملكة الوهابية الصهيونية؟!
- العراق، والمرجعية، وثورة الاصلاح في خطر!
- اسئلة الى ..... المنطقة الجوفاء، وسفلة البرلمان (العراقي)!
- العنصرية لاحقت الفيلية حتى في السويد!
- الوحدة الاندماجية الفورية بين سوريا والعراق (23)


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رزاق عبود - بدعة استفتاء برزانستان!